بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 مارس 2021

قضية (فناء النار مع الحشوية) وطائفة [الجهمية] وحقيقة التشابه فيما بينهم

 بسم الله الرحمن الرحيم 

🌹
حمدا  لله، صلاة وسلاما على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

فاعلم أخي القارئ الكريم أن قضية القول «بفناء النار» ليست فرية ونسبت لابن تيمية وتلميذه ابن القيم ولكنها حقيقة ولو حاول أتباعهم من (الوهابية) التنصل من الحقيقة، بسرد التبريرات المعهودة والدندنات المفضوحة فلقد انبلج الصبح وانفلق لكل ذي بصر وبصيرة فاسمع واعقل ما أقول ودع عنك كل حروب الإشاعات المغرضة والعبارات الكاذبة والشعارات التافهة.


أقــول أن من قال بفناء النار والجنة هم  (الجهمية) وذلك بما صوبه ابن تيمية شيخ إسلام الوهابية نفسُه في بيان تلبيس الجهمية حيث قال ما نصه:

« وقد تقدم ذكر عثمان بن سعيد الدارمي أن أول من قال بعدم الحد والنهاية هو الجهم، ولا خلاف أنه أول من قال بفناء الجنة والنار».
📚الدليل:



فالحاصل أن الحشوية ومنهم ابن تيمية وابن القيم وافقوا   (الجهم بفناء النار) وهذه طامة ما بعدها طامة، فإن عرفت ذلك، فاعلم أنّ من ذكر قول ابن تيمية وابن القيم ابن تيمية نفسه وقد تقوّل على الطبراني في المسند بأنه قال (وأنه ينبت فيها الجرجير) ويعقّب ابن تيمية قائلا: «مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة ولا أقوال الصحابة» .
📚الدليل: 


وليس بعد هذا التصريح أكثر صراحة وبيانا أن ابن تيمية يقول بفناء النار وقد تعمد الكذب على الطبراني، ولست أدري ما فائدة الجرجير لينبت في جهنم بعد فنائها، لعله من بقايا عصارات فرعون وقارون أو بقايا عصاة وفجرة وفسقة الوهابية النجدية عندما يخرجون من النار كما يزعمون كذبا على الله ورسوله.

↩قلت : وقد ذكر صحة إثبات ابن تيمية وابن القيم بفناء النار عدد من العلماء:
ومنهم الإمام « المناوي» في فيض القدير بما نصه:
« وذهب بعضهم إلى فناء النار دون الجنة وأطال ابن القيم كشيخه ابن تيمية في الانتصار له في عدة كراريس وقد صار بذلك أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان لمخالفته نص القرآن » .
📚الدليل:



وهذا تأكيد يذكره « الألباني»وهو محدث الحشوية -ومكانته معهم مرموقة- حيث يقول الألباني في رفع الأستار ما نصه : « فقد وجدت أن الذى فتح لابن تيميه وابن القيم باب التورط فى القول بفناء النار إنما هو بعض الآثار المروية عن بعض الصحابة والأحاديث المرفوعة جُلها لا تصح أسانيدها ...وإن حاولا تقوية إسناده بتكلف ظاهر لمخالفة ذلك المقرر في علم مصطلح الحديث».
📚الدليل: 



وصرح الألباني بأن قول ابن تيمية وابن القيم بفناء النارصحيح حيث يقول في كتاب حياة الألباني وآثاره العلمية تصنيف محمد إبراهيم الشيباني ما نصه: «فما أشبه ابن تيمية به حيث إنه غفل عن المعلوم يقينا أيضا وهو أن النار لا تفنى، إلا أن الحامل له على ذلك إنما كان ثقته البالغة في رحمة ربه وعفوه ..... وتبعه في ذلك بل وزاد عليه تلميذه وماشطة كتبه كما يقول البعض ابن القيم الجوزية».
📚الدليل: 


وها هو ابن القيم الجوزية في كتابه حادي الأرواح يقول :  «وأما فناء النار وحدها فقد أوجدنا لكم من قال به من الصحابة وتفريقهم بين الجنة والنار فكيف يكون القول به أقوال أهل البدع مع أنه لا يعرف عن أحد من أهل البدع التفريق بين الدارين، فقولكم إنه من أقوال أهل البدع كلام من لا خبرة له بمقالات بني آدم وآرائهم واختلافهم».
📚الدليل:

وهذه حقيقة ذكرها  (الإمام محمد أبو زهرة في كتابه العقيدة الإسلامية) حيث قال ما نصه: «وقبل أن نختم ذلك الكلام الموجز من بحثنا، نرى من الإنصاف أن نقول: إن ابن القيم ليس أول من قال بفناء نعيم الجنة وعذاب النار بل سبقه إلى ذلك الكلام (الجهم بن صفوان في العصر الأموي).
📚الدليل:


فابن تيمية وابن القيم متورطون بالقول بفناء النار باعتراف ابن تيمية والمناوي والألباني، أقول يا سادة إن القول بفناء النار لم يتورط فيه ابن تيمية وتلميذه فقط بل «جماعة من سلف الحشوية»، نعم جماعة منهم يقولون بفناء النار، وسأورد لكم الأدلة من مصادرهم المعتبرة لتبقى الحقيقة كالشمس في ضحاها وحتى نقطع عذر أتباع نحلتهم:

1⃣أولا : الطحاوي في الطحاوية يقول : «وقال ببقاء الجنة وفناء النار جماعة من السلف والخلف والقولان مذكوران في كثير من كتب التفسير وغيرها وقال بفناء الجنة والنار الجهم بن صفوان إمام المعطلة وليس له سلف قط لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين ولا من أهل السنة» .
📚الدليل:




2⃣-ثانيا : ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة حيث يقول ما نصه : «الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان وقد أخطأ من قال بفناء النار، وإن كان بعضهم من أهل الحديث..».
📚الدليل:




3⃣-ثالثا: تقي الدين الهلالي في كتابه سبيل الرشاد في هدي خير العباد حيث يقول ما نصه:«الاختلاف في فناء النار بين أهل السنة ذكر شارح الطحاوية في هذه المسألة ثمانية أقوال ستة منها خارجة عن عقيدة أهل السنة ... والسابع والثامن كل منها أخذ به جماعة من أهل السنة وهذا كلامه: السابع أن الله يخرج منها من يشاء كما ورد في الحديث ثم يبقيها شيئا ثم يفنيها...»
📚الدليل:




4⃣-رابعا: الشمري في كتاب الوافي في اختصار شرح عقيدة أبي جعفر الطحاوي بما نصهما «ومما ينسب إلى بعض أهل السنة أن فناء النار ممكن وغير ممتنع وهو القول المشهور عن شيخ الإسلام وابن القيم وجماعة.
📚الدليل:





وكما تلاحظ وقد ظهرت لك الحقيقة كشفا بأن القول بفناء النار هو قول : «ابن تيمية وابن القيم وبعض سلف الوهابية الحشوية» مقلدين بذلك ومتابعين قول « الجهم بن صفوان إمام الجهمية» وبما أن الحشوية يزعمون أنهم حنابلة نورد لكم كلام إمام الحنابلة «أحمد بن حنبل» من كتاب ابن حجر«لسان الميزان» في ترجمة أبي مطيع البلخي بما نصه :«وقال العقيلي حدثنا عبدالله بن أحمد، سألت أبي عن أبي مطيع البلخي؟ فقال : لا ينبغي أن يروى عنه، حكموا عنه أنه يقول: الجنة والنار خلقتا فستفينان، وهذا كلام جهم».
📚الدليل:



وهذه قاصمة وصاعقة للحشوية من إمامهم الذي ينتحلونه، فكما ترى يرد رواية البلخي لمقالته بمقولة بفناء النار والجنة وأنها مقالة الجهم، فكيف لو عرف ابن حنبل بمقالة بعض الحشوية الذين ينتحلونه وكيف لو عرف بمقالة ابن تيمية وابن القيم⁉

والآن يا إخوة أضع لكم حكم الإمام أحمد بن حنبل كما نقل عنه أبو العباس الاصطخري حيث جاء في كتاب البحور الزاخرة للسفاريني الحنبلي ما نصه عن ابن حنبل :  «فإن احتج مبتدع أو زنديق بقوله تعالى: ( كل شيء هالك إلا وجهه) وبنحو هذا من متشابه القرآن قيل له :كل شيء مما كتب عليه الفناء والهلاك هالك والجنة والنار والنار خلقتا للبقاء لا للفناء والهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا يذقن الموت أبدا؛ لأن الله خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل».
📚الدليل:



وأعجبني قول «القرطبي» كما في كتاب الفوائد المنتقاه من فتح الباري للعوشن عندما رد على القائلين بفناء النار حيث قال القرطبي  «فمن زعم أنهم يخرجون منها وأنها تبقى خالية أو أنها «تفنى» وتزول فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول وأجمع عليه أهل السنة».
📚الدليل:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...