بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 مارس 2021

عقيدة اليهود "جلوس الله على العرش" عند الوهابيّة المُجسّمة !!!

 تعتبر عقيدة جلوس الله على العرش أو استقراره عليه جلّ ربنا وتعالى عن ذلك، من العقائد الباطلة عند اليهود، والتي تسربت إلى المسلمين من طريق المجسّمة في هذه الأمة، وقد ردّ علماء الإسلام هذه العقائد وبيّنوا للأمة بطلانها بالدّليل الساطع والبُرهان القاطع، ومن جُملة ذلك أن عقيدة الجلوس والاستقرار لم يرد فيها دليل لا من الكتاب ولا من صحيح السنة النّبويّة المطَهّرة اللّهمّ إلا بضعة أحاديث و آثار مُنكرة باطلة متناً وسنداً، حتى إن مُتمحدّث الوهابيّة الألباني حَكَم عليها بالنّكارة والوضع، واعتبر هذه العقيدة يهوديّة لا تليق بالخالق، وأنّ وصف الخالق بالاستقرار لا يجوز لأن الاستقرار من صفات البشر، كل ذلك مدوّن في كتبه وفي كتاب "جامع تراث الألباني في العقيدة".


وأما من النّاحية العقليّة، فمن المقَرّر في عقائد المسلمين أنّ كلّ ما سوى الخالق فهو مخلوق، فالعالَم كلّه من العرش إلى الفرش مَخلوق لله ربّ العالمَين، وخالق الكون موصوفٌ بصفات الكمال أزلاً وأبداً، فلم يكتسب ربّنا صفة جديدة بعد خلق العرش (=الجلوس أو الاستقرار أو القعود و..غيرها من لوازم التجسيم)، ولو كان الأمر بعكس للزم منه أن يكون ربّنا قبل خلق العرش نَاقصاً في صفاته (= لم يكن جالساً أو مستقراً) ثُمَّ اكتملت صفاته بعد أن خلق العرش (= جلس واستقر عليه) !!!، فاكتسب صفة جديدة هي الجلوس والاستقرار على العرش بعد أن خلق العرش !!!، وهذا باطل لأن ربّ الأرباب كاملٌ في ذاته وصفاته دائماً وأبداً وهو غنيٌّ عن خلقه كما قال ربنا : "إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"، ولهذا قال أبو جعفر الطحاوي واصفاً ربه في عقيدته التي أجمعت عليها الأمة - العقيدة الطحاوية - (ومَازَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيْماً قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ. وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيّاً، كَذَلِكَ لاَ يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيّاً، لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الـخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ الـخَالِقِ، وَلاَ بِإحْدَاثِهِ البَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ البَارِئِ. لَهُ مَعْنَى الرُبُوبِيَّةِ وَلاَ مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الـخَالِقِ وَلاَ مَخْلُوقَ. وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الـمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَا، اسْتَحَقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ كَذَلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَ الـخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ، وَكُلُّ شَئٍ إِلَيْهِ فَقِيْرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيْرٌ، لاَ يَحْتَاجُ إِلىَ شَئٍ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَـْئٌ وَهُوَ السَمِيْعُ البَصِيْرُ })).انتهى، فلا يحتاج ربنا إلى خلقه (=العرش) ليكمّل صفاته جلّ ربنا عن ذلك، ومنه يُعلم بطلان هذه العقيدة.

ثُمَّ إنَّ وصف الباري بعقيدة الجلوس والاستقرار يقتضي أنّ الله مماسٌ للصفحة العليا للعرش !!!، وكذلك يلزم منه أنّ الله يَملئ العرش متمكّنٌ فيه !!!...الخ، وكلّ ذلك من لوازم الجسميّة تعالى ربنا من أن يوصف بها، قال الإمام القشيري كما جاء في "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" للمحدّث مرتضى الزّبيدي، ما نصه (والذي يَدْحَضُ شُبهَهُم (= يقصد المجسمة القائلين بعقيدة الجلوس والاستقرار) أَنْ يُقالَ لَهُم : قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ العَالَمَ أو المَكَانَ هَلْ كَانَ موجودًا أمْ لا ؟ فَمِنْ ضَرُورَةِ العَقْلِ أنْ يَقُول بَلَى، فَيَلْزَمُه لَوْ صَحَّ قَولُه لا يُعْلَمُ مَوجُودٌ إلا في مَكَانٍ أحَدُ أمْرَينِ إمَّا أنْ يَقُولَ المكانُ والعَرْشُ والعَالَمُ قَدِيمٌ !!! (= وهذا باطل)، وإمَّا أَنْ يَقُولَ: الرَّبُّ تعالى مُحْدَثٌ !!! (= وهذا باطل)، وهذا مآلُ الجَهَلةِ الحشوِيّةِ، لَيْسَ القَدِيمُ بالمُحْدَثِ والمُحْدَثُ بالقَدِيمِ)).انتهى، فتأمّل هذا الكلام المتين.

إذا تبيّن هذا، فاعلم أن مدعي السلفية الوهابيّة تريد إعادة بعث هذه العقيدة الضالة على أنها عقيدة سلفنا الصالح، والحق أنّها عقائد غلاة المجسّمة، والتي كان يخفيها ابن تيمية عن علماء عصره حتى انكشف أمره، فتصدى له علماء الإسلام وألزموه بالحجة والبيان حتى حبسه قضاة المذاهب الإسلامية الأربعة بسبب هذه العقائد الباطلة كما هو مبسوط في كتب التاريخ والتراجم.

فتأمّل أيّها القارئ النبيه في كلام القوم واحكم بنفسك :

أولاً : يُعتبر الخلال من غلاة المجسمة الحنابلة، وهو أحد المنظّرين لعقيدة التجسيم الذين يعتمد عليهم ابن تيمية في تقرير عقائده الزائفة، هذا الخلال يدّعي في كتابه السنة 
(=يقصد بالسنة ما يجب على المسلم اعتقاده)، أن كل من رفض عقيدة الجلوس 
والقعود كـ (((الإمام الترمذي!!!)))، فهو جهمي معطّل خبيث 
لا يدفّن في مقابر المسلمين (=تكفير!!!)


ثانياً : تلقف ابن تيمية لهذه العقيدة :
1. شهادة الإمام المفسّر أبو حيّان الأندلسي وهو من المعاصرين لابن تيمية، 
وهذا الإمام قد كان أثنى في أوّل أمره على ابن تيمية، ثمّ ذمّه وحذّر منه لَمَّا اكتشف أنه يقول بعقيدة التجسيم والجلوس، وكل هذا مدوّن في كتاب "إتحاف السادة المتقين" 
للإمام الحافظ مرتضى الزبيدي، وكذلك كتاب "دفع شبه من شبّه وتمرّد" 
لتقي الدين الحصني الشافعي وغيرها من الكتب. وإليك الشهادة



2. ابن تيمية يبارك عقيدة القعود والجلوس، ويدّعي بأن العلماء المرضيّون والأولياء المقبولون ما فَتِئوا يحدّثون بها، ولا ينكرها إلا جهمي !!!


3. ابن تيمية :يقول أكثر أهل السنة قبلوا حديث هالك (=ضعفه حتى الألباني) مفاده أن الله يجلس على الكرسي أو العرش !!!



4. ابن تيمية : يجوز الجلوس والقعود على الباري !!!


5. ابن تيمية :يقول  العرش بالنسبة إلى الخالق كالسرير بالنسبة إلى المخلوق!!!



6. ابن تيمية : غير مستنكر في دين الإسلام القول بأن الله جالسٌ على العرش وقد ثَقُلَ - تعالى الله عن ذلك - على حملة العرش !!!


ثالثاً : ابن القيم تبعاً لشيخه ابن تيمية وغلاة المجسمة :
1.يقول هل الاستواء إلا الجلوس ؟!!



2. ابن القيم : الله قاعدٌ على العرش وسيُقعد معه يوم القيامة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم !!!

3. ابن القيم : فوقية الذات هي التي يصحّ أن يُقال فيها بأن الله يجلس على كرسيّه !!!
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...