بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 يناير 2022

الرد الشافي على الافتراءات على الاحباش و الحبشي

 

الحمد لله له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين .


اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحَزَنَ إذا شئت سهلا .. يا رب عفوك ومغفرتك ، أنا العبد الفقير الحقير ، المستغيث المستجير ، الوجل المشفق ، أشرع إن شاء الله في رد هذا الإفك المبين ‘ عن صدر العلماء العالمين ، سيدي الشيخ عبد الله الحبشي الهرري العبدري الشيبي حفظه الله ، فأعني يا حيّ يا قيّوم ، يا بديع السموات والأرض ، وأمدني بأمداد سيد الأولين والآخرين ، وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ، واجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، واغفر اللهم لشيخي الذي له الفضل العظيم في صياغة هذا الرد ، واغفر اللهم لزوجه التي لها الفضل أيضا في صياغة هذا الرد ..... وبعد ،،،،،

أقول وبالله التوفيق رداً على افتراءات هذا الوهابي ..

قولك : (( طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي ، ظهرت حديثا في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية )) ..

أقول ردا :

" هذا تهويل يقصد منه استمالة العوام بما يلمس مشكلاتهم اليومية ، أما أهل الكلام فإن أريد بهم الأشعرية والماتريدية فشيخنا رأسهم في هذا الزمان ولا ننكر ذلك ، وقد نشر علوم الدين في وقت غرق فيه الناس في مستنقعات الجهل. واعلم أن علم الكلام قسمان علم أصول الفقه، أصول الدين، يعني العقيدة، التوحيد، وعلم الأحكام. والسلف اشتغلوا بعلم الكلام الممدوح مع ذكر الأدلة ومنهم أبو الحسن الأشعري، ومنهم الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان الذي ألف خمسة رسائل في ذلك العلم. و قولك الصوفية فنحن لا ننكره أيضا فإن الشيخ صوفي حق بقوله و فعله بعيدا عن كل غلو و شطح. ثم إن الصوفية على قسمين والمحدث الهرري مع الصوفية الصادقين أمثال الجنيد رضي الله عنه الذي قال عنه زعيم الوهابية المجسم ابن تيمية في بعض كتبه " إمام هدى ".

وإياك ثم إياك أن تقترب نحو الصوفية ببذيء كلامك فانك لن تبلغ قدر خدامهم من العلم. فهم أهل الله، أهل علم وحكمة ومواهب جليلة. واعلم أن الباطنية ضالون كافرون وأن المحدث الشيخ عبد الله الهرري بيّن ذلك في كتبه ومجالسه لأنهم كذبوا الإسلام واستحلوا ما حرم الله. وقولك تفكيك وحدة المسلمين فاعلم أن كل وحدة على غير كلمة التوحيد مآلها الاضمحلال..

قولك صرفهم عن قضاياهم الأساسية ينيىء عن جهلك الشديد لأن إصلاح العقائد هو أولى الأولويات ، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله ورسوله ....

قولك : (( التأسيس وأبرز الشخصيات : عبد الله الهرري الحبشي : هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً ، الهرري موطنا نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة ، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية . ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ، ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف وفيها نشأ شذوذه وانحرافه حيث بايع على الطريقة التيجانية . ثم ارتحل إلى منطقة داوىء من مناطق أرمو ودرس صحيح

البخاري وعلوم القرءان الكريم على الحاج أحمد الكبير ، ثم ارتحل إلى قرية قربية من

داوىء فالتقى بالشيخ مفتي السراج تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث . ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية ، ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في إفريقيا عام 1969م ))

أقول رداً :

كذب وافتراء تحاسب عليه يوم القيامة ، وليس أدل على كذب ادعائك لنسبة الشيخ إلى الطريقة التيجانية من عبارته في كتابه بغية الطالب ( ص/365) وهذا نصها : " ومن جملة المعاصي القلبية الاستهانة بشيء من القرءان أو بشيء من علم الشرع أو بشيء من علم الدين أو بالجنة أو بالنار ، وقد ذكرنا بعض الأمثلة للاستهانة بالجنة والنار ، وأما الاستهانة بالقرءان كمثل ما رواه الإمام عبد الكريم القشيري في الرسالة أن عمرو بن عثمان المكي صوفي مكة في عصره رأى الحلاج الحسين بن منصور يكتب شيئا فقال : هذا أعارض به القرءان ، فمقته بعد أن كان يحسن به الظن وصار يلعنه ، حتى بعد أن غادر الحلاج مكة يكتب في التحذير على الناحية التي يحل بها الحلاج ، وكالذي حصل من بعض التيجانية في الحبشة من إظهار الاستغناء بصلاة الفاتح عن القرءان ، حتى قال قائلهم بكلامهم ما معناه : ما لكم تحملون هذا الرغيف الثقيل ( يعني القرءان ) ونحن بغنية عنه بصلاة الفاتح التي هي كلمة وجيزة وهي هذه الصيغة : اللهم صلّ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم ، وهي في الأصل من تأليف الشيخ مصطفى البكري الصوفي ثم استعملها التيجانية واعتبروا المرة الواحدة منها تعدل ستة آلاف ختمة من القرءان ، وادّعوا أن ذلك شافه به النبيّ صلى الله عليه وسلم يقظة الشيخ أبا العباس التيجاني الذي تنتسب إليه التيجانية ، على أننا لا نجزم بأن الشيخ أبا العباس هو القائل لما يقولونه لأنه يحتمل أن يكون ما ينسبون إليه مفترى عليه " ا هـ ...

وأنتم أيها الوهابية في ذكر تاريخ المحدث الشيخ عبد الله الهرري زورتم الحقائق وكذبتم، فلا يوجد من مشايخ الشيخ من اسمه سعيد ابن عبد الرحمن النوري ولا الحاج احمد الكبير ولا البلد الذي قصده يقال له جمة بضم الميم إنما جمة بكسر الميم وذكركم تاريخ قدومه إلى لبنان غير صحيح .

قولك : (( وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين ، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرءان بمدينة هرر سنة 1367هـ الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها، وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية ، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة

( الفتان) أو ( شيخ الفتنة ) .. )) ..

أقول رداً : هذا كذب صاغته أوهامك وأوهام جماعتك الوهابية ، وما أسرعهم إلى كيل الاتهامات ونسج القصص وليس هذا مستغربا وهم قتلة المسلمين ، وللعلم فإن هذه المقالة التي

تفاخر بها ليست بجديدة علينا ، فإنها منشورة بالنص نفسه في كثير من مواقع وكتب الوهابية والمقصود منها هو تأليب أهل السنة على محدث العصر والفت في عضد الأمة بالتفريق بينها وبين علمائها تحقيقا لاطماع أعدائهم فيهم واستكمالا لرسالتكم في نفي التوسل وتعظيم الأولياء أصحاب الكرامات الظاهرة ، ولو أفنيت عمرك بإثبات أي صلة بين هيلاسيلاسي الظالم والشيخ عبد الله لما استطعت ، وكيف يحارب أهل القرءان مَن حفظه استظهارا وترتيلا واتقانا وهو ابن سبع سنين ، وتعلق قلبه به حتى أخذ القراءات الأربع عشرة عن أهل العلم ...

وكفى مدح السفير الصومالي للشيخ حفظه الله، وذكر ما عاناه الشيخ من هذا الإمبراطور الظالم، ثم أهل هرر ما زالت تثني على المحدث الهرري وتعتقد أنه محدث الدنيا إلا من تبع منهم أذناب الوهابية الأقلية. واعلم أن الآن مشايخ وعلماء الصومال منعوا أي من الوهابية الدخول إلى بلدهم أو التدريس فيها، وهذا حكم عام وشامل بعد ما رأوا من فتنهم وشرهم.

قولك : (( منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج المذاهب : الجهمية في تأويل الصفات ، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض ، وسب للصحابة ، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله ، بالإضافة إلى فتاوى شاذة )) ..

أقول رداً : ها قد فضحت نفسك بإظهار هويتك ، فالذي تسميه شركا ما هو إلا القول بجواز التوسل ، ومن تسميهم الجهمية ما هم إلا مئات الملايين من المسلمين من أشعرية وماتريدية ، فمن أنتم إلا المجسمة الوهابية ، ولا أدري كيف طابت نفسك بكيل الاتهامات للشيخ ، وأنا أتحداك أن تأتي بدليل واحد من كتب الشيخ على ما تزعم ، وهاك النصوص من كتب الشيخ :

أولاً : قال الشيخ في المرجئة في كتابه الشرح القويم (ص/234) ما نصه " وأما المرجئة فهم طائفة انتسبوا للإسلام وكانوا يعتقدون أن العبد المؤمن مهما عمل من الكبائر ومات بلا توبة ليس عليه عذاب ، قالوا لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، قاسوا هذه على هذه فضلوا وهلكوا ، لأن قولهم : لا ينفع مع الكفر طاعة صحيح لأن الكافر مهما قام بصور أعمال الطاعة وهو على كفره لا ينتفع بذلك ، وأما قولهم : لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله فهو كفر وضلال ، لأن المؤمن ينضر بالمعاصي التي يرتكبها ". ا هـ ..

ثانياً : قال الشيخ في مسألة الجبر في كتابه الصراط المستقيم (ص/57) ما نصه : " فالعباد منساقون إلى فعل ما يصدر عنهم باختيارهم لا بالإكراه والجبر " .. وقال حفظه الله في كتابه

المطالب الوفية شرح العقيدة النسفية (ص/103) ما نصه : " قوله- أي النسفي – ( ويعاقبون عليها ) يعني على المعاصي التي يفعلونها باختيارهم عدلا من الله وهو خالقها فيهم ، ولا يكون ذلك منه ظلما لهم ، لا كما زعمت الجبرية أنه لا فعل للعبد أصلا وأن حركاته بمنزلة حركات الجمادات لا قدرة عليها ولا قصد ولا اختيار للعبد ، وهذا باطل ، لأننا نفرق بالضرورة بين حركة البطش وحركة الارتعاش " ا هـ ..

هذا حكم الجهمية ، واعلم أن التأويل اشتغل به السلف الصالح فقد ثبت ذلك عن الصحابي عبد الله بن عباس والإمام احمد والإمام البخاري وغيرهم وذكر سابقا بعض تأويلهم، فهل يقال عن هؤلاء جهمية ؟ ! ثم بينا حكم المرجئة والجبرية انهم كفار. أما الصوفية، فهم أهل حق وأهل علم وعمل. واعلم أن الإمام احمد أثنى عليهم أي على الصوفية الصادقين.أما حكم سب الصحابة فبينا انه كفر ، وثناء الشيخ الهرري على السيدة عائشة رضي الله عنها ومدحها والترضي عليها عند ذكرها في كثير من المواضع فهل كلامه يدل على أنها عاصية لله أم أنها صالحة من الصالحات ؟!..

ثالثاً : قولك الرفض وسب الصحابة واتهام أم المؤمنين ، فقد قال الشيخ في كتابه بغية الطالب (ص/47) ما نصه : " أما أبو بكر فقد نص الله على صحبته في القرءان فقال تعالى ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فقد أجمع المسلمون على أن المراد بالصاحب هنا أبو بكر ، فمن شك في ذلك وفسر هذا الصاحب بغيره من الصحابة فقد كفر لأن ذلك يتضمن تخوين أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك هدم للدين " ا هـ .. وقال في الكتاب عينه ( ص/375) ما نصه : " من معاصي اللسان سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) هؤلاء هم أولياء الصحابة وسب أحدهم أعظم إثما وأشد ذنبا من سب غيره " ا هـ .. وقال في الكتاب ذاته ( ص/347 ) ما نصه : " وأما الآل فإن أريد بهم مطلق أتباع النبيّ الأتقياء ، فتجب محبتهم لأنهم أحباب الله تبارك وتعالى بما لهم من القرب إليه بطاعته الكاملة ، وإن أريد به أزواجه وأقرباؤه المؤمنون فوجوب محبتهم لما خصوا به من الفضل " ا هـ .. بعد ذكرنا حكم المرجئة والجبرية والجهمية في دين الله بقي أن نذكر حكم المعتزلة وهم الذين قال فيهم رسول الله : " صنفان من أمتي ليس لهما نصيب في الإسلام المرجئة والقدرية " حديث صحيح رواه الحافظ المجتهد الطبري وغيره وكفى.

فبعد هذا ما بقي لهذا الوهابي إلا الكذب، فيعود على نفسه . وأما إشارته إلى أن جماعة الشيخ لا يرون مسلما غيرهم فهذا تكذبه كتب الشيخ ودروسه أن جمهور الأمة المحمدية محفوظين من الضلال في العقيدة ،ولكن ما فيكم يا وهابية تجعلونه في غيركم فانتم الذين تكفرون من سواكم وهم السواد الأعظم ، فابن عثيمين يعتبر أن النووي وابن حجر ليسوا من أهل السنة، وعلى ذلك كل الوهابية.. وكتبوا في كتبهم أن تقليد المذاهب الأربعة من الشرك!.

قولك : (( نجح الحبشي مؤخرا في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلما إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله . فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان )) ..

أقول رداً : يا وهابي ، ما أشد اجتراءك على العلماء العاملين وطلبة العلم الصادقين ، وهل تحسب الشيخ وتلامذته ممن يملكون آبار النفط لطباعة الكتب وتوزيعها بين الناس ، ولعل بعض طلبة العلم في الدول الإسلامية لم تقع أيديهم على مصنف واحد للشيخ ، وما ذلك إلا لقلة ذات اليد لولا المحسنون ، ففاتهم بذلك الشيء الكثير لما في التلقي عن هذا البحر من الخير العظيم . أما من تسميهم متبجحين ، فمنهم الشيخ نبيل الشريف الأزهري رئيس جمعية الأشراف في لبنان ، فتأمل ، ومن تسميهم متبجحين قد تلقاهم الأزهر بكل قبول حين وقعت جمعيتهم ، جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وجامعة الأزهر اتفاقية تعاون علمي وثقافي في شعبان 1420هـ ، وما كان الأزهر لينأى بنفسه عن محدث العصر ...

قولك : (( نزار الحلبي : خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب " سماحة الشيخ " حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق " لا للمفتي حسن خالد ، نعم للمفتي نزار حلبي " وقد قتل مؤخرا )) ..

أقول رداً : وأنت تعلم من قتله يا قتلة المسلمين يا خوارج هذا العصر . ألم تترصدوا لصاحب الإجازات الرفيعة يوما ومعه بنوه حتى أطلقتم رصاص حقدكم عليه وعلى أبنائه الصبية ثم لذتم بالفرار ، وكل ذلك لأنه لم يلاطفكم ويهادنكم كما فعل الكثيرون ، بل كان سيفا على أدعياء العلم كما تربى في مدرسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...

اغتالوا الشيخ نزار الحلبي بالرصاص في جبينه.. حيث كان مع ابنه خارجاً. واعلموا أن الله عاقب هؤلاء القتلة في هذه الدنيا كما سيعاقبون في الآخرة، فشنقوا كلهم أمام الناس. نعم، مات نزار الحلبي شهيدا، حيث فاح الطيب من دمه لما كان يفوح من أنوار من فمه. لأنه كان سني أشعري صوفي زاهد متواضع على خطى شيخه السيد الهرري حفظه الله.

قولك : (( لديهم العديد من الشخصيات العامة ، مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700صوتا معظمهم من النصارى حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية ، لكن لم يكتب له النجاح )) ..

أقول رداً : لا ندري والله كيف عرفت أن معظم الأصوات كانت من النصارى !! وأين ومتى وعدهم بالقضاء على الأصولية ؟؟ وهل دأبك مصاحبة النصارى حتى أخبروك بذلك ؟ وما هي الأصولية عندكم

قولك : (( وحسام قرقيرا رئيس جمعية المشاريع الإسلامية ، وكمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي وهؤلاء الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل المؤسسة الثقافية للخدمات ، ويحيلون إلى اسم غريب لا يعرفه حتى طلبة العلم فمثلا يقولون : " قال الحافظ العبدري في دليله " فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل الحافظ ابن حجر أو النووي وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه الدليل القويم مثلا )) ..

أقول رداً : انظر كيف افتريت فأضحكت الناس على عقلك ، فإن أول ما ذكرته في ترجمة الشيخ أنه الهرري نسبة إلى هرر ، والعبدري نسبة إلى عبد الدار ، والشيبي نسبة إلى بني شيبة ، والحبشي نسبة إلى الحبشة ، فأين التلبيس !!! ثم هلا ذكرت كم من المخطوطات السنية أخرج هؤلاء الأكابر في العقيدة والفقه والحديث والتاريخ والتصوف وانتهاء بشرح المناوي على ألفية السيرة للعراقي ، يتحرون في ذلك غاية الأمانة والدقة منتفعين بما قيضه الله لهم من محدث جليل وعى تراثاً جماً في صدره المتواضع ، فأكرم بهم من فتية أمنوا بربهم واشتغلوا بالآخرة .. هو عالم حافظ محدث مرشد ولي حفظه الله، وانظر ترجمته جيداً وانظر العلماء الذين تلقى عنهم العلم شفهياً وانظر إسناده المتصل للكتب الستة وغيرها..

قولك : أهم العقائد : (( يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله . فهم يؤولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية )) ..

أقول ردا ً : بل كذبت يا هذا ،، هذا كتابه بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب ،

أتحداك أن تأتي بمسألة واحدة خالف فيها المذهب بل خالف فيها الراجح من المذهب ..

أما مسألة التأويل ، فأقرأ ما قاله الشيخ في كتابه الصراط المستقيم ( ص/44) بعد ذكره المحكم والمتشابه ، قال : " فهنا مسلكان كل منهما صحيح ، الأول : مسلك السلف وهم أهل القرون الأولى أي الغالب عليهم ، فإنهم يؤولونها تأويلاً إجماليا بالإيمان بها واعتقاد أن لها معنى يليق بجلال الله وعظمته بلا تعيين ، بل ردوا تلك الآيات على الآيات المحكمة ، كقوله تعالى ( ليسَ كمثلِهِ شَىءٌ ) ، وهو كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : ( آمنتُ بما جاءَ عن اللهِ على مرادِ الله وبما جاءَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على مرادِ رسولٍ الله ) يعني رضي الله عنه لا على ما قد تذهب إليه الأوهام والظنون من المعاني الحسيّة الجسمية التي لا تجوز في حقّ الله تعالى .. ثم نفيُ التأويل التفصيلي عن السّلف كما زعم بعضٌ مردودٌ بما في صحيح البخاري في كتاب تفسير القرآن وعبارتُهُ هناك : " سورة القصص ( كلُّ شىءٍ هالكٌ إلاّ وجْهَهُ ) ، إلا ملكه " .ا هـ . إلى أن قال : " مسلك الخلف : وهم يؤولونها تفصيلا بتعيين معانٍ لها مما تقتضيه لغةُ العرب ولا يحملونها على ظواهرها أيضا كالسّلف ولا بأسَ بسلوكه ولا سيما عندَ الخوفِ من تزلزل العقيدة حفظاً من التشبيه ، مثل قوله تعالى في توبيخ إبليس : ( ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ ) ، فيجوز أن يقال المراد باليدين العناية . .اهـ.. أما مسألة الاستواء فقد قال شيخنا المحدث في كتابه الصراط المستقيم ( ص/47) ما نصه : " يجب أن يكون تفسير هذه الآية بغير الاستقرار والجلوس ونحو ذلك ، ويكفرُ من يعتقد ذلك ، فيجب ترك الحمل على الظاهر ، بل يحمل على محمل مستقيم في العقول ، فتحمل لفظة الاستواء على القهر ، ففي لغة العرب يقال ( استوى فلانٌ على الممالك ) إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب ، كقول الشاعر : ( قدِ استوى بشر على العراق ، من غير سيف ودم مهراق) ... وفائدة تخصيص العرش بالذكر أنه أعظم مخلوقات الله تعالى فيعلم شمول ما دونه من باب الأولى . قال الإمام علي : ( إن الله تعالى خلق العرش إظهاراً لقدرته، ولم يتخذه مكاناً لذاته ) ، أو يقال : استوى استواءً يعلمه هو مع تنزيهه عن استواء المخلوقين كالجلوس والاستقرار ..

واعلم أنه يجب الحذر من هؤلاء الذين يجيزون على الله القعود على العرش والاستقرار عليه مفسرين لقوله تعالى : ( الرحمنُ على العرشِ استوى ) بالجلوس ، ومدّعين أنه لا يعقل موجودٌ إلا في مكان ، وحجتهم داحضة ، ومدّعين أيضاً أن قول السّلف استوى بلا كيف موافقٌ لذلك ولم يدروا أن الكيف الذي نفاهُ السّلفُ هو الجلوس والاستقرار والتحيز إلى المكان والمحاذاة . ا هـ .. ولا يخفى أن هذا مسلك الكثيرين من الخلف ..

قد ذكرنا سابقا حكم المعتزلة والجهمية وانهم من الفرق الضالة التي خالفت أهل السنة فما بقي لهذا الوهابي إلا سفاهة اللسان عند انقطاع الحجة . كما قال بعض السلف : قبيح الكلام سلاح اللئام. ومن المهم بيان إن السلف والخلف أولوا ءاية الاستواء ولم يأخذوها على ظاهرها ولم يقل أحد منهم كما قال ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب فالأول صرح بلفظ الجلوس (((كما في كتابه مجموع الفتاوى ج 4ص374 ))) والثاني صرح بلفظ قعد كما في (((كتابه بدائع الفوائد ج4ص40))) والثالث صرح بلفظ استقر كما في (((كتاب " مجموعة رسائل في التوحيـد "))) وهذا كله تشبيه لله بخلقه ضد التوحيد فكفاكم بهذا خزيا وضلالا .

((( إنما السلف الصالح أولوها تأويلا إجماليا فقالوا " بلا كيف " أو " استوى استواء يليق به " أي من غير جلوس وقعود واستقرار ومحاذاة لان هذا كله كيف.)))

و بعض السلف أولوها تأويلا تفصيليا فقالوا : قهر واستولى مجردا عن سبق المغالبة ومنهم :

. الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك المتوفى سنة 237 هـ في كتابه غريب القرءان وتفسيره .

· والإمام المجتهد المفسر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المولود سنة 224 هـ في كتاب جامع القرءان عن تأويل آي القرءان.

· اللغوي إبراهيم بن سهل الزجاج المولود سنة 241 هـ في كتاب: معاني القرءان وإعرابه.

· وغيرهم من السلف.

واما تخصيصك إن هذا مخالف لمذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه فهذا دليل جهلك فهل انتم تتبعون الإمام الشافعي ؟ ! أم تكفرون من التزم مذهب الشافعي بعينه كما في كتابكم : هل المسلم ملزم باتباع مذهب من المذاهب الأربعة ؟ وكتابكم المسمى " الدين الخالص " ج 1 ص 140 ؟ !

فهذا الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه نقل عنه الإمام النووي الشافعي والإمام القرافي المالكي

وغيرهما انه قال بتكفير المجسم ، ونقل القاضي حسين عن نص الشافعي تكفير من يعتقد أن الله جالس على العرش .واما قول الشافعية في الاستواء فهو كما قال السلف الصالح ، وعلى سبيل الاختصار نذكر عددا من الشافعية قالوا : الاستواء هو القهر والاستيلاء المجرد عن سبق المغالبة .


1 - الحافظ البيهقي الشافعي المتوفى سنة 458 هـ في الأسماء والصفات .

2 - إمام الحرمين عبد الملك الجويني الشافعي المتوفى سنة 478 هـ في الإرشاد

3 - الإمام المتولي الشافعي المتوفى سنة 478 هـ في الغنية

4 - الإمام أبو حامد الغزالي الشافعي المتوفى سنة 505 هـ في الإحياء .

5 - الإمام أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي المتوفى سنة 660 هـ في الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز .

6 - وغيرهم كثير، وعلى هذا علماء المذاهب الأربعة فمن الحنفية الإمام أبو منصور الماتريدي الحنفي المتوفى سنة 333 هـ في كتابه تأويلات أهل السنة والإمام الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة 597 هـ في دفع شبه التشبيه والإمام أبو عمرو بن الحاجب المالكي المتوفى سنة 646 هـ في أماليه النحوية وغيرهم .

فهل انتم يا وهابية يا مشبهة مع المذاهب الأربعة أم تكفرونهم ؟ !!

قولك : (( يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرءان الكريم وليس الله تعالى ، فالقرءان عنده ليس بكلام الله تعالى ، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل ، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص 591 )) ..

أقول رداً : ألهذا الحد بلغ الافتراء على هذا العلم الشامخ !!! لا حول ولا قوة إلا بالله .

وبالرجوع إلى كتابه إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية الذي قل نظيره من الشروحات عليها الصحيفة 591، فإننا لا نجد الصفحة أبداً لأن آخر صفحات الكتاب الذي بين يدي هي 372.. فهلا ذكرت لنا أيها الوهابي الكذاب النص بعينه وفي أي طبعة ، ولا أخالك اطلعت يوما على كتاب واحد من تصنيف الشيخ بل غاية أمرك هو القص واللصق .

واسمع ما يقوله الشيخ في كتابه الصراط المستقيم ( ص/32) ما نصه : " الكلام هو صفةٌ أزلية ٌ أبديةٌ هو متكلمٌ بها آمرٌ ، ناهٍ ، واعدٌ ، متوعدٌ ليس ككلام غيره ، بل أزليّ بأزلية الذات لا يشبه كلام الخلق ، وليس بصوتٍ يحدث من انسلال الهواءِ أو اصطكاك الأجرام ، ولا بحرفٍ ينقطع بإطباق شفةٍ أو تحريك لسان . ونعتقد أن موسى سمع كلام الله الأزليّ بغير حرف ولا صوت كما يرى المؤمنون ذات الله في الآخرة من غير أن يكون جوهراً ولا عرضاً لأن العقل لا يحيل سماع ما ليس بحرف ولا صوت . وكلامه تعالى الذاتيّ ليس حروفا متعاقبة ككلامنا ، وإذا قرأ القارئ منا كلام الله فقراءته حرفٌ وصوتٌ ليست أزليةٌ . والقرآن له إطلاقان : يطلق على اللفظ المنزل وعلى الكلام الذاتيّ الأزليّ الذي ليس هو بحرف ولا صوت ولا لغة عربية ولا غيرها ، والحاصل أنه إن قُصد بكلام الله اللفظ المنزل الذي بعضه بلغة العرب ، وبعضه بالعبرانية ، وبعضه بالسريانية ، فهو حادث مخلوق لله ، فالأول شُهِرَ بالقرءان والثاني بالتوراة والثالث بالإنجيل ، على أنه ورد حديثا تسمية ما نزل على داود قرءانا ، لكنه ليس من تصنيف ملك ولا بشر فهو عبارة عن الكلام الذاتي الذي لا يوصف بأنه عربيٌ ، ولا بأنه عبرانيٌ ، ولا بأنه سريانيٌ ، وكلٌ يطلق عليه بكلام الله ، أي أن صفة الكلام القائمة بذات الله يقالُ لها كلام الله ، واللفظ المنزل الذي هو عبارة عنه يقال له كلام الله . ا. هـ ... وقال حفظه الله في كتابه المطالب الوفية شرح العقيدة النسفية ( ص / 77و78) ما نصه : " والحاصل أنه يجب اعتقاد أن اللفظ المنزل حادث مخلوقٌ لله لكنه ليس من تأليف جبريل ولا سيدنا محمد إنما هو شئ تلقّفه جبريل بأن خلق الله حروفا مقطعة بنظم القرءان فتلاه على النبيّ ، لكن لا يجوز أن يقال عن هذا اللفظ إنه مخلوق إلا في مقام التعليم حذراً من اعتقاد الحادث قديماً قائماً بذات الله . اهـ . فالشيخ لم يخرج عن قول الأشاعرة في ذلك قيد أنملة ومن شاء فليطالع كلام الشيخ في كتاب إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية وغيره فإن فيه النفع العظيم ...

قولك : (( الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة والجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمنا وإن ترك الصلاة وسائر الأركان ، " انظر الدليل القويم ص 7، بغية الطالب 51 " )) ..

أقول رداً : للأسف لا يوجد كتاب الدليل القويم بين يدي ، أما مسألة تكفير تارك الصلاة فإننا لا نكفر تاركها كسلاً تبعا للجمهور، وأما تاركها منكرا لفرضيتها فإننا نكفره كما هو مجمع عليه ، وكذلك الصوم والزكاة والحج . كما قال الشيخ في كتابه بغية الطالب ( ص/45) ، ما نصه : " يعني أن مما يخرج من الإسلام نفي وجوب ما أجمع المسلمون على وجوبه بظهور

ووضوح يشترك في معرفته العلم والجاهل كمنكر الصلوات الخمس ، ومنكر سجدة منها ، ومنكر الزكاة ، ومنكر وجوب صوم رمضان ، ومنكر وجوب الحج على المستطيع ، ومنكر وجوب الغسل من الجنابة ، فهذا ردة وكفر " ا هـ .

وقال حفظه الله في نفس الكتاب (ص/77) ما نصه : " ومع ذلك فتاركها كسلا ليس بخارج من الإسلام بل هو مسلم لأنه صلى الله عليه وسلم قال : ( خمسُ صلواتٍ كتَبَهُنّ الله على العبادِ من أتى بهنّ بتمامهنّ كان له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهنّ فليسَ له عندَ الله عهدٌ أن يدخلهُ الجنة إن شاءَ عذّبَهُ وإن شاءَ أدخلَهُ الجنة ) . ا هـ .. وبالرجوع إلى بغية الطالب ص/51 ، لا نجد شيئا في الصلاة بل مدار الكلام في تلك الصفحة عن التوسل ومعنى العبادة . فأنت مطالب يا وهابي أن تذكر لنا النص بعينه ، وإلا فقد احتملت بهتانا وإثما عظيما بتقولك على هذا العالم ما لم تعلم ...

قولك أيها الوهابي : (( تبعا لذلك يقولون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي : " ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئا من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات ، ولكنه قال ولو مرة في العمر : لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن ، ويقال له أيضا مؤمن مذنب " )) الدليل القويم ( ص/9-10) بغية الطالب ص/51 ...

أقول رداً : كما أسلفنا سابقا فإن مدار الكلام في الصحيفة 51 من بغية الطالب هو التوسل ومعنى العبادة ، ولا علاقة له بمسألة التحاكم للقوانين الوضعية ، وأقرأ ما قاله مولانا المحدث في هذه المسألة مما يوافق قول أهل السنة ويخالف ما تركن إليه نفسك من عقيدة الخوارج المكفرين للمسلمين العصاة ، فقد قال الشيخ في كتابه بغية الطالب ( ص/385) ما نصه : "من معاصي اللسان الحكم بغير حكم الله أي بغير شرعه الذي أنزله على نبيّه ، قال الله تعالى: ( أفَحُكْمَ الجاهِليّةِ يَبْغُونَ ) الآية ، فالحكم بغير ما أنزل الله من الكبائر إجماعا ، وقد روى مسلم عن البراء بن عازب أن اليهود حرّفوا حكم الله الذي أنزله في التوراة حيث حكموا على الزاني المحصن بالجلد والتّحميم وقد أنزل الله الرّجم في التوراة ، وأنزل على نبيّنا في القرءان الآيات الثلاث التي في المائدة قوله تعالى : ( ومَنْ لمْ يَحْكُم بمآ أنزَلَ اللهُ فأوْلئِكَ همُ الكَافِرُونَ ) ، والتي فيها : ( فأوْلَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ) ، والتي فيها : ( فأوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ) ،

وليس في الآية الأولى تكفير المسلم لمجرد أنه حكم بغير الشرع ، فإن المسلم الذي يحكم بغير الشرع من غير أن يجحد حكم الشرع في قلبه ولا بلسانه وإنما يحكم بهذه الأحكام العرفية التي تعارفها الناس فيما بينهم لكونها موافقة لأهواء الناس متداولة بين الدول وهو غير معترف بصحتها على الحقيقة ولا معتقد لذلك وإنما غاية ما يقوله أنه حكم بالقانون ، لا يجوز تكفيره أي اعتباره خارجا من الإسلام ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية : " ليس الذي تذهبون إليه الكفر الذي ينقل عن الملة بل كفر دون كفر " أي ذنب كبير وذلك كالذي في رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال عن قتال المسلمين إنه كفر . ومن عقائد أهل السنة المتفق عليها أنه لا يكفر المسلم بذنب إن لم يستحله وإنما يكفر الذي يستحله أي على الوجه المقرر عند أهل العلم فإن المسألة يدخلها تفصيل ، فإنه إن استحل معصية معلوما حكمها من الدّين بالضرورة كأكل لحم الخنزير والرشوة فهو كفر أي خروج من الإسلام ، وإن لم يكن حكمه كذلك أي معلوما من الدّين بالضرورة لم يكفر مستحلها إلا أن يكون من باب رد النص الشرعي بأن علم بورود الشرع بتحريمها فعاند فاستحلها لأن رد النصوص كفر كما قاله النسفي في عقيدته المشهورة والقاضي عياض والنووي وغيرهم . اهـ

قولك : (( الأحباش في القدر جبرية منحرفة يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره ولولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر . النهج السليم 71 )) ..

أقول رداً : قد كنت أيها الوهابي الكذاب تذكر أسماء كتب الشيخ الجليل وتكذب في أرقام الصفحات ، وها أنت الآن تكذب في أسماء الكتب ، فهلا ذكرت لنا متى صنف الشيخ كتابا يدعى النهج السليم !!!! ومن طبع ذلك الكتاب ؟؟؟ قد ذكرنا آنفا ذم الشيخ المحدث للقدرية والجبرية ، أما تخطبك في مسألة الاستعانة فهاك ما ذكره الشيخ مما يظهر علمه الغزير ورأفته بالمسلمين ونصحه لهم ، قال الشيخ في كتابه صريح البيان (ص/133-134 ) ما نصه : " اعلم أن قول بعض العوام ( كل واحد على دينه الله يعينه ) يحكم على قائله حسب ما يفهمه من المعنى ، فإن أراد الدعاء للمؤمن أن يعينه الله على الإيمان وللكافر بأن يعينه على كفره كفر ، لأنه حينئذ يكون رضي بالكفر ، وأما إن أراد الإخبار بأن الله هو الذي أعان المؤمن على إيمانه وهو الذي أعان الكافر على كفره فلا يكفر ، لأن التعبير بإعانة المؤمن على إيمانه والكافر على كفره صرح به غير واحد من العلماء ..

ففي كتاب حاشية الصفتي ما نصه : " وفي الدر المختار إذا سمى عند ذبح الشاة المسروقة لا تؤكل على الأصح لأنه مرتد حينئذ ، وإنما حكم بكفره لأن التبرك والاستعانة باسم الشيء لا تتصور إلا فيما فيه إذنه ورضاه ، فإذا فعل ذلك يقتضي أن الله راض بذلك ، وإذا اعتقد ذلك كفر ، أفاده الخادمي . قال شيخنا الأمير : وهذا مردود لأن الإنسان يستعين بالله في جميع شهواته لأنه المعين له على الخير والشر" اهـ . كلام ابن تركي المالكي ..

وذكر الشيخ محمد المكي المالكي في كتابه تهذيب الفروق ما نصه : " ويؤيده ما في آخر صيد الدر المختار : ورأيت بخط ثقة سرق شاة فذبحها بتسميةٍ فوجد صاحبها هل تؤكل ؟ الأصح لا ، لكفره بتسميته على الحرام القطعي بلا تملك ولا إذن. ا. هـ . وإن كان مذهبنا منع علة التكفير إذا لم يتهاون ولم يستحل فإنه المعين على الخير والشر " . ا. هـ ...

وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في كتابه الإرشاد ، ما نصه : " ثم السلف الصالحون كما سألوا الله تعالى الإيمان ، كذلك سألوه أن يجنبهم الكفر ، والقدرة على الإيمان قدرة على الكفر على أصول المعتزلة ، فلئن كان الربّ معيناً على الإيمان بخلقِ القدرة عليه فيجبُ أن يكون معيناً على الكفر بخلق القدرة عليه " ا.هـ...

وقال الشيخ محمد عرفة الدسوقي المالكي في بيان الإعانة ما نصه : " قوله بالله تعالى أستعين أي واستعين بالله تعالى على تأليف هذا الشرح أي أطلب منه الإعانة على تأليفه أي أطلب منه أن يخلق لي القدرة على ذلك . " ا.هـ ..

وأما الإمام فخر الدين الرازي فقال في كتابه محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين في معرض رده على الغلاة ما نصه : " وأيضا فإنه تعالى يعين الكفرة على المسلمين ويمكنهم من قتل أوليائه " . ا.هـ .. فليس مرادهم بالإعانة هنا الرضا والمحبة كما وهم بعض الناس ، إنما معناه التمكين والإقدار ، والله تعالى هو الذي يمكن العبد في عمل الخير وعمل الشر ، لأنه هو الذي خلق لسان وفؤاد وجوارح المؤمن والكافر ، فلولا أن الله أعطى المؤمن القدرة على الإيمان لم يؤمن ، ولولا أن أعطى الكافر القدرة على الكفر لم يكفر ..

وتفسير الإعانة بالتمكين والإقدار موافق ومنسجم مع قول الله تعالى : ( فَألهَمَهَا فُجُورَهَا وتقْواهَا ) ، وقوله : ( وأنّهُ هُوَ أضْحَكَ وأبْكىَ ) .." ا.هـ

قولك : (( يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب الحوائج منهم ، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار . الدليل القويم 173، بغية الطالب 8، وصريح البيان 57،62) . ( شريط خالد كنعان /ب/70) ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعا عندهم ..)) ..

أقول رداً على افتراءات الوهابي : كعادتك في الافتراء ، فبالرجوع إلى بغية الطالب (ص/8) نجد أن مدار كلام شيخنا المحدث حول ما يجب على المكلفين ومعنى بلوغ دعوة الإسلام ، وأما صريح البيان (ص/57) فمداره تعريف المقلد والمجتهد وشروطه ، ومدار الكلام (ص/62) حول التحول والتلفيق في المذهب ، فأين هذا مما تدعيه ؟؟ ومن خالد كنعان هذا الذي تستدل به ؟؟؟ أما مسألة التوسل فقد قرر فيها الشيخ كما هو دأبه دوما أقوال أهل السنة والجماعة ، فقد قال في كتابه صريح البيان ( ص/157-158) ما نصه : " اعلم أنه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء والأولياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن

ذلك عبادة لغير الله ، لأنه ليس عبادة لغير الله مجرد النداء لحيّ أو ميت ، ولا مجرد الاستغاثة بغير الله ، ولا مجرد قصد قبر وليّ للتبرك ، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس ، ولا مجرد صيغة الاستغاثة بغير الله تعالى ، أي ليس ذلك شركا ، لأنه لا ينطبق عليه تعريف العبادة عند اللغويين ، لأن العبادة عندهم الطاعة مع الخضوع ، قال الأزهري الذي هو أحد كبار اللغويين نقلا عن الزجاج الذي هو أشهرهم : " العبادة في لغة العرب الطاعة مع الخضوع " ، وقال مثله الفراء ، وقال بعضهم : " العبادة أقصى غاية الخضوع والخشوع " وقال البعض : " نهاية التذلل " كما يفهم ذلك من كلام شارح القاموس مرتضى الزبيدي خاتمة اللغويين ، وهذا الذي يستقيم لغة وعرفا ..

وليس مجرد التذلل عبادة لغير الله وإلا لكفر من يتذلل للملوك العظماء ، وقد ثبت أن معاذ بن جبل لما قدم من الشام سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الرسول : ما هذا ؟ فقال : يا رسول الله إني رأيت أهل الشام يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم ، وأنت أولى بذلك ، فقال :

" لا تفعل ، لو كنت ءامرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ، ولم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم كفرت ، ولا قال له أشركت مع أن سجوده مظهر كبير من مظاهر التذلل . فهؤلاء الذين يكفرون الشخص لأنه قصد قبر الرسول أو غيره من الأولياء للتبرك فهم جهلوا معنى العبادة وخالفوا ما عليه المسلمون ، لأن المسلمين سلفا وخلفا لم يزالوا يزورون قبر النبيّ ، وليس معنى الزيارة للتبرك أن الرسول يخلق لهم البركة ، بل المعنى أنهم يرجون أن يخلق الله لهم البركة بزيارتهم لقبره " ا.هـ . كلامه حفظه الله ..

الله أكبر!........

ماذا لكم بعد الآن يا وهابية؟؟..

لماذا تريدون تمزيق الأمة؟؟

لماذا تكذبون؟

لماذا تفترون؟؟

لماذا؟؟ ألم تعلموا بأن هناك حساب؟ وهناك عذاب وعقاب؟؟ ألم تتعلموا في مدارسكم أن الله جعل على كل إنسان ملكان رقيب وعتيد؟؟

أم لم تسمعوا بالرسول محمد بن عبد الله؟

ألم تعلموا عن أخلاق النبي شئ؟؟

ألم تعلموا أن الله فضل النبي محمد على كل البشر؟؟

ألم تعلموا بأن الرسول أخبر عن قوم يخرجون في ءاخر الزمان تعرف منهم وتنكر؟؟

ألم تعلموا بأن الرسول هو أحب شئ لكل مسلم على وجه الأرض؟؟

ألم تعلموا بأنه من يحاول أن يمس فيه أو في شخصه لن يسكت عنه؟؟ وأنه مس في كل الأمة؟!!....

لا دريتم ولا تليتم. لا علمتم ولم تعلموا ولن تعلموا ما دمتم على بغضكم وتعصبكم هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...