قالَ سَيِّدُنا علِيٌّ رَضِيَ ٱللَّهُ عنهُ: "ٱلنَّاسُ ثَلاثَةٌ: عَالِمُ رَبَّانِيٌّ ومُتعَلِّمٌ عَلى سَبِيلِ نَجَاةٍ وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ"
.
إِنَّ سَيِّدَنا عَلِيًّا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ يُوضِحُ أَنَّ ٱلنَّاسَ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ إِمَّا "عَالِمُ رَبَّانِيٌّ" عَالِمٌ صَادِقٌ مُخلِِصٌ يَعمَلُ بعِلْمِهِ وَيُعَلِّمُ ٱلنَّاسَ ٱلْحَقَّ يَرجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ وَيَخشَاهُ وَيَزهَدُ فِي ٱلدُّنْيَا وَلا يَهْوَى مَنصِبًا وَلاَ جَاهًا،
.
إِنَّ سَيِّدَنا عَلِيًّا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ يُوضِحُ أَنَّ ٱلنَّاسَ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ إِمَّا "عَالِمُ رَبَّانِيٌّ" عَالِمٌ صَادِقٌ مُخلِِصٌ يَعمَلُ بعِلْمِهِ وَيُعَلِّمُ ٱلنَّاسَ ٱلْحَقَّ يَرجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ وَيَخشَاهُ وَيَزهَدُ فِي ٱلدُّنْيَا وَلا يَهْوَى مَنصِبًا وَلاَ جَاهًا،
ٱلإِمَامُ ٱلْبُخَارِيُّ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ٱلرَّبَانِيُّونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يُرَبُّونَ ٱلنَّاسَ بِصِغَارِ ٱلْعِلْمِ ثُمَ بِكِبَارِهِ.إهـ.
يَعْنِي أَوَّلاً لاَ يُوَسِّـعُونَ كَثِيرًا حَتَّى يَرْسَخَ ٱلْعِلْمُ فِي قَلْبِ ٱلطَّالِبِ ثُمَّ شَيْئًا فَشَيْئًا يَزِيدُونَ لِلطَّالِبِ بِحَسَبِ مَا يَرَونَ مِنْ قَابِلِيَّتـِهِ وَٱهْتِمَامِهِ.
وَإِمَّا "مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ" أَيْ طَالِبُ عِلْمٍ مُخْلِصٌ لاَ يَرضَى بِٱلْجَهلِ يُرِيدُ بِذَلِكَ ٱلْفَوزَ برِضْوَانِ ٱللَّهِ وَٱلنَّجَاةَ مِنْ عَذابِ ٱللَّهِِ،
أَوْ "هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ"،
ٱلْهَمَجُ ٱلبَعوضُ وٱلذُّبابُ،
وٱلْهَمَجُ فِي كلامِ ٱلعَرَبِ أصلُهُ البَعوضُ وٱلذُّبابُ، قَالَ ٱبنُ خَالَوَيهِ: ٱلْهَمَجُ ٱلْجُوعُ وَبِهِ سُمِّيَ ٱلبَعُوضُ، لأَنَّهُ إذا جَاعَ عَاشَ وَإِذَا شَبِعَ مَاتَ. فَشَبَّهَ عَلِيٌّ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ سَآئِرَ ٱلناسِ وَهُمُ ٱلرَّعَاعُ بِٱلْهَمَجِ أَيْ بِٱلبَعُوضِ وَٱلذُّبابِ، لأَنَّ ٱلذبابَ وٱلبَعُوضَ عِنْدَمَا تَجتَمِعُ تَكونُ كَثِيرَةً بِلا مَنفَعَةٍ. وَرَعَاعُ ٱلنَّاسِ هُمْ سُخَفاؤُهُمُ وَغَوْغاؤُهُم وَسُقَّاطُهُم وأَخْلاطُهَم، ٱلوَاحِدُ رَعَاعَة، لاَ فَهْمَ لَهُم وَلا عَقلَ سَلِيمَ لَهُم لا يَتعلَّمُونَ وَلا يَبحَثُونَ عَمَّا فِيهِ نَجَاتُهُم بَلْ يَهْتَمُّونَ لِلدُّنيَا فَقَط. أَمَّا ٱلنَّاعِقُ يُطْلَقُ عَلَى ٱلرَّاعِي يُقَالُ نَعَقَ ٱلرَّاعِي بِٱلغَنَمِ يَنْعِقُ بٱلكَسْرِ نَعْقًا وَنُعَاقًا وَنَعِيقًا صَاحَ بِهَا وَزَجَرَهَا مَثَلُ ٱلرَّعَاعِ كَمَثَلِ ٱلغَنَمِ كَمَثَلِ ٱلبَهَائِمِ ٱلَّتِـي لاَ تَفْقَهُ مَا يَقُولُ ٱلرَّاعِي أَكثَرَ مِنَ ٱلصَّوْتِ فَرَعَاعُ ٱلنَّاسِ لا يَنظرونَ إلَى كَلامِ مَن يُدَرِّسُهُم إِنْ كانَ مُوافِقًا للِشَّرْعِ أَمْ لاَ، بِسَبَبِ جَهْلِهِم وَسَخَافَةِ عُقُولِهِم وََقدْ جَهِلُوا قَولَ ٱلنَّبِيِّ صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:"لَيْسَ ٱلبَيَانُ كَثْرَةَ ٱلكَلامِ وَلَكِنَّ ٱلَبَيَانَ إِصَابَةُ ٱلْحَقِّ"[رَوَاهُ ٱبْنُ حِبَّانَ].
ٱلْهَمَجُ ٱلبَعوضُ وٱلذُّبابُ،
وٱلْهَمَجُ فِي كلامِ ٱلعَرَبِ أصلُهُ البَعوضُ وٱلذُّبابُ، قَالَ ٱبنُ خَالَوَيهِ: ٱلْهَمَجُ ٱلْجُوعُ وَبِهِ سُمِّيَ ٱلبَعُوضُ، لأَنَّهُ إذا جَاعَ عَاشَ وَإِذَا شَبِعَ مَاتَ. فَشَبَّهَ عَلِيٌّ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ سَآئِرَ ٱلناسِ وَهُمُ ٱلرَّعَاعُ بِٱلْهَمَجِ أَيْ بِٱلبَعُوضِ وَٱلذُّبابِ، لأَنَّ ٱلذبابَ وٱلبَعُوضَ عِنْدَمَا تَجتَمِعُ تَكونُ كَثِيرَةً بِلا مَنفَعَةٍ. وَرَعَاعُ ٱلنَّاسِ هُمْ سُخَفاؤُهُمُ وَغَوْغاؤُهُم وَسُقَّاطُهُم وأَخْلاطُهَم، ٱلوَاحِدُ رَعَاعَة، لاَ فَهْمَ لَهُم وَلا عَقلَ سَلِيمَ لَهُم لا يَتعلَّمُونَ وَلا يَبحَثُونَ عَمَّا فِيهِ نَجَاتُهُم بَلْ يَهْتَمُّونَ لِلدُّنيَا فَقَط. أَمَّا ٱلنَّاعِقُ يُطْلَقُ عَلَى ٱلرَّاعِي يُقَالُ نَعَقَ ٱلرَّاعِي بِٱلغَنَمِ يَنْعِقُ بٱلكَسْرِ نَعْقًا وَنُعَاقًا وَنَعِيقًا صَاحَ بِهَا وَزَجَرَهَا مَثَلُ ٱلرَّعَاعِ كَمَثَلِ ٱلغَنَمِ كَمَثَلِ ٱلبَهَائِمِ ٱلَّتِـي لاَ تَفْقَهُ مَا يَقُولُ ٱلرَّاعِي أَكثَرَ مِنَ ٱلصَّوْتِ فَرَعَاعُ ٱلنَّاسِ لا يَنظرونَ إلَى كَلامِ مَن يُدَرِّسُهُم إِنْ كانَ مُوافِقًا للِشَّرْعِ أَمْ لاَ، بِسَبَبِ جَهْلِهِم وَسَخَافَةِ عُقُولِهِم وََقدْ جَهِلُوا قَولَ ٱلنَّبِيِّ صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:"لَيْسَ ٱلبَيَانُ كَثْرَةَ ٱلكَلامِ وَلَكِنَّ ٱلَبَيَانَ إِصَابَةُ ٱلْحَقِّ"[رَوَاهُ ٱبْنُ حِبَّانَ].
أَخِي ٱلْمُسلِمُ، لاَ تَكُنْ مِنَ ٱلصِّنفِ ٱلثَّالِثِ بَلْ كُنْ طَالِبًا لِلْعِلْمِ سَائِرًا عَلَى دَرْبِ ٱلْحَقِّ وٱلرَّشَادِ. فَقَد قَالَ ٱلإِمَامُ أَحْمَدُ ٱلرِّفَاعِيُّ ٱلكَبِيرُ رَضِِيَ ٱللَّهُ عَنهُ: "طَرِيقُُنَا عِلْمٌ وَعَمَلٌ". وَلْيُعْلَمْ أَنَّ طَلَبَ ٱلعِلْمِ فِيهِ ثَوَابٌ عَظِيمٌ، يَكْفِي فِي ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ ٱللَّهِ صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ ٱلعِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيْلِ ٱللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ"[رَوَاهُ ٱلتِّرْمِذِيُّ].
يَعْنِي يَكُونُ لَهُ ثَوَابٌ مِثلُ ثَوَابِ ٱلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ. وَٱلْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ مَعْلُومٌ ثَوَابُهُ، فِي ٱلْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ أُعِدَّتْ لِلْمُجَاهِدِينَ مَا بَيْنَ ٱلدَّرَجَةِ وَٱلدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ. فَٱلَّذِي يَخْرُجُ لِطَلَبِ ٱلْعِلْمِ يَكُونُ ثَوابُهُ مِثْلَ ثَوَابِ ٱلْمُجَاهِدِينَ، لِذَلِكَ قَالَ ٱلإِمَامُ ٱلشَّافِعِيُّ رَضِي ٱللَّهُ عَنْهُ: طَلَبُ ٱلْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ ٱلنَّافِلَةِ. إهـ. [رَوَاهُ ٱلْخَطِيبُ فِي ٱلفَقِيهِ وَٱلْمُتَفَقّـِهِ].
قَالَ أَهلُ ٱلعِلمِ: "نَشْرُ ٱلْعِلْمِ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَفْضَلُ مِنْ تَوْزِيعِ ٱلْمَالِ عَلَيْهِم". إهـ. ذَلِكَ أَنَّ عِلْمَ ٱلدِّينِ هُوَ ٱلسِّـِلاَحُ ٱلَّذِي يُدَافِعُ بِهِ ٱلْمُؤْمِنُ شَيَاطِينَ ٱلْجِنِّ َشَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَيُدَافِعُ بِهِ هَوَاهُ. يَسَّرَ ٱللَّهُ لَنَا جَمِيعًا ٱلاِنْتِفَاعَ بِذَلِكَ.
يَعْنِي يَكُونُ لَهُ ثَوَابٌ مِثلُ ثَوَابِ ٱلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ. وَٱلْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ مَعْلُومٌ ثَوَابُهُ، فِي ٱلْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ أُعِدَّتْ لِلْمُجَاهِدِينَ مَا بَيْنَ ٱلدَّرَجَةِ وَٱلدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ. فَٱلَّذِي يَخْرُجُ لِطَلَبِ ٱلْعِلْمِ يَكُونُ ثَوابُهُ مِثْلَ ثَوَابِ ٱلْمُجَاهِدِينَ، لِذَلِكَ قَالَ ٱلإِمَامُ ٱلشَّافِعِيُّ رَضِي ٱللَّهُ عَنْهُ: طَلَبُ ٱلْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ ٱلنَّافِلَةِ. إهـ. [رَوَاهُ ٱلْخَطِيبُ فِي ٱلفَقِيهِ وَٱلْمُتَفَقّـِهِ].
قَالَ أَهلُ ٱلعِلمِ: "نَشْرُ ٱلْعِلْمِ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَفْضَلُ مِنْ تَوْزِيعِ ٱلْمَالِ عَلَيْهِم". إهـ. ذَلِكَ أَنَّ عِلْمَ ٱلدِّينِ هُوَ ٱلسِّـِلاَحُ ٱلَّذِي يُدَافِعُ بِهِ ٱلْمُؤْمِنُ شَيَاطِينَ ٱلْجِنِّ َشَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَيُدَافِعُ بِهِ هَوَاهُ. يَسَّرَ ٱللَّهُ لَنَا جَمِيعًا ٱلاِنْتِفَاعَ بِذَلِكَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق