بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 يناير 2019

بَـتر مَنْ حـرَّم الصلاة فى مسجد فيه قـبر



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محـمّـد الطاهر الأمين وعلى أله الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين وزوجاته أمهات المؤمنين ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد

ولنبيِّن إن شاء الله تعالى فى هذا البحث

1_ الصلاة في المقبرة

2_ والصلاة في مسجد فيه ضريح

ونجيب على بعض الشبهات التي ترد حول هذا الموضوع.

1- الصلاة في المقـبرة

القبر هو مدفن الإنسان يقال قبره يقبره ويقبره قبرا ومقبرا :دفنه وأقبره جعل له قبرا والمقبرة بفتح الباء وضمها موضع القبور اي موضع دفن الموتى والقابر : اي الدافن بيده . ومن المعروف ان القبر محترم شرعا توقيرا للميت ومن ثم اتفق الفقهاء على كراهة وطئ القبر والمشي عليه لما ثبت ان (( النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى ان توطأ القبور )) رواه الترميذي الجزء 4 ص133 والطبراني فى الأوسط.


اما عن حكم الصلاة في المقبرة : فقال الحنفيّـة الى انه تكرهُ الصلاة فى المقبرة وبه قال الثوري والاوزاعي لأنها مَظان النجاسة ولأنه تشبُّـه باليهود إلاَّ اذا كان في المقبرة موضع أعِـدَّ للصلاة ولا قبر ولا نجاسة فلا بأس.


وقال المالكية : تجوز الصلاة بمقبرة عامرة كانت او دارسة أم لا لمسلم كانت او لمشرك.

وفصَّل الشافعية الكلام فقالوا : لا تصح الصلاة في المقبرة التى تحقق نبشها بلا خلاف فى المذهب لأنه قد اختلط بالأرض صديد الموتى هذا اذا لم يـبسط تحته شئ وإن بسط تحته شئ تكره وأما إن تحقق عدم نبشها صحت الصلاة فيها بــلا خلاف لأنَّ الجزء الذي باشره بالصلاة طاهر ولكنها مكروهة كراهة تنزيهية لأنها مدفن النجاسة أما إن شك في نبشها فقولان اصحهما انها تصح مع الكراهة لأن الأصل طهارة الأرض فلا يُحكم بنجاستها بالشك وفي مقابل الأصح : لا تصح لأنَّ الأصل بقاء الفرض فى ذمَّـته وهو يشك فى اسقاطه والفرض لا يسقط بالشك.

وقالت الحنابلة : لا تصح الصلاة في المقبرة قديمة كانت او حديثة تكرر نبشها او لا ولا يُمنع مِـن الصلاة قـبر ولا قبران لأنه لا يتناولها اسم المقبرة لأن المقبرة ثلاثة قبور فأكثر .

هذا بشأن كلام الفقهاء فى الصلاة في المقابر دون التعرض للصلاة في المساجد التى بها أضرحة

2_ الصلاة في المسجد الذي فيه ضريح

والصلاة فى المسجد الذي به ضريح احد الأنبياء او الصالحين صحيح ومشروع وقد تصل الى درجة الإستحباب ويدلّ على هذا عِدَّة أدلة من القرءان والسنة وفعل الصحابة وإجماع الأمّـــــة

اولا من القرءان :

قال تعالى : (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذهن عليهم مسجدا)

ووجه الإستدلال من الأية أن الذين غلبوا على أمرهم هم المؤمنون على الصحيح ، لأن المسجد إنما يبنيه المؤمنون

وأما الكافرون فقالوا ابنوا عليهم بنيانا

والدليل من هذه الآية إقرارُ اللهِ تعالى إيَّـاهم على ما قالوا وعدم ردِّه عليهم ، فإن الله تعالى إذا قال في كتابه عن قوم مـــا لا يرضاه ذكر معه ما يدلّ على فساده ويُـنَـبِّـه على بُطلانه إمّـا قبله وإمّـا بعده ، فإذا لم يُـنَــبِّـه على ذلك دلَّ على رضاهُ تعالى به وعلى صحته إن كان عملاً وصَــدَّقة إن كان خبراً

كقوله تعالى : ( إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ ) فإنه أعقبه بقوله : ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى )
وقوله تعالى : ( وجعلوا مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ) فإنه أشار إلى فساد ما زعموا بقوله بزعمهم
وبقوله تعالى : ( سيجزيهم بما كانوا يعملون )
وقوله تعالى : ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) فردَّه بقوله : ( فقد جاءوا ظلماً وزوراً )
وقوله تعالى : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ) فعقَّـبَهُ بقوله : ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا ) إلى غير ذلك من الآيات التي يَطولُ ذِكـــرها .

وإنَّ مَن تأمَّل القرءان وجدَهُ لا يقِـرُّ على باطل يَحكيه قولاً كان أو عملاً إذ كتابه كلُّه حقٌّ ونورٌ وهدى وبيان وحُجة لله على خلقه فلا يُحكـى فيه ما ليس بحق ثم يقره ولا يُـنَــبِّـهُ على بُطلانه فإذا ذكر نبأ وأقرَّه دلَّ على صحته وصِدقِـهِ .

قال الإمام الطبري فى تفسيره (17/639) فى تفسير الأية السابقة:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: عمَّى الله على الذين أعثرهم على أصحاب الكهف مكانهم، فلم يهتدوا، فقال المشركون: نبني عليهم بنيانا، فإنهم أبناء آبائنا، ونعبد الله فيها، وقال المسلمون: بل نحن أحق بهم، هم مِنـَّـا، نبني عليهم مسجدا نصلي فيه، ونعبد اللهَ فيه.

وقال الشوكاني (3/277) في كتاب فتح القدير طبعه دار عالم الكتب - وهو مُعتـبر عند المجسّـمة - :

ذِكر المسجد يشعر بأن هؤلاء الذين غلبوا على امرهم هم المسلمون وقيل هم اهل الملوك والسلطان من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم والأول أولى.


ثــــانــيــا : الدلـيـل مِنَ السنة :

1_ قال ابن حجر الهيتميّ فى مَجمع الزوائد (3/640) :
عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فى مسجد الخِيف قبر سبعون نبيا ) رواه البزار ورجاله ثقات وله شاهد ايضا

وفي مجمع الزوائد ايضا : 3/503
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى صلى الله عليه و سلم كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.




2 - قال ابن هشام فى السيرة النبويّـة (1/111) : 
قال ابن اسحاق وكان عُمر اسماعيل فيما يذكرون مائة سنة وثلاثين سنة ثم مات رحمة الله وبركاته عليه ودُفن في الحِجْر مع أمه هاجر رحمهم الله تعالى.

3 - نقل الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق بإسنادين في : 23/7 
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي النقيب أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي أنبأ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي ثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهري المعروف بابن زنبور المكي مولى بني هاشم ثنا أبو بكر بن عياش ( 3 ) عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال : في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وشعيب عليهما الصلاة والسلام فقبر إسماعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود.


قلت : اذا كانت القبور فى المسجد الحرام فهل تحرِّمون الصلاة في المسجد الحرام !!!؟؟؟؟؟


ثالـــثـا : فعل الصحابة:

يَـتَّـضِـح لنا من ما نقله الإمام مالك فى الموطأ (2/232) :
حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَصَلَّى النَّاسُ عَلَيْهِ أَفْذَاذًا لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ فَقَالَ نَاسٌ يُدْفَنُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ. وَقَالَ آخَرُونَ يُدْفَنُ بِالْبَقِيعِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَحُفِرَ لَهُ فِيهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ غُسْلِهِ أَرَادُوا نَزْعَ قَمِيصِهِ فَسَمِعُوا صَوْتًا يَقُولُ لَا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ فَلَمْ يُنْزَعْ الْقَمِيصُ وَغُسِّلَ وَهُوَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ووجه الإستدلال من هنا : أنَّ اصحابه رضي الله عنهم اقترحوا أن يُدفن عند المنبر وهو داخل المسجد قطعاً ولم ينكر عليهم احد هذا الإقتراح .

فهل الصحابة رضوان الله عليهم بهذا القول قبوريّـون وعبدة قبور يا مجسِّـمة فهل لكم من جواب على قول واعتقاد الصحابة بما قالوه !!؟؟

بل ان ابا بكر اعترض عليهم لا لحُرمَةِ دفنه فى المسجد ولا لِحُرمَـة دفنه فى البقيع وإنما تطبيقا لأمره صلى الله عليه وسلم بأنه يُدفن حيث يقبض

وبتأمُّلنا الى دفنه صلى الله عليه وسلم فى هذا المكان نجد انه صلى الله عليه وسلم قُـبض فى حُجرة الطاهرة ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وعن ابيها وهذه الحُجرة كانت مُتَّـصلة بالمسجد الذى يُصلي فيه المسلمين فوضع الحجرة فيه بالنسبة للمسجد هو تقريبا نفس وضع المساجد المتصلة بحجرةٍ فيها ضريح لحد الأولياء فى زماننا بأن يكون ضريحه متصل بالمسجد والناس يصلُّون في صحن المسجد .

رد بعض الإعتراضات حول الصلاه فى مسجد به ضريح


1- إن وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم فى المسجد خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم

الــــــــــرَّدُّ على هذه الدعوى

ان هذا لو كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم لما دُفن بجانبه سيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كما ان الخصوصية فى الاحكام بالنبي صلى الله عليه وسلم تحتاج الى دليل والأصل ان الحكم عام ما لم يَـرد دليل الخصوصية يدلُّ على تخصيصه

فسقطت الشبهة الأولى لهم.

2- حديث لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد


الـــــرَّدُّ

الله تعالى لعن اليهود والنصارى لأنهم جعلوا القبر نفسه مكانا للسجود ويُسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادة له

قال تعالى : ( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمرو إلا ليعبدوا إلها واحد لاإله إلا هو سبحانه عما يشركون )

فهذا هو معنى السجود الذى استوجب اللعن او جعل القبر قِبلة دون القِـبلة المشروعة كما يفعل أهل الكتاب حيث يتوجهون بالصلاة الى قبور أحبارهم ويتركون التوجه الى الوجهة التي امرهم الله بها في شريعتهم .


نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني عن البيضاوي فى فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/524) :
قال البيضاوي لمَّا كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لشأنهم ويجعلونها قِبلة ويتوجهون اليها في الصلاي فاتخذوها أوثانا لعنهم اللهُ ومَـنع المسلمن عن مثل ذلك ونهاهم عنه امَّا مَن اتخذ مسجدا بجوار صالح او صلى فى مقبرته وقصد به الإستظهار بروحه ووصول اثر من اثار عبادته اليه لا التعظيم له والتوجُّه فلا حَـــرَجَ عليه ألا ترى ان مدفن اسماعيل فى المسجد الحرام ثم الحطيم ثم ان ذلك المسجد افضل مكان يتحرى المصلى بصلاته والنهى عن الصلاه فى المقابر مختص بالمنبوشه لما فيها من النجاسه.انتهى

ما نُـقِـل عن سيدنا عمر رضي الله عنه من أمره بهدم قبر دنيال


الـــــرَّدُّ

فذاك خاص به لما وجد عند قبره من الكتابة التي تخبر بأمور وكوائن غيبية ، وكان عمر رضي الله عنه يبالغ في التنفير من كل عِلم يُخشى أن يَفتتن الناسُ به ويُعرضون معه عن الكتاب والسنة أو يعتقدون معه خلاف ما يجب أن يُعتقد في ذلك المخلوق حتى كان إذا قـبَّل الحجر الأسعد عند الطواف يقول رافعاً صوته لِـيُـسْمِـع الناسَ إني أعلم أنك حجرٌ لا تضرُّ ولا تنفع ولولا اني رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُـقبِّـلك ما قبلتكَ ، وإنما كان يفعل هذا لأنه خشِـي على العرب وهم حَديثوا عهد بجاهلية وعبادة الحجر أنهم لما يَـرَوْن المسلمين يُقبِّـلون الحجر ربما اعتقدوا أن ذلك لتأثير عنده وتُصرف كما كانوا يعتقدونه في الأحجار التي كانوا يعبدونها فلما وجد عند قبر دانيال لوحاً مكتوباً فيه أخبار عن أمور مُـغيبة وكوائن آتية خاف أن يفتتن الناس بذلك فأمر بهدم البناء الذي على القبر.

وهذا من شدّة حرصه على أمّـة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم

ثم بعد ان تمكـّـن التوحيد من قلوب المسلمين فلا حاجة لمثل ما فعل عمر رضي الله عنه


وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور في اول الأمر بوحي من الله تعالى وذلك لحكمةٍ وهي ان الدعوة كانت في بدايتها وحتى لا يفعل من ءامن جديدا ما نشأ عليه قبل اسلامه عند القبور مما حرّم الله ، فلمّـا تمكـّـن التوحيد من قلوب الصحابة الكرام جاء الإذن بزيارة القبور فهي سنة مستحبة كما نصت الشريعة عليه

والحديث معروف : كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألاَ فزوروها . الحديث

4- ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته )

الـــــرَّدُّ

الصحيح عندنا أنه أراد قبور المشركين التي كانوا يقدِّسونها في الجاهلية وفي بلاد الكفار التي افتتحها الصحابة رضي الله عنهم بدليل ذكر التماثيل معها وإلا فالسنة وعمل الصحابة على خلافه بالنسبة لقبور المسلمين.

قلت : اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم دفن بحجرة ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فأين كانت تُصلى السيدة عائشة ؟؟؟؟
هل كانت تصلى فى حجرتها التى بها القبور وتكون صلاتها باطلة على زعم الوهابيه!! ام انها كانت لا تصلي فى حجرتها لا نفلا ولا فرضا!!

وتخالفُ قول النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في صحيح مسلم (4/178) فى باب استحباب صلاة النافلة فى البيت وجوازها في المسجد 
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا


ام ان ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن تصلي !!؟؟


وإن زعمتم انها ما كانت تصلي في حجرتها مع وجود القبور فيلزمكم اثبات ذلك ، ولو افنيتم عمركم فلن تستطيعوا اثبات ذلك



وهناك دليل اخر لنا كما في سنن ابي داود وهو صحيح

وصححه حتى الألباني المجسِّم في صحيح ابي داود (3/107) حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت

عبد الرحمن أنها أخبرته أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت:

لو أدرك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أحْدَث النساءُ لمنعهن المسجد كما مُنِعَـه نساء بني اسرائيل .

قال يحيـى : فقلت لعمرة : أمُنِعه نساء بني إسرائيل؟ قالت: نعم

قلت اي الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين

قلت : وهذا دليل على انها رضى الله تعالى عنها لم تكن تصلي في المسجد قطعا

دليل اخر لنا

روى ابن حبان فى صحيحه (5/596) :
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، حدثنا داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته، أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، قال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي". قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى شئ من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل


دليل اخر لنا

فى مسند الإمام احمد (13/73) :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ وَلَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ
فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ وَاللَّهِ لَا نَأْذَنُ لَهُنَّ يَتَّخِذْنَ ذَلِكَ دَغَلًا فَقَالَ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ اللَّهُ بِكَ تَسْمَعُنِي أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ أَنْتَ لَا قَالَ لَيْثٌ وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ


قلت : اذا فهم كانوا غير راضين حتى عن خروجهم ليلا تفلات اذا كان هذا الإذن عن ذهابهم ليلا فأين كانت تصلي صلاة الظهر والعصر والمغرب !!


دليل اخر

حديث فى مسند الإمام احمد وسنن ابي داود

لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن وليخرجن تفلات
اجابت السيده عائشه بنفسها عن هذا الحديث فقالت فى حديث اخر صحيح
وقد صححه الألبانى المجسِّم (3/108) في صحيح ابى داود ورواه الإمام مالك فى الموطأ :
عن عمرة ، ثنا الحكم، ثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال فقال أبي : 
يذكره عن أمه عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات


قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليوم مَـنَـعَـهُنَّ


قلت : وهذا دليل قاطع على انها لم تصلي فى المسجد وانما كانت تصلي رضي الله عنها في حجرتها التى بها ثلاثه قبور


أخيرا الإجماع:

أولا : إجماع الصحابة على دفنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بيته
ثانيا: أجمع التابعون في عهد وجود عدد من الصحابة رضي الله عنهم وكبار أئمة التابعين مثل عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وابن سيرين وفقهاء المدينة والكوفة والبصرة والشام وغيرها من أقطار الإسلام .
ثم أجمعت الأمة بعدهم على إدخال بيته المشتمل على قبره داخل المسجد وجعله في وسطه .

وإجماعهم حُجَّـة ولو كان ذلك منهياً عنه لاستحال أن تتفق الأمة في عصر التابعين على المنكر والإجتماع على الضلالة

تنبيه :انا لم اذكر تصحيح الألبانى وتضعيفه من باب الإعتماد عليه كلا ثم كلا فعند اهل السنة والجماعة الجم الغفير من الحفاظ وانما أذكر كلامه من باب إلزام الخصم فقط ليس أكثر مع العلم بأننى لا اعتدّ لا بتصحيح الألباني ولا بتضعيفه


ويحضرني في الالباني ما قاله محدِّث الهند الشيخ الأعظمي في الصُّحفي الألباني حيث قال :
ولكِن مَن كَان يعرفَ الألبَانِي , ومَن له إلمام بِتاريخهِ , يعرفَ أنهُ لَم يتلقّ العِلم مِن أفواه العُلماء , ومَا جثا بَين أيديهم للاستِفادة , وإنَما العِلم بالتَعلُم , وقَد بَلغنِي أنّ مَبلغ علمه مُختصر القدوري , وجُلَّ مهارته فِي تَصليحِ السَاعات , ويَعترفَ بذلكَ هُو ويَتبجّح .

ولازِمُ ذلك أنهُ واللهِ لا يعرف مَا يعرفه ءاحَاد الطَلبة الذِين يشتغلون بِدراسَة الحَدِيث فِي عَامة مَدارسنا. إنتَهى كلام الشَيخ الأعظمي


والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد بن عبد الله الأمين وعلى ءاله وصحبه أجمعين

كتبه أحمد السيد
طالب بجامعه الأزهر الشريف
31/1/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...