بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 مارس 2020

ما هو التصوف؟

ليعلم أنّ التصوف جليل القدر، عظيم النفع، فهو يزكي النفس من الدنس، ويطهر الأنفاس من الأرجاس، ويوصل الإنسان إلى مرضاة الرحمن،
وخلاصته اتباع شرع الله، وتسليم الأمور كلها لله، والالتجاء في كل الشؤون إليه مع الرضى بالمقدر، من غير إهمال في واجب ولا مقاربة لمحظور.
ونعني بالتصوف التصوف الصحيح ، أي كما وصفناه ، لاالتصوف المزيّف القائم على الجهل والبدع والمخالفات للشرع .
نعني بالتصوف ما كان عليه الأولياء الكبار. أمثال الإمام الجنيد البغدادي ،
والإمام سري السقطي، والإمام أحمد الرفاعي، والإمام عبد القادر الجيلاني والإمام القشيري، والإمام أبي الحسن الشاذلي، وغيرهم الكثيرالكثير .
رضي الله عنهم أجمعين، ولا ننسى أنّ الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
كانوا على هذا. ولكن لم تكن هذه التسمية في زمانهم.
فقد قيل في التصوف : { التصوف الجد في السلوك إلى ملك الملوك}
وقيل :{ التصوف الموافقة للحق} وقيل: { إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء آثارها} وقيل : { الصوفي من صفاء قلبه لله}
وقيل: { الصوفي من لبس الصوف على الصفا، وكانت الدنيا منه على القفا،
وسلك منهاج المصطفى صلى الله عليه وسلم}
وقيل: { الصوفي من صفا من الكدر، وامتلأمن الفكر، واستوى عنده الذهب والمدر}وقيل غير هذا كثير.
فالتصوف مبني على الكتاب والسنة كماقال الإمام الجنيد البغدادي :
{طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلقه إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم }
وقال الإمام تاج الدين السبكي: { ونرى أنّ طريق الشيخ الجنيد مقوّم}
وقال الإمام سهل التستري:{أصول مذهبنا _يعني الصوفية_ ثلاثة :
الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام ، في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال وإخلاص النية في جميع الأفعال}
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي:{ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعيروالنخالة، وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية}
وأما المتصوفة أي أدعياء التصوف الذين يتصدرون للمشيخة وليسوا أهلاً لها، ولم يتعلموا ولم يتفقهوا عند أهل العلم وهم بعيدون عن منهج أهل السنة والجماعة ويعتقدون الاعتقدات الفاسدة ويحلون ويحرمون على أهوائهم
هؤلاء ليسوا من الصوفية في شيء. ولو انتسبوا ظاهرًا إلى بعض الطرق
الصوفية ، ولو لبسوا الجبة واعتمروا العمامة وحملوا السبحة وأرخوا اللحية
وليست العبرة بالظهر.
قال شيخ الصوفية الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه :
{ واعلم أنّ كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة}
وقال: {الصوفي هو الفقيه العامل بعلمه}
وقال { إذا رأيتم شخصا تربع في الهواء فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي}
وقال:{سلم للقوم أحوالهم مالم يخالفوا الشرع فإن خالفوا الشرع فكن مع الشرع }
وقد ظهر عبر العصور أناس انتسبوا إلى الصوفية وليسوا من الصوفية في شيء والصوفية منهم براء.ويوجد أمثال هؤلاء في زماننا.
منهم من يعتقد بوحدة الوجود . أي بزعمهم أنّ الكون وما فيه هو الله .
والعياذ بالله تعالى .وأنّ هذه الأجزاء هي أجزاء لله، والعياذ بالله.
فيقول أحدهم عن نفسه أنا الله ، ويقول لغيره أنت الله.والعياذ بالله.
ويقول عن الاشياء هذا الله وهذا الله.
ومنهم من يعتقد أنّ الله يحلّ في الأشياء .ومنهم من يعتقد أنّ الله يحلّ
في الصور الحسان.والعياذ بالله.
وهؤلاء يوجد منهم في زماننا ويعتبرون أنهم مقرّبون إلى الله.
ومنهم من يعتقد أنّ الله خلق الخير ولم يخلق الشرّ. معنى ذلك أنه يوجد
خالق غير الله خلق الشرّ. والله تعالى قال : { هل من خالق غير الله}
وقال تعالى : { قل أعوذ برب الفلق . من شرّ ما خلق}
فهذه الاعتقادات باطلة ليست من عقيدة المسلمين . ويوجد أيضًا اعتقادات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان. فيجب الحذر من هؤلاء ،
ويجب التحذير منهم . رأفة بالمسلمين.
والله أعلم وأحكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...