بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 14 سبتمبر 2018

من رآني في المنام فسيراني في اليقظة

روى البخاري في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي.

كما روى هذا الحديث مسلم وأبو داود في صحيحيهما. فهذا حديث صحيح صريح لا يقبل التأويل؛ فمعروف أن اليقظة هي الانتباه، والانتباه ضد النوم،

قال العلامة ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر: اليقظة: قد تكرر في الحديث ذكر اليقظة والاستيقاظ وهو الانتباه من النوم.

واعلم أن رؤيته صلى الله عليه وسلم من الممكنات وأنها جائزة شرعًا وعقلا ونقلا، فليس هنالك تكذيب بعد النص الصريح وأن رؤيته صلى الله عليه وسلم تحصل في الدنيا لا في الآخرة، لأنه صلى الله عليه وسلم قال: فسيراني في اليقظة. ولم يقل سوف يراني،

ومن المعلوم أن كلمة سيراني تستخدم في اللغة للقريب وأنه صلى الله عليه وسلم أدرى الناس بالعربية ولو أراد الآخرة لقال سوف يراني. والقول بتخصيص الرؤية في القيامة باطل، لأن كل الأمة تراه يوم القيامة فأين المزية لمن يراه في النوم.

ولقد أجمع علماء الأصول أن المخصص إذا لم يوجد فاللفظ على عمومه وظاهره، فالتخصيصُ بغير مخصِصٍ باطل عند الجميع. وسئل الفقيه ابن حجر الهيثمي في كتابه الفتاوي الحديثة: هل ممكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فأجاب: أنكر ذلك جماعة وجوزه آخرون وهو الحق وقد أخبر بذلك جماعة من الصالحين واستدل بحديث البخاري: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة.

أي بعين رأسه. واحتمال إرادة القيامة بعيد من لفظ اليقظة، على أنه لا فائدة في التقييد حينئذ لأن أمته كلهم يرونه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره في المنام.. اهـ.

كما أن رؤية النبي في النوم تعني الموت على حسن الخاتمة،

كما تعني رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة الثبات على الولاية والامان من السلب.

فهنيئا لمن يرى طلعته الشريفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...