بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2018

تفسير قوله تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه

قال الله تبارك وتعالى:" أفرأيتَ من اتَخَذَ إلَهَهُ هواه "سورة الجاثية /23


ومعنى الآية الكريمة أنه كان لكم طائفة من طوائف الكفر من عبدة الأوثان هواها في عبادة شيء مالت إليه نفوسهم كان في العرب في أيام الجاهلية لكل قبيلة طاغوت والطاغوت هو شيطان ينزل على إنسان يدخل فيه ويتكلم على لسانه يُحسّنُ لهم ويُقبح لهم فتتبعه هذه القبيلة فما حسّن لهم هذا الطاغوت على لسان هذا الإنسان يأخذون به ويستحسنونه يقولون عنه حسن ومانهاهم عنه طاغوتهم وقبّحه لهم تجنبوه وقالوا عنه لا خير فيه وأحياناً يحدثهم هذا الطاغوت على لسان الإنسان الذي نزل عليه بما يستقبلونه ( أي الأمور المستقبلية ) فأحياناً يصادف الواقع وأكثر الأحيان لا يصادف مع ذلك كانوا مُسَلّمين له تسليماً هؤلاء عبدوا هواهم اي الشيء الذي مالت إليهم نفوسهم.


فليس معنى الآية كما ظن بعض الجهال أن هناك ءالهة غير الله عبدها بعض الناس لأن ماعبده بعض الناس هم اتخذوه إلهاً ولا يسمى إلهاً حقيقة لأن الإله هو من له الإلهية وهي قدرة الإبداع والإختراع وهذا لايكون لغير الله . فالمشركون استعاروا لفظ الإله وأطلقوه على مايعبدونه من دون الله فلذلك قال تعالى : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " فنقول عما يعبد المشركون : ( إلههم ) وهذا على معنى الذم ليس على معنى الموافقة . أما أن يقال الله هو الإله المعبود بحق وهناك إله يشارك الله وهو إله الهوى فهذا كفرٌ صريح والعياذ بالله تعالى وفيه نسبة الشرك لله وهذا مخالف لقوله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله " فهذا الكلام الفاسد فيه تكذيب لله تعالى فلو عبد إنسان الشمس يقال هو اتخذها إلهاً ولكن لا نقول هي إلهٌ مشارك لله في الألوهية حيث إن بعض الناس عبدوها لأن في ذلك موافقة لهم في كونها إلهاً واعتراف بذلك وهذا خلاف التوحيد.
نسأل الله السلامة من الكفر والإشراك ونسأله أن يحفظنا من فهم القرءان خطأ ومن الوقوع في الضلال إنه على كل شيء قدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”

 كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” قال اب...