انظُر أيهَا القارئُ رحمكَ اللَّهُ بتوفيقهِ، حقيقةَ أمرِ هذهِ الفرقةِ الوهابيةِ مجسمةِ هذَا العصرِ، وكيفَ أنهُم يريدونَ مِنَ الأمةِ الإسلاميةِ، تركَ مَا كانَ عليهِ الرَسُولُ صَلَى اللَّهُ عليهِ وسلمَ وأصحابهُ ومَنْ تبعهُمْ بإحسَانْ، مِنَ التنزيهِ والتوحيدِ، وإغراقِهِم في وحُولِ التشبيهِ والتجسيمِ، والعياذُ باللَّهِ، وأَنَّىَ يكونُ لهُم ذلكَ، فَقَد حفظَ اللَّهُ جمهورَ هذهِ الأمةِ المحمديةِ مِنَ الضَّلالِ في العقيدةِ، ويدُّلُ عَلَى ذلكَ مَا رواهُ الترمذيُ وابنُ ماجَه وغيرُهُمَا أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عليهِ وسلمَ قالَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يجمعُ أمَتِي عَلَى ضلالةٍ} وعندَ ابنِ ماجَه زيادةُ: {فإذَا رأيتُم اختلافًا فعليكُم بالسوادِ الأعظَم} ويقويِ هذَا الحديثُ الحديثَ الموقوفَ عَلَى أبِّي مسعودٍ البدريَ: {وعليكُم بالجماعةِ فإِنَّ اللَّهَ لَا يجمعُ هذِهِ الأمةَ عَلَى ضلالَةٍ} قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ: [وإسنادهُ حسَن]، والحديثُ الموقوفُ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودَ وهُوَ أيضًا ثابتٌ عنهُ: (( مَا رءاهُ المسلمونَ حسنًا فهُوَ عندَ اللَّهِ حَسَن، ومَا رءاهُ المسلمونَ قبيحًا فهُوَ عندَ اللَّهِ قَبِيِح ))، قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ: ((هذَا موقوفٌ حسَن)).
فالعقيدةُ الحقَّةُ التِّي كانَ عليهَا السلفُ هُوَ مَا عليهِ الأشعريةُ والماتريديةُ وهُم مئاتٌ الملايينِ مِنَ المسلمينَ السوادُ الأعظمُ الشافعيةُ والمالكيةُ والحنفيةُ وفضلاءُ الحنابلةِ، وقَد أخبرَ الرَسُولُ صَلَى اللَّهُ عليهِ وسلمَ أَنَّ جمهورَ أمتهِ لَا يَضِلونَ، فيَا فوزَ مَن تمسَّكَ بهِم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق