بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 سبتمبر 2019

الأرواح حادثة مخلوقة ولكنها باقية لا تفنى

الأرواح حادثة مخلوقة ولكنها باقية لا تفنى

الرُّوْحُ لَهَا شَأْنٌ غَرِيْبٌ فِي حَالِ النَّوْمِ فَهِيَ لا تُفَارِقُ الجَسَدَ بـِالـمَرَّةِ لَكِنْ يَكُوْنُ لَهَا امْتِدَادٌ مِنْ غَيرِ أَنْ تُفَارِقَ الجَسَدَ لَمَّا تَرَى الرُؤْيَا تَمْتَدُّ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُفَارِقَ الجَسَدَ أَمَّا الـمَوْتُ فَهُوَ مُفَارَقَةُ الرُّوْحِ الجَسَدَ بـِالـمَرَّةِ بـِالكُلِّيَّةِ ثُمَّ تَعُوْدُ لَمَّا يُدْفَنُ الشَّخْصُ إِلى الجَسَدِ كَمَا كَانَتْ إِلى أَنْ يَبْلَى الجَسَدُ وَلَا يَبْقَى مِنْهُ إِلَّا عَجْبُ الذَّنَبِ عِنْدَئِذٍ رُوْحُ الـمُؤْمِنِ التَّقِيِ تَطُوْفُ فِي الجَنَّةِ فِي هَـوَاءِ الجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ لَكِنْ لا تَسْكُنُ الـمَكَانَ الَّذِيْ كُتِبَ لَهَا فِي الآخِرَةِ أَنْ تَسْكُنَهُ هَذَا فِي الـمُؤْمِنِ التَّقِيِّ أَمَّا الذِيْ هُـوَ مِنْ أَهْلِ الكَبَائِرِ وَمَاتَ بِلَا تَوْبَةٍ رُوْحُهُ يَكُوْنُ فِي هَذَا الفَرَاغِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَمَّا يَبْلَى جَسَدُهُ وَلَا يَبْقَى إِلَّا عَجْبُ الذَّنَب أَمَّا قَبْلَ ذَلِكَ تَبْقَى الرُّوْحُ فِي القَبْرِ مَعَ بَقِيَّةِ الجَسَدِ مَهْمَا طَالَ الوَقْتُ هَذَا فِي غَيْرِ الشَّهِيْدِ أَمًَّا شَهِيْدُ الـمَعْرَكَةِ رُوْحُهُ تَنْتَقِلُ فَوْرًا إِلى الجَنَّةِ لَكِنْ يكونُ لها اتِّصالٌ بالجسدِ. الجسدُ حَيٌّ يُحِسُّ باللَّذةِ بلذَةِ الأَكْلِ والشُّربِ الذي يحصُلُ للروحِ فِي الجنةِ هذا الجسدُ يُحِسُّ الجَسَدُ يُعتبَرُ حيًا ولوْ كانتِ الرُّوحُ امتدتْ إِلى الجنةِ تكونُ متصلةً بالجسدِ. الجسدُ يُحِسُّ باللَّذةِ لذَّةِ الطعامِ والشرابِ الذي يأْكُله الروحُ وهـو فِي الجَنَّةِ.


اللَّهَ تعالى خَلَقَ الخَلْقَ حِيْنَ أَخْرجَهُمْ مِنْ صُلْبِ ءَادَمَ عليه السَّلامُ هذا اليومُ هو يَومُ الـمِيثاقِ، يومُ الـمِيثَاقِ هو اليَومُ الذي كَانَ ءَادمُ بأَرْضِ عَرفاتَ في بُقعةٍ يُقالُ لها نَعمَانَ الآرَاكِ جُزْءٌ مِنْ عَرَفَةَ. هُناكَ كانَ ءَادمُ بعْدَ أَنْ نَزَلَ مِنَ الجنَّةِ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ ظَهرِه ذُرِيَّتَهُ صَوَّرَهُمْ وَجَمَعَهُمْ وَاسْتَنْطَقَهُمْ وَخَلَقَ فِيْهِمُ العَقْلَ وَالإِدْرَاكَ وَالـمَعْرِفَةَ بأَنَّ اللَّهَ تعالى هو خالِقُهُم هو إِلهَهُم، [لَا إِلَـهَ لَهُمْ غَيْرُهُ], فَاعترَفُوا: [لَا إِلَـهَ لَنَا غَيْرُكَ] [لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ] نَطَقَتْ أَرْوَاحُ كُلِّ البَّشَرِ حتَّى الذينَ يأْتونَ بعْدَنا إِلى أَخِرِ فَرْدٍ مِنَ البَّشَرِ. هذه الأرْوَاحُ اعْتَرَفتْ, كُلُّهمْ اعْتَرفُواْ بحُضُورِ ءادَمَ, أَمَامَ ءَادَمَ نُثِرُواْ صُوَرًا صِغَارًا كَالذَّرِ كَالنَّمْلِ الصَّغِيْرِ الأَحْمَرِ.

كُلُّ أَرْوَاحِ البَشَرِ كُلُّ فَرْدٍ مِنَ البَشَرِ مِمَّنْ قَدْ وُلِدَ مِمَّنْ قَدْ وُجِدَ إِلى وقْتِنَا هَذَا وَمِمَّنْ سَيُوْلَدُوْنَ إِلى نِهَايَةِ الدُّنْيَا، خَلَقَ فِيْهُمُ الإِدْرَاكَ وَالعَقْلَ وَالـمَعْرِفَةَ وَالنُّطْقَ, فَنَطَقُواْ [لَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُك], [لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ]. ثُمَّ اسْتَمَرُّواْ عَلَى ذَلِكَ إِلى أَنْ يُوْلَدُواْ. إِلى أَنْ خَرَجُواْ مِنْ بُطْوْنِ أُمَّهَاتِهِمْ ثُمَّ ظَلُّواْ عَلَى مُقْتَضَى ذَلِكَ الإِيْمَانِ إِلى أَنْ صَارُواْ يَفْهَمُوْنَ كَلامَ النَّاسِ.

هَذَا الَّذِيْ سَمِعَ مِنْ أَبَوَيْهِ الإِيْمَانَ وَالإِسْلامَ فَاعْتَقَدَهُ بَقِيَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ الـمِيْثَاقِ يَوْمَ أُخْرِجَتْ الأَرْوَاحُ مِنْ ظَهْرِ ءَادَمَ وَالذِيْ سَمِعَ مِنْ أَبَوَيْهِ الكُفْرَ أَيْ دينًا مِنَ الأَديانِ غيرَ الإِسلامِ مِمَّا يُخالفُ ذلك الـميثاقَ الأَولَ فاعتقدَه مَنْ ذلك الوقتِ صارَ كافرًا مِنْ وقتِ أَنْ سَمِعَ ذلك الكلامَ مِنْ أَبويهِ أَوْ مِنْ غَيرِهِما فاعتقدَه صارَ كافرًا.

ثم هذا الإِنسانُ إِذا ماتَ بعد البلوغِ ولمْ يسمعْ بدعوةِ الإِسلامِ لا يُعذِّبُه اللَّهُ يومَ القيامةِ وإِنْ سمِعَ فلم يَتْبَعْهُ يعذِّبُه اللَّهُ تبارك وتعالى لأَنَّ الله أَقام عليهِمُ الحجةَ بأَنْ أَرسلَ لهم رسلاً يُذَكِّرونَهُمْ بذلك الـميثاقِ العهدِ القديمِ.



الأَنبياءُ ما وظيفتُهُم؟ أَنْ يُذَكِّروا الناسَ بذلك العهدِ القديمِ السابقِ ثم نحنُ أُنْسِيْنَا ذلك الـميثاقَ بعدَ أَنْ تَلَبَّستِ الأَرواحُ في الأَجسادِ في بطونِ الأُمهاتِ فخرجتْ مِنَ البطونِ إِلى فضاءِ الدُّنيا نَسِيَتِ البشرُ خرجُواْ مِنْ بُطونِ أُمهاتِهمْ لا يعلمونَ شيئًا أُنْسُواْ ذلك الـميثاقِ أُخْرِجُواْ وقد أُنْسُواْ ذلك الـميثاقِ لا يَذكرونَ ذلك الـميثاقِ أَيُّنَا يَذْكُر ولا وَاحِدَ مِنَّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...