وقال ابن كثير (البداية والنهاية (7/90).) ما نصه:" وقد روينا أن عمر عسّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحدا يضحك ، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ، ولم ير سائلا يسأل ، فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن السؤال سألوا فلم يعطوا فقطعوا السؤال، والناس في همّ وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون. فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه لأمة محمد، وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن يا غوثاه لأمة محمد، فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات ، ووصلت ميرة عمرو في البحر إلى جدة ومن جدة إلى مكة. وهذا الأثر جيد الإسناد".ا.هـ. وهذا فيه الرد على ابن تيمية لقوله إنه لا يجوز التوسل إلا بالحيّ الحاضر، فهذا عمر بن الخطاب استغاث بأبي موسى وعمرو بن العاص وهما غائبان.
<>ثم يقول في الصحيفة التي تليها : وقال سيف بن عمر عن سهل بن يوسف السلمي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان عام الرمادة في ءاخر سنة سبع عشرة وأول سنة ثماني عشرة أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، فكان الناس بذلك وعمر كالمحصور عن أهل الأمصار حتى أقبل بلال بن الحرث المزني فاستأذن على عمر فقال: أنا رسول رسول الله إليك، يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لقد عهدتك كيسا، وما زلت على ذلك فما شأنك". قال: متى رأيت هذا ؟ قال: البارحة، فخرج فنادى في الناس الصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين ثم قام فقال: أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمرا غيره خير منه فقالوا: اللهم لا. فقال : إن بلال بن الحرث يزعم ذيت وذيت(معناه كيت و كيت). قالوا : صدق بلال فاستغث بالله ثم بالمسلمين ، فبعث إليهم وكان عمر عن ذلك محصورا ، فقال: الله أكبر ، بلغ البلاء مدته فانكشف ، ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم الأذى والبلاء. وكتب إلى أمراء الأمصار أن أغيثوا أهل المدينة ومن حولها، فإنه قد بلغ جهدهم ، وأخرج الناس إلى الاستسقاء ، فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا ، فخطب وأوجز وصلّى ثم جثا لركبتيه وقال: الله إياك نعبد وإياك نستعين ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا. ثم انصرف، فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران.
ثم روى سيف عن مبشر بن الفضيل عن جبير بن صخر عن عاصم بن عمر بن الخطاب أن رجلا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة فقال: ليس فيهن شىء، فألحوا عليه فذبح شاة فإذا عظامها حمر فقال: يا محمداه. فلما أمسى أري في المنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له :" أبشر بالحياة ، ائت عمر فأقرئه مني السلام وقل له : إن عهدي بك وفيّ العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر ". فجاء حتى أتى باب عمر فقال لغلامه: استأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى عمر فأخبره، ففزع ثم صعد عمر المنبر فقال للناس : أنشدكم الله الذي هداكم للإسلام هل رأيتم مني شيئا تكرهونه ؟ فقالوا: اللهم لا ، وعمّ ذاك؟ فأخبرهم بقول المزني - وهو بلال بن الحرث - ففطنوا ولم يفطن، فقالوا : إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا ، فنادى في الناس فخطب فأوجز ثم صلى ركعتين فأوجز ثم قال : اللهم عجزت عنا أنصارنا وعجز عنا حولنا وقوتنا وعجزت عنا أنفسنا ، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم اسقنا وأحي العباد والبلاد.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: حدثنا أبو عمرو بن مطر حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا أبو معاوية ،عن الأعمش، عن أبي صالح عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: " ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس "، فأتى الرجل فأخبر عمر فقال:" يا رب ما ءالو إلا ما عجزت عنه ". هذا إسناد صحيح ".انتهى كلام ابن كثير . وهذا إقرار منه بصحة هذا الحديث من الحافظ ابن كثير .
<>ثم يقول في الصحيفة التي تليها : وقال سيف بن عمر عن سهل بن يوسف السلمي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان عام الرمادة في ءاخر سنة سبع عشرة وأول سنة ثماني عشرة أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، فكان الناس بذلك وعمر كالمحصور عن أهل الأمصار حتى أقبل بلال بن الحرث المزني فاستأذن على عمر فقال: أنا رسول رسول الله إليك، يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لقد عهدتك كيسا، وما زلت على ذلك فما شأنك". قال: متى رأيت هذا ؟ قال: البارحة، فخرج فنادى في الناس الصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين ثم قام فقال: أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمرا غيره خير منه فقالوا: اللهم لا. فقال : إن بلال بن الحرث يزعم ذيت وذيت(معناه كيت و كيت). قالوا : صدق بلال فاستغث بالله ثم بالمسلمين ، فبعث إليهم وكان عمر عن ذلك محصورا ، فقال: الله أكبر ، بلغ البلاء مدته فانكشف ، ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم الأذى والبلاء. وكتب إلى أمراء الأمصار أن أغيثوا أهل المدينة ومن حولها، فإنه قد بلغ جهدهم ، وأخرج الناس إلى الاستسقاء ، فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا ، فخطب وأوجز وصلّى ثم جثا لركبتيه وقال: الله إياك نعبد وإياك نستعين ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا. ثم انصرف، فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران.
ثم روى سيف عن مبشر بن الفضيل عن جبير بن صخر عن عاصم بن عمر بن الخطاب أن رجلا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة فقال: ليس فيهن شىء، فألحوا عليه فذبح شاة فإذا عظامها حمر فقال: يا محمداه. فلما أمسى أري في المنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له :" أبشر بالحياة ، ائت عمر فأقرئه مني السلام وقل له : إن عهدي بك وفيّ العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر ". فجاء حتى أتى باب عمر فقال لغلامه: استأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى عمر فأخبره، ففزع ثم صعد عمر المنبر فقال للناس : أنشدكم الله الذي هداكم للإسلام هل رأيتم مني شيئا تكرهونه ؟ فقالوا: اللهم لا ، وعمّ ذاك؟ فأخبرهم بقول المزني - وهو بلال بن الحرث - ففطنوا ولم يفطن، فقالوا : إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا ، فنادى في الناس فخطب فأوجز ثم صلى ركعتين فأوجز ثم قال : اللهم عجزت عنا أنصارنا وعجز عنا حولنا وقوتنا وعجزت عنا أنفسنا ، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم اسقنا وأحي العباد والبلاد.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: حدثنا أبو عمرو بن مطر حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا أبو معاوية ،عن الأعمش، عن أبي صالح عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: " ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس "، فأتى الرجل فأخبر عمر فقال:" يا رب ما ءالو إلا ما عجزت عنه ". هذا إسناد صحيح ".انتهى كلام ابن كثير . وهذا إقرار منه بصحة هذا الحديث من الحافظ ابن كثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق