اعلم أنه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء والأولياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير الله، لأنه ليس عبادة لغير الله مجرد النداء لحيّ أو ميت، ولا مجرد الاستغاثة بغير الله ، ولا مجرد قصد قبر وليّ للتبرك، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستغاثة بغير الله تعالى، أي ليس ذلك شركا ، لأنه لا ينطبق عليه تعريف العبادة عند اللغويين، لأن العبادة عندهم الطاعة مع الخضوع، قال اللغوي (1) الزجاج وهو من أشهرهم : " قوله عز وجل { إياك نعبد(5) } معنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع ، ويقال : هذا طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة الوطء ، ومعبد إذا كان مطليا بالقطران ن فمعنى { إياك نعبد(5)} : نطيع الطاعة التي يخضع معها " اهـ. ونقل هذا عن اللغوي الأزهري (2) وهو من كبارهم ، وقال مثلهما الفرّاء، وقال بعضهم:" العبادة أقصى غاية الخشوع والخضوع"، وقال بعض:" نهاية التذلل" كما يفهم ذلك من كلام شارح القاموس مرتضى الزبيدي خاتمة اللغويين، وهذا الذي يستقيم لغة وعرفا.
(1) تفسير القرءان للزجاج
(2) تهذيب اللغة (2/234).
(1) تفسير القرءان للزجاج
(2) تهذيب اللغة (2/234).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق