الرد على من يقول بعدم السيادة لسيد العالمين بدعوى
حديث مكذوب يقولون فيه ( لا تسيِّدوني في الصلاة )
ينبغي أن يحذّر من حديث: "لا تسيِّدوني في الصلاة" فهو
حديث موضوع أي مكذوب، وهو باطل ويدل على ذلك أن
فعل المضارع من ساد هو يسود.
يقول الحافظ السخاوي رحمه الله تعقيبا على الحديث المذكور أعلاه: لا أصل له، ذكر ذلك الحافظ ملا عليٍّ القاري في كتابه المصنوع في معرفة الحديث الموضوع.
وأما زيادة لفظ سيِّدنا في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيِّد ولد آدم" وقوله للحسن: "إنَّ ابني هذا سيِّد" وقوله لسعد: "قوموا إلى سيِّدكم".
وورد قول سهل بن حنيف للنبيِّ صلى الله عليه وسلم "يا سيِّدي" في حديث عند النسائي في عمل اليوم والليلة، وقول ابن مسعود: "اللهم صلِّ على سيِّد المرسلين".
وفي كل هذا دلالة واضحة على جواز ذلك؛ وقد قال الإسنوي في كتابه المهمات في شرح الروضة: في حفظي قديما أن الشيخ العز بن عبد السلام بناه (أعني الإتيان بسيِّدنا قبل محمد في التشهد) على أن الأفضل هل هو سلوك الأدب أو امتثال الأمر، فعلى الأول (سلوك الأدب) مستحب دون الثاني (امتثال الأمر) لقوله صلى الله عليه وسلم: "قولوا اللهم صلِّ على محمَّد".
وفي كل هذا دلالة واضحة على جواز ذلك؛ وقد قال الإسنوي في كتابه المهمات في شرح الروضة: في حفظي قديما أن الشيخ العز بن عبد السلام بناه (أعني الإتيان بسيِّدنا قبل محمد في التشهد) على أن الأفضل هل هو سلوك الأدب أو امتثال الأمر، فعلى الأول (سلوك الأدب) مستحب دون الثاني (امتثال الأمر) لقوله صلى الله عليه وسلم: "قولوا اللهم صلِّ على محمَّد".
قال الحافظ السخاوي: وقول المصلين: "اللهم صلِّ على سيِّدنا محمد" فيه الإتيان بما أُمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدبٌ فهو أفضل من تركه فيما يظهر من الحديث (يعني ما ورد عن ابن مسعود مرفوعا وموقوفا وهو أصح) قوله: "أحسنوا الصلاة على نبيكم". اهـ
واتفق الإمامان (الشمس الرملي والشهاب ابن حجر) على استحباب زيادة السيادة في الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التشهد وغيره؛ قال صاحب مفتاح الفلاح: "واياك أن تترك لفظ السيادة ففيه سرٌّ يظهر لمن لازم هذه العبادة" اهـ.
وسئل الحافظ السيوطي عن حديث: "لا تُسيِّدوني في الصلاة" فأجاب بأنه لم يرد ذلك، قال وإنما لم يتلفظ صلى الله عليه وسلم بلفظ السيادة حين تعليمهم كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لكراهية الفخر، ولهذا قال: "أنا سيِّد ولد آدم ولا فخر" وأما نحن فيجب علينا تعظيمه وتوقيره ولهذا نهانا الله تعالى أن نناديه صلى الله عليه وسلم باسمه (أي في حضرته)فقال: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا".
وسئل الحافظ السيوطي عن حديث: "لا تُسيِّدوني في الصلاة" فأجاب بأنه لم يرد ذلك، قال وإنما لم يتلفظ صلى الله عليه وسلم بلفظ السيادة حين تعليمهم كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لكراهية الفخر، ولهذا قال: "أنا سيِّد ولد آدم ولا فخر" وأما نحن فيجب علينا تعظيمه وتوقيره ولهذا نهانا الله تعالى أن نناديه صلى الله عليه وسلم باسمه (أي في حضرته)فقال: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا".
وهذا هو الذي ملت إليه (الكلام لابن حجر في شرح الإرشاد وغيره) وورد عن ابن مسعود مرفوعا وموقوفا وهو أصح: "حسِّنوا الصلاة على نبيكم"، وذكر الكيفية وقال فيها: "على سيِّد المرسلين" وهو شامل للصلاة وخارجها.
وعن المحقق الجلال المحلي أنه قال: الأدب مع مَن ذكره صلى الله عليه وسلم مطلوبٌ شرعا بذكر السيِّد؛ ففي حديث الصحيحين: "قوموا إلى سيدكم" أي سعد بن معاذ، وسيادته بالعلم والدِّين، وقول المصلي: اللهم صلِّ على سيِّدنا محمد فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدبٌ فهو أفضل من تركه فيما يظهر من الحديث السابق. انتهى كلام ابن حجر.
قلت (الكلام للمؤلف) : ومما يستدل به لذلك ما حكاه (أي ابن حجر) في آخر الكتاب المذكور (الدر المنضود) في معرض تحريم ندائه صلى الله عليه وسلم باسمه وكنيته عن قتادة أنه قال: أمر الله تعالى أن يُهاب نبيُّه وأن يُبجل ويُعظم وأن يُسوده، والحق أن ذلك حسنٌ في كل حال صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام المؤلف
ونضيف دليلا آخر من كتاب الله تعالى حيث إن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ السيادة لنبيه يحيى، قال تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (39) سورة آل عمران.
حيث نادت الملائكة سيِّدنا زكريا تبشره بيحيى سيِّدا ونبيًّا من الصالحين؛ ولا ينكر أحد من علماء الأمة جميعا أنَّ سيِّدنا محمدًا أفضل الأنبياء فهو أولى بالسيادة من غيره من الأنبياء عليهم السلام؛ فبعد هذا لا يلتفت لفئة ضالة شذت عن المسلمين تزعم أن زيادة لفظة سيِّدنا في الصلاة بدعة منكرة، (أي فعلٌ منكرٌ بزعمهم) ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق