بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 6 سبتمبر 2019

حكمُ زيارةِ القبورِ

حكمُ زيارةِ القبورِ
زيارةُ القبور جائزةٌ للرجال والنساء.. وتستحبُّ في حَقِّ الرجال.. ولا بأسَ بزيارة القبور في أيَّامِ العيدِ والجمعة.. ونَهْيُ رسولِ الله للرجال والنساءِ عن زيارةِ القبور الواردُ في بعضِ الأحاديث منسوخٌ بحديث [[كنتُ نَهَيْتُكُمْ عن زيارةِ القبور ألَا فزوروها فإنَّهَا تذكِّركم الآخِرة]].. رواه ابنُ ماجَه والنَّسَائِيُّ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ.. وفي قولهِ صلَّى الله عليه وسلَّم [[فإنَّهَا تذكِّركم الآخرةَ]] دليلٌ على أنَّ المرادَ الحَثُّ على زيارةِ القبورِ وليس المرادُ بيانَ الجواز فقط.. وأمَّا حديثُ رسولِ الله [[لعَن اللهُ زَوَّاراتِ القبور]] وفي لفظ [[لعَن اللهُ زائراتِ القبور]] فقد قال فيه التِّرْمِذِيُّ ما نصُّه [[هذا حديثٌ حسَن صحيح.. وقد رأى بعضُ أهلِ العِلم أنَّ هذا كان قبل أن يُرَخِّصَ النبيُّ في زيارة القبور ـــ أي للرجالِ والنساء ـــ فلمَّا رخَّص دخَل في رخصته الرجالُ والنساء]]انتهى.. أنظر[(سُنَنَ التِّرْمِذِيِّ)/كتاب الجنائز عن رسول الله]..ا
فإجماعُ الفقهاءِ على جواز خروج النساءِ لزيارة القبور بعد أن كان مُحَرَّمًا عليهنَّ ثابت.. ولكن اختلفوا في الكراهة، فمنهم مَنْ قال إنَّه جائزٌ مَعَ الكراهة، ومنهم من قال إنَّه جائزٌ مِنْ دون كراهة.. والقولُ بجواز خروج النساءِ لزيارة القبور مِنْ دون كراهةٍ أقوى، ودليلُه ما رُوِيَ عن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ أنَّهَا سألت رسولَ الله أن يُعَلِّمَهَا ما تقولُ عند زيارة القبور، فعلَّمها أن تقول [[السلامُ على أهلِ الديار من المؤمنين والمسلمين، ويَرْحَمُ اللهُ المستقدِمين مِنَّا والمستأخِرين، وإنَّا إن شاء الله بكم للاحقون]].. رواه الإمامُ مسلمٌ في[(الصحيح)/كتاب الجنائز]بإسنادٍ صحيح..ا
ومِمَّا يُسَنُّ قولُه عند زيارة القبور [[السلامُ عليكم يا أهلَ القبور، يَغْفِرُ اللهُ لنا ولكم، أنتم سَلَفُنا ونحن بالأثر]].. أخرجه التِّرْمِذِيُّ في (سننه) وحَسَّنَهُ.. وورد هذا الحديثُ في (صحيح مسلم) بلفظ [[السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنَّا إن شاء اللهُ بكم لاحقون]].. وفي ذلك دليلٌ على صِحَّةِ سماعِ الميِّت لمن يكلِّمه، ولولا ذلك لم يكن لهذا الخطاب معنى.. ولا حُجَّةَ في استدلالِ الوهَّابيَّةِ بقول الله تعالى في سورة فاطِر ((وما أنتَ بمُسْمِعٍ مَنْ في القبور[22])) على أنَّ الميِّت في قبره لا يَسْمَعُ كلامَ مَنْ يزورُه، فإنَّه مُؤَوَّلٌ لا يُحْمَلُ على الظاهر.. والمراد بالآيةِ تشبيهُ الكُفَّارِ بمن في القبور في عدمِ انتفاعِهم بكلامِ رسولِ الله مع كونِهم أحياءً..ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...