بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 فبراير 2021

شرح حديث "من حلف بغير الله فقد أشرك

 شرح حديث "من حلف بغير الله فقد أشرك"

أنه في من

حلف معظماً لمخلوق كتعظيمه لله والعياذ بالله فيكفر ساعتئذ: تتهمني
بالانحياز وتهاجمني وتكفر المسلمين وتبدعهم، فأقول لك نعم أنا منحاز إلى
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولست مثلك ضائع تقول لا وهابي ولا
صوفي، ويا ليتك صمت أنت عما لا خير فيه بدل أن تتهمني وتهاجمني بهذه
الطريقة غير المنصفة إن كنت لا أريد أن أزيدك، ثانياً أنا لست في سباق
انتخابي لمجرد جمع الناس ولو بالباطل والمداهنة كما تأمرني، فأنا لم أطلب
من أحد منكم دنيا وإن طلبت فلا تعطني منها شيئاً أنت ولا غيرك، أنا أنظر
إلى الصواب دوماً إن شاء الله ولا أنظر إلى مجرد تكثير الأصدقاء
والمحبين، من أحب أن يستفيد فأهلاً وسهلاً، ومن نشر الضلال والجهل فلا
أهلاً به ولا سهلاً، ثالثاً من كانت لديه شوائب بدعية في العقيدة أو
الفروع فليس من أهل التصوف شرط أن يكون الحكم الكتاب والسنة لا رأيي ولا
رأيك،
رابعاً أنت تكفر من حلف بغير الله مطلقاً وهذا لم يفعله السلف فأنت في
ذلك تبتدع ولا تتبع، بل فهمك يخالف فهم الإمام احمد بن حنبل الذي جعل
الحلف بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يميناً على الحانث به كفارة يمين،
ولم يقل كفر ولا أشرك، فمن أين لك تطلق أحكامك في المسلمين تكفرهم
والعياذ بالله، ولا أظنك تدعي أنك أعرف بالفقه من الإمام أحمد، والحديث
معناه من حلف بغير الله معظماً له كتعظيم الله، هذا الذي يشرك وهذا هو
المراد بالحديث، أما مجرد الحلف بغير الله فليس كفراً، فأراك أجرأ على
الفتيا من أئمة الإسلام فهل تكفر الإمام أحمد كذلك كما كفرت المسلمين وهو
يجعل الحلف بسيدنا محمد يميناً ثابتاً، هل تظن أنك أفقه منه ومن سائر
فقهاء المذهب الحنبلي، وبالمناسبة هل أنت أعلم كذلك من ابن حجر العسقلاني
وابن المنذر وأبي عبيد وسائر أئمة الفقه واللغة تكفر من حلف بغير الله
تستدل بالحديث وكأنك مجتهد الزمان وفقيه الأوان، كان الأولى بك تخجل من
نفسك وتتعلم كيف تجثو أمام أهل العلم لتسلم آخرتك بدلاً من الهجوم على
الحديث تفسره وكأنه طوع بنانك وكأنك حافظ الأمة وإمام الأئمة، ففي شرح
الحافظ ابن حجر على صحيح البخاري يقول: "وقال ابن المنذر: اختلف أهل
العلم في معنى النهي عن الحلف بغير الله، فقالت طائفة هو خاص بالأيمان
التي كان أهل الجاهلية يحلفون بها تعظيماً لغير الله تعالى كاللات والعزى
والآباء فهذه يأثم الحالف بها ولا كفارة فيها، وأما ما كان يؤول إلى
تعظيم الله كقوله وحق النبي والإسلام والحج والعمرة والهدي والصدقة
والعتق ونحوها مما يراد به تعظيم الله والقربة إليه فليس داخلا في النهي،
وممن قال بذلك أبو عبيد وطائفة ممن لقيناه، واحتجوا بما جاء عن الصحابة
من إيجابهم على الحالف بالعتق والهدي والصدقة ما أوجبوه مع كونهم رأوا
النهي المذكور، فدل على أن ذلك عندهم ليس على عمومه، إذ لو كان عاماً
لنهوا عن ذلك ولم يوجبوا فيه شيئاً" انتهى من فتح الباري للحافظ ابن حجر
نقلاً عن الإمام المجتهد ابن المنذر الذي هو حقيقة من السلف الصالح رضي
الله عنهم، فهل تكفر الصحابة والسلف الذين نقل عنهم ابن المنذر ما نقل
مما تقدم، هل أنت أعلم منهم هم كذلك؟، عجيب إقدامك على التهلكة.
أما مسألة التبرك فأراك تحب الهجوم على مقامات أهل الله وهذا بعيد على
أمثالك وأعلى، تقول بدعة وأنت المبتدع، فالصحابة كانوا يتبركون بالنبي
صلى الله عليه وسلم كما في صحيحي البخاري ومسلم، كذلك التابعون كانوا
يتبركون بالصحابة رضي الله عنهم وهلم جراً كما في صحيحي البخاري ومسلم
كذلك، أم انه لا يعجبك البخاري ولا مسلم، وأنا اتحداك وأتحدى كل الذين
تعرفهم سمموا لك أفكارك وزينوا لك البدعة الشيطانية النجدية الوهابية
كاذبين يقولون سلفية سلفية زوراً وبهتاناً، أين في كلام السلف الصالح أن
التبرك بالصالحين بدعة، ائتني بنص أتحداك وأتحداهم جميعاً أين النص
"حرام" أو "بدعة" او شرك" من كلام السلف لغاية سنة 300 للهجرة، فإن لم
تجد فاتق الله وتب إليه وارجع عن الجهل الذي أنت غارق فيه، أنقذ نفسك قبل
فوات الأوان، هذه نصيحتي
حكم الحلف بغير الله
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ فِي الْحَاوِي عَلَى مُخْتَصَرِ الْمُزَنِيِّ:
مَسْأَلَةٌ: قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "وَمَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَهِيَ يمينٌ مكروهةٌ وَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ مَعْصِيَةً لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ عُمَرَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ".
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: وَهُوَ كَمَا قَالَ، الْيَمِينُ بِغَيْرِ اللَّهِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ كُلِّهَا مَكْرُوهَةٌ، سَوَاءٌ حَلَفَ بِمُعَظَّمٍ كَالْمَلَائِكَةِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، أَوْ بِغَيْرِ مُعَظَّمٍ، لِرِوَايَةِ الشَّافِعِيِّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَسِيرُ فِي رَكبٍ، وَحَلَفَ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ". اهـ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي الرَّوْضَةِ: الْحَلِفُ بِالْمَخْلُوقِ مَكْرُوهٌ (كَالْحَلِفِ) بِالنَّبِيِّ وَالْكَعْبَةِ وَجِبْرِيلَ وَالصَّحَابَةِ وَالْآلِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ الْحَلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى مَعْصِيَةً. قَالَ بَعْضُ الْأَصْحَابُ: أَيْ حَرَامًا وَإِثْمًا، فَأَشَارَ إِلَى تَرَدُّدٍ فِيهِ، قَالَ الْإِمَامُ: وَالْمَذْهَبُ الْقَطْعُ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ، بَلْ مَكْرُوهٌ. ثُمَّ مَنْ حَلَفَ بِمَخْلُوقٍ لَمْ تَنْعَقِدْ يَمِينُهُ وَلَا كَفَّارَةَ فِي حِنْثِهِ. قَالَ الْأَصْحَابُ: فَلَوِ اعْتَقَدَ الْحَالِفُ فِي الْمَحْلُوفِ بِهِ مِنَ التَّعْظِيمِ مَا يَعْتَقِدُهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى كَفَرَ، وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ كَفَرَ" ، وَلَوْ سَبَقَ لِسَانُهُ إِلَيْهِ بِلَا قَصْدٍ لَمْ يُوصَفْ بِكَرَاهَةٍ، بَلْ هُوَ لَغْوُ يَمِينٍ. اهـ.
قَالَ الْقَاضِي زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيُّ فِي أَسْنَى الْمَطَالِبِ: فَصْلٌ: الْحَلِفُ بِالْمَخْلُوقِ لَا بِسَبْقِ لِسَانٍ مَكْرُوهٌ (كَالْحَلِفِ) بِالنَّبِيِّ وَالْكَعْبَةِ وَجِبْرِيلَ وَالصَّحَابَةِ لِخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ: "إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ" وَلِخَبَرِ: "لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا تَحْلِفُوا إلَّا بِاَللَّهِ" رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ قَالَ الْإِمَامُ وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ أَخْشَى أَنْ يَكُونَ الْحَلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ مَعْصِيَةً مَحْمُولٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي التَّنْفِيرِ مِنْ ذَلِكَ فَلَوْ حَلَفَ بِهِ لَمْ يَنْعَقِدْ يَمِينُهُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْأَصْلُ (فَإِنْ اعْتَقَدَ تَعْظِيمَهُ كَمَا) وَفِي نُسْخَةٍ بِمَا (يُعَظِّمُ اللَّهَ) بِأَنْ اعْتَقَدَ فِيهِ مِنَ التَّعْظِيمِ مَا يَعْتَقِدُهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى (كَفَرَ) وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ خَبَرُ الْحَاكِمِ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ". أَمَّا إذَا سَبَقَ لِسَانُهُ إلَيْهِ بِلَا قَصْدٍ فَلَا كَرَاهَةَ بَلْ هُوَ لَغْوُ يَمِينٍ. اهـ.
قَالَ الرَّمْلِيِّ فِي نِهَايَةِ الْمُحْتَاجِ:
وَيُكْرَهُ لِخَبَرِ: "إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ". قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ الْحَلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ مَعْصِيَةً، نَعَمْ لَوْ اعْتَقَدَ تَعْظِيمَهُ كَمَا يُعَظِّمُ اللَّهَ كَفَرَ. اهـ.
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي التُّحْفَةِ: وَرَوَى الْحَاكِمُ خَبَرَ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ" ، وَفِي رِوَايَةٍ: "فَقَدْ أَشْرَكَ" ؛ وَحَمَلُوهُ عَلَى مَا إذَا قَصَدَ تَعْظِيمَهُ كَتَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ أَثِمَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا أَيْ: تَبَعًا لِنَصِّ الشَّافِعِيِّ الصَّرِيحِ فِيهِ، كَذَا قَالَهُ شَارِحٌ.
وَاَلَّذِي فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَكْثَرِ الْأَصْحَابِ الْكَرَاهَةُ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ وَإِنْ كَانَ الدَّلِيلُ ظَاهِرًا فِي الْإِثْمِ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...