الوهابية في صورتها الحقيقية
تعرف على الوهابية
– [ 1 ] الوهابية ومؤسسها :
– تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ، والمتوفى سنة 1206 ه.
وكان هذا قد أخذ شيئاً من العلوم الدينية ، كما كان مولعا بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وانحراف كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ، ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟.
وفي سنة 1143 ه أظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجا حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى ( العيينة ) وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أخت الأمير ، ومكث عنده يدعوإلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعا فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، وهذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي إنطلقت منها أحزاب الردة.
فراجت أفكار محمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد واتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها. وكان في ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الاجتهاد المطلق ، فهولا يعبأ بقول أحد من أئمة الاجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمت إلى الاجتهاد بصلة.
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو أعرف الناس به ، وقد ألف كتاباً في إبطال دعوة أخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها ، قال : فيها : ( اليوم إبتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي : من خالفه ، ومن خالفه فهوعنده كافر ، هذا وهولم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ).
– [ 2 ] أصول الفكر الوهابي :
– للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي..
– أما الأصل المعلن ، فهو : إخلاص التوحيد لله ، ومحاربة الشرك والأوثان. ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى
– وأما الأصل الخفي ، فهو : تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي. وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم.. فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام الناس. فلأشك أن شعار ( إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، وهم لا يشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي. ولقد إثبت المحققون في تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية ، أنظر مثلاً : ( أعمدة الاستعمار ) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبي أوعبد الله فيلبي ، و ( مذكرات حاييم وايزمن ) أول رئيس وزراء للكيان صهيوني ، و ( مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد وتحليل ) للدكتور همايون همتي.
– [ 3 ] مصادر الفكر الوهابي :
_انقسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول : ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة.. فزعموا أن هذا يأخذونه من الكتاب والسنة مباشرة ، دون الرجوع إلى إجتهاد المجتهدين في معناه ، سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الاجتهاد.
والقسم الثاني : ما لم يرد فيه نص.. وزعموا أنهم يرجعون فيه إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وأبن تيمية. لكنهم أخفقوا في الأمرين معاً ، ووقعوا في التناقض وارتكبوا المحدور ، فمن ذلك :
– أ – إنهم جمدوا علي معان فهموها من ظواهر بعض النصوص ، فخالفوا الأصول والإجماع. ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبدة بأنهم : ( أضيق عطنا وأحرج صدراً من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين ).
– أنظر : ( الإسلام والنصرانية لمحمد عبدة ، وهامشه لرشيد رضا : ص 97 – الطبعة الثامنة ).
– ب – خالفوا الإمام أحمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام أحمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل على العكس ، كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهولا يكفر أحداً من أهل القبلة بذنب كبيراً كان أو صغيراً ، إلاّ بترك الصلاة. ( العقيدة لأحمد بن حنبل : 120 )
وأيضا : لم يجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد ، عن إبن تيمية هو العكس من ذلك تماماً. قال إبن تيمية : إن من وإلى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعة المسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والاجتهادات ، واستحل قتالهم ، فهومن أهل التفرق والإختلاف. ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349 ) ، فالوهابية إذن وفقالعقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرق والإختلاف.
– ج – إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن الإمام أحمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدر دمائهم وأموالهم.. فقد نقل إبن تيمية أن الإمام أحمد قد كتب جزءاً في زيارة مشهد الإمام الحسين (ع) في كربلاء ، وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، وقال إبن تيمية : إن الناس في زمن الإمام أحمد كانوا ينتابونه ، أي يقصدون زيارته. ( رأس الحسين لإبن تيمية – المطبوع مع إستشهاد الحسين للطبري : 902 ).
أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماء والأموال وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والأموال على الإمام أحمد ومن عاصره ومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه بل لازم قولهم : إن الأمة منذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضاً. فبأي شئ إذن ينسبون أنفسهم إلى الإمام أحمد وإلى السلف؟.
– د – مثل ذلك يقال : أيضاً ، عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي (ص) ، فعندهم أن من طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، وقد جعل النبي عندئذ وثنا يعبد من دون الله ، وعلى هذا أوجبوا هدر دمه وماله. ( تطهير الإعتقاد للصنعاني : 7 ).
بينما ثبت في الصحيح أن كثيراً من أجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا ، وقد صحح ذلك إبن تيمية أيضاً في كتابه ( الزيارة 7 : 101 – 106 ).
من طرق عديدة نقلها بطولها ، عن البيهقي والطبراني وأبن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وأبن السني ، رغم أنه أصر على خلافها إصرارا على الرأي رغم اعترافه بوجود البرهان على خلافه ، ألا إن إبن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية. فيكون أولئك الصحابة والتابعون – وفقالعقيدة الوهابية – من المشركين الذين يجب قتلهأوليس هؤلاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في استشفاعهم بالنبي (ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم ، هؤلاء أيضاً محكوم عليهم.. بهدر الدماء والأموال فمن أبقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟ ومن هو إذن سلفهم الذي يقتدون به ؟.
– [ 4 ] عقيدتهم في الصحابة :
– أ – ثبت في ما تقدم أن عقيدة الوهابية تقتضي على جل الصحابة بالكفر والشرك.. هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي (ص) وأجازوا الاستشفاع به (ص) ، أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا دمه ولا استباحوا أمواله هذا هولازم عقيدتهم ، وهذا هو حكمهم بالفعل. أما حين يروغون عنه بالقول في ما يزعمونه من تعظيم الصحابة ، فإنما يريدون منه إغواء البسطاء وتضليل الناس ، كما يخشون أيضاً عواقب تصريحهم بذلك.
– ب – لم تقف الوهابية عند هذا الحد ، بل تناولوا الصحابة الذين كانوا حول الرسول (ص) في حياته أيضاً.. فقال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ما نصه : إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكون ويصومون ويحجون ، ومع ذلك فقد كانوا كفارا بعيدين ، عن الإسلام ( الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبد الوهاب – رسالة كشف الشبهات : 120 طبعة سنة 1987 م ).
– ج – مما يؤكد عقيدتهم هذه في الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهم في الدفاع ، عن يزيد بن معاوية والثناء علية في حين لم يعرف التاريخ عدواً للصحابة كيزيد ، ولا عرف التاريخ أحداًً أباح دماء الصحابة وأعراضهم كما فعل يزيد في وقعة الحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها وكلهم من الصحابة وأبناء الصحابة ، ويهتكون الأعراض وهي أعراض الصحابة فافتضوا العذارى من بنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو ألف عذراء لا يدرى من أولدهن ! ! وقبل ذلك كان فعله في كربلاء في قتل ثمانية عشر رجلاً من أهل بيت الرسول (ص) ، فيهم سبطه وريحانته الحسين ، وأولاده وأولاد أخية الحسن ، ومن معه من إخوته وأبناءهم وحتى الرضيع منهم. وبعد ذلك فعله في مكة المكرمة وأحرق الكعبة. ذلك هو يزيد الذي يثنون علية.. ومن يدري لعلهم يثنون علية لأجل أعماله تلك وفعله ذلك في الصحابة ونسائهم وذرياتهم ؟ وأغرب من ذلك أن يزيد كان لا يقيم الصلاة ، وكان يشرب الخمرة.. فهم بحكم انتسابهم إلى فقه الإمام أحمد ينبغي أن يفتوا بكفرة لأجل هذا وحده.. ولكنهم أثنوا عليه واعتذروا له.. فلأي شئ أثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعلة وخصاله ، بينما كفروا من إستشفع بالرسول أو قصد زيارته وإن كان من كبار الصحابة والتابعين ومجتهديهم ؟ هل لأن يزيد أفنى صحابة رسول الله (ص) وهتك أعراضهم واستباح أموالهم وذراريهم ؟.
– [ 5 ] عقيدتهم في الصفات :
– عقيدة الوهابية في الصفات هي من صنف عقائد المجسمة.. فهم ينسبون إلى الله تعالى الأعضاء على الحقيقة : كاليد ، والرجل ، والعين ، والوجه.. ثم يصفونه تعالى شأنه بالجلوس والحركة والأنتقال : والنزول والصعود ، على الحقيقة كما يفهم من ظاهر اللفظ.. تعالى الله عما يصفون. ( الهدية السنية – الرسالة الرابعة ، لعبد اللطيف حفيد محمد عبد الوهاب ).
وهذه العقيدة قلدوا فيها إبن تيمية.. وهي في الأصل عقيدة الحشوية من أصحاب الحديث الذين لا معرفة لهم بالفقه والثابت من أصول الدين ، فيجرون وراء ما يفهمون من ظاهر اللفظ ، وقد أخذوا ذلك ، عن مجسمة اليهود. جاءوا بكلام لم يستطيعوا أن ينقلوا منه حرفاً واحداً ، عن واحد من الصحابة ولا واحد من الطبقة الأولى من التابعين ، ثم زعموا أن هذا هو إجماع السلف ، وزوروا ذلك بكلام طويل كله لف ودوراًن خال من أي برهان صادق. بل لم يجدوا إلاّ كلمة واحدة أطلقها إبن تيمية جزافا ، وهي محض افتراء لا ينطوي إلاّ على البسطاء الذين لا يتثبتون مما يسمعون ، وعلى المقلدين المتعصبين.. يقول إبن تيمية في حجته الكبرى على مصدر هذه العقيدة ما نصه : إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس ، عن الصحابة إختلاف في تأويلها ، وقد طالعت التفاسير المنقولة ، عن الصحابة وما رووه من الحديث ، ووقفت على ما شاء الله من الكتب الكبار والصغار ، وأكثر من مئة تفسير ، فلم أجد إلى ساعتي هذه ، عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف. ( تفسير سورة النور لإبن تيمية : 178 – 179 ).
وقال في نفس الموضع أنه كان يكرر هذا الكلام في مجالسه كثير.. لكنه كلام باطل يشهد على بطلانه كل ما ورد في تفسير آيات الصفات ، وخاصة في الكتب التي نقلت تفاسير الصحابة ، والكتب التي كان يؤكد عليها إبن تيمية ويقول : إنها تروي تفاسير الصحابة والسلف بالأسانيد الصحيحة وليس فيها شئ من الموضوعات والأكاذيب ، وأهمها : تفسير الطبري ، وتفسير إبن عطية ، وتفسير البغوي. ( مقدمة في أصول التفاسير لإبن تيمية : 51 ).
فهذه التفاسير جميعاً نقلت ، عن الصحابة تأويل آيات الصفات بخلاف ظاهرها ، وهذا جارً في جميع آيات الصفات أنظر مثلاً تفسير آية الكرسي عند الطبري وأبن عطية والبغوي ، فهم جميعاً يبدأون بقول إبن عباس : كرسيه علمه. واكتفى إبن عطية بهذا ووصف ما ورد ، عن غير إبن عباس بأنه من الإسرائيليات وأخبار الحشوية التي يجب أن لا تحكى. ( نقله عنه الشوكاني في تفسيره – فتح القدير 1 : 272 ).
وهكذا مع جميع الآيات التي جاء فيها ذكر الوجه : ( وجه ربك ) أو ( وجهه ) أو ( وجه الله ) ، فأول ما ينقلونه ، عن الصحابة هو التأويل بالقصد أو الثواب أو نحوها كما يقتضي المقام. إذن فبرهانهم الوحيد على عقيدتهم في التجسيم هو افتراء على الصحابة ، وتزوير في الحقائق الدينية ، ونسبة الباطل حتى إلى كتب التفسير المتداولة بين الناس رغم سهولة التحقق من ذلك. فهل سيحاول القارئ أن ينظر في هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه ؟ خذ مثلاً تفسير البغوي الذي عظمه إبن تيمية كثيراً وقال : إنه لم يرو الموضوعات ، وقف على تفسير هذه النبذة من آيات الصفات : البقرة آية 115 و 255 ( آية الكرسي ) و 272 ، الرعد آية 22 ، القصص آية 88 ، الروم آية 38 و 39 ، الدهر آية 9 ، الليل آية 20. لترى بعدئذ عظمة ما ارتكبه هؤلاء من افتراء وزيف وبهتان نسبوه إلى هذا الدين العظيم وإلى السلف.
– [ 6 ] الوهابية والمسلمون ( البدعة الوهابية الكبرى ) :
– تعتقد الوهابية أنهم وحدهم أهل التوحيد الخالص ، وأما سائر المسلمين فهم مشركون لا حرمة لدمائهم وذراريهم وأموالهم ، ودارهم دار حرب وشرك ويعتقدون أن المسلم لا تنفعه شهادة أن ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد الرسول – مثلاً – ويقصد زيارته ويطلب الشفاعة منه ويقولون : أن المسلم الذي يعتقد بهذه الأمور فهو مشرك وشركه أشد من شرك أهل الجاهلية من عبدة الأوثان والكواكب ( أنظر من أمهات كتبهم : الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبد الوهاب : 79 ، تطهير الإعتقاد للصنعاني : 7 ، 12 ، 35 ، فتح المجيد : 40 – 41 ، ورسالة أربع القواعد ، ورسالة كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب ، وغيرها )
ففي رسالة ( كشف الشبهات ) أطلق محمد بن عبد الوهاب لفظ الشرك والمشركين على عامة المسلمين عدا أتباعه في نحو 24 موضعاً ، وأطلق عليهم لفظ : الكفار ، وعباد الأصنام ، والمرتدين ، وجاحدي التوحيد ، وأعداء التوحيد وأعداء الله ، ومدعي الإسلام في نحو 20 موضعاً. وعلى هذا النحو سار أتباعه في سائر كتبهم. فهل جاءوا بعقيدتهم هذه من إجماع السلف ، أم هي بدعة منكرة ؟ لقد نقل إبن حزم الأصل القائل : إنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في إعتقاد أو فتيا ) ثم عد أئمة السلف القائلين به ، إلى أن قال : ( وهذا هو قول كل من عرفنا له قولاً في هذه المسألة من الصحابة ، ولا نعلم فيه خلافاًً ) ( الفصل لإبن حزم 2 : 247 ، وإنظر أيضاً اليواقيت والجواهر للشعراًني : المبحث 58 ) أما إبن تيمية فقد صرح بأنه لم يكفر المسلمين بالذنوب والاجتهادات إلاّ الخوارج. ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 13 : 20 ) إذن ليس للوهابية سلف يقتدون به في بدعتهم هذه سوى الخوارج.
– [ 7 ] بين الوهابية والخوارج :
– مما يثير الدهشة كثرة أوجه الشبه بين الوهابية والخوارج في ما شذوا به ، عن جماعة المسلمين ، حتى أنه ليخيل للدراسة أن هؤلاء من أولئك وإن تباعد بينهم الزمن ومن أوجه الشبه والتوافق بين الطائفتين :
– أ – شذ الخوارج ، عن جميع المسلمين فقالوا : إن مرتكب الكبيرة كافر. وشذ الوهابية فكفروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب ( أنظر كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب ، وتطهير الإعتقاد للصنعاني ).
– ب – حكم الخوارج على دار الإسلام إذا ظهرت فيها الكبائر أنها دار حرب ، وحل منها ما كان يحل لرسول الله (ص) من دار الحرب ، أي تهدر دماؤهم وأموالهم. وهكذا حكم الوهابية على دار الإسلام وإن كان أهلها من أعبد الناس لله تعالى وأكثرهم صلاحاً ، إذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة. ويلاحظ في النقطتين معاً أن الوهابية شر من الخوارج ، فالخوارج نظروا إلى أمور إجمع المسلمون على أنها كبائر ، بينما ركز الوهابية على أعمال ليست هي من الذنوب أصلاً ، بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا خلاف ، كما تقدأبيانه.
– ج – تشابه الوهابية والخوارج في التشدد في الدين والجمود في فهمه. فالخوارج لما قرأوا قوله تعالى ( إن الحكم إلاّ لله ) قالوا : من أجاز التحكيم فقد أشرك بالله تعالى ، وإتخذوا شعارهم ( لا حكم إلاّ لله ) كلمة حق يراد بها باطل ، فقولهم هذا جمود وجهل كبير ، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفي بداهة العقول وفي السنة النبوية وسيرة الرسول والصحابة والتابعين. وكذلك الوهابية لما قرأوا قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه ) و ( لا يشفعون إلاّ لمن إرتضى ) ، قالوا : إن من قال : بجواز طلب الشفاعة من النبي والصالحين فقد أشرك بالله ، ومن قصد زيارة النبي وسأله الشفاعة فقد عبدة وإتخذه إلها من دون الله ، فكان شعارهم ( لا معبود إلاّ الله ) و ( لا شفاعة إلاّ لله ) ، وهي كلمة حق يراد بها باطل ، وهي جمود أيضاً وجهل كبير ، وجواز هذه الأمور ثابت في سيرة الصحابة والتابعين كما تقدم.
– د – قال إبن تيمية : ( الخوارج أول بدعة ظهرت في الإسلام فكفر أهلها المسلمين وإستحلوا دماءهم ) ( مجموعة الفتاوى 13 : 20 ) وهكذا كانت بدعة الوهابية وهي آخر بدعة ظهرت في الإسلام.
– هـ – الأحاديث الشريفة التي صحت في الخوارج ومروقهم من الدين ، انطبق بعضها على الوهابية أيضاً.. ففي الصحيح عنه (ص) قال : ( يخرج أناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، سيماهم التحليق ). ( صحيح البخاري – كتاب التوحيد – باب 57 ح / 7123 ) قال : القسطلأني في شرح هذا الحديث : ( من قبل المشرق : أي من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها ). ( إرشاد الساري 15 : 626 طبعة دار الفكر سنة 1410 ه ) ونجد هي مهد الوهابية وموطنها الأول الذي منه ظهرت وانتشرت.. وأيضا فإن حلق الرؤوس كان شعارا للوهابية يأمرون به من اتبعهم وحتى النساء. ولم يكن هذا الشعار لأحد من أهل البدع قبلهم ، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون : ( لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية ، بل يكفي في الرد عليهم قوله (ص) : ( سيماهم التحليق ) فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم ). ( فتنة الوهابية لزيني دحلأن : 19 ).
– و – جاء في الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج : ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) ( ذكره إبن تيمية في مجموعة الفتاوى 13 : 32 ). وهذا هو حال الوهابية تماماً فلم يشنوا حربا إلاّ على أهل القبلة ، ولم يعرف في تاريخهم أنهم قصدوا أهل الأوثان بحرب أو عزموا على ذلك ، بل لم يدخل ذلك في مبادئهم وكتبهم التي إمتلأت بوجوب قتال أهل القبلة.
– ز – روى البخاري ، عن إبن عمر : إنه قال : في وصف الخوارج : ( إنهم إنطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار ، فجعلوها على المؤمنين ) ( صحيح البخاري – كتاب استتابة المرتدين – باب 5 ) وورد ، عن إبن عباس : أنه قال : ( لا تكونوا كالخوارج ، تأولوا آيات القرآن في أهل القبلة ، وإنما أنزلت في أهل الكتاب والمشركين ، فجعلوا عليهم فسفكوا الدماء وإنتهبوا الأموال ) ، وهذا هو شأن الوهابية ، إنطلقوا إلى الآيات النازلة في عبدة الأوثان فجعلوها على المؤمنين ، بهذا إمتلأت كتبهم ، وعلية قام مذهبهم.
– ح – حوار بين سني ووهابي قال : الوهابي : إن كتب الحنابلة هي كتب الوهابية ، فما تنكر منها ؟ وليس لك أن تؤاخذهم إلاّ بما تجده صريحاً في كتبهم ، ولا عبرة بنقل الخصم قال : السني : ما تقول في القرامطة ؟ ، قال : الوهابي : كفار ملاحدة قال : السني : إنهم يزعمون أن مذهبهم مذهب أهل البيت ، وأن كتب أهل البيت هي كتبهم ، فهل تجد في كتب أهل البيت إلاّ الحق والنور ؟ ، قال : الوهابي : إن القرامطة كذبوا ، وهؤلاء نقلة التاريخ يثبتون كفر القرامطة وزورهم ، قال : السني : هل ترى قيام الحجة بنقل أهل التاريخ ؟ ، قال : الوهابي : نعم فإن الشافعي صريح بأن نقلهم جماعة ، عن جماعة أحب ألية من نقل أهل الحديث واحداً ، عن واحد قال : السني : إذن يجب أن تقبل مني من نقل المؤرخين المشاهدين للوهابية ما هو صريح في كفرهم وأضاف : أن فعل المرء حجة ودليل علية وإن كذبه لسانه ، فالقرامطة لما استحلوا دماء المسلمين وأموالهم لم تبق شبهة في كفرهم ، وكذلك سادتك. فغضب الوهابي ولم يدر ما يقول ، قال : السني : ما تقول في ما ورد في الخوارج ومروقهم وأنهم كلاب النار ، وشر قتلى تحت أديم السماء ؟ ، قال : الوهابي : إن المجموع يفيد العلم القطعي بمروق الخوارج واستحقاقهم غضب الله ، ولكنهم هم الذين قتلهم علي بالنهروان ، وليس الوهابية منهم. قال : السني : بم إستحق أولئك غضب الله ، أبكونهم يحقر الصحابة صلاتهم في جنب صلاتهم ، وصيامهم في جنب صيامهم ؟ ، قال : الوهابي : لا ، قال : السني : أبسبب زهدهم وتقشفهم وقراءتهم القرآن يقومونه كالقدح ، وقولهم من قول خير البرية ؟ ( جاء في الحديث في وصف الخوارج : ( يقولون من قول خير البرية ) أي أنهم يقولون بألسنتهم الحق ) قال : الوهابي : لا ، قال : السني : فبماذا إذن ؟.. فتلعثم الوهابي.. فقال : السني : ما ذاك إلاّ باستحلالهم دماء المسلمين وأموالهم ، وتكفيرهم لهم ، مع ادعائهم أنهم هم المسلمون وحدهم ، ولأشك أن من اتصف بما اتصفوا به يستحق ما استحقوا بتلك الصفة.
– [ 8 ] الوهابية والغلاة ( نافذة على الحقيقة ) :
– الغلاة هم الذين بالغوا في تعظيم بعض الرجال فرفعوهم فوق منازل البشر. وفي الوقت الذي كان فيه محمد بن عبد الوهاب يبشر بدعوته الجديدة في نجد ، كان رجل آخر يبشر بدعوة أخرى جدد فيها كثيراً مما كان قد اندرس من عقائد الغلاة الأوائل الذين غلوا في الإمام علي وأهل البيت (ع) وقد شابهت دعوته دعوة محمد بن عبد الوهاب في تكفير من خالفة من المسلمين وفي الطعن علي الصحابة ، وزادت هذه الأخيرة على الوهابية فصرحت بتكفير أغلب الصحابة.. ذلك الرجل هو ( الشيخ أحمد الأحسائي المتوفى سنة 1241 ه ) ، وسمي أتباعه ( الشيخية ). ولما مات أحمد الأحسائي كان خليفة كاظم الرشتي ومقره مدينة كربلاء. فما هو موقف الوهابية من هذه الدعوة المعاصرة لها ؟ لقد غزت الوهابية مدينة كربلاء في الوقت الذي كان يتمركز فيها الشيخية وزعيمهم كاظم الرشتي ، وعلى عادتهم في سائر حروبهم قتلوا الآف الرجال والأطفال والنساء ونهبوا الأموال وخربوا البيوت ، ولكن في أثناء ذلك منحوا كاظم الرشتي الأمان ، وجعلوا بيته أمنا ، ومن لجأ ألية فهو أمن ( الوهابية نقد وتحليل للدكتور همايون همتي : 24 ) إنه موقف يكشف ، عن حقيقة الوهابية ، ويفضح زيف ادعائهم في إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك وهنا التفاتة إلى الوراء.. مع إبن تيمية الذي يزعم الوهابية أنه قدوتهم وإمامهم ، وموقفه من إحدى الفرق الغالية.. وهي الفرقة اليزيدية التي غلت بيزيد بن معاوية : ومنهم ( العدوية ) نسبة إلى عدي بن مسافر الذي كان قدوتهم أولاًً ثم غلوا فيه وفي يزيد ، وقد عاصر إبن تيمية فترة نمو هذه الفرقة وكان له معهم موقف يثير الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام. فابن تيمية مشهور بحدته وهجومه على سائر الفرق الإسلامية ووصفها بالضلال والزيغ والأنحراف ، فكيف خاطب هؤلاء الغلاة المشركين ؟ لقد كتب إليهم كتاباً استهله بكلام عجيب يصفهم فيه بالإسلام والإيمان ، ويسدي لهم النصح بأسلوب أخوي هادئ لا تجد منه حرفاً واحداً في كلامه ، عن الفرق الإسلامية الأخرى كالأشعرية والشيعة الإمامية والزيدية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم. فقال : ( من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة ، المنتمين إلى جماعة الشيخ العارف القدوة أبي البركات عدي إبن مسافر الأموي رحمه الله ، ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله وأعانهم على طاعته وطاعة رسوله.. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد.. ) ( الوصية الكبرى لإبن تيمية : 5 ) وهكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة مع أنهم من الغلاة بلا خلاف ، والغلاة مشركون خارجون ، عن الإسلام بإجماع الفرق الإسلامية ، وبمقتضى الكتاب والسنة ، لأنهم أخلوا بالتوحيد فخرجوا منه إلى الشرك فهل سيكون في هذه المواقف عبرة ؟.
– [ 9 ] الوهابية في خدمة من ؟.
– هل فكر الوهابية يوماً ما بمصالح المسلمين الكبرى ؟ هل فكروا يوماً في التصدي للمطامع الاستعمارية في بلادنا الإسلامية ؟ هل شغلهم الغزو الغربي لبلاد المسلمين ؟ ماذا قدموا في مواجهة النفوذ الصليبي والصهيوني في بلاد الإسلام ؟ ما هو موقفهم من الولاء للغرب وفتح الأبواب أمامه ليبسط يديه على ثروات المسلمين وعلى سيادتهم وكرامتهم ؟ لم يعد شئ من ذلك خفيا علي أحد ، فما إن يفتح المسلم عينية إلاّ ويدرك أن الوهابية هم أول خدام الاستعمار الغربي في بلاد المسلمين..
وليس هذا فقط ، بل إنك لو تتبعت تراث محمد بن عبد الوهاب وقادة الوهابية الأوائل من بعده فلا تجد فيه أثراً لعمارة الأرض ، وإقامة العدل ، وإنصاف المظلوم ، ومكافحة الفقر والجهل.. ولا تجد فيه أثراً لتحسين وجه الحياة ، وتحقيق التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي.. ولا أثراً للسلم والرخاء..
بل لا تجد فيه سوى تكفير المسلمين ورميهم بالشرك ، وإيجاب قتالهم وإستباحة دمائهم وأموالهم إن كل الذي يشغلهم هو وجود قبر هنا ، ومسجد هناك ، ورجل يقول : يا نبي الرحمة اشفع لي عند الله هذا هو شغلهم لا غير ، وهذا هوهمهم الوحيد الذي إنطلقوا تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين ويستبيحون المحرمات ويثيرون الفتن واحدة بعد الأخرى ، ولا يهمهم بعد ذلك أن تكون بلاد المسلمين غرضا للأعداء من مشركين وكفار وصليبيين وصهاينة.
هل هز مشاعر شيوخ الوهابية وأمرائهم ما جرى لبيت المقدس ، ولمسلمي البوسنة والهرسك ولبنان ، كما هزهم قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب الذي كان الصحابة يزورونه ويصلون عنده ؟ أم أثارهم التسلط الأمريكي على منابع النفط في بلادنا الإسلامية ، كما أثارهم قبر ريحانة الرسول الحسين بن علي الذي كان الصحابة والتابعون يشدون الرحال لزيارته حتى في زمن الإمام أحمد بن حنبل كما تقدم نقله ، عن إبن تيمية ؟ وهل سيثيرهم الحصار المفروض على الشعب الليبي المسلم بلا حجة وبلا أدنى ذريعة يمكن قبولها ، كما أثارهم ما وجدوه من هدايا علقت عند قبر الرسول الأكرم (ص) ؟ ليتنا نجد منهم ذلك أو بعضاً من ذلك إنها لمن دواعي الأسى أن تنفق كل هذه الأوقات والجهود والأموال والطاقات الفكرية في الخوض في سفاسف الأمور وتوافه الكلام التي لا ينشد لها إلاّ الجهلة والغوغاء والعاطلون من الناس. إن الذي جعل الوهابية يجدون شغلهم الشاغل في هذه المواضع عدة أمور كلها تصدق عليهم : منها : الضحالة الفكرية وضيق الأفق..
فهم لا يحسنون شيئاً إلاّ هذا النوع من الكلام ، ولا تستوعب أذهانهم سوى هذا المدى من التفكير. ومنها : العجز ، عن فهم الحياة وعن مواكبة العصر.. فهم عاجزون تماماً ، عن التقدم في البحوث الدينية والعلمية والاجتماعية تقدما مقبولا في هذا العصر الحديث ، فينكبون على الكلام البالي والمتهرئ فيبالغون في تعظيمه وتقديسه لكي يجدوا لأنفسهم منفذا يطلون منه على هذا العالم المتقدم. ومنها : ضيق صدورهم وإمتلاء قلوبهم بالحقد وكراهية الخير وحب الشر لهذه الأمة..
فمن تتبع لهجاتهم ونبراتهم المتشنجة والمتوترة وانشدادهم انشدادا في غير محلة وتهورهم في الخطاب ، لمس فيهم الضحالة وضيق الأفق والحقد والبغض والهمجية والتخلف بكل معانيها. ومنها : موالاتهم الصريحة والعلنية لأعداء الإسلام.. وهذا موضوع لا يحتاج إلى بيان وليس هو بخاف على أحد فليس بين فئات المسلمين من يدين بالولاء للغرب كما يدين له الوهابية ، يخضعون له ويتقربون ألية ويدافعون ، عن عملائه الخونة ، وما يزال هذا هو دينهم الذي لا يرتضون له بدلاً. إن وجودهم في بلاد الإسلام فتح ولا يزال يفتح الأبواب إمام الصهيونية والصليبية المعتدية لتنفذ كيف تشاء في الكيان الإسلامي ، فتمزق وتنهب وتدمر وتحاصر وتبسط نفوذها ، وهؤلاء يمهدون لها كل شئ ويساندون إخوانهم الخونة في كل مكان..
إنهم الجرثومة الخبيثة التي مهدت للغرب سابقا أن يزرع إسرائيل اللقيطة في قلب هذه الأمة.. وهم الذين ساندوا على الدوام جميع الأنظمة العميلة للغرب ووقفوا معها بوجه حركات التحرر الأبية.. وهم الجرثومة الخبيثة التي تمهد اليوم لتثبيت أقدام المعسكر الغربي في قلب العالم الإسلامي..
ولتثبيت إسرائيل اللقيطة حتى لا يفكر أحد في إزالتها.. وهم الأيادي اللعينة التي يحركها الغرب لمواجهة الصحوة الإسلامية المتصاعدة اليوم ومساندة الأنظمة العميلة والمنافقة التي تتولى قمع الصحوة الإسلامية بالنار والحديد. هذه هي حقيقة ما إنجزه الوهابية وما ينجزونه اليوم وما يدينون به لمستقبلهم إنهم يخشون الصحوة الإسلامية كما تخشاها إسرائيل ، لأن مصيرهم أصبح رهينا بمصير إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق