بسم الله الرحمن الرحيم
1- قال الإمام أبو جعفر الطّحاوي: "و من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر".انتهـى.
وقد ذكر الطحاوي في أول المتن أن ما سيذكره هو عقيدة أهل السنة و الجماعة. و لا شكّ أن الجسميّة و الجهة من صفات البشر عند أصحاب العقول السوية.
2- قال الحافظ ولي الدين العراقي ابن شيخ الحفاظ زين الدين العراقي في أماليه ما نصه:"اتفق السلف والخلف أن من اعتقد أن الله في جهة فهو كافر". انتهـى
3- قال حجة الإسلام والإمام الكبير الشيخ أبو حامد الغزالي في رسالته "إلجام العوام عن علم الكلام" ما نصه : "فإن خطر بباله أن الله جسم مركب من أعضائه فهو عابد صنم فإن كل جسم فهو مخلوق، وعبادة المخلوق كفر، وعبادة الصنم كانت كفرًا لأنه مخلوق، وكان مخلوقًا لأنه جسم فمن عبد جسمًا فهو كافر بإجماع الأمة السلف منهم والخلف. انتهـى
4- قال الإمام السبكي: قال أبو نعيم بن حمّاد شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه كفر، وإجماع الأمة المحمدية على ذلك. انتهى
5- قال الملاّ علي القاري الحنفي في كتابه "شرح المشكاة" ما نصه: قال جمع من السلف والخلف إن معتقِد الجهة (أي في حق الله) كافر كما صرح به العراقيّ وقال إنه قول أبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والباقلاني. انتهـى
ـوقال: قال النووي في شرح مسلم في هذا الحديث (حديث النزول) وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها، مذهبان مشهوران فمذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين الإيمان بحقيقتها على ما يليق به تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا نتكلم في تأويلها مع اعتقادنا تنزيه الله سبحانه عن سائر سمات الحدوث، والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعة من السلف وهو محكي عن مالك والأوزاعي إنما يتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعليه الخبر مؤول بتأويلين أي المذكورين وبكلامه وبكلام الشيخ الرباني أبي إسحاق الشيرازي وإمام الحرمين والغزالي وغيرهم من أئمتنا وغيرهم، يعلم أن المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر كالمجيء والصورة والشخص والرجل والقدم واليد والوجه والغضب والرحمة والاستواء على العرش والكون في السماء وغير ذلك مما يفهمه ظاهرها لما يلزم عليه من محالات قطعية البطلان، تستلزم أشياء يحكم بكفرها بالإجماع، فاضطر ذلك جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ .انتهىوقال أيضا في "شرح الفقه الأكبر" صحيفة 355 ما نصه: "البدعة لا تزيل الإيمان والمعرفة" ثم استثنى منها فقال "إلا التجسيم وإنكار علم الله سبحانه بالجزئيات فإنه يكفر بهما بالإجماع من غير نزاع. انتهى
6- قال الإمام أبو منصور البغدادي في "تفسير الأسماء والصفات": "وأما أصحابنا فإن شيخنا أبا الحسن الأشعري وأكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل السنة والجماعة قالوا بتكفير كل مبتدع كانت بدعته كفرا أو أدته إلى كفر كقول من يزعم أن معبوده صورة أو له حد أو نهاية، أو يجوز عليه الحركة والسكون أو أنه روح ينتقل في الأجساد، وأنه يجوز عليه الفناء أو على بعضه، أو قال أنه ذو أبعاض وأجزاء" اهـ.
7- قال الإمام تقي الدين الحصني الشافعي رحمه الله في كتابه "دفع شبه من شبّه وتمرّد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد" ما نصه: "الكيف من صفات الحدث وكل ما كان من صفات الحدث فالله عز وجل منزه عنه فإثباته له سبحانه كفر محقق عند جميع أهل السنة والجماعة" .إنتهـىوقال: في الصحيفة 88 ما نصه: " من شبهه أو كيفه طغى و كفر. هذا مذهب أهل الحق و السنة, و إن دليلهم لجلي واضح, من شبهه أو مثل أو جسم فهو مع السامرة و اليهود و من حزبهم". انتهى
8- قال القاضي عبد الوهاب البغدادي وهو من أصحاب الوجوه في المذهب المالكي في شرح عقيدة مالك الصغير:" ولأن ذلك يرجع إلى التنقل والتحول وإشغال الحيّز والافتقار إلى الأماكن وذلك يؤول إلى التجسيم وإلى قِدم الأجسام وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام" انتهى
9- قال أبو المظفر الأسفراييني الشافعي في كتابه "التبصير في الدين" ما نصه: وأما الهشامية فإنهم أفصحوا عن التشبيه بما هو كفر محض بإتفاق جميع المسلمين. انتهى
10- قال الإمام الحافظ محمد زاهد الكوثري رحمه الله وهو يرد على كلام الدارمي المجسم: "فإذا معبود هذا الخاسر يقوم ويمشي ويتحرك، ولعل هذا الاعتقاد ورثه هذا السجزي من جيرانه عباد البقر، ومن اعتقد ذلك في إله العالمين يكون كافرًا باتفاق" انتهى
11- قال ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي : « وهذا مُنتَظمٌ مَن كفرُهُ مُجمَعٌ عَليهِ ومَن كفَّرناهُ مِن أهلِ القِبلةِ كالقائلينَ بِخَلقِ القُرءآنِ وَبأنَّهُ لايَعلَمُ المَعدوماتِ قَبلَ وُجودِها ومَن لايُؤمِنُ بالقَدرِ وكذا مَن يَعتقدُ أنَّ اللهَ جالسٌ على العَرشِ كما حَكاهُ القاضي حُسَينُ عن نَصِّ الشَّافِعيِّ". انتهى
12- قال محدث العصر الأصولي الفقيه المفسر اللغوي الشيخ عبد الله الهرري في رسالته "التعاون على النهي عن المنكر" ما نصه: والمجسم كافر بإجماع الأئمة الأربعة وغيرهم لأن من جسم الله تعالى كذب قوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" سورة الشورى فإنه جعل لله أمثالا كثيرة لا تحصى.انتهى
13- ذكر أبو شامة المقدسي الدمشقي الشافعي شيخ الإمام النووي في "كتاب الذيل على الروضتين " في الصحيفة 24 عند ذكر أخبار 595 هجري ما نصه: فكان ما اشتهر من احضار اعتقاد الحنابلة, و موافقة أولاد الفقيه النجم بن الحنبلي الجماعة, و اصرار عبد الغني المقدسي على لزوم ما ظهر من اعتقاده وهو الجهة, و الاستواء, والحرف, و اجماع العلماء على الفتيا بكفره, و أنه مبتدع لا يجوز أن يُترك بين المسلمين, ولا يحل لولي الأمر أن يمكنه من المقام معهم. انتهى
وقد نقل علماء بعض الأمصار الإجماع على كفر المجسمة كعلماء المغرب و تونس و مكة و بجاية ومصر و واسط: فمن علماء المغرب الذين نقلوا الاجماع على كفر المجسمة :
14- القاضي عياض المالكي رحمه الله. فقد قال في كتابه "ترتيب المدارك" ما نصه:" فذلك كله كفر بإجماع المسلمين كقول الإلهيين من الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين ؛ وكذلك من ادعى مجالسة الله والعروج إليه ومكالمته أو حلوله في أحد الأشخاص كقول بعض المتصوفة والباطنية النصارى والقرامطة’. انتهى
وقوله "من ادعى مجالسة الله والعروج إليه" هو تكفير لمن قال بلوازم الجسمية وان لم يصرح بان الله جسم.
15- قال الإمام العلّامة محمّد بن أحمد الفاسي المشهور بميّارة في كتابه مختصر الدّر الثّمين بتحقيق الاستاذ فوزي بن نيتشة التونسي من سلسلة إصدارات: الجمعية التونسية لاحياء التراث الزيتوني صحيفة 47 ما نصّه: " وخرج بوصفه بالمطابق الجزم غير المطابق و يُسمّى الاعتقاد الفاسد و الجهل المركّب كاعتقاد الكافرين التّجسيم أو التّثليث أو نحو ذلك و الإجماع على كفر صاحبه أيضا، و أنّه آثم غير معذور مخلّد في النّار اجتهد أو قلّد." انتهى
16- قال الشيخ محمد التاويل المغربي في كتابه اللباب في شرح تحفة اللباب صحيفة 24 ما نصه: وأما المبتدع المتفق على كفره كالمجسمة و أشباههم فإنه كغيره من الكفار, لا توارث بينه و بين المسلمين. انتهى
وكذلك علماء الجزائر عموما و بجاية خصوصا, قد نقلوا الاجماع على اكفار المجسمة:
17- قال الشيخ محمد العربي التبان في كتابه براءة الأشعريين عند قوله "الخامسة زعمه –أي ابن تيمة- : أن كل أحد بالله و بمكانه أعلم من الجهمية, تعالى و تقدس عن افكه هذا" ما نصه: و الأمة كلها ما عدا مشايخه المجسمة, تُنزه الله تبارك و تعالى عن الحد و المكان, و تقول: العجز عن ادراكه تعالى ادراك و الخوض في ذاته إشراك. انتهى
18- نقل فقهاء بجاية الاجماع على كفر المجسمة و اقرهم على ذلك الامام السنوسي. فقد جاء في كتاب المعيار المعرب للوانشريسي في المجلد الثاني الصحيفة 882 أن فقيه بجاية سيدي عبد الرحمن الواغليسي المالكيّ سئل عن شخص ينطق بكلمتي الشهادة و لا يعرف معناها وقد يعتقد أن الله جسم كبير و غير ذلك . فأجاب بقوله: " فقد وصل إلي ما كتبتموه مما فهمتم من فتوى الشيخين أبي العباس بن إدريس وأبي العباس أحمد بن عيسى فيمن يقول لا إله إلا الله ولم يدر ما انطوت عليه أن فتوى سيدي أحمد بن إدريس نصها من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن حقا، فمقتضى هذا الفهم من جواب الشيخ أن من نطق بالشهادة يجزئه نطقه وإن جهل معناه وما انطوت عليه الكلمة من مدلولها، فاعلم أن هذا الفهم عن الشيخ رحمه الله باطل لا يصح، فإنه يلزم منه أن من قال ذلك وهو معتقد في الإله تعالى شبه المخلوقات وصورة من صور الموجودات أن يكون مؤمنا حقا، وقد وجدنا من الجهلة من هو كذلك وكتب إلينا بذلك وأشباهه. ومن اعتقد ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين. وقد نص أئمتنا على ذلك وعلى غيره مما هو كفر بإجماع، فلا يصح ذلك عن الشيخ أصلا ولا يصح أن يختلف في هذا أو شبهه. وفي هذا أجاب سيدي أحمد بن عيسى. وقد تحدثت أنا مع سيدي أحمد بن إدريس وذكرت له ما يقول صاحبنا فوافق عليه وقال هذا حق لا يقال غيره". انتهى من المعيار المعرّب للونشريسيّ
وقد أشار الشيخ محمد الصالح الأَوْجَلي (كان حيا سنة 1092 هجري) في كتابه شرح سبك الجواهر في الصحيفة 91 إلى هذه الفتوى فقال ما نصه: "وقد سُئل فقهاء بجاية وغيرهم من الأئمة في أوائل القرن التاسع او قبله بيسير عن شخص ينطق بكلمتي الشهادة و يصلي و يصوم و يحج و يفعل كذا و كذا، لكن إنما يأتي بمجرد هذه الأقوال و الأفعال فقط على حسب ما يرى الناسَ يقولون و يفعلون، حتى انه ينطق بكلمتي الشهادة و لا يفهم لها معنى، ولا يدرك معنى الاله، و لا معنى الرسول، و بالجملة فلا يدري من كلمتي الشهادة ما أثبت و لا ما نفى، و ربما توهم ان الرسول عليه الصلاة و السلام نظير الاله لما يراه لازم الذكر معه في كلمتي الشهادة وفي كثير من المواضع، فهل ينتفع هذا الشخص بما صدر منه من صورة الفعل و القول و يصدق عليه حقيقة الإيمان فيما بينه و بين ربه؟ فأجابوا كلهم بان مثل هذا لا يُضرب له في الاسلام نصيب و ان صدر منه من صور أقوال الايمان و أفعاله ما وقع. قال الشيخ السنوسي رحمه الله: وهذا الذي أفتوا به في حق هذا الشخص و من كان في حالته جليٌّ في غاية الجلاء، لا يُمْكِنُ ان يختلف فيه اثنان. انتهى كلام الأوجلي
وكذلك علماء الزيتونة رحمهم الله بتونس المحروسة فإنهم على إكفار المجسم و الجهوي. ولقد نقل الإمام البرزلي و الشيخ المارغني الاجماع على كفر من قال بلوازم الجهة و الجسمية.
19- قال البرزلي في نوازله في المجلد السادس من نوازله صحيفة 271 ما نصه: " و كذا من اعترف بالألوهية و الوحدانية لكنه اعتقد أنه غير حي أو غير قديم أو محدث أو مُصور أو له ولد أو صاحبة أو متولد من شئ أو كائن عنه أو أن معه في الأزل شيئا قديما غيره أو أن ثم صانع للعالم سواه غيره أو مدبرا غيره. فهذا كفر باجماع المسلمين كقول الفلاسفة و المنجمين و الطبائعيين. و كذا من ادعى مجالسة الله و العروج إليه". انتهى
20- قال شيخ جامع الزيتونة سيدي ابراهيم المارغني التونسي في كتابه "طالع البشرى على العقيدة الصغرى" تحقيق المدعو نزار حمادي" مانصه:"ويسمى الاعتقاد الفاسد كاعتقاد قدم العالم أو تعدد الاله أو أن الله تعالى جسم، وصاحب هذا الاعتقاد مجمع على كفره".إهـ
وهذا الكتاب متحصل على اجازة النظارة العلمية بجامع الزيتونة من الشيوخ الجامع الأكبر الأفاضل وهم: الشيخ أحمد بيرم و الإمام الأكبر محمد الطاهر بن عاشور والشيخ محمد رضوان والشيخ محمد الصادق النيفر. هذا الكتاب مكتوب على غلافه أيضا "هذا الشرح كان مقررا من طرف المشيخة الزيتونية لطلبة العلوم الشرعية". فلا عبرة بعد ذلك بكلام من صار يتأول ما قاله الشيخ ابراهيم المارغني أو يحرف معناه كبعض المحرفين الذين ينسبون أنفسهم للزيتونة كهذا المدعو نزار حمادي و مدعي علم الحديث الشيخ فريد الباجي. فهؤلاء ينبغي نبذ كلامهم نبذ الحذاء المرقع و يضرب بأقولهم حائط الحش. ويكفي أنهم خالفوا ما كان عليه مفتي تونس الأسبق الشيخ كمال الدين جعيّط رحمه الله. فقد استحسن في تقريظه لكتاب "المقالات السنيّة في كشف ضلالات أحمد بن تيمية" مقالات علماء الأمة في تكفير القائلين بالتجسيم و الجهة في حق الله و لم يعترض عليه.
21- وكذلك علماء واسط أجمعوا على اكفار المجسمة فقد جاء في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم هبة الله ابن الحسن بن منصور الطبري تحت باب جماع توحيد الله عز وجل وصفاته وأسمائه, سياق ما روي في تكفير المشبهة ما نصه: "ذكره عبد الرحمن قال : ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا سويد بن سعيد ، قال : ثنا علي بن عاصم ، قال تكلم داود الجواربي في التشبيه فاجتمع فيها أهل واسط ، منهم محمد بن يزيد ، وخالد الطحان ، وهشيم ، وغيرهم ، فأتوا الأمير وأخبروه بمقالته ، فأجمعوا على سفك دمه. فمات في أيامه ، فلم يصل عليه علماء أهل واسط." انتهى
وكذلك علماء مكة المكرمة مجمعون على اكفار المجسمة :
22- قال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه فتنة الوهابية: " و كانوا - أي الوهابية- في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعة من علمائهم ظنا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين و يدخلون عليهم الشبه بالكذب و المين، فلما وصلوا إلى الحرمين و ذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم و ما تملكوا به رد عليهك علماء الحرمين و أقاموا عليهم الحجج و البراهين التي عجزوا عن دفعها، و تحقق لعلماء الحرمين جهلهم و ضلالهم و وجدوهم ضحكة و مسخرة، كحمر مستنفرة فرت من قسورة، و نظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات، فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم .
وقد تناقل علماء مصر الاجماع أيضا على كفر معتقد الجسمية والجهة في حق الله:
23- ورد على علماء الأزهر الشريف سؤال يقول فيه السائل:ما قول السادة العلماء حفظهم الله تعالى فيمن يعتقد أن الله عز وجل له جهة وأنه جالس على العرش في مكان مخصوص؟فأجاب الشّيخ محمود بن محمّد بن أحمد خطّاب السّبكِيّ المصريّ على هذا السؤال فقال ما نصه:" اعتقادُ أنّ الله يتحيَّز في جهة أو مكان باطل ومعتقده كافر بإجماع من يُعتـدّ به من علماء المسلمين "انتهـى
وقد عرضت هذه الإجابة على جمع من أفاضل علماء الأزهر فأقروها وكتبوا عليها أسماءهم وهم أصحاب الفضيلة :الشيخ محمد النجدي شيخ السادة الشافعية، والشيخ محمد سبيع الذهبي شيخ السادة الحنابلة ، والشيخ محمد العزبي رزق المدرس بالقسم العالي ، والشيخ عبد الحميد عمار المدرس بالقسم العالي ، والشيخ علي النحراوي المدرس بالقسم العالي ، والشيخ دسوقي عبدالله العربي من هيئة كبار العلماء ، والشيخ علي محفوظ المدرس بقسم التخصص بالأزهر ، والشيخ إبراهيم عيارة الدلجموني المدرس بقسم التخصص بالأزهر ، والشيخ محمد عليان من كبار علماء الأزهر ، والشيخ أحمد مكي المدرس بقسم التخصص بالأزهر ، والشيخ محمد حسين حمدان.
و قد نقل الشيخ المحدث عبد ربه بن سليمان القليوبي الأزهري شارح جامع الأصول في فيض الوهاب الإجماع على كفر من يعتقد ان الله تعالى موجود في السماء او يجلس على العرش.بل سبق أن أفتى علماء مصر باباحة دم أبو محمد عبد الغني المقدسي لكونه مجسما صرفا كما ذكر ذلك أبو شامة المقدسي الدمشقي الشافعي في كتابه تراجم رجال القرنين السادس و السابع المعروف بالذيل على الروضتين في الصحيفة 69 - طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق ابراهيم شمس الدين- في حوادث سنة 600 هجري قال: "ثم سافر إلى مصر فنزل عند الطحانين و صار يقرأ الحديث, فأفتى فقهاء مصر باباحة دمه و كتب أهل مصر إلى الصفي بن شكر وزير العادل يقولون قد أفسد عقائد الناس و يذكر التجسيم على رؤوس الأشهاد". انتهى
وخالف الإجماع الذي نقله علماء مصر البجيرمي في حاشيته على الخطيب ومفتي مصر السابق علي جمعة و البيجوري الذي قال في شرحه على جوهرة التوحيد في الصحيفة 96 ما نصه: "لكن المجسمة لا يكفرون إلا إن قالوا (عن الله) جسم كالأجسام. انتهى.
فتبين بذلك أنهم مخالفون لما قاله علماء الأزهر الشريف فلا يُعتد بهم فيما ينقلونه
24- قال الشيخ علاء الدين البخاري الحنفي في كتابه ملجمة المجسمة صحيفة 61 - تحقيق المدعو سعيد فودة, طبعة دار الذخائر بيروت - ما نصه: " فإذن يكون القول بأن الله متمكن على العرش متحيز فيه و أنه في جهة الفوق قولا بأنه جسم لأن الجسمية من اللوازم العقلية للمتحيز و لذي الجهة و من قال بأن الله جسم فهو كافر إجماعا. و لهذا قال إمام الحرمين في الارشاد: "اثبات الجهة لله كفر صُراح". انتهى
25 - قال الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّيْنِ الهِنْدِيُّ المتوفى سنة 715 هـجري في كِتَابه نِهَايَة الوُصُوْلِ الجزء 8 صحيفة 3842 مَا نَصُّهُ: فَإِنَّ الأُمَّةَ مِنَ السَّلَفِ قَبْلَ ظُهُوْرِ الْمُخَالِفِ مُجْمِعَةٌ عَلَى ذَمِّ مَنْ كَفَرَ عَنْ نَظَرٍ وَاسْتِدْلَالٍ وَتَوْبِيْخِهِ كَالفَلَاسِفَةِ وَالْمُجَسِّمَةِ. انتهـى
والاجماع على اكفار المجسمة قد نقله أيضا المدعو حسن بن علي السقاف – وهو منتقد بين أهل العلم - فقد قال في كتابه التّنديد بمن عدد التّوحيد: وقد قال الامام الحافظ القرطبي في كتابه " التذكار في شأن المجسمه ص 208 :"والصحيح القول بتكفيرهم إذ لا فرق بينهم وبين عباد الاصنام والصور"اه. وكذلك قال الامام النووي رحمه الله تعالى في " المجموع " شرح المهذب (4/253). بل أجمعت الامة على تكفير المجسمة كما هو معلوم. انتهى
فلتكن يا طالب الحق على يقين أن المجسم كافر بإجماع كالجبال وأهل السنة لا خلاف بينهم أن إطلاق لفظ الجسم على الله تعالى باختيار من قائله أي من غير إكراه مع العلم بما فيه من النقص, استخفاف و كفر بالله. وما أجمع عليه سلف الأمة وخلفها لا يجوز أن يخالف به أحد ممن جاء بعدهم، وهذا معلوم مفهوم لأن الاجماع حجة كما ﻗﺎل العز بن عبد السلام في كتابه ﺗﻔﺴير اﻟﻘﺮآن اﻟﻌظيم جزء 2 صحيفة 567 - ﺗﺤﻘيق اﻟﺸﺎﻣسي ونص عبارته: "ﻗﻮله صلى الله عليه وسلم: ,وإنﱠ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻗﻮﻣًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖﱢ ﺣﺘﻰ ينزلَ عيسى" . فيها دليل ﻋﻠﻰ أن إﺟﻤﺎع ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﺣﺠﺔ" انتهى
وحتى الامام العز بن عبد السلام نفسهه لم يخالف هذا الاجماع فقد قال في كتابه مقاصد الصلاة صحيفة 21 ما نصه: اﻟﺜﺎﻧﻲ: اﻹﺷﺮاك ﺑﺎﻟﺘﺸبيه: وﻧفيه ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن " ليس كمثله شئ وهو السميع العليم" ، ﻓﺘﺒﺮأ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﻮية وأﺿﺮاﺑهم. انتهىوقال في فتاويه :"القرءان كلام الله صفة من صفاته قديم بقدمه ليس بحرف ولا أصوات ومن زعم أن الوصف القديم هو عين أصوات القارئين وكتابة الكاتبين فقد ألحد في الدين وخالف إجماع المسلمين. انتهى
أما ما قاله في قواعده فنجزم أنه مدسوس عليه. على أن الكثير من العلماء تعقبوا هذه المقالة الموجودة في ذلك الكتاب فمنهم من قيدها بظوابط معينة و منهم من ردها.ثم إن الاجماعات التي سبق ذكرها صريحة في اكفار من صرح بالجسمية أو بلوازمها في حق الله تعالى كالجلوس والحركة و الكيفية وحدوث كلامه ونسبة الجهة إليه سبحانه و تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق