بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2018

قال الله تعلى :وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الزخرف72)

قال الله تعلى :وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الزخرف72)
اشكل على البعض معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث يقول : " وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ ......الحديث
إن فهمَ الحديثِ الذي أُشكل فهمُه على المعترضين وغيرهم يُفهم فهمًا صحيحًا بفهمِ حرفٍ واحدٍ فقط هو حرف (الباء) من كلمة " بِعَمَلِهِ " ؛
الحديث يقول : " وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ ".
الباء هنا هي باء الثمنية ، والمعني: أن العملَ سبب من أسبابِ دخولِ الجنةِ ؛ لكنه ليس الثمن لدخولها فدخول الجنة بالعمل الذي كان بتوفيق من اللهِ ورحمةٍ منه ، فنحن ما وفقنا للعمل الصالح إلا برحمةٍ من اللهِ وفضله .
والناظرُ إلى حياتنا يجدها تضيع بين النوم ، والأكل ، والعمل ..... وأما العبادة فقليلة.
وبالتالي فهذا العمل القليل ليس هو الثمن لدخول الجنة بل برحمةِ اللهِ سبحانه وتعالى .
قال الإمامُ النوويُّ - رحمه اللهُ - في شرحِه : وفى ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته وأما قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقبولها برحمة الله تعالى وفضله فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الأحاديث ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها وهى من الرحمة والله أعلم
ونقل ابنُ حجرٍ في الفتحِ قَائلاً :
في الحديث أن العامل لا ينبغي أن يتكل على عمله في طلب النجاة ونيل الدرجات لأنه انما عمل بتوفيق الله وانما ترك المعصية بعصمة الله فكل ذلك بفضله ورحمته .
وأما عن تَفْسِير مَعْنَى " يَتَغَمَّدنِي " بالتغمد الستر وما أظنه الا مأخوذا من غمد السيف لانك إذا اغمدت السيف فقد ألبسته الغمد وسترتهأهـ
وأما عن قولِ القائل :" وَلَا أَنْتَ ". أجاب النبيُّ صلى الله عليه وسلم قائلاً : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة ".
قوله صلى الله عليه وسلم : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة " . أي: أنه صلى الله عليه وسلم يُخبر أن هدايته للنبوة ، وعصمته ، وعلمه الذي علمه ، ودخوله للجنة برحمة من الله و فضله سبحانه وتعالى ،
وبمعنى أكثر وضواحًا : لولا أن تداركني الله برحمةٍ منه فضلٍ ما وفقت لعملي الصالح ، ودخولي الجنة ؛ ومما يدلل على ذلك قوله سبحانه وتعالى : ((وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً )) (النساء113) .
قال ابُن حجرٍ في الفتح: قَالَ الْكَرْمَانِيُّ :
إذا كان كل الناس لا يدخلون الجنة إلا برحمة الله فوجه تخصيص رسول الله بالذكر هو أنه إذا كان مقطوعا له بأنه يدخل الجنة ولا يدخلها إلا برحمة الله فغيره يكون في ذلك بطريق الأولى .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أناسٍ بعينهم بأنهم من أهلِ الجنة ،
وعليه تبطلُ هذه الشبهه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”

 كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” قال اب...