بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2018

شرح حديث : (ينزلُ رَبُّنا كل ليلةٍ إلى السَماءِ الدُنيا)

شرح حديث : (ينزلُ رَبُّنا كل ليلةٍ إلى السَماءِ الدُنيا)

معنى هذا الحديث أن المَلك ينزلُ كُلَ ليلةٍ بأمرِ الله إلى السَماء الدُنيا فيقولُ مُبلغاً عن الله: (إن ربكم يقول: هل من مستغفرٍ فأغفر له هل من داعٍ فاستجيبَ له هل من سائلٍ فأُعطيه).

وهذا التفسيرُ للحديث وردَ في حديثٍ رواه الحافظُ النسائي في كتاب (عملِ اليومِ والليلة) من حديثِ أبي هُريرة رضي اللهُ عنه قال : قال رسول الله : (إن الله يمهلُ حتى إذا مضى شطر الليلِ الأول أمر منادياً فيُنادي إن رَبَكم يقول: هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه حتى ينفجرَ الفَجر). 

هذه رواية النسائي فسرت رواية البخاري المشهورة على ألسنة الناس بأن المقصود هنا نزول الملك وليس نزول رب العالمين وهذا يسميه أهل العلم من باب حذف المضاف، ينزل ربنا أي ينزل ملك ربنا عندما نقول ملك ربنا هنا صار لفظ ربنا مضافا إليه والملك هو المضاف فحذف المضاف، فقال الرسول بالوحي من الله: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا كما هو معروف أن من أمر بشىءٍ ولو هو لم يباشر فعله يقال فعل فلانٌ كذا بنى الأمير المدينة، ما معنى بنى الأمير المدينة ؟ معناه أمر ببنائها، ، وهنا ينزل ربنا معناه الله يأمر الملك فينزل الملك.

أما على قول المشبهة فهم يجعلون الله جسمًا قاعدًا على العرش وينزل فيفرغ منه العرش إلى السماء الدنيا على زعمهم الله يتصاغر لأن العرش أكبر جسم خلقه الله والسماء الدنيا بالنسبة للعرش شئ قليل، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما السماوات السبع في جنب الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة) والفلاة هي الأرض البرية (الصحراء) يعني كم النسبة بين العرش والسماء من حيث الحجم لا يعلم ذلك إلا الله. جعلوا الله متصاغرًا جعلوا الله جسمًا وجعلوه ذا أعضاء وجعلوه متنقلاً وجعلوه متصاغرًا.

وليُعلم أنهُ لا يجوزُ حَملُ هذا الحديث على النُزولِ الحقيقي الذي هو انتقالٌ من مكانٍ إلى مكان لأنَّ هذا لا يجوزُ على الله وهو ضِد قَولِ الله تعالى: {ليسَ كمثلهِ شىء}.

وقد قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. اهـ
ونقول لزيادة الفائدة:

شرح حديث النزول من شرح الإمام ابن بَطَّالٍ (ت 449 هـ) على صحيح البخاري ومن فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ومن تفسير القرطبي (ت 671 هـ) الجامع لأحكام القرآن.

يقول الإمام ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري: المراد بحديث النزول نزول الرحمة.

ثم قال: ويحتمل أن يكون المراد نزول بأمر الله، كما لو قيل ضرب اﻷمير اللص أو نادى اﻷمير في المدينة.

ثم قال: ويؤيد ذلك ما رواه النسائي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل اﻷول ثم يأمر مناديا ينادي: هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر فيغفر له، هل من سائل يعطى).

الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، يؤول حديث النزول فيقول هو نزول الملك الذي ينزل بأمر الله.
ويقول القرطبي في تفسيره: المراد بحديث النزول نزول الملك بأمر الله، على تقدير حذف المضاف، ويؤيد ذلك رواية البخاري: (يُـنـزل ربنا) بضم الياء.

وقد قال الحافظُ العِراقي في ألفيته: وخيرُ مافسرتهُ بالواردِ معناهُ أحسنُ مايفسرُ بهِ الحديث الوارد الحديث.



الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تفكروا في كل شىء ولا تفكروا في ذات الله) يعني كل شئ من خلق الله تفكروا فيه لكن في ذات الله لا تفكروا في ذات الله لأن الإنسان لا يستطيع أن يحيط معرفة بذات ربه سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”

 كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” قال اب...