ملاحظة مهمة في أصول الدين بياناً لما يكتبه بعض الناس:
الخطأ في تكذيب المعصوم مما علم من دينه صلى الله عليه وسلم ضرورة، وهو مجمع عليه عند أهل السنة والجماعة إذ لا عبرة بخلاف مبتدع، ردّ للنصوص، و"ردّ النصوص كفر" كما قال الإمام النسفي (537 هـ.) في عقيدته المشهورة.
مثال ذلك من ينفي عذاب القبر ونعيمه، يقول لا عذاب في القبر ولا نعيم، هذا ردّ لكلام النبيّ في ما تواتر عنه صلى الله عليه وسلم وهو معلوم من دين الاسلام ضرورة، وحديث الأمر بالاستعاذة من عذاب القبر منتشر معروف متواتر في كتب الحديث، وردّ نصّ المعصوم كفر لأنه كردّ القرآن الكريم، كلاهما تكذيب للوحيّ، الحديث المتواتر هو أعلى الأحاديث درجة في الصحة والثبوت لأنه مما يحصل العلم به ضرورة مما نقله جمع عن جمع، ويضاف إلى ذلك أن الإجماع حجة من حجج الله على خلقه، فمن تعدى حدوده لا ينفع معه تأويل صريح كلامه في نفي عذاب القبر والعياذ بالله تعالى،
وقد كان في زمن الإمام أحمد بن حنبل معتزلي خبيث اسمه ضرار بن عمرو وكان قاضياً ممن ينكرون عذاب القبر، قال فيه الإمام أحمد إنه كافر، ذكره ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.
مثال ذلك الشيخ محمد متولي الشعراوي قال بالنصّ والحرف "ليس في القبر عذاب"، التنبيه منه واجب لئلا يقتدى به في ذلك أحد فيدخل النار خالداً فيها أبداً، وكلامه كفر لا ينفع فيه تأويل لأنه صريح في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في ما تواتر عنه،
من قال لا عذاب في القبر كأنه يقول النبي كاذب في ما أخبر به من عذاب القبر.
من لم يصدّق ذلك عن الشعراوي هو وشأنه، من قال لا لم يقل ذلك، فهذا وشأنه، ولكن من قال بل قاله ولا بأس بذلك فهو ضالّ مثله.
ومثال ذلك كذلك قول الوهابية إن الله جالس على العرش، وبعضهم يقولون قاعد وبعض قالوا مستقر، وبعضهم قالوا متحيز في الجهة التي هي أعلى من العرش، بل صرح شيخهم الكبير ابن تيمية إن الله يصير ثقيلاً في المساء ثم يكون خفيفاً في الصباح، وقال إن الثقل والخفة من صفات الله والعياذ بالله (هذا في كتاب أسماه "بيان تلبيس الجهمية"، يريد بالجهمية أهل السنة والجماعة)، وقال في كتاب له آخر سماه "درء تعارض العقل والنقل" إن الله يتحرك لأن الفرق ما بين الحيّ والميت هو الحركة، وقال إن كان الله لا يتحرك فهو ميت، والعياذ بالله من هذا التشبيه والتجسيم.
أهل السنة يقولون إن الله منزه عن المكان والحيز والحد والمقدار والتغير والانتقال، كما قال الغزالي في كتاب الأربعين في أصول الدين.
هؤلاء ابن تيمية وحزبه من وهابية نجدية مجسّمة شبهوا الله بخلقه وقاسوا خالق المخلوقات على مخلوقاته، كذبوا قول الله تعالى "ولم يكن له كفواً أحد"، ليسوا سلفية، فلا ينفعهم تأويلهم لأنهم عبدوا غير الله تعالى، عبدوا شيئا تخيلوه موجوداً وهو في الحقيقة غير موجود، الله ليس من صفاته ما قالوا من ثقل وخفة وحركة وما أشبه من صفات المخلوقات، فمن وصف الله بصفات المحدثات المخلوقات فهذا لا يعرف الله ولا هو عبد الله، ومن عبد غير الله فهو لا يعرف الإسلام.
فمن عرف من حالهم ذلك الذي قدّمته وما أشبهه وقال مع معرفته بحالهم إنهم مسلمون مؤمنون، فهذا مثلهم ما عرف الاسلام ما هو، يحتاج إلى التلفظ بالشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله ليرجع إلى الاسلام.
كذلك من قال مثلما تقول الفرقة التجانية تدعي التصوف وكثير منهم زنادقة حسبما رأيت وشهدت منهم من يقول عن نفسه "أنا الله" والعياذ بالله واسمه في الفايس "الشيخ محمد حامد الكناني"، وفي أورادهم ما يسمونه "الصلاة الغيبية" يقولون "اللهم صل على عين ذاتك محمد" فهذا صريح في الكفر مطابق في الكفر لما ذكر الله في النصارى في القرآن الكريم "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم" (سورة المائدة).
من اعتبرهم مع ذلك مسلمين مؤمنين فهذا لا يعرف القرآن ولا يعرف الإسلام، لأن أساس الإسلام عبادة الله وحده لا شريك له، فمن قال محمد هو عين ذات الله، هذا معناه ان محمداً هو الله، وهذا عين الضلال والشرك، لا ينفعه فيه التأويل والمماحكة.
أنا أديت لكم النصيحة الواجبة وعليكم واجب التحذير والتنبيه للناس لئلا يقعوا فريسة هؤلاء الضالين،، ليس كلّ كلام يؤول، ليس كل كلام يقال لعله يقصد كذا أو لعله يريد كذا، ولا يقال هذا رجل مشهور، ولكن نقول هذه العبارة كفر من ثبت انه قالها فإنه ضال لا يعرف الإسلام كائنا من يكون،
بعض الناس يقولون نحن لم نتأكد من الأمر، إن قال فلان هذا الكفر فهو ضال، ولكن نحن لم يثبت عندنا أنه قاله، من قال ذلك فهو وشأنه، ولكن الحذر الحذر من عدم تكفير الأصناف التي ذكرتها فوق فإن التوقف في تكفير من قال إحداها يقول وإن قالها لا أقول كافر، كأنه يقول لا ادري هل يكفر من قال النبي كاذب والعياذ بالله تعالى.
لو كان تكذيب النص الصريح في الكتاب والسنة يجوز تأويله، لما خلق الله جهنم لأنه ما من كافر على وجه الأرض إلا ويجد لكفره تأويلا، وكل كفر مرجعه إلى تكذيب المعصوم فتنبه أخي إياك أن تقع في فخ بعض الجهلة، القاعدة تمشي على الجميع، من نسب النبيّ إلى الكذب فهذا كافر ضال كائنا من يكون، ولو قال أبي وجدّي، ولو قال أنا من أهل البيت، ولو قال أنا صوفي، كل ذلك لا ينفعه،
قال الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا" (سورة الحجرات)
من شك في صدق النبيّ صلى الله عليه وسلم فهذا لا يعرف الاسلام ولا الإيمان.
دعاكم إخواني لمن كتبه ولمن نشره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق