بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2018

معنى قوله تعالى : {يخافون ربهم من فوقهم} [سورة النحل/50]

معنى قوله تعالى : {يخافون ربهم من فوقهم} [سورة النحل/50] فوقيةَ القهرِ دون المكان والجهةِ أي ليسَ فوقية المكان والجهة.
من يعتقد ان الله فى السماء هذا من حكم الوهم على القلب وميل النفس للمألوفات وشدة التأثر بالمحسوسات ، ولكن من تجرد عن كل ذلك ظهر له أن الخطاب متعلق بالخوف من الله سبحانه وتعالى وإجلاله ، وأن سبب ذلك الخوف هو كون الله "فوقهم" اى قاهرهم والمعنى من الاية هوا فوقية القهر والسلطة والبطش هي التي توجب الخوف المعلل بها في الآية ، ولكن أي خوف ينتج من فوقية المكان والجهة عند من يفهم خطاب القرآن !!
فالفوقية المقصودة هنا هي فوقية القهر والبطش والقدرة لا فوقية المكان والجهة ، ألم تر إلى قول الله تعالى حكاية عن فرعون :
{ وإنا فوقهم قاهرون } ،
فهل يفهم عاقل من هذا أن فرعون قد علا قوم موسى حسا وحقيقة بالجهة أم هو مجرد تعبير عن التمكن والتسلط ونفاذ القدرة ؟؟
يقول ابن الجوزي الحنبلي في تفسيره (زاد المسير) :
[وفي قوله: { من فوقهم } قولان ذكرهما ابن الأنباري.
أحدهما: أنه ثناءٌ على الله تعالى، وتعظيم لشأنه، وتلخيصه: يخافون ربهم عالياً رفيعاً عظيماً.
والثاني: أنه حال، وتلخيصه: يخافون ربهم معظِّمين له عالِمين بعظيم سلطانه. ] انتهى
ويقول الراغب الأصفهاني في كتابه النافع مفردات القرآن :
[فوق يستعمل في المكان، والزمان، والجسم، والعدد، والمنزلة،
وذلك أضرب:
الأول: باعتبار العلو. نحو: {ورفعنا فوقكم الطور} ، {من فوقهم ظلل من النار}، {وجعل فيها رواسي من فوقها} ، ويقابله تحت. قال: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم}.
الثاني: باعتبار الصعود والحدور. نحو قوله: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} .
الثالث: يقال في العدد. نحو قوله: {فإن كن نساء فوق اثنتين} .
الرابع: في الكبر والصغر: {مثلا ما بعوضة فما فوقها} ، قيل: أشار بقوله: {فما فوقها} إلى العنكبوت المذكور في الآية، وقيل: معناه ما فوقها في الصغر، ومن قال: أراد ما دونها فإنما قصد هذا المعنى، وتصور بعض أهل اللغة أنه يعني أن فوق يستعمل بمعنى دون فأخرج ذلك في جملة ما صنفه من الأضداد (يريد بذلك ابن الأنباري، فقد ذكر أن فوق من الأضداد. انظر: كتاب الأضداد ص 250)، وهذا توهم منه.
الخامس: باعتبار الفضيلة الدنيوية. نحو: {ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} ، أو الأخروية: {والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة} ، {فوق الذين كفروا}..
السادس: باعتبار القهر والغلبة. نحو قوله: {وهو القاهر فوق عباده} ، وقوله عن فرعون: {وإنا فوقهم قاهرون}]انتهى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”

 كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” قال اب...