الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد أما بعد:
قال الله تعالى:{كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرونَ بالمعروف وتنهونَ عن المُنكر}[سورة آل عمران]
وروى مسلمٌ (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان“.
دعانا الشرعُ الكريم إلى الأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكر وإلى إبطالِ الباطل وإحقاقِ الحق , وقد كثُرالمفتون اليوم في الدين بفتاوى ماأنزلَ اللهُ بها من سلطان وزاد الانحراف إلى حدٍ بعيد لذلك كانَ من الواجب التحذيرُ من أهلِ الضلال الذين ينتسبون إلى الإسلام حتى يحذرهُم الناس
وتوحيدُ الصفِ إنما يكونُ بين المؤمنين ليس بين المؤمنين والضالين فإن هذا يوهمُ الناس بأن الباطل هو الحق.
وقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم (2) أنه صلى الله عليه وسلم حذر ممن غش الناس في الطعام فقال :“من غشنا فليس منا”
معناه : ليس على نهجنا وطريقتنا فكيف بمن يغش الناس في أمر الدين هذا أولى بأن يحذر منه .
وثبت عنه أيضا أنه قال في رجلين كانا يعيشان بين المسلمين: “ ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا” (3) .
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للخطيب الذي قال: “من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى”: “بئس الخطيب أنت” (4) وذلك لأنه جمع بين الله والرسول بضمير واحد، فقال له: ” قل: ومن يعص الله ورسوله” فلم يسكت عن هذا الأمر الخفيف الذي ليس فيه كفر وإشراك وإنما هو مكروه، فكيف يسكت عمن يحرف الدين وينشر ذلك بين الناس، فهذا أجدر بالتحذير والتنفير منه.
وليس ذكرُ المنحرفين الذين يغشون الناس في أمر دينهم من الغيبةِ المحرمة بل هو من التحذير الواجبِ فقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم أن فاطمة بنت قيس قالت للرسول صلى الله عليه وسلم : يارسول الله إنه خطبني معاوية وأبو جهم فقال رسول الله :”أما أبو جهمٍ فلا يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوكٌ لا مالَ لهُ انكحي أُسامة” (5) .
فإذا كان الرسولُ حذر فاطمةَ من الزواج بهما لسببٍ خفيف وذكرهما فيخلفهما بما يكرهانِ لهذينِ السببين : كونِ معاويةَ شديد الفقرِ لا يقوم بحاجتها بأمرِ النفقة والثاني أن أبا جهم يُكثُرُ ضربَ النِساء فكيفَ أُناسٌ ادعوا العلم وغشوا الناسَ وجعلوا الكُفرَ إسلاماً.
ولهذا حذر الشافعي من حفصٍ الفرد أمام جمعٍ وقال لهُ : “لقد كفرتَ باللهِ العظيم” (6) ، وقال في معاصره حرام بن عثمان – وكان يروي الحديث ويكذب -: “الروايةُ عن حرام حرام” (7) .
وقد جرحَ الإمام مالك في بلديهِ ومعاصره محمد بن اسحاق وقال فيهِ : “كذَّاب“، وقال الإمام أحمد : “الواقدي ركنُ الكذبِ” .
قال أبو حاتم البستي (8) : ” فهؤلاء أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين أباحوا القدح في المحدثين وبيَّنوا الضعفاء والمتروكين، وأخبروا أن السكوت عنه ليس مما يَحل، وأن إبداءه أفضل من الإغضاء عنه، وقد تقدمهم فيه أئمة قبلهم ذكروا بعضهم، وحثوا على أخذ العلم من أهله” اهـ.
فعملا بالنصيحة التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها في حديثه (9) : ” الدين النصحية” قيل: لمن؟ قال: ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” وجب علينا التحذير من أهل الضلال ومن يغش الناس في دينهم.
————
(1) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان.
(2) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” من غشنا فليس منا”.
(3) رواه البخاري في صحيحه: كتاب الأدب: باب ما يجوز من الظن.
(4) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة.
(5) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الطلاق: باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها، ورواه أحمد في مسنده (412/6).
(6) مناقب الشافعي للحافظ البيهقي (407/1).
(7) مع أنه لم يثبت منه في مروياته ما يؤدي إلى الكفر.
(8) المجروحين (21/1).
(9) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ” الدين النصيحة”، ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان أن الدين النصحية، والترمذي في سننه: كتاب البر والصلة: باب ما جاء في النصيحة.
قال الله تعالى:{كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرونَ بالمعروف وتنهونَ عن المُنكر}[سورة آل عمران]
وروى مسلمٌ (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان“.
دعانا الشرعُ الكريم إلى الأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكر وإلى إبطالِ الباطل وإحقاقِ الحق , وقد كثُرالمفتون اليوم في الدين بفتاوى ماأنزلَ اللهُ بها من سلطان وزاد الانحراف إلى حدٍ بعيد لذلك كانَ من الواجب التحذيرُ من أهلِ الضلال الذين ينتسبون إلى الإسلام حتى يحذرهُم الناس
وتوحيدُ الصفِ إنما يكونُ بين المؤمنين ليس بين المؤمنين والضالين فإن هذا يوهمُ الناس بأن الباطل هو الحق.
وقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم (2) أنه صلى الله عليه وسلم حذر ممن غش الناس في الطعام فقال :“من غشنا فليس منا”
معناه : ليس على نهجنا وطريقتنا فكيف بمن يغش الناس في أمر الدين هذا أولى بأن يحذر منه .
وثبت عنه أيضا أنه قال في رجلين كانا يعيشان بين المسلمين: “ ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا” (3) .
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للخطيب الذي قال: “من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى”: “بئس الخطيب أنت” (4) وذلك لأنه جمع بين الله والرسول بضمير واحد، فقال له: ” قل: ومن يعص الله ورسوله” فلم يسكت عن هذا الأمر الخفيف الذي ليس فيه كفر وإشراك وإنما هو مكروه، فكيف يسكت عمن يحرف الدين وينشر ذلك بين الناس، فهذا أجدر بالتحذير والتنفير منه.
وليس ذكرُ المنحرفين الذين يغشون الناس في أمر دينهم من الغيبةِ المحرمة بل هو من التحذير الواجبِ فقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم أن فاطمة بنت قيس قالت للرسول صلى الله عليه وسلم : يارسول الله إنه خطبني معاوية وأبو جهم فقال رسول الله :”أما أبو جهمٍ فلا يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوكٌ لا مالَ لهُ انكحي أُسامة” (5) .
فإذا كان الرسولُ حذر فاطمةَ من الزواج بهما لسببٍ خفيف وذكرهما فيخلفهما بما يكرهانِ لهذينِ السببين : كونِ معاويةَ شديد الفقرِ لا يقوم بحاجتها بأمرِ النفقة والثاني أن أبا جهم يُكثُرُ ضربَ النِساء فكيفَ أُناسٌ ادعوا العلم وغشوا الناسَ وجعلوا الكُفرَ إسلاماً.
ولهذا حذر الشافعي من حفصٍ الفرد أمام جمعٍ وقال لهُ : “لقد كفرتَ باللهِ العظيم” (6) ، وقال في معاصره حرام بن عثمان – وكان يروي الحديث ويكذب -: “الروايةُ عن حرام حرام” (7) .
وقد جرحَ الإمام مالك في بلديهِ ومعاصره محمد بن اسحاق وقال فيهِ : “كذَّاب“، وقال الإمام أحمد : “الواقدي ركنُ الكذبِ” .
قال أبو حاتم البستي (8) : ” فهؤلاء أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين أباحوا القدح في المحدثين وبيَّنوا الضعفاء والمتروكين، وأخبروا أن السكوت عنه ليس مما يَحل، وأن إبداءه أفضل من الإغضاء عنه، وقد تقدمهم فيه أئمة قبلهم ذكروا بعضهم، وحثوا على أخذ العلم من أهله” اهـ.
فعملا بالنصيحة التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها في حديثه (9) : ” الدين النصحية” قيل: لمن؟ قال: ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” وجب علينا التحذير من أهل الضلال ومن يغش الناس في دينهم.
————
(1) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان.
(2) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” من غشنا فليس منا”.
(3) رواه البخاري في صحيحه: كتاب الأدب: باب ما يجوز من الظن.
(4) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة.
(5) رواه مسلم في صحيحه: كتاب الطلاق: باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها، ورواه أحمد في مسنده (412/6).
(6) مناقب الشافعي للحافظ البيهقي (407/1).
(7) مع أنه لم يثبت منه في مروياته ما يؤدي إلى الكفر.
(8) المجروحين (21/1).
(9) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ” الدين النصيحة”، ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان أن الدين النصحية، والترمذي في سننه: كتاب البر والصلة: باب ما جاء في النصيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق