الإيمانُ باليومِ الآخر قولهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في حديث جبريل الطويل:[ الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليومِ الآخر ....الحديث]
اليوم الآخر هو يوم القيامة ويكونُ ابتداؤهُ من حينِ ينفخُ إسرافيلُ في الصور فيموتُ الأحياء من الإنسِ والجن والملائكه سوى من استُثني من الملائكةِ كحملة العرش وخازن الجنة وخازن النار, ويومُ القيامةِ خمسونَ ألف سنة وهي خمسونَ موقفاً للحسابِ كلُ موقفٍ ألفُ سنة قالَ اللهُ تعالى :{ في يومٍ كانَ مقدارهُ خمسينَ ألف سنة} وقد وردَ في الحديثِ الصحيح أن هذه السنين تكون على المؤمن التقي كأقلّ من وقت الصلاة المكتوبة وفي روايةٍ كتدلي الشمس لغروبها . وحسابُ الناسِ سيكونُ على الأرض المبدلة قال الله تعالى :{ يوم تبدلُ الأرضَ غيرَ الأرضِ}. والقيامةُ لها علاماتٌ صغرى وعلاماتٌ كبرى ومن العلاماتِ الصغرى التطاولُ في البنيانِ من قبلِ الحُفاةِ العراةِ الفقراءِ الذينَ يرعونَ الغنمَ وقد حصلَ ذلك ,وتقاربُ الأسواقِ وقد حصلَ ذلك وكثرةُ الزلازلِ وكثرةُ القتلِ بلا سبب وكثرةُ شربِ الخمرِ وكثرةُ الزنى وكثرةُ الاستماعِ للموسيقى المحرمة وقد حصلَ ذلك, وظهورُ النساءِ اللاتي يلبسنَ الثياب التي تظهرُ العورةَ بكثرة مع إمالتهنَ الرجالَ للزنى وقد حصلَ ذلك, وءاخرُ العلاماتِ الصغرى ظهورُ المهديّ روى الترمذي وأبوداود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :[لا تقومُ الساعة حتى يملكَ رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمهُ اسمي واسمُ أبيهِ اسم أبي يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجَوْرا] معناهُ : أن من علامات الساعة أن تمتلأ الأرضُ بالظلمِ والجَورِ وقد حصلَ ذلك ,ثم يظهرُ رجلٌ من أهل بيت الرسول اسمهُ محمدُ بن عبد الله مدنيٌ هو ووالداهُ يخرجُ من المدينة المنورة إلى مكة حيثُ يبايعهُ ثلاثمائةٍ وثلاثةَ عشرَ ولياً ثمَ يذهبُ إلى برِ الشام ويعيشُ هناك ويحكمُ في الأرضِ بالعدلِ وورد في الأثر أنه يكونُ فوق رأسه ملكٌ يقول : أيها الناس هذا المهدي فاتبعوه وأنهُ حينَ ينزلُ عيسى سيصلي المهدي فيه إماماً وذلك ليدل على أن عيسى المسيح يتبع شرع محمد صلى الله عليه وسلم. وتلي العلاماتِ الصغرى علاماتٌ كبرى منها ثلاثةُ خسوفٍ في المشرقِ والمغربِ وجزيرةِ العرب, ومنها ظهورُ قوم يأجوجَ ومأجوج وهم كفارٌ من بني ءادم مخفيونَ في جهة من الأرض جعل ذو القرنينِ العبدُ الصالح بينهم وبين البشر سداً ورد في الحديثِ الصحيحِ أنهم كل يومٍ يأخذون منه قدراً فيبقى قدر ما يفتحُ في يومٍ واحد فيقولونَ غداً نتمهُ فيصبحون وقد عاد كما كان حتى يأتي اليومُ الذي شاء الله خروجهم فيه ويقولونَ غداً نتمهُ إن شاء الله فيصبحونَ ويفتحونهُ ويخرجون إلى الناس فيأكلونَ ما على وجه الأرض من الطعام الذي يمرونَ بهِ حتى إنهم يشربونَ بحيرة طبَرَيّا التي في فلسطينَ فيقولُ ءاخرُهم كان هنا ماء . ومنها ظهورُ المسيح الدجال الموجود في جزيرةٍ في البحر قيدتهُ الملائكةُ بالسلاسل وهو كافرٌ يقولُ للناس أنا ربكم وهو أعور ويأمرُ الناس باتباعهِ على ذلك فيتبعهُ كثير لأن فتنتَهُ كبيرة يقولُ للأرضِ أخرجي نباتك فتخرج وللسماء أنزلي مطرك فتنزل وذلك ابتلاء من الله لعباده، قال عليه الصلاة والسلام : وإن معه ماءً وناراً فماؤهُ نارٌ ونارهُ ماء. ومنها نزول عيسى المسيح قال الله تعالى :{ وإنه لعلمٌ للساعةِ} قال ابن عباس نزول المسيح عيسى وقد ورد في الحديثِ الصحيح أنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق على جناح ملكين وتوجدُ الآن منارة بيضاء شرقي دمشق في المطار وورد أنه يقتلُ المسيح الدجال عند باب لُدٍّ في فلسطين وأنه يدعو على يأجوج ومأجوج فيُبيدهم الله بتسليطِ دودٍ يدخلُ في رقابهم فيقتلهُم.وقد ورد عن كعب الأحبار أنه سيدفن بجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة المباركة. ومنها نزولُ دُخَانٍ من السماء يغشى الناس فيصيبهم مثلُ الزكام . ومنها خروجُ دابةِ الأرض وهي دابةٌ عظيمةٌ تخرج من جبل الصفا لها خرطوم تَسِمُ المؤمن بعلامةٍ والكافر بعلامة . ومنها طلوع الشمس من مغربها وغروبها في المشرق ثلاثةَ أيام. ومنها نارٌ تخرجُ من عدن في اليمن تسوقُ الناس إلى بر الشام وبرُّ الشامِ مِساحةٌ كبيرة من العريشِ إلى بالس في جهة العراق ويشملُ ذلك الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا . تنبيهٌ مهم: يجبُ اعتقادُ أن الله تعالى ليس حجماً فلا يكونُ بينهُ وبينَ شئ من خلقه مقابلة لأن المقابلة إنما تكون بين الجِرمين الموجودينِ في جهةٍ ومكان فحينَ نسمعُ قول النبي صلى الله عليه وسلم :[ من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه] لايجوز اعتقاد أن لقاء الله يكون بالمقابلة إنما معنى لقاء الله الموت ومعنى من أحب لقاء الله أن المؤمن التقي عند الموت يأتيه عزرائيل فيقول له أبشر برحمة الله ورضوانه فيحبُ الموت وهذا التقي الله يحبه ومعنى الله يحبه الله يكرمهُ,أما الكافر فيأتيه عزرائيل ملكُ الموت عند الموت فيقول له أبشر بعذاب الله وسخطه فيزداد كراهية للموت وهذا الكافرُ الله لا يحبهُ أي لا يكرمهُ فلا يجوزُ أن يقال الله يحبُ الكُلّ لأنه خلق الجميع قال الله تعالى :{ فإن الله لايحبُ الكافرين}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق