بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 يوليو 2018

تنزيه الله عن القعود للامام البيهقي في شعب الايمان

تنزيه الله عن القعود للامام البيهقي في شعب الايمان
==============================
الأول من شعب الإيمان وهو باب في الإيمان بالله عز وجل
89 قال أخبرنا أبو عبدالله الحافظ أنبا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبا أبو مسلم ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عبدالله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
قال الحليمي رحمه الله تعالى وهذه الشهادة فرض تجمع الاعتقاد بالقلب والاعتراف باللسان والاعتقاد والإقرار وإ كانا عملين يعملان بجارحتين مختلفتين فإن نوع العمل واحد والمنسوب منه إلى القلب هو المنسوب إلى اللسان والمنسوب إلى اللسان هو المنسوب إلى القلب كما أن المكتوب مما جمع بين كتبه وقوله هو المقول والمقول هو المكتوب
قال والعمل الصالح بالاعتقاد والإقرار مجموع عدة أشياء أحدها إثبات البارىء جل جلاله ليقع به مفارقة التعطيل والثاني إثبات وحدانيته لتقع به البراءة من الشرك والثالث إثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض ليقع به البراءة من التشبيه والرابع إثبات أن وجود كل ما سواه كان معدوما من قبل إبداعه له واختراعه إياه ليقع به البراءة من قول من يقول بالعلة والمعلول
والخامس إثبات أنه مدبر ما أبدع ومصرفه على ما يشاء ليقع به البراءة من قول القائلين بالطبائع أو تدبير الكواكب أو تدبير الملائكة
فأما البراءة بإثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف له بالوجود من معاني التعطيل فلأن قوما ضلوا عن معرفة الله جل ثناؤه فكفروا وألحدوا وزعموا أنه لا فاعل لهذا العالم وأنه لم يزل على ما هو عليه ولا موجود إلا المحسوسات وليس وراءها شيء وأن الكوائن والحوادث إنما تكون وتحدث من قبل الطبائع التي في العناصر وهي الماء والنار والهواء والأرض ولا مدبر للعالم يكون ما يكون باختياره وصنعه فإذ أثبت المثبت للعالم إلها ونسب الفعل والصنع إليه فقد فارق الإلحاد والتعطيل وهذا أحسن مذاهب الملحدين والقائلون به يسميهم غيرهم من أهل الإلحاد الفرقة المتجاهلة الفلاسفة
أما البراءة من الشرك بإثبات الوحدانية فلأن قوما ادعوا فاعلين فزعموا أن أحدهما يفعل الخير والآخر يفعل الشر وزعم قوم أن بدء الخلق كان من النفس إلا أنه كان يقع منها لا على سبيل السداد والحكمة فأخذ الباري على يدها وعمد إلى مادة قديمة كانت قوما معه لم تزل فركب منها هذا العالم على ما هو عليه من السداد والحكمة فإذا أثبت المثبت أن لا إله إلا الله واحد ولا خالق سواه ولا قديم غيره فقد انتفى عن قول الشريك الذي هو في البطلان ووجوب اسم الكفر لقائله كلإلحاد والتعطيل
وأما البراءة من التشبيه بإثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض فلان قوما زاغوا عن الحق فوصفوا الباري جل وعز ببعض صفات المحدثين فمنهم من قال إنه جوهر ومنهم من قال إنه جسم ومنهم من أجاز أن يكون على العرش قاعدا كما يكون الملك على سريره وكل ذلك في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك
فإذا أثبت المثبت انه ليس كمثله شيء وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض وإذا لم يكن جوهرا ولا عرضا لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حيث انها جواهر كالتأليف والتجسيم شغل الأمكنة والحركة والسكون ولا ما يجوز على الأعراض من حيث انها أعراض كالحدوث وعدم البقاء ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...