بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 يوليو 2018

العالم حادث بالمشاهدة

العالم حادث بالمشاهدة
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
العالم هو ما سوى الله تعالى وصفاته من الموجودات العلوية وهي السموات وما فيها وما فوقها ومن الموجودات السفلية وهي الأرض وما عليها وما فوقها من جماد ونبات وحيوان وهواء وسحاب والموجودات العلوية تسمى العالم العلوي والموجودات السفلية تسمى العالم السفلي .
ويسمى كل ما سوى الله وصفاته عالماً لأنه علامة أي دليل على وجود خالقه وقدرته وإرادته ووحدانيته وعلمه وحياته .
ويدل على حدوث العالم أنه مركب من جواهر وأعراض والجواهر ما قامت بنفسها كالأجسام والأعراض مالا تقوم بنفسها بل تقوم بغيرها كالحركة والسكون و البياض والطول والحلاوة والحرارة والخشونة والمرض والطاعة والمعصية والمشي والأكل , والجواهر والأعراض حادثان والمركب من الحادث لا يكون إلا حادثا فالعالم بجميع أجزائه العلوية والسفلية حادث أي موجود بعد العدم .
أما دليل حدوث الجواهر وذلك لأنها لا تخلو عن الحركة أو السكون والحركة والسكون حادثان لتغيرهما من عدم إلى وجود ومن وجود إلى عدم ونحن نشاهد كثيرا من الأجسام يتحرك تارة ويسكن تارة أخرى وعند تحركه ينعدم سكونه وعند سكونه تنعدم حركته فكل من حركات هذه الأجسام وسكونها وجد بعد العدم وانعدم بعد الوجود فيكون حادثا بالمشاهدة .
وما لم يشاهد إلا ساكنا كالجبال يجوز انعدام سكونه لتحركه بنحو زلزلة وما لم يشاهد إلا متحركا كبعض الكواكب يجوز انعدام حركته وما جاز عدمه استحال قدمه فسكون الجبال وحركة بعض الكواكب يستحيل قدمها فيكونان حادثين بالدليل فثبت أن جميع الحركات والسكنات حادثة بعضها بالمشاهدة وبعضها بالدليل .
وإذا كانت جميع الجواهر لا تخلو عن الحركة أو السكون الحادثين كانت حادثة لأن مالا يخلو عن الحادث لا يكون إلا حادثا .
والدليل على حدوث سائر الأعراض أن الأعراض لا تقوم إلا بالجواهر وقد ثبت بالدليل أن جميع الجواهر حادثة ومالا يقوم إلا بالحادث لا يكون إلا حادثا فجميع الأعراض حادثة ومتى ثبت حدوث جميع الجواهر وجميع الأعراض ثبت حدوث العالم لتركبه منهما .
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...