بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 يوليو 2018

الأدلّة الباهرة على جواز السّفر لزيارة قبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم

أخي المسلم، بادر واسرع إلى طاعة الله واعمل لآخرتك وتزوّد بالتقوى ليوم المعاد بأداء الواجبات واجتناب المحرمات ما فرض الله عليك فإنّ هذه هي الباقيات التي تنفع في ءاخرتك. يقول الله تعالى: "وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً".

أحباب رسول الله..إعلموا أنه يسنّ للحاج ولغير الحاج زيارة قبر النبيّ الأعظم صلى الله عليه وسلم بإجماع العلماء والمجتهدين وهي من أنجح المساعي وأهم القربات إلى الله سبحانه، يقول عليه الصلاة والسلام: "من زار قبري وجبت له شفاعتي" ويقول أيضا :"ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة" وتحصل زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم يا أخي المسلم بأن يتوجه المسلم إلى المدينة المنّورة التي نورها الله بنور نبينا صلى الله عليه وسلم ثم يتوجه إلى قبره صلى الله عليه وسلم بعد صلاة ركعتين تحية المسجد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحصل السلام على الرسول بأن يقف الزائر متنحيا نحو أربعة أذرع عن الجدار عند قبره صلى الله عليه وسلم وبأدب واحترام غاضا طرفه ممتلىء القلب بالإجلال والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول بصوت متوسط : السلام عليك يا رسول الله.. السلام عليك يا نبيّ الله.. السلام عليك يا خيرة الله.. السلام عليك يا حبيب الله.. السلام عليك يا صفوة الله.. السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين.. السلام عليك يا خير الخلق أجمعين.. السلام عليك يا قائد الغرّ المحجلين.. السلام عليك وعلى آلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك الطيبين الطاهرين.. السلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

واعلموا إخوة الإيمان أنّ التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره وقبره الشريف شىء يرضاه الله تعالى وقد كان الصحابة والسلف الصالح يفعلونه ولا عبرة بمن خالف ذلك من أصحاب القلوب الغليظة، يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ " وزيارة الرسول والتبرك به من أهم الوسائل المقربة إلى الله جلّ وعلا.. وها هو الإمام مالك يقول للخليفة المنصور لما حجّ وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا: "يا أبا عبد الله استقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له الإمام مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله".

أحباب رسول الله إنّ التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وزيارة قبره الشريف من أعظم القربات إلى الله سبحانه فقد ثبت أنه جاء أعرابي إلى قبر الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم لزيارته ثم قال: السلام عليك يا رسول الله.. سمعت الله يقول: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} ثم قال مخاطبا الرسول: وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي وأنشد يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمـــه .... فطاب من طيبهن القاع والأكـــم
نفسي فداء لقبر أنت ساكنـــــــه .... فيه العفاف ومنه الجود والكــــرم
أنت الشـفيع الذي ترجى شـفاعته ....عند الصراط إذا ما زلت القــــدم
وصاحباك فلا أنسـاهما أبـــــــدا .... مني السـلام عليكم ما جرى القلـم
وكان بقرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم رجل يسمى العتبي سمع ما قاله ذلك الأعرابي قال العتبيّ: فغلبتني عيناي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال يا عتبيّ إلحق بالأعرابي وبشّره بأنّ الله تعالى قد غفر له.

جعلنا الله وإياكم أيها المسلمون من زوار حبيبه المصطفى ورزقنا زيارته وشفاعته ومن الذين يحشرون تحت لوائه ، ورزقنا وإياكم زيارة البيت الحرام والوقوف على جبل عرفات. يقول عليه الصلاة والسلام: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".


قال ابن الوردي عندما بلغه أن ابن تيمية قد أفتى بمنع السفر الى قبور الانبياء : يا صاحب الجاه عندالله خالقه .. ما رَدَ جاهك إلا كل أفاك .. انت الوجيه على رغم العدا أبدا .. انت الشفيع لفتاك ونساك .. يا فرقة الزيغ لا لقيت صالحة .. ولا شفى الله يوما قلب مرضاك .. ولا حظيت بجاه المصطفى أبدا.. ومن أعانك في الدنيا ووالاك

قال ابن تيمية في كتابه المسمى الجواب الباهر في زوار المقابر ما نصه: وأما من قصد السفر لمجرد زيارة القبر ولم يقصد الصلاة في مسجده وسافر إلى مدينته فلم يُصل في مسجده صلى الله عليه وسلم ولا سلم عليه في الصلاة بل أتى القبر ثم رجع فهذا مبتدع ضال مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإجماع أصحابه ولعلماء أمته.اهـ

قال ابن باز الوهابي في كتابه المسمى مجموع فتاوى ومقالات(الجزء الثامن) عن حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , قال: لا يجوز السفر بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الناس , ويكفي في الرد عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من زار قبري وجبت له شفاعتي " قال الذهبي فيه : انه يتقوى بتعدد الطرق . وهذا الحديث صححه الحافظ السبكي.

انظروا إلى قول عدو الدين الألباني هذا الوهابي العنيد الرذيل في كتابه "تحذير الساجد" ص/68/69 يدعو الألباني لهدم القبة الخضراء وإلى إخراج قبر النبي عليه الصلاة والسلام, الى خارج المسجد وقد سبق له أنه طلب أن يهدم هذا الوضع القائم ويجعل القبور الثلاثة منفردة عن المسجد فهذا الكلام لا يصدر إلا من خبيث قلبه ملىء بالحقد والبغضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ أبو زرعة العراقي :لو نذر إتيان مسجد المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لزمه ذلك لأنه من جملة المقاصد التي يؤتى لها ذلك المحل.

ذكر الحافظ السيوطي في مناهل الصفا أن حديث : " من زار قبري وجبت له شفاعتي " قال الذهبي فيه : إنه يتقوى بتعدد الطرق . وهذا الحديث صححه الحافظ السبكي .

أخرج الهيثم الشاشي في مسنده حديث : " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها " وهو حديث حسن .

صحح الحافظ أبو عبد الله ابن البيع الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي حديث : " ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا أو بنيتهما , وليأتين قبري حتى يسلم عليّ ولأردن عليه " . وهذا دليل على استحباب قصد قبر النبي للزيارة سواء للمقيم أو للمسافر.

قال رســـول الله صلى الله عليه وسلم:" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ,ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم , فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شــر اســـــتغفرت لكم"، رواه البزار.

أخرج البيهقي عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابرا وهو يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: هاهنا تسكب العبرات، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة".

أخرج الطيالسي والبيهقي في الشعب عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من زار قبري كنت له شفيعا أو شهيدا، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة" .

أخرج الطبراني عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقا علىّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة"

وفي قولِ رسولِ الله عن قبرِ موسى عليه السلام "والله لو أني عندَهُ لأريتُكُم قبرَهُ إلى جنبِ الطَّريقِ عندَ الكثيبِ الأحمرِ" والذي هو قُربَ أريحا الإشارةُ إلى أن زيارةَ قبورِ الأنبياءِ والصّالحينَ للتبركِ بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابرُ وعلى ذلك نَصُّوا.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا وإياكم زيارة الحبيب محمد صلى الله وعليه وسلم ونتبرك على أعتابه ونكحل العين بترابه اللهم ءامين اللهم ءامين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...