بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 يوليو 2018

الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة(15)

رد قول ابن تيمية بنسبة الحد إلى الله تعالى


ومن هنا تعلم فساد قول ابن تيمية في موافقته ( 2/29) وفي بيان تلبيس الجهمية ( 1/427) حيث قال ما نصه: (فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنـزيل الله تعالى وجحد ءايات الله تعالى…). اهـ

حتى قال ابن تيمية الخبيث في نفس الصحيفة من كتابه بيان تلبيس الجهمية ما نصه: (وأنه لا يجوز في الرقبة المؤمنة إلا من يحد الله أنه في السماء). اهـ أنظر إلى هذا الكفر، فالمسلم لا يكون عنده مسلما حتى يعتقد أن لله حد والعياذ بالله من الكفر.

ثم يوافق الكفار في عقيدتهم الكفرية بالحد ويزعم أنها عقيدة المسلمين حيث قال في نفس الصحيفة من نفس الكتاب ما نصه: (اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدوه بذلك). اهـ

فالحافظ الذهبي هنا كافر بنظر ابن تيمية المخطئ!!! وكذلك الحافظ الطحاوي السلفي حيث يقول في عقيدته التي ذكر أنها بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ما نصه: (وتعالى ـ يعني الله ـ عن الحدود والغايات…). اهـ و قد تلقت الأمة هذا العقيدة بالقبول كما قال الحافظ تاج الدين السبكي في كتابه معيد النعم.

وروى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ( 1/73) عن أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود). اهـ

وقال الإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر ما نصه: (وهو شىء لا كالأشياء، ومعنى الشىء إثباته بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حد له ولا ضد له ولا ندّ له ولا مثل له). اهـ مجموعة رسائل أبو حنيفة ( ص/59).

وذكر الحافظ تاج الدين السبكي في ترجمة الحافظ ابن حبان من طبقات الشافعية ( 3/132ـ133) عن بعض المجسمة أنه قال: (سألت يحيى بن عمار عن ابن حبان، قلت: رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله، فأخرجناه من سجستان.
قال السبكي: انظر ما أجهل هذا الجارح! وليت شعري من المجروح؟ مثبت الحد لله أو نافيه! وقد رأيت للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي رحمه الله، على هذا كلاما جيدا أحببت نقله بعبارته، قال رحمه الله ومن خطه نقلت: يا لله العجب! من أحق بالإخراج والتبديع وقلة الدين؟). اهـ

قال الحافظ ابن حبان صاحب الصحيح المشهور بصحيح ابن حبان في كتابه الثقات ( 1/1) ما نصه: (الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان، ولا يشتمل عليه تواتر الزمان). اهـ

وقد نقل الإمام أبو منصور البغدادي في الفرق بين الفرق الإجماع على نفي الحد عن الله تعالى، حيث قال (ص/256) ما نصه: (وقالوا ـ أي أهل السنة أعزهم الله تعالى ـ بنفي النهاية والحد عن صانع العالم). اهـ

وقال في كتابه أصول الدين (ص/337) ما نصه: (وأما جسمية خراسان من الكرّامية فتكفيرهم واجب لقولهم: بأن الله له حد ونهاية من جهة السفل ومنها يماس عرشه، ولقولهم بأن الله محل الحوادث). اهـ

وقال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات ( 2/157) ما نصه: (وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد، والحد يوجب الحدث لحاجة الحد إلى حاد خصه به، والبارىء قديم لم يزل). اهـ
وقد نقل ابن تيمية عن الإمام أحمد نفي الحد عن الله، حيث قال في كتابة بيان تلبيس الجهمية ( 1/433) ما نصه: (فهذا الكلام من الإمام أحمد يبين أنه نفى أن العباد يحدون الله تعالى أو صفاته بحد أو يقدرون ذلك بقدر، أو أن يبلغوا إلى أن يصفوا ذلك، وذلك لا ينافي ما تقدم من إثبات أنه في نفسه له حد يعلمه هو لا يعلمه غيره). اهـ
فتأمّل بالله عليك هذا الكلام وكيف أنه أثبت الحد والإمام أحمد ينفيه عن الله تعالى.

وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ما نصه: (أنت الله الذي لا يحويك مكان). اهـ وقال رضي الله عنه: (أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودًا).اهـ رواه الحافظ الزبيدي في الإتحاف ( 4/644) بالسند المسلسل بأهل البيت.

وقال الإمام أبو المظفر الاسفرايني في التبصير في الدين في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة ( ص/144) ما نصه: (وأن تعلم أن خالق العالم لا يجوز عليه الحد والنهاية، لأن الشىء لا يكون مخصوصا بحد إلا أن يخصه بذلك الحد ويقرره على تلك النهاية بجواز غيره من الحدود عليه، والصانع لا يكون مصنوعا ولا محدودا ولا مخصصا). اهـ

وقال المحدث الزبيدي في إتحاف السادة المتقين ج2 ص171 ما نصه: (ذكر الإمام قاضي القضاة ناصر الدين بن المنير الإسكندري المالكي في كتابه "المنتقى في شرف المصطفى" لما تكلم على الجهة وقرر نفيها، قال: ولهذا أشار مالك رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تفضلوني على يونس بن متى)) فقال مالك: إنما خص يونس بالتنبيه على التنـزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رفع إلى العرش ويونس عليه السلام هبط إلى قاموس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه السلام أقرب من يونس بن متى وأفضل ولما نهى عن ذلك. ثم أخذ الإمام ناصر الدين يبدي أن الفضل بالمكانة لأن العرش في الرفيق الأعلى فهو أفضل من السفلى، فالفضل بالمكانة لا بالمكان. هكذا نقله السبكي في رسالة الرد على ابن زفيل). اهـ

وقال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات ( 2/21) ما نصه: (قال الإمام أبو سليمان الخطابي: إن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة، فإن الصورة تقتضي الكيفية، وهي عن الله وعن صفاته منفية). اهـ

يتبع بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...