بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 يوليو 2018

قال العلماء اذا فسد الاصل فسد الفرع

قال العلماء اذا فسد الاصل فسد الفرع , فمن فسدت عقيدته لم يقبل منه اي عمل لذلك كانت العناية بالعقيدة اهم من العناية بغيرها من علوم الدين .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه اجمعين وبعد 

قال سيدُنا علي: الناسُ ثلاثة عالمٌ رباني ومتعلمٌ على سبيل نجاة وهمجٌ رَعاعٌ اتباعُ كُلِ ناعقٍ يميلون مع كُل ريح ا.هـ قسم سيدنا علي الناس إلى ثلاثة العالم التقي والمتعلم المخلص الذي يطلبُ العلم رجاءَ النجاةِ في الآخرة والهمجُ السُخفاءُ الذينَ يتبعونَ أياً كان فالذي يُريدُ النجاةَ في الآخرة لا بُد أن يطلُب العلم من الثقات الذينَ أخذوه من أمثالهم بسلسلةٍ تتصلُ بأصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يقعَ الإنسانُ في مصيدةِ أهلِ الضلال الذينَ يُضلونَ الناس باسمِ الدعوةِ والإرشاد كهؤلاءِ المُشبهة المجسمة نُفاة التوسل الذينَ يُحرمونَ التوسل بالأنبياءِ والصَالحين والتبرُك بهم وبآثَارهم حتى إنهم حَرموا السفرَ بقصدِ زِيارةِ قبَرِ النبي صلى الله عليه وسلم وهُم بِذَلِك خَالفو الرسول وكُلَ المُسلمين فقد ثبت أن الرسولَ صلى اللهُ عليه وسلم قال :[ من زار قبري وجبت لهُ شفاعتي] رواهُ الدارقطني وصححهُ الحافظُ السُبكي
وقد أوردَ هؤلاءِ المشبهة نُفاة التوسل حَديثاً صَحيحاً في غيرِ موضعهِ ليستدلوا بهِ على تحريم السفر بقصدِ زيارةِ قبر النبي وهو حديثُ : [لا تُشدُ الرحال إلا إلى ثلاثةِ مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا] والحديثُ ليسَ فيهِ ما زعموه لأن معناهُ: أن الإنسان إذا أرادَ السفر للصلاةِ إلى مسجد فلا يكُن سفره لذلك إلا إلى هذه المساجد الثلاثة لأن كُل المساجد متساوية في فضلِ الصلاةِ فيهاسوى هذه الثلاثة فإن الصلاة في المسجد الأقصى تُضاعف إلى خمسمائة وفي مسجدِ الرسول تزيدُ إلى ألفوفي المسجدِ الحرام تزيدُ إلى مائة ألف وليس في الحديثِ تعرضٌ لتحريمِ السفر بقصدِ زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبتَ في الحديثِ ما هو شرحٌ لتلك الرواية وهو ما رواه أحمد في المسند من حديثِ شهرِ بنِ حوشب قال : قال رسول الله : لا ينبغي للمطي أن تعمل للصلاةِ في مسجد إلا المساجد الثلاثة المسجد الأقصى والمسجد الحرام ومسجدي هذا. 

ثُم إن هؤلاء المشبهة نُفاة التوسل يُكفرونَ المسلمين المتوسلينَ بالأنبياء والصالحين ويقولونَ لهُم : تجعلونَ بينكم وبينَ الله واسطه الله لا يحتاجُ إلى واسطة فالجوابُ أن يُقال : إن الواسطة بمعنى المعين لا شكَ أن اللهَ لا يحتاجُ إلى أحد لا يحتاجُ إلى معين أما الواسطة بمعنى السبب فاللهُ تعالى شرع لعبادهِ تعاطي الأسبابِ المُباحه للوصولِ إلى المُسُبباتِ المُباحه كأن يأخذ المريض الدواء رجاء العافيةِ التي يخلقها اللهُ إن شاء كذلِك التوسلُ بالأنبياء والصالحين والتبركُ بهم وبآثارِهم سببٌ رجاءَ حصولِ المنفعةِ بإذنِ اللهِ الذي هو خالقُ كُل شئ, أليس الرسولُ علم الأعمى أن يتوسلَ بهِ ثُم عثمانُ بن حُنيف الصحابي علمَ صاحب الحاجةِ بعد وفاة الرسول أن يتوسلَ بالرسول روى ذلك الطبراني في معجميهِ وصححهُ

ثُم أليس ثبت في البخاري ومسلم أن الرسولَ قسمَ شعرهُ بين الناس بعدَ أن حلقهُ في الحج , وأليس ثبت فيما رواهُ البيهقيأن خالدَ بنَ الوليد وضع شعراتِ الرسول في قلنسوتهِ وقال:ماخضتُ معركةً وهي في قلنسوتي إلا ورزقتُ فيها النصر,وأليسَ ثبت فيما رواهُ البخاري ومسلم أن الصحابة كانوا يتسابقونَ إلى ماء وضوئهِ صلى الله عليه وسلم ليتبركوا به 

وأليس ثبت في صحيحِ البخاري أن عِتبان ابنِ مالكٍ الصحابي صلى الرسولُ في بيتهِ فحيثُ صلى الرسول اتخذهُ عِتبانُ مُصلى. 
وروى الحاكمُ وصححهُ ووافقهُ الذهبي على تصحيحه أن أبا أيوبَ ألأنصاري وضع وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرءاه مروانُ بنُ الحكم فقال: ما يصنعُ هذا فعرفهُ مروان فانصرف فقالَ أبو أيوب : جئتُ رسولَ الله ولم ءات الحجر إني سمعت رسول الله يقول : لاتبكوا على الإسلام إذا وليهُ أهله ولكن ابكوا عليهِ إذا وليهُ غيرُ أهله ا.هـ وهؤلاء المشبهةُ نُفاة التوسل يُكفرون من يفعلُ هذا فيكونون بذلك كفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وماذا يُقال فيمن يفعلُ هذا. 

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [من سن في الإسلامِ سنة حسنة فلهُ أجرها وأجرُ من عمل بها بعده لا ينقصُ من أجورهم شئ ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزرُ من عمل بها بعده لا ينقصُ من أجورِهم شئ ] رواه مسلمٌ وغيره وهو صحيحٌ بالاتفاق بينَ أهل الحديث . 
السنةُ الحسنة هو ما أحدثهُ العلماء الأتقياء في الدين مما لايخالف القرءان وحديث رسول الله كلُ ما أحدثه العلماء الأتقياء في الدين مما هو موافق للقرءان والحديث لكنه غيرُ مذكور فيهما فهو سنة حسنة وذلك أشياء كثيرة أحدثها العلماء لم تكن في زمنِ الرسول وجدوها موافقة للقرءان والحديث فأحدثوها من ذلك بناء المآذن وعمل المحاريب للمساجد مسجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم ماكان لهُ مئذنة ولا محراب مجوف فأحدث هذين الأمرين الخليفة الراشد عمرُ بن عبد العزيز رضي الله عنه فوافق المسلمون على هذا العمل لأنهُ شئٌ لا يخالف القرءان والحديث ثم جرى عمل المسلمين بعد ذلك على ذلك 

كذلك المولد في شهر ربيع الأول فرحاً بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الشهر وشكراً لله تعالى على هذه النعمة العظمى عمل ملك عادل عالم شجاع تقي الملك المظفر ملك إربل وكان معروفاً بالكرمِ والخيرات على طريقةِ السلف الخُلفاء الراشدين ومن تبعهم كان ينفق نفقات كبيرة على الفقراء أما لنفسهِ كان لباسهُ ما قيمتهُ خمسةُ دراهم هذا الملك المبارك التقي العالم هو أحدث عمل المولد فوافق على ذلك علماء الحديث وعلماء الفقه والصوفية والأمراء والملوك وعمل علماء الحديث الكبار موالد أي مؤلفات في المولد أول من ألف في المولد الحافظُ ابنُ دحيةفأجازه الملك المظفر بألف دينار ذهب ثم تتابع العلماء على التأليف في المولد وهذا العمل فيه بركة شاهدها المسلمون كان في الحبشة رجلٌ تقي كان يُطعمُ الناس في المولد طعاماً فاخراً ثم لما توفي شيعهُ المسلمون فلما تم الدفن انشقت الأرض بعد القبر بمترين فخرج هذا الميت من القبر بلفافتين من الكفن وترك لفافة واحدة في القبر فنظر الناس إلى القبر فوجدوه اتسع ويتلاطم النور فيه وهذا الرجلُ كانَ حصل لجدهِ مثل ذلك واسمُ هذا الرجل عبد القادر الأروسي هذا حصل منذ سبع وعشرين سنة في الحبشة وهذا دليلٌ على أن عمل المولد عمل موافق للشرع يحبهُ الله وروسوله ليس كما تقول المشبهة المجسمة اليوم فإنه يعتبرونه من الكبائر ويقولُ بعض رؤوسهم افتراءً وكذباً وزوراً: عمل المولد أحدثه العبيديون وهؤلاءِ العبيديون طائفةٌ ضالة ظهرت في المغرب وامتدت إلى مصر وهذا دليلٌ على أن هؤلاء المشبهة المجسمة نفاة التوسل يكرهون ما لهُ تعلق بحب الرسول وهذا دأبهم لا يحبون تعظيم ءاثار الرسول والتبرك بها الصحابة ومن جاء بعدهم من المسلمين إلى يومنا هذا يتبركون بآثار الرسول يقصدون زيارة قبره للتبرك وهذا عمل يحبه الله ليس كما يقول نفاة التوسل فقد ثبت عن صاحب رسول الله أبي أيوب الأنصاري أنه جاء إلى قبر الرسول فوضع وجهه عليه تبركا وشوقا وهو حديث صحيح عند علماء الحديث رواه الإمام أحمد المشبهة نفاة التوسل يعتبرون من فعل هذا مشركا كعباد الأوثان . 

البدعة الحسنة ثبت أن الصحابة فعلوها والتابعون ومن جاء بعدهم فقد جاء في البخاري أن خبيب بن عدي حين أحدث ركعتين قبل القتل قال أبو هريرة:وكان خبيب أول من أحدث ركعتين عند القتل.ا.هـ 

كذلك في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه حين جمع الناس بصلاة رجل واحد في صلاة التروايح قال:نعمت البدعة هذه.ا.هـ 
وفي كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني أن أول من نقط المصحف التابعي الجليل يحيى بن يعمر.ا.هـ 
البدعة السيئة 

ما أحدث في الدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم مما يوافق القرءان والحديث يسمى سنة حسنة ويسمى بدعة حسنة ويسمى بدعةً مستحبة أما ما أحدث بعد الرسول مما يخالف القرءان والحديث فهو البدعة السيئة ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مكروه ثم البدعة السيئة قسمان قسمٌ في العقيدة وقسمٌ في العمل أما البدعةُ الاعتقادية فهي كلُ عقيدة شذت عن عقيدة الصحابة ومن تبعهم فكلُ عقيدةٍ تخالفُ عقيدة السلف التي تلقاها الخلف منهم فهي بدعةٌ سيئة عقيدةٌ سيئة محرمة كعقيدةِ التشبيه أي الذين يشبهونَ الله بخلقه يقولون: اللهُ جسم لهُ اعضاء قاعد على العرشينزل إلى السماء الدُنيا في كل ليلة نزول الانتقال والحركة ثم يصعدُ على زعمهم.وكالذين يقولون إن الله نورٌ يتلألأوكذلكَ عقيدةُ الذين كانوا يقولون: الله بصورةِ شابٍ أمرد وقسمٌ منهم كانوا يقولون : الله صورة شيخٍ أشمط هذهِ بدعٌ اعتقادية كلها توجبُ جهنم لمعتقدها,الله تباركَ وتعالى بفضله ورحمتهِ حمى جمهورَ المسلمين من هذهِ البدع الاعتقادية المسلمونَ معظمهم من أيامِ الصحابة إلى الآن عقيدتهم هي عقيدةُ الرسول والصحابة هي العقيدةُ الحقة التي توصلُ صاحبها إلى الجنة وهي اعتقادُ أن الله تعالى هو الموجود الذي لا يشبهُ الموجوداتلا يحتاج الى المكان ولا إلى الجهة ولا إلى العرش ولا إلى الكُرسي ولا إلى السموات فهو موجودٌ بلا مكان ولا جهة كما قال الإمامُ السلفيّ أحمد بن سلامه أبوجعفر الطحاوي المتوفى في أوائل القرنِ الرابع الهجري عن الله : تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائرِ المبتدعات.ا.هـ الجهاتُ الست هي فوق وتحت ويمين وشمال وأمام وخلف معنى ذلكَ ان الله موجودٌ بلا مكان ولا جهة, هذه هي عقيدة الرسول والصحابة وكل المسلمين وهي مستفادة من قولِ الله تعالى :{ ليس كمثله شئ} ومن خالفَ هذهِ العقيدة فاعتقد عقيدة التشبيه فهي عقيدةٌ مؤدية إلى النار 
نسأل الله السلامة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...