6- تفسير التفسير الكبير للقشيري
قوله جلّ ذكره: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ}. فالأكوان بقدرته استوت، لا أن الحق سبحانه بذاته - على مخلوق – استوى ، وأَنَّى بذلك ! والأحدية والصمدية حقه وما توهموه من جواز التخصيص بمكان فمحال ما توهموه، إذ المكان به استوى، لا الحق سبحانه على مكانٍ بذاته استوى.
7- تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء } الاستواء: الاعتدال والاستقامة. يقال: استوى العود أي قام واعتدل، ثم قيل: استوى إليه كالسهم المرسل أي قصده قصداً مستوياً من غير أن يلوي على شيء ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} (فصلت: 11)، أي أقبل وعمد إلى خلق السموات بعد ما خلق ما في الأرض من غير أن يريد فيما بين ذلك خلق شيء آخر.
والمراد بالسماء جـهات العلو كأنه قيل: ثم استوى إلى فوق.
8- تفسير بحر العلوم للسمرقندي
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الاْرْضِ جَمِيعاً } ، أي قدَّر خَلْقَهَا لأن الأشياء كلها لم تُخلق في ذلك الوقت، لأن الدواب وغيرها من الثمار التي في الأرض تخلق وقتاً بعد وقت، ولكن معناه قدَّر خلق الأشياء التي في الأرض.
وقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء } هذه الآية من المشكلات ؛ والناس في هذه الآية وما شاكلها على ثلاثة أوجه:
1- قال بعضهم: نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها، وهذا كما روي عن مالك بن أنس ــــ رحمه الله ــــ أن رجلاً سأله عن قوله: {الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5)، فقال مالك: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالاً فأخرجوه فطردوه، فإذا هو جهم بن صفوان.
2- وقال بعضهم: نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة وهذا قول المشبهة.
وللتأويل في هذه الآية وجهان: أحدهما: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء } ، أي صعد أمره إلى السماء، وهو قوله: (كن فكان)، وتأويل آخر وهو قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء } أي أقبل إلى خلق السماء. فإن قيل: قد قال في آيةٍ أخرى{أَءَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَـاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَـاهَا * وَالاٌّرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـاهَا} (النازعات: 27، 28، ،30) فذكر في تلك الآية أن الأرض خلقت بعد السماء، وذكر في هذه الآية أن الأرض خلقت قبل السماء. الجواب عن هذا أن يقال: خلق الأرض قبل السماء وهي ربوة حمراء في موضع الكعبة، فلما خلق السماء بسط الأرض بعد خلق السماء فذلك قوله تعالى: {وَالاْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـاهَا} أي بسطها.
وللتأويل في هذه الآية وجهان: أحدهما: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء } ، أي صعد أمره إلى السماء، وهو قوله: (كن فكان)، وتأويل آخر وهو قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء } أي أقبل إلى خلق السماء. فإن قيل: قد قال في آيةٍ أخرى{أَءَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَـاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَـاهَا * وَالاٌّرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـاهَا} (النازعات: 27، 28، ،30) فذكر في تلك الآية أن الأرض خلقت بعد السماء، وذكر في هذه الآية أن الأرض خلقت قبل السماء. الجواب عن هذا أن يقال: خلق الأرض قبل السماء وهي ربوة حمراء في موضع الكعبة، فلما خلق السماء بسط الأرض بعد خلق السماء فذلك قوله تعالى: {وَالاْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَـاهَا} أي بسطها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق