بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وحبيب رب العالمين , أما بعد:
ورد عنه عليه الصلاة والسلام: " حتى متى ترعونَ عن ذكر ِ الفاجِر ِ إذكروهُ بما فيه حتى يحذرهُ الناس " رواهُ البيهقيُّ .
فقد اتفق السلف والخلف على أن علم الدين لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب بل بالتعلم من عارف ثقة أخذ عن مثله الى الصحابة ,
قال الحافظ الخطيب البغدادي : (( لا يؤخذ العلم إلا من افواه العلماء )).
ورد عنه عليه الصلاة والسلام: " حتى متى ترعونَ عن ذكر ِ الفاجِر ِ إذكروهُ بما فيه حتى يحذرهُ الناس " رواهُ البيهقيُّ .
فقد اتفق السلف والخلف على أن علم الدين لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب بل بالتعلم من عارف ثقة أخذ عن مثله الى الصحابة ,
قال الحافظ الخطيب البغدادي : (( لا يؤخذ العلم إلا من افواه العلماء )).
وقال بعض السلف: (( الذي يأخذ الحديث من الكتب يسمى صحفيا ً والذي يأخذ القرءان من المصحف يسمى مصحفيا ولا يسمى قارئا )), وهذا مأخوذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين , إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه)) – رواه الطبراني-.
ومن هؤلاء رجل يسمى : (( سيد قطب)) لم يسبق له إن جثى بين يدي العلماء للتعلم ولا قرأ عليهم ولاشم رائحة العلم كان في اول امره صحفيا ماركسياً ثم انخرط بعد ذلك في حزب الاخوان فصدّروه فأقدم على التأليف فزلّ وضلّ , ومن وقف على كتبه وكان من أهل الفهم والتمييز وجدها محشوة بالفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان, وعلم أنها تنادي بجهله وهي كثيرة جدا منها: أنه يسمي الله بالريشة المعجزة , وبالريشة الخالقة والمبدعة , وذلك في مواضع عدة من كتبه: (( التصوير الفني في القرءان الكريم)) وغيره, ويسمي الله بالعقل المدبر في تفسير سورة النبأ , وهذا مما لا يخفى أنه إلحاد قال الله تعالى : (( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)) وقال الامام ابو جعفر الطحاوي في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة : ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر )) .
ثم إنه يقرر في كتابه: (( في ظلال القرءان)) أنه لا وجود للمسلمين على الارض طالما يحكم الحكام بغير الشرع ولو في مسائل صغيرة, يذكر ذلك في الجزء الاول الصحيفة (590) فيقول )) فليس هناك دين للناس إذا لم يتلقوا في شئون حياتهم كلها من الله وحده, وليس هناك إسلام إذا هم تلقوا في أي أمر من هذه الأمور جلّ أو حقر من مصدر ءاخر , إنما يكون الشرك أو الكفر وتكون الجاهلية التي جاء الاسلام ليقتلع جذورها من حياة الناس)) ثم يكفر كل من حكم بغير الشرع على الاطلاق ولو في مسئلة صغيرة من غير تفصيل مفسرا قوله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) على ظاهره, جاهلا أو مكابرا أن السلف ومن بعدهم أولوا هذه الاية , كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرءان , والبراء بن عازب رضي الله عنه , ذكر القرطبي في كتابه: ((الجامع لاحكام القرءان)) 6/190-191
في تفسير هذه الاية ما نصه: "" نزلت كلها في الكفار, ثبت ذلك في صحيح مسلم (( صحيح مسلم: كتاب الايمان : باب رجم اليهود أهل الذمة ...))
من حديث البراء , وعلى هذا المعظم , فأما المسلم فلا يكفر وإن ارتكب الكبيرة, وقيل : فيه إضمار,أي ومن لم يحكم بما أنزل الله رداً للقرءان وجحدا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر , وقال ابن عباس ومجاهد, فالاية عامة على هذا. قال ابن مسعود والحسن : هي عامة في كل من لم يحكم بما أنزل الله من المسلمين واليهود والكفار أي معتقدا ذلك ومستحلا له, فأما من فعل ذلك وهو معتقد أنه راكبُ محرَّم ٍ فهو من فساق المسلمين, وأمره الى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له , إلا الشعبي قال : هي في اليهود خاصة, واختاره النحاس , قال : ويدل على ذلك ثلاثة أشياء منها : أن اليهود قد ذكروا قبل هذا في قوله : (( للذين هادوا ) فعاد الضمير عليهم , ومنها : سياق الكلام على ذلك , ألا ترى أن بعده : ( وكتبنا عليهم ) فهذ الضمير لليهود بإجماعٍ , وأيضا فإن اليهود هم الذين انكروا الرجم والقصاص.
فإن قال قائل: (( مَنْ)) إذا كانت للمجازاة فهي عامة إلا ان يقع دليل على تخصيصها , قيل له: (( مَنْ))هنا بمعنى الذي مع ما ذكرناه من الادلة , والتقدير : واليهود الذين لم يحكموا بما انزل الله فأولئك هم الكافرون , فهذا من أحسن ما قيل في هذا. ويروى أن حذيفة سئل عن هذه الايات أهي في بني إسرائيل؟ قال : نعم, هن فيهم.
وقال طاووس وغيره: ليس بكفر ينقل عن الملة ولكنه كفر دون كفر, وهذا يختلف إن حكم بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر, وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرةعلى أصل اهل السنة في الغفران للمذنبين, قال القشيري: ومذهب الخوارج أن من ارتشى وحكم بغير حكم الله فهو كافر)) . انتهى كلام القرطبي.
وذكر نحوه الخازن في تفسيره ( تفسير الخازن 1/467-468) وزاد عليه: (( وقال مجاهد في هذه الايات: (( من ترك الحكم بما أنزل الله رداً لكتاب الله فهو كافر, ظالم, فاسق. )) وقال عكرمة: ومن لم يحكم بما أنزل الله جاهدا به فقد كفر , ومن أقَرَّ به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق. وهذا قول ابن عباس أيضا. وقال طاووس : قلت لابن عباس: أكافر من لم يحكم بما أنزل الله ؟ فقال: به كفر, وليس بكفر ينقل عن الملة كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر , ونحوُ هذا روي عن عطاء قال : هو كفر دون كفر)) أ.هـ.
فقد حسم حبر الامة عبد الله بن عباس الموضوع بتفسير موجز مفيد, فقد أخرج الحاكم وصححه (المستدرك2/313) ووافقه الذهبي , وأخرج البيهقي في سننه وغيرهما عنه في الايات الثلاث المذكورات أنه قال: (( إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه, إنه ليس كفراً ينقل عن الملة, ( ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكَافِرونَ) كفر دون كفر )) أ.هـ.
ومعنى (( كفر دون كفر )) أي ذنب كبير يشبه الكفر في الفظاعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) رواه احمد-, وقد وقع القتال بين المؤمنين منذ أيام علي رضي الله عنه ولا يزال يحدث الى الان قال الله تعالى: (( وانْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا))
ثم ان كلام سيد قطب هو عين مذهب الخوارج القائلين بأن الظلم والفسق هو كفر يَخَلّدُ في النار,
أيضا إطلاق قوله بتكفير من حكم بغير الشرع من غير تفصيل فيه تكفير لكثير من الحكام الذين توالوا على الخلافة الاسلامية , سواء كانوا من بني أمية أو بني العباس أو بني عثمان , فإنهم حكموا بأن جعلوا الخلافة ملكا يتوارثونه, وهذا يبطل دعوى سيد قطب في كتابه المسمى ( في ظلال القرءان ) فهو أولا يرد التأويل في هذه الاية وكأنه بلغ ما قد بلغه ترجمان القرءان عبد الله بن عباس رضي الله عنه وغيره من الصحابة والتابعين, فهو لا يتردد في كتابه هذا عن إطلاق النكير عل العلماء من السلف والخلف , فهو يقول في الجزء الثاني/898 منه ما نصه: (( والتأويل والتأول في مثل هذا الحكم لا يعني إلا محاولة تحريف الكلم عن مواضعه)), فقد أداه جهله الى هذا الاتهام الباطل لعبد الله بن عباس وحذيفة بن اليمان وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم من السلف والخلف, إلى أن جعلهم محرفين لكتاب الله كما فعلت علماء اليهود.
والعجب. أن هذا الكتاب يروج ويباع في البلاد الاسلامية وهو لم يدع فردا ً من البشرية إلا ورماه بالردة حتى المؤذنين في المشارق والمغارب لأنهم لم يثوروا على رؤسائهم الذين يحكمون بغير الشرع فيقول في الجزء الثاني /1057 ما نصه: (( فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الاديان, ونكصت عن لا اله الا الله, وان ظل فريق منها يردد على الماذن لا اله الا الله دون ان يدرك مدلولها, ودون أن يعي هذا المدلول وهو يرددها, ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم...)) ثم يقول: (( إلا أن البشرية عادت الى الجاهلية وارتدت عن لا اله الا الله, فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تّعُدْ توحد الله, وتخلص له الولاء...)), ثم يتابع فيقول: (( البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على الماذن في مشارق الارض ومغاربها كلمات لا اله الا الله بلا مدلول ولا واقع, وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذابا ً يوم القيامة لأنهم ارتدوا الى عبادة العباد)) . ا.هـ.
ثم يذكر في الجزء الثاني/841 ((أن من حكم ولو في مسئلة جزئية بغير الشرع فهو خارج عن الدين)), وبعدها في صحيفة 940 (( يذكر أن الذين يقولون إنهم مسلمون ولا يقيمون ما أُنزل إليهم من ربهم هم كأهل الكتاب , ليسوا على شىء كذلك )). ثم يكفر من يحكم بغير الشرع إطلاقا ولو في قضية واحدة في الجزء الثاني /972 فيقول : (( والاسلام منهج للحياة كلها من اتبعه كله فهو مؤمن وفي دين الله, ومن اتبع غيره ولو في حكم واحد فقد رفض الايمان واعتدى على أولوهية الله وخرج من دين الله مهما أعلن أنه يحترم العقيدة وأنه مسلم )), ويذكر نحو ذلك في الجزء الثاني/1018, وزاد في الجرأة إلى أن ذكر في الجزء الثالث/1198 أن من أطاع بشرا في قانون ولو في جزئية صغيرة فهو مشرك مرتد عن الاسلام مهما شهد أن لا اله الا الله , ثم يطلق القول بعد ذلك في الجزء الثالث/1257 بأن الاسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود, وأننا في مجتمع جاهلي مشرك. ويقرر في الجزء الرابع/1945 أن البشرية بجملتها مرتدة إلى جاهلية شاملة فيقول: (( إن رؤية واقع البشرية على هذا النحو الواضح تؤكد لنا أن البشرية بجملتها قد ارتدت الى جاهلية شاملة)) . أ. هـ.
والعجب!!!.... من أتباعه والمنادين برأيه المكفرين لمن حكم بالقانون ولو جزئية صغيرة, قسم منهم يشتغلون بالمحاماة وقسم ءاخر يتعاملون بالقانون كمعاملات الباسبور والفيزا ونقل الكفالة وحجرهم مؤلفاتهم أو طباعتها على غيرهم أن يطبعوها إلا بإذنهم ويعتقدون أن من فعل ذلك يحاكم قانونيا, وكفاهم هذا خزيا وتهافتا ومناقضة لأنفسهم, فعلى مؤدى كلام زعيمهم كفروا وهم لا يشعرون, وهم على موجب نصه هذا قسم منهم عبّاد للحكومة السعودية وقسم عبّاد لسائر الدول التي يعيشون فيها.
فمن حقق في أمر هذا الرجل عرف أنه ليس له سلف إلا طائفة من الخوارج يقال لهم البهيسية منفردين عن سائر فرق الخوارج بقولهم: إن الملك إذا حكم بغير الشرع صار كافرا ً ورعاياه كفار من تابعه ومن لم يتابعه , وسيد قطب كأنه أعاد دعوة عقيدة تلك الفرقة الخارجية التي هي من أشدهم في تكفير المسلمين, وكفاه ذلك خزيا وضلالاً , لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج: (( يخرج قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون بخير قول البرية, يقرءون القرءان لا يجاوز حناجرهم, يحقر أحدكم صلاته الى صلاتهم وصيامه الى صيامهم)) , قال عليه السلام: (( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد))- رواه البخاري-
في الجزء الثالث/1444 يطعن في المجاهدين من السلف ويرميهم بالجشع إلى الفتك بالابرياء والشره الى سفك الدماء, ويقرر في الجزء الثالث/1449-1450-1451-, أن على المُسَمَّيْنَ (( بالجماعة الإسلامية)) أو ((حزب الأخوان )) انتزاع زمام الحكم من الحكام, والقضاء على نُظُمهم, والثورة وإحداث الانقلابات في الدول.
ويقرر في الجزء الرابع/2012 أن الاشتغال بالفقه الان بوصفه عملا للاسلام فهو مضيعة للعمر والاجر أيضا طالما الناس في جاهلية يعبدون حكامهم.
ويذكر في الجزء الربع/2122 أنه لا يوجد اليوم رئيس مسلم ولا رعية مسلمة ولا مجتمع مسلم إنما على زعمه جاهلية شاملة فيقول: (( إنه ليس على وجه الارض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الاسلامي , وكلامه هذا يؤدي الى أن الدنيا كلها بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة ليست دار إسلام بل دار حرب.
ثم يخالف جميع علماء الاسلام في قوله)) إن قول الله: ( وهو معكم أينما كنتم) هو على الحقيقة لا على الكناية والمجاز, فالله سبحانه مع كل أحد, ومع كل شىء, وفي كل مكان)), جعل الله منتشرا في العالم وهذا كفر والعياذ بالله,
وقوله (( في كل مكان )) هذا لم يقله أحد من السلف إنما قاله جهم بن صفوان الذي قتل على الزندقة في أواخر ايام الامويين, ثم تبعه جهلة المتصوفة من غير فهم للمعنى الذي كان يريده جهم (( جهم كان يقول هذه العبارة, وكان يريد معناها الحقيقي وهو الانتشار, وجهلة المتصوفة يريدون السيطرة على كل مكان, وقد نسب هذا القول الى جهلة المتصوفة إسماعيل حقي النازلي في تفسيره( روح البيان) وهو من الصوفية, فليعلم هؤلاء في ايّ واد يعيشون.))
فكل علماء الاسلام اتفقوا على أن معنى قوله تعالى: (( وهو معكم اينما كنتم)) إحاطة علمه تعالى بكل الخلق, ذكر سيد قطب مقالته هذه في الجزء السادس/3481 من كتابه المذكور.
ويذكر سيد قطب في كتابه المسمى: (( معالم في الطريق)) ص/5-6 أن وجود الأمة الاسلامية يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة, وفي ص/8 من الكتاب المذكور يقول:نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الاسلام أو أظلم.
ثم لم يكتف بذلك بل أداه جهله ووقاحته الى القدح والذم بسيدنا موسى عليه السلام في كتابه المسمى (( التصوير الفني في القرءان الكريم)) ص/162 ما نصه: (( لنأخذ موسى, إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج)) , ويقول في الصحيفة التالية: (( فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات, فلعله قد هدأ وصار رجلا هادىء الطبع حليم النفس....)) ويتهم سيدنا يوسف في الصحيفة/166 بأنه كأد يضعف أمام امرأة العزيز, ويرمي سيدنا ابراهيم عليه السلام بالشك فيقول في الصحيفة/133 ما نصه: (( وابراهيم تبدأ قصته فتى ينظر في السماء فيرى نجما فيظنه الــهه,فإذا أفل قال: لا أحب الافلين, ثم ينظر مرة اخرى فيرى القمر فيظنه ربــه ولكنه يأفل كذلك فيتركه ويمضي, ثم ينظر الى الشمس فيعجبه كبرها ويظنها ولا شك إلـهاً ولكنها تُخَلِّفُ ظنه هى الاخرى)) أ.هـ.
فهذا الكلام مناقض لعقيدة الاسلام التي تنص على ان الانبياء تجب لهم العصمة من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها, وقول ابراهيم عن الكوكب حين رءاه: ( هذا ربي) هو على تقدير الاستفهام الإنكاري, فكأنه قال: أهذا ربي كما تزعمون, ثم لما غاب قال : ( لا احب الافلين). أي لا يصلح أن يكون هذا رباً, فكيف تعتقدون ذلك؟ ولما لم يفهموا مقصوده بل بقوا على ما كانوا عليه قال حينما رأى القمر مثل ذلك. فلما لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنه برىء من عبادته وأنه لايصلح للربوبية, ثم لما ظهرت الشمس قال مثل ذلك , فلم يرَ منهم بغيته فأيس منهم فأظهر براءته من ذلك , وأما هو في حد ذاته كان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله بدليل قوله تعالى(( وَلَقَدْ ءاتَيْنَا إبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ)).
فتلخص من هذا أنه طعن في مفسري علماء المسلمين سلفهم وخلفهم, وهذا فتح باب لمروق من الدين لا يعلم مبلغ خطره إلا الله , فليحـــذره المسلمون وليشفقوا
على دينهم من هذا الخطر, فإنه صار قدوة لطعن في سلف الامة وخلفها, ودعوة للخروج الذي خرجته الخوارج فإنها فهمت قول الله تعالى (( إن الحكم إلا لله) على خلاف المراد به, فتجرأت على تكفير سيدنا عليّ ومن والاه, حتى بلغت الى تكفير كل من ارتكب معصية, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والعجب من هذا الرجل كيف خفي عليه قولُه تعالى: (( وجَاَعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ )) , فإن هذه الاية دليل قرءاني على بقاء هذه الامة المحمدية على دينها الى يوم القيامة.
كيف غفل هذا الرجل عن فهم هذه الاية واتبع توهمه الذي تخيله من أن الامة المحمدية عاشت على الاسلام المائة الأولى, وأن مابعد ذلك جاهلية؟ وكيف غفل عن قول رسول الله صلى اله عليه وسلم: (( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)) ؟
وكيف غفل عن قوله عليه السلام: (( ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)) ؟؟ الحديث الاول رواه أبو داود والثاني الشيخان.
أما ءَانَ لكم أيها المغترون به أن تفيقوا من سُبات الغفلة الى اليقظة!!!
وأنتم أيها المتعصبون لهذا الرجل اتقوا الله وارجعوا عن منهجكم هذا حتى تكونوا مع جمهور الأمة المحمدية,
وَمَنْ شذَّ شذَّ في النار.
والعجب كيف يطبع هذا الكتاب وينشر مع خطره وتكفيره لكلّ حكّام المسلمين بل وللمحكومين.؟؟
والله نسأل السلامة أن يعصمنا عن مثل هذا الزلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق