نزاهة الرسول عما يفتريه الحاقدون
فليُعلم أن نبينا عليه السلام لم يكن متعلق القلب بالنساء والدليل على ذلك:
* أنه كان معروفاً بين أهل مكة بمحمد الأمين إلى أن بلغ من العمر أربعين سنة وقد كان أوتي من الجمال ما لم يساوه فيه أحد.
* فلو كان كما يفتري عليه الملحدون وَلوعاً بالنساء لظهرت منه رذيلة من رذائل كثيرة، ولكان أهل بلده طعنوا فيه بذلك حين أعلن دعوته ودعاهم إلى عبادة الله وحده، وترك ما كانوا يعبدونه من الأوثان التي كان عليها آباؤهم وأجدادهم فشق عليهم دعواه لهم. وكانوا إكتفوا بالتشنيع عليه بذلك عن غيره من أساليب الإيذاء له ولمن آمن به. ولم يُسمع عنه أنه كان يلهو كما يلهو الفتيان، بل عُرِفَ بالطهر والأمانة، واشتهر بالجد والرصانة، ولم يقل أحد: تعالوا يا قوم فانظروا هذا الفتى يدعوكم اليوم إلى الطهارة والعفة ونبذ الشهوات وأنه لم يكن كذلك قبل ذلك.
* ولم يتزوج إلا بعد أن صار عمره خمسة وعشرين عاماً فبنى بأولى زوجاته خديجة وكانت تبلغ من العمر نحو الأربعين، ثم ماتت زوجته حين بلغ من العمر خمسين سنة ولم يكن عنده غيرها.
* فلو كان النبي متعلق القلب بالنساء لكان أعرض عن خديجة إلى الفتيات الإبكار أو جَمَعَ بعد وفاة خديجة الفتياتَ الأبكار اللاتي اشتهرن بالجمال في مكة والمدينة والجزيرة العربية، فيسرعن إليه راضيات فخورات، وأولياء أمورهن أرضى منهن وأفخر بهذه المصاهرة التي لا تعلوها مصاهرة.
* وأيضا لو كان الأمر كما يقولون لكان عدّد الزواج قبل أن يبلغ عمره خمسين سنة كما هو شأن المنهمكين في شهوة النساء.
* ولو كان النبي عليه السلام وَلوعاً بالنساء لاختار الفتيات الأبكار فقط ولكنه لم يتزوج بكراً قط غير عائشة رضي الله عنها بعد خديجة امرأة أخرى ثم عدد لا لإشباع الشهوة بل لحكم تعود إلى مصالح دعوته فخصصه الله تعالى دون أمته بأن أباح له أن يجمع بين أكثر من أربع من الزوجات.
ومن الدليل على أنه لم يكن متعلق القلب بالنساء ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أنها قالت:"ما كانت تمر ليلتي على رسول الله عليه السلام إلا خرج إلى البقيع-جبانة المدينة- يدعو لأهل الجبانة مع ما اجتمع في عائشة من حداثة السن والجمال. ونقول لهؤلاء أنسيتم أنه لما تزوج خديجة كان زواجه بسيدة في الأربعين وقد اكتفى بها إلى أن توفيت وكان جاوز الخمسين. ونسيتم أن النبي الذي وصفتموه بما هو نعتكم وشغلكم الشاغل من الارتماء في أحضان النساء مع الإكثار من الخمور والأكل الدسم الذي يقوى الشهوة، كان أحياناً لا يشبع في بعض أيامه من خبز الشعير.
ونسيتم أنه لم يجاوز حياة القناعة قط لإرضاء نسائه ولو شاء لما كلفه غير القليل بالقياس إلى ما كان في يديه ويوزعه على عباد الله. هل نسيتم كل هذا وهو ثابت في التاريخ ثبوت عدد النساء اللاتي جمع بينهن عليه الصلاة والسلام. بعد دحض أكاذيبهم بالوقائع والبراهين هل تجرؤن على ذكر ما يفعله أسيادكم من فضائح ومحازي في خباياهم وعزلتهم أثناء خلوتهم بهن.
الحكمة من تعدد الزوجات
كان تعدد زوجات النبي عليه السلام لحكم منها:
* أن تنتشر شريعته بطريق النساء إلى النساء، فإن أحكام الشرع الخاصة بالنساء يسهل انتشارها بينهن من بعضهن لبعض أكثر مما لو كان بطريق الرجال إليهن كالحيض والنفاس والجماع.
* جمعُ شتات القبائل بالمصاهرة.
* إلى غير ذلك مما يؤيد مشروعيةَ تعدد أزواج النبي عليه السلام.
أسماء أزواج النبي:
ـ تزوج أولاً خديجة وذلك قبل نزول الوحي عليه بخمس عشرة سنة فولدت له زينب وهي أكبر بناته، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، وولدت له من الذكور القاسم، والطيب، - عبد الله – مات رضيعاً، والطاهر.
ـ ثم تزوج بمكة بعد موت خديجة بسنة وذلك قبل الهجرة بأربع سنين سودةَ بنت زمعة.
ـ ثم تزوج على سودة بمكة عائشة (رضي الله عنها) بنت أبي بكر قبل الهجرة بسنتين.
ـ ثم تزوج بالمدينة في سنة اثنين بعد الهجرة قبل وقعة بدر أمَ سلمة وأسمها هند بنت أبي أمية.
ـ ثم تزوج بالمدينة في سنة اثنتين عقب بدر حفصة بنت عمر بن الخطاب.
ـ ثم تزوج سنة ثلاث زينب بنت جحش.
ـ ثم في سنة خمس جويرية.
ـ ثم تزوج في سنة سبع أم حبيبة بنت أبي سفيان.
ـ وصفيةَ بنت حيي من بني النضير.
ـ وميمونة خالة عبد الله بن عباس.
ـ ثم تزوج فاطمةَ بنت شريح وكانت وهبت نفسها للنبي عليه السلام.
ـ ثم تزوج زينبَ بنت خزيمة ثم طلقها.
ـ ثم تزوج من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون ثم طلقها.
ـ ثم تزوج أم شريك من بني النجار.
أخي المسلم، لا تلتف إلى هؤلاء الملحدين الحاقدين ولا تأخذ بأقاويلهم الباطلة وأفكارهم الفاسدة وعقائدهم الباطلة ولا تدع الشك في صدق الرسول ودعوته النقية وأخلاقه الحميدة يدخل إلى قلبك وأقبِل إلى تعلم أمور دينك حتى تستطيع الرد على أباطيل المبطلين ودسائس الكافرين.
اللهم نور أبصارنا بهدى القرآن وزين قلوبنا بالتقوى وهذب نفوسنا بسيرة النبي محمد عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق