بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 يوليو 2018

"إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن"

"إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن"
القُرآنُ أمَرَ بالأخذ بالحَديث.
الذي يقولُ لا يُعمَلُ بالحَديث بالمرّة فهوَ كافِر أمّا إذا كانَ يقولُ الحديثُ منهُ صَحيحٌ ومنهُ غَيرُ صَحيح نحن لا نَعرف الصّحِيحَ مِن غَيره، أمّا القُرآنُ كُلُّه مُتَواترٌ ما فيهِ شَكّ أمّا الحديثُ فقِسمٌ منه ثَابتٌ عن رسولِ الله وقِسمٌ منهُ غَيرُ ثابتٍ فلِذلكَ أنا آخُذ بالقرآنِ وأمّا الحديثُ فيَشتَبِه عليّ لا أُمَيّزُ بَينَ الصّحيح منهُ وبينَ غَيرِ الصّحيح منهُ فأنا لا آخُذ إلا بالقرآن، إن كانَ يقُول هكَذا لا نُكفّره. أمّا إنْ كانَ يقولُ بالمرّة الحديثُ لا يُؤخَذُ بهِ هذَا كافر.
ما الذي ورد في ذم من ترك الحديث وتمسك برأيه؟
الجواب : نذكر لك بعض ما ورد فقد أخرج البيهقي بسنده عن ميمون بن مهران في قوله :فإن تنازعتم في شيءفردوه إلى الله والرسول) سورة النساء ءاية 59 . قالوا : الرد إلى الله: إلى كتابه والردإلى الرسول إذا قبض إلى سنته (ص 34 من مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنةللسيوطي)
وأخرج البيهقي بسنده عن أيوب السختياني قال :اذاحدثت الرجل بسنة فقال :دعنا من هذا وأنبئنا عن القرءان، فاعلم أنه ضال.(ص 52 مننفس الكتاب)
وأخرج البيهقي واللالكائي في (السنة )عن عمر بن الخطابرضي الله عنه قال إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن، أعيتهم أحاديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا (ص 63 من مفتاحالجنة في الاحتجاج بالسنة للسيوطي)
اللالكائي : هبة الله بنالحسن بن منصور توفي سنة 418 هجرية
وأخرج البيهقي بسنده عن حسان بن عطية قال:كان جبريل عليه السلام ينـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينـزل عليه بالقرءان يعلمه إياها كما يعلمه القرءان. أخرجه الدارمي (ص 29 من مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة للسيوطي)
لو سائل سئل أنني اؤمن بالقرءان وأريد دليلا من القرءان على مسألة ما ، فقط الدليل أريده من القرءان .
- فالحرام ما حرمه الله في كتابه ، أو حرمه رسول الله عليه الصلاة وسلم في سنته ، كما أن الواجب ما أوجبه الله أو أوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن زعم الإكتفاء بالقرءان الكريم والإستغناء به عن السنة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، وكان في زعمه للإسلام واكتفائه بالقرءان كاذباً.
- وبيان ذلك أن السنة شارحة للقرءان مبينة له ، وقد تأتي منشئة للأحكام ، لأنها وحي من الله تعالى إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:
[وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ] سورة النجم / ءاية (3-4)
وقال تعالى: [وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا] سورة الحشر / ءاية 7
ومن زعم الإكتفاء بالقرءان لم يمكنه أداء الصلاة ولا إخراج الزكاة ولا الحج ولا كثير من العبادات التي ورد تفصيلها في السنة ، فأين يجد المسلم في القرءان أن صلاة الصبح ركعتان ، وأن الظهر والعصر والعشاء أربع ، والمغرب ثلاث؟
وهل يجد في القرءان كيفية أداء هذه الصلوات، وبيان مواقيتها؟.
وهل يجد في القرءان أنصبة الذهب والفضة وبهيمة الأنعام والخارج من الأرض ، وهل يجد بيان القدر الواجب إخراجه في ذلك؟
وهل يجد المسلم تفاصيل أحكام الحج من الطواف سبعاً وصفته وصفة السعي ، ورمي الجمار والمبيت بمنى؟ إلى غير ذلك من أحكام الحج.
وكذلك فالسنة تستقل بإيجاب بعض العبادات كزكاة الفطر، والوضوء من النوم لمن لم يكن مُمكـّــن مقعدته
أو إيجاب الغسل من التقاء الختانين ولو بلا إنزال ،وكوجوب غسل نجاسة الكلب سبعاً عند من أوجبه ، إلى غير ذلك مما أوجبته السنة استقلالاً.
وإن السنة تستقل بتحريم بعض الأمور أيضاً، ومن ذلك تحريم لبس الرجل للذهب والحرير، وتحريم نكاح المتعة . وتحريم أكل الحمر الأهلية وتحريم أكل كل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير،
وتحريم بيع المسلم على بيع أخيه وخطبته على خطبة أخيه ، وتحريم التفاضل في الأصناف الستة ، والأمثلة على ذلك كثيرة لمن تتبع أبواب الفقه.
ومن أعظم ما أحتج به أئمتنا على بطلان هذا المذهب وفساده ، ما أخرجه البيهقي بسنده عن شعيب بن أبي فضالة المكي أن عمران بن حصين رضي الله عنه ذكر الشفاعة ، فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد إنكم تحدثوننا بأحاديث لم نجد لها أصلاً في القرآن ، فغضب عمران رضي الله عنه وقال للرجل: قرأت القرآن؟
قال: نعم. قال: فهل وجدت فيه صلاة العشاء أربعاً ، ووجدت المغرب ثلاثاً، والغداة ركعتين، والظهر أربعاً ، والعصر أربعاً
قال: لا. قال: فعن من أخذتم ذلك؟ أخذتموه وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر أشياء في أنصبة الزكاة ، وتفاصيل الحج وغيرهما ، وختم بقوله: أما سمعتم قول الله تعالى في كتابه:(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
قال عمران: فقد أخذنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء ليس لكم بها علم" .
وفي الأخير ننبهه إلى خطأ وخطر تسمية منكري السنة بالقرآنيين!! فما هم بقرآنيين، ولو كانوا كذلك لما أنكروا ما أوجب الله اتباعه، بل هم زنادقة وأهل زيغ وخـُــسران ، حفظنا الله من الزلل والزيغ والضلال . ءامين
فقد أمر الله تعالى الأمة أن نتــبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به من عند الله ، يقول الله في كتابه: [مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] سورة النساء / ءاية 80
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لو أن موسى بن عمران كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني)صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...