بيان أن لفظ (في السماء) الوارد بحق الله لا يحمل على ظاهره
أما استدلالهم على اعتقادهم الفاسد بحديث زينب وأنها كانت تفخر على نساء النبيّ عليه الصلاة والسلام الذي رواه البخاري بروايتين، إلى ءاخره.
الرد: فقد روى البخاري في صحيحه أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبيّ عليه الصلاة والسلام وتقول: زوجكنّ أهاليكنّ وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سموات وفي رواية من طريق خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طمهان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: نزلت ءاية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعمَ عليها يومئذ خبزا ولحما وكانت تفخر على نساء النبيّ عليه الصلاة والسلام وكانت تقول: إن الله أنكحني في السماء.
فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 13/508) ما نصه: (قال الكرماني قوله: في السماء ظاهره غير مراد، إذ الله منـزه عن الحلول في المكان، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات، وبنحو هذا أجاب غيره عن الألفاظ الواردة من الفوقية ونحوها، قال الراغب ـ في مفردات ألفاظ القرءان ( ص/401) ـ: (( فوق)) يستعمل في المكان والزمان والجسم والعدد والمنـزلة والقهر، فالأول: باعتبار العلو ويقابله تحت نحو: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، والثاني: باعتبار الصعود والانحدار، نحو: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ}، والثالث: في العدد نحو: {فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ}، والرابع: في الكبر والصغر، كقوله: {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، والخامس: يقع تارة باعتبار الفضيلة الدنيوية، نحو: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}، أو الأخروية نحو: {وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، والسادس: نحو قوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}) انتهى ملخصا.اهـ
وقال قاضي القضاة الحافظ بدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل (ص/108ـ109) ما نصه: (الآية الثانية: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام/61] وقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [النحل/ 50].
اعلم أن لفظة: (فوق) في كلام العرب تستعمل بمعنى الحيز العالي، وتستعمل بمعنى القدرة، وبمعنى الرتبة العلية. فمن فوقية القدرة: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح/10]، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام/61]، فإن قرينة ذكر القهر يدل على ذلك، ومن فوقية الرتبة: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف/76] لم يقل أحد إن المراد فوقية المكان، بل فوقية القهر والقدرة والرتبة.
وإذا بطل بما قدمناه ما سنذكر من إبطال الجهة في حق الرب تعالى تعين أن المراد فوقية القهر والقدرة والرتبة، ولذلك قرنه بذكر القهر كما قدمنا.
ويدل على ما قلناه أن فوقية المكان من حيث هي لا تقتضي فضيلة له، فكم من غلام أو عبد كائن فوق مسكن سيده، ولا يقال الغلام فوق السلطان أو السيد على وجه المدح إذا قصد المكان لم يكن فيه مدحه، بل الفوقية الممدوحة فوقية القهر والغلبة والرتبة. لذلك قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} لأنه إنما يخاف الخائف من هو أعلى منه رتبة ومنـزلة وأقدر عليه منه. فمعناه: يخافون ربهم القادر عليهم القاهر لهم). اهـ
وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه ( ص/56) ما نصه: (واحتج بعضهم بأنه على العرش بقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} [سورة فاطر/10] وبقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [ الأنعام/18ـ61] وجعلوا ذلك فوقية حسية، ونسوا أن الفوقية الحسية إنما تكون لجسم أو جوهر، وأن الفوقية قد تطلق لعلو المرتبة فيقال: فلان فوق فلان، ثم إنه كما قال: {فَوْقَ عِبَادِهِ} قال: {وَهُوَ مَعَكُمْ}. فمن حملها على العلم، حمل خصمه الاستواء على القهر). اهـ
وقال العلامة ابن منظور في لسان العرب ( 10/316. مادة/ فوق) ما نصه: (وقوله تعالى: {لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} أراد تعالى لأكلوا من قطر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول: فلان فيه خير من فَرْقِه إلى قدمه). اهـ
وقال القرطبي في تفسيره (6/399) ما نصه: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} القهر الغلبة، والقاهر الغالب، ….. إلى أن قال: ومعنى: {فَوْقَ عِبَادِهِ} فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان، كما تقول: السلطان فوق رعيته أي بالمنـزلة والرفعة). اهـ
وقال شهاب الدين القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ( 15/451) ما نصه: (قولها: وكانت تقول إن الله عز وجل أنكحني به صلى الله عليه وسلم في السماء حيث قال تعالى: {زَوَّجْنَاكَهَا} [ الأحزاب/37] وذات الله تعالى منـزه عن المكان والجهة، فالمراد بقولها: في السماء الإشارة إلى علو الذات والصفات وليس ذلك باعتبار أن محله تعالى في السماء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). اهـ
وعند النسائي بلفظ: إن الله عز وجل أنكحني من السماء قال الإمام السندي في حاشيته على سنن النسائي ( 6/80) ما نصه: (قولها: أنكحني من السماء أي أنزل منه ذلك ـ أي قوله: {زَوَّجْنَاكَهَا}). اهـ
وهذا يرفع الإشكال فقد قال شيخنا الحافظ العبدري حفظه الله في كتابه الصراط المستقيم (ص/36) ما نصه: (فمعناه أن تزويج النبيّ بها مسجل في اللوح المحفوظ، وهذه كتابة خاصة بزينب ليست الكتابة العامة، الكتابة العامة لكل شخص فكل زواج يحصل إلى نهاية الدنيا مسجلٌ، واللوح فوق السموات السبع). اهـ
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 5/22) ما نصه: (قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءَ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم). اهـ
وقال الحافظ أبو بكر بن فورك في مشكل الحديث وبيانه (ص/169) ما نصه: {ءَ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} وذلك بمعنى القهر والتدبير والمفارقة له بالنعت والصفة دون التحيز في المكان والمحل والجهة). اهـ
وقال الإمام النسفي في تفسيره ( /276) عند تفسير قوله تعالى: {ءَ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} ما نصه: (أي من ملكوته في السماء لأنها مسكن ملائكته ومنها تنـزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه، فكأنه قال ءأمنتم خالق السماء وملكه، أو لأنهم كانوا يعتقدون التشبيه وأنه في السماء وأن الرحمة والعذاب ينـزلان منه فقيل لهم على حسب اعتقادهم ءأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعالٍ عن المكان). اهـ
وقال أبو القاسم الزجاج في كتابه اشتقاق أسماء الله ( ص/147) في تأويل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [سورة الزخرف/84] ما نصه: (والله عزَّ وجلَّ محيط بالأشياء كلها علما لا يعزُب عنه منها شىء، وكل هذا يراد به والله أعلم إحاطة علمه بكل شىء، وكون كل شىء تحت قدرته وسلطانه وحكمه وتصرفه، ولا يراد بذلك قرب المكان والحلول في بعضه دون بعض، جلَّ الله تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا). اهـ
يتبع بإذن الله
أما استدلالهم على اعتقادهم الفاسد بحديث زينب وأنها كانت تفخر على نساء النبيّ عليه الصلاة والسلام الذي رواه البخاري بروايتين، إلى ءاخره.
الرد: فقد روى البخاري في صحيحه أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبيّ عليه الصلاة والسلام وتقول: زوجكنّ أهاليكنّ وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سموات وفي رواية من طريق خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طمهان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: نزلت ءاية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعمَ عليها يومئذ خبزا ولحما وكانت تفخر على نساء النبيّ عليه الصلاة والسلام وكانت تقول: إن الله أنكحني في السماء.
فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 13/508) ما نصه: (قال الكرماني قوله: في السماء ظاهره غير مراد، إذ الله منـزه عن الحلول في المكان، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات، وبنحو هذا أجاب غيره عن الألفاظ الواردة من الفوقية ونحوها، قال الراغب ـ في مفردات ألفاظ القرءان ( ص/401) ـ: (( فوق)) يستعمل في المكان والزمان والجسم والعدد والمنـزلة والقهر، فالأول: باعتبار العلو ويقابله تحت نحو: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، والثاني: باعتبار الصعود والانحدار، نحو: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ}، والثالث: في العدد نحو: {فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ}، والرابع: في الكبر والصغر، كقوله: {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، والخامس: يقع تارة باعتبار الفضيلة الدنيوية، نحو: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}، أو الأخروية نحو: {وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، والسادس: نحو قوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}) انتهى ملخصا.اهـ
وقال قاضي القضاة الحافظ بدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل (ص/108ـ109) ما نصه: (الآية الثانية: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام/61] وقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [النحل/ 50].
اعلم أن لفظة: (فوق) في كلام العرب تستعمل بمعنى الحيز العالي، وتستعمل بمعنى القدرة، وبمعنى الرتبة العلية. فمن فوقية القدرة: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح/10]، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام/61]، فإن قرينة ذكر القهر يدل على ذلك، ومن فوقية الرتبة: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف/76] لم يقل أحد إن المراد فوقية المكان، بل فوقية القهر والقدرة والرتبة.
وإذا بطل بما قدمناه ما سنذكر من إبطال الجهة في حق الرب تعالى تعين أن المراد فوقية القهر والقدرة والرتبة، ولذلك قرنه بذكر القهر كما قدمنا.
ويدل على ما قلناه أن فوقية المكان من حيث هي لا تقتضي فضيلة له، فكم من غلام أو عبد كائن فوق مسكن سيده، ولا يقال الغلام فوق السلطان أو السيد على وجه المدح إذا قصد المكان لم يكن فيه مدحه، بل الفوقية الممدوحة فوقية القهر والغلبة والرتبة. لذلك قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} لأنه إنما يخاف الخائف من هو أعلى منه رتبة ومنـزلة وأقدر عليه منه. فمعناه: يخافون ربهم القادر عليهم القاهر لهم). اهـ
وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه ( ص/56) ما نصه: (واحتج بعضهم بأنه على العرش بقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} [سورة فاطر/10] وبقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [ الأنعام/18ـ61] وجعلوا ذلك فوقية حسية، ونسوا أن الفوقية الحسية إنما تكون لجسم أو جوهر، وأن الفوقية قد تطلق لعلو المرتبة فيقال: فلان فوق فلان، ثم إنه كما قال: {فَوْقَ عِبَادِهِ} قال: {وَهُوَ مَعَكُمْ}. فمن حملها على العلم، حمل خصمه الاستواء على القهر). اهـ
وقال العلامة ابن منظور في لسان العرب ( 10/316. مادة/ فوق) ما نصه: (وقوله تعالى: {لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} أراد تعالى لأكلوا من قطر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول: فلان فيه خير من فَرْقِه إلى قدمه). اهـ
وقال القرطبي في تفسيره (6/399) ما نصه: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} القهر الغلبة، والقاهر الغالب، ….. إلى أن قال: ومعنى: {فَوْقَ عِبَادِهِ} فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان، كما تقول: السلطان فوق رعيته أي بالمنـزلة والرفعة). اهـ
وقال شهاب الدين القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ( 15/451) ما نصه: (قولها: وكانت تقول إن الله عز وجل أنكحني به صلى الله عليه وسلم في السماء حيث قال تعالى: {زَوَّجْنَاكَهَا} [ الأحزاب/37] وذات الله تعالى منـزه عن المكان والجهة، فالمراد بقولها: في السماء الإشارة إلى علو الذات والصفات وليس ذلك باعتبار أن محله تعالى في السماء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). اهـ
وعند النسائي بلفظ: إن الله عز وجل أنكحني من السماء قال الإمام السندي في حاشيته على سنن النسائي ( 6/80) ما نصه: (قولها: أنكحني من السماء أي أنزل منه ذلك ـ أي قوله: {زَوَّجْنَاكَهَا}). اهـ
وهذا يرفع الإشكال فقد قال شيخنا الحافظ العبدري حفظه الله في كتابه الصراط المستقيم (ص/36) ما نصه: (فمعناه أن تزويج النبيّ بها مسجل في اللوح المحفوظ، وهذه كتابة خاصة بزينب ليست الكتابة العامة، الكتابة العامة لكل شخص فكل زواج يحصل إلى نهاية الدنيا مسجلٌ، واللوح فوق السموات السبع). اهـ
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 5/22) ما نصه: (قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءَ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم). اهـ
وقال الحافظ أبو بكر بن فورك في مشكل الحديث وبيانه (ص/169) ما نصه: {ءَ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} وذلك بمعنى القهر والتدبير والمفارقة له بالنعت والصفة دون التحيز في المكان والمحل والجهة). اهـ
وقال الإمام النسفي في تفسيره ( /276) عند تفسير قوله تعالى: {ءَ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} ما نصه: (أي من ملكوته في السماء لأنها مسكن ملائكته ومنها تنـزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه، فكأنه قال ءأمنتم خالق السماء وملكه، أو لأنهم كانوا يعتقدون التشبيه وأنه في السماء وأن الرحمة والعذاب ينـزلان منه فقيل لهم على حسب اعتقادهم ءأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعالٍ عن المكان). اهـ
وقال أبو القاسم الزجاج في كتابه اشتقاق أسماء الله ( ص/147) في تأويل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [سورة الزخرف/84] ما نصه: (والله عزَّ وجلَّ محيط بالأشياء كلها علما لا يعزُب عنه منها شىء، وكل هذا يراد به والله أعلم إحاطة علمه بكل شىء، وكون كل شىء تحت قدرته وسلطانه وحكمه وتصرفه، ولا يراد بذلك قرب المكان والحلول في بعضه دون بعض، جلَّ الله تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا). اهـ
يتبع بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق