بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

التحذير من قول:الله يرحمه, للكافر بعد موته

التحذير من قول:الله يرحمه, للكافر بعد موته

الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ . عبادَ اللهِ أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكمْ بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ القائل في محكم التنـزيل: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ الآيةَ سورة الأعراف 156 أي وسعت رحمة الله في الدنيا كلّ مؤمن وكافر، أمّا في الآخرة فقد جعلها الله خاصّة بالمؤمنين. لذلك إنّ الترحّم على الكافر في حال حياته جائز لأنّه يجوز أن يهتديَ فيسلمَ فيموت على الإسلام، أمّا إذا مات فقد على حالة الكفر فقد فاته الإيمان، فلا يجوز الترحّم عليه بعد موته. فمن قال لمن مات على الكفر :

( الله يرحمه ) بقصد أن يريحه في قبره فقد خرج عن دين الله. فمن مات على غير الإيمان على غير الإسلام لا يجوز القول اللهمّ اغفر له أو اللهمّ ارحمه لأنّ الله أخبر في القرءان العظيم أنّه لا يغفر للكافر بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ سورة النساء / 48 فمن كنت تسمعه في الدنيا يسبّ الله أو الأنبياء أو يستخفّ بالملائكة أو يعتقد أنّ الله جسم أو ضوء ثمّ بلغك أنّه مات على ذلك ليس لك أن تترحّم عليه بقول الله يرحمه، والعلماء ذكروا في كتبهم أنّ من مات على الكفر لا يصلّى عليه أي لا تجوز الصلاة عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين أي لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين، فاحرص أخي المسلم على تعلّم علم الدِّين واخرج بهذا العلم إلى أقربائك إلى أرحامك وعلّمهم وانصحهم لوجه الله الكريم فالحزن كبير كبير جدًّا إذا ما بلغك عن أحد أقربائك أنّه مات على غير الإيمان بسبب جهله بعلم الدِّين، كان يتلفّظ بعبارات كفريّة والعياذ بالله، اللهمّ أحسن لنا ختامنا يا ربّ العالمين واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ .


أدِلّة على تكفير اليهود والنصارى 


قال الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (30) سورة التوبة 

وقال الله تعالى {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } ( 17 ) سورة المائدة 


وقال الله تعالى {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (73) سورة المائدة 

وقال الله تعالى {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (112) سورة

ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (ما مِن يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمعُ بي ثم لا يؤمِنُ بي وبِما جِئْتُ به إلا كان مِن أصحابِ النار)

ونقل القاضي عِياض المالكي في كتابه الشِّفا بِتعريفِ حقوقِ المصطفى الإجماعَ على تكفيرِ كُلُّ مَن د
انَ بِدينٍ غيرَ الإسلامِ فقال ( وأجمعوا على تكفيرِ كُلُّ مَن دانَ بدينٍ غيرَ الإسلامِ وعلى تكفيرِ كل مَن لم يُكفرهُم أو شكَّ أو توقّف ) والدليلُ على وجوبِ الأخْذِ بالإجماعِ وأنَّ إجماعَ الأمّةِ لا يُخطِئُ بالمرة قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } (115) سورة النساء 


وقال الإمام القرطبي هذه الآيةُ دليلٌ على أن الإجماعَ حُجَّةٌ في دين الله. وقال عليه الصلاة والسلام ( إن اللهَ لا يجمعُ أمّتي على ضلالة فإذا رأيتُم اختلافاً فعليكُم بالسواد الأعظم – أي جمهورُ الأمة – ومن شذّ فقد شذّ في النار )

وَلِيُعلَم أنّ أصْدقَ كلمةٍ قالتها اليهودُ { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ } (113) سورة البقرة وأصْدقَ كلمةٍ قالتها النصارى 

{ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ } (113) سورة البقرة 


فالحمدُ للهِ على نِعمَةِ الإسلامِ وكفى بها مِن نِعمَة , فَمنْ أُعْطِيَ الإيمانَ ومُنِعَ الدنيا فكأنّما ما مُنِعَ شيئاً ومن أُعْطِيَ الدنيا ومُنِعَ الإيمانَ فكأنّما ما أُعْطِيَ شيئا فإذا اسْتَبْقَتِ الدنيا على المرءِ دينَهُ فما فاتَهُ منها فليس بِضائرِ

فائدة : العِلمُ لا يُعطيكَ بعضَهُ حتى تُعطيهِ كلّكَ 


ونقول في الخِتام أنّهُ لو كان اللهُ يُحِبُّهم أي غيرَ المسلمينَ لَرزَقهم الإسلامَ ولكن اللهَ لا يُحبُّ الكافرين فقد قال تعالى {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ
 يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } (32) سورة آل عمران 


ويقول تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } (125) سورة
ويقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (102) سورة آل عمران 
فَلَو كان غير المسلمينَ يدخلونَ الجنّةَ لَما كان هناكَ فَضْلٌ للإسلام,وهذه الآيةُ دليلٌ على أنَّ النّجاةَ لا تكونُ إلا بالإسلام ,


وقد قال الرسولُ في الحديثِ الذي رواه الترمذي (إنَّ الجنّةَ لا يدخلُها إلا نفسٌ مُسلِمة )


ويقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (136) سورة النساء 


معناه أثبتوا على الإيمان, اللهُمَّ يا ولِيَّ الإسلامِ وأهله ثَبِّتنا على الإسلام حتى نلقاك به


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...