الخمر والميسر : الشر المستطير
وإن من شر انواعِ المنكر التي تفشت في بلادنا شرب الخمور التي غزت كثيراً فصار شربها علناً في البيوت والمطاعم والفنادق والمتاجر لا يستحون من الخلق ولا من الخالق. ثم إنّ شرب الخمر حرام وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة أي أمر ظاهر بين المسلمين ظهوراً بحيث يعلمه الجاهل والعالم فمن أنكر حرمة شرب الخمر فقد كفر وخرج من الملة المحمدية ويجب عليه أن يغير اعتقاده باعتقاد حرمتها والعودة الى الاسلام بالشهادتين.
قال الله تعالى { يا ايها الذين آمنوا إنما الخمرُ والميسرُ والأنصاب والأزلامُ رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطانُ أن يوقعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }
وقد سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الآية فقال " انتهينا يا رب " أخرجه أبو داود. وأريق الخمر في طرقات مكة بعد نزول هذه الآية.
ولقد حرّم الله الخمر لما فيها من أضرار جسيمة في الناحية الدينية والخلقية والصحية والاجتماعية. وللطب في المختبرات كلام كثير وتأكيد كبير على مضارها الجسمية. والذي يعيش في بلاد الغرب يعلم كم تقتل الخمر كل يوم من المدمنين مدّعي الحضارة.
وقد قرر معهد الاحصاء القومي الفرنسي ان ما تقتله الخمر من الفرنسيين أكثر مما يقتله مرض السل. وأما عن أضرار الخمر في الدين فهي واضحة في الآية السابقة إذ ان الخمر تصد عن الصلاة وعن ذكر الله فيعيش الانسان في حيرة وضياع وغفلة فيقترف الذنوب ويتيه في ظلام الآثام.
وأما عن أضرارها الاجتماعية فهي تسبب العداوة والبغضاء بين ابناء المجتمع فضلا عما تسببه من تفكك في الأسرة الواحدة وإهمال حقوق الزوجة والاولاد. وأما الميسر (القمار) فهو من المنكرات الرائجة في مجتمعاتنا وهو حرام بكل أنواعه من المراهنة في سباق الخيل الى ما يسمى بلعبة " البينغو " و" الروليت " وslot machines " والى ما هنالك من انواع أتت بها إلينا ما تسمى بالحضارة والمدنية والتقدم وكلها تصب في مصب واحد هو الميسر الذي حرمه الله ورسوله وتهدف الى سلب الناس اموالهم بطريق الحرام بدلا من توظيفها بشكل ينفع الفرد والأسرة والمجتمع مما يدعم الوطن في نواحي الاقتصاد والاجتماع والتربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق