الفرقُ بين الجِنِّ والملائكة
==============
عن عائشةَ زوجِ رسولِ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، أنَّه قال :[[(خُلِقَتِ الملائكةُ من نور، وخُلِقَ الجانُّ من مارجٍ من نار، وخُلِقَ ءادَمُ مِمَّا وُصِفَ لكم)]
رواه الإمامُ مسلمٌ في (صحيحه)فيجبُ الإيمانُ بوجودِ الملائكةِ وأنَّهم عبادُ الله الْمُكْرَمُون.. خلَق اللهُ الملائكةَ من نور، فهم أجسامٌ نورانيَّة لهم عقلٌ واختيار.. وهم كما وَصَفَهُمُ الله تعالى بقولهِ في سورة التحريم ((لا يَعْصُونَ اللهَ ما أمَرَهُمْ ويفعلون ما يُؤمَرُون)).. فالملائكةُ كلُّهم أجمعونَ مسلمونَ صالحونَ أولياءُ الرحمنِ معصومونَ من الوقوع في المعاصي.. ولا نستثني منهم أحدًا.. وليس فيهم كافر ولا فاسقٌ ولا عاصٍ
وأمَّا الجِنُّ فهم إبليسُ وذُرِّيَّتُهُ.. وإبليسُ هو أبو الجِنِّ.. خلَقَه اللهُ من مارجٍ من نار، أي من لهيب النار الصافي الذي لا دُخَانَ معه
ولقد ثبَت في الخبر الصحيح أنَّ إبليسَ كان مَعَ الملائكةِ في السماءِ يتعبَّد اللهَ معهم وذلك قبل أن يكفُر باعتراضهِ على الله
يقول الله تعالى في سورة الكهف ((وإذ قلنا للملائكةِ اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلّا إبليسَ كان من الجِنِّ ففَسَق عن أمرِ ربِّه))
والجِنُّ ليسوا نارًا، وإنَّما أصلُهم النار، ونارُ الدنيا هذه التي نعرفُها تُحْرِقُهُمْ.. والجِنُّ فيهم الكُفَّارُ وفيهم المسلمونَ الصالحونَ وفيهم المسلمونَ الفُسَّاقُ.. والجِنُّ فيهم الذكورُ وفيهم الإناث.. ومن الفَرْقِ العظيم بين الجِنِّ والملائكةِ أنَّ اللهَ قد خلَق في الجِنِّ شهوةَ الأكلِ وشهوةَ الشربِ وشهوةَ جمع المالِ وشهوةَ النساء، ولذلك هم يتزوَّجون ويلِدون.. وأمَّا الملائكةُ فإنَّ الله لم يجعل فيهم حاجةً إلى الأكلِ والشربِ والنساءِ وجمعِ المال، فهُم من حيثُ الجنسُ ليسوا ذكورًا وليسوا إناثًا، ولذلك هم لا يتزوَّجون ولا يلِدون.. والْمَلَكُ على صورتهِ الأصليَّةِ ذو جناحَين فأكثر
يقولُ الله تعالى في سورة فاطر ((الحمد لله فاطرِ السماواتِ والأرضِ جاعلِ الملائكةِ رُسُلًا أولي أجنحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ، يَزيدُ في الخَلْقِ ما يشاء))
وقد ثبَت في (صحيحَي البخاريِّ ومسلم) أنَّ رسولَ الله أخبر بأنَّ جبريلَ له سِتُّمِائةِ جَناح.. كما ثبَت أنَّ في الملائكةِ مَنْ هو أكبرُ جسمًا من جبريلَ كحَمَلَةِ العرش
فعن جابرِ بنِ عبدِ الله، رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال :[[(أُذِنَ لي أن أحدِّث عن مَلَكٍ من ملائكةِ الله مِنْ حَمَلَةِ العرش، إنَّ ما بين شحمةِ أُذُنهِ إلى عاتقهِ مسيرةُ سَبْعِمِائةِ عام)]
رواه أبو داودَ في (السنن) وسكت عنه، وقد قال في رسالته إلى أهل مكَّة :[[وكلُّ ما سكتُّ عنه فهو صالح]
.
ويشترك الملائكةُ والجِنُّ في أنَّ كِلَيْهِمَا أجسامٌ لطيفة.. وقد أعطاهم الله، سبحانَه وتعالى، القدرةَ على التشكُّل بأشكالٍ مختلِفة.. فالملائكةُ خَلْقٌ يستترون عن أعين البشَر.. والجِنُّ خَلْقٌ مستتِرون عن أعين البشَر كذلك
يقول الله تعالى في سورة مريم ((واذكُر في الكتاب مريمَ إذ انتبذت من أهلِها مكانًا شرقيًّا.. فاتَّخَذَتْ من دونِهم حجابًا فأرسلنا إليها روحَنا فتمَثَّل لها بَشَرًا سويًّا))
وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ جبريلَ تمثَّل لمريمَ بصورةِ بَشَرٍ سويِّ الخِلقة.
وقد ثبَت أنَّ جبريلَ جاء يومًا إلى رسولِ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، وجلس إليه يسألُه عن الإسلامِ والإيمان والإحسان وأشراطِ الساعةِ والرسولُ يجيبه، وكان الصحابةُ حاضرينَ ينظرون إليه وهو على هيئةِ رجلٍ لا يعرفونه.. ولمَّا انصرف جبريلُ قال رسول الله :[[(هذا جبريلُ جاء ليعلِّم الناسَ دينَهم)]
رواه البخاريُّ ومسلم.
وهذا دليلٌ ءاخَرُ على أنَّ الملائكةَ تتشكَّل بقدرة الله بأشكال رجالٍ من البشر.. لكنِ اعتقادُنا أنَّ الملَك إذا تشكَّل بشكلِ رجلٍ من البشر فالتشكُّل يكونُ بلا سوأة.. يجب الجزمُ بذلك وبأنَّهم لا يتشكَّلون بأشكال نساء.
يقولُ الله تعالى في سورةِ الزُّخْرُفِ ((وجعَلوا الملائكةَ الذين هم عبادُ الرحمن إناثًا، أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ، سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ ويُسْأَلُون)).
وأمّا الجِنُّ فلم يزلِ الناسُ يرَونهم متشكِّلين بأشكال مختلِفة.
والحمد للهِ رَبِّ العالَمين.
وأمّا الجِنُّ فلم يزلِ الناسُ يرَونهم متشكِّلين بأشكال مختلِفة.
والحمد للهِ رَبِّ العالَمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق