تفسير قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ} سورة ق الأية 50.
هذه الأية ظاهرها أن الله أقرب إلى الإنسان من هذين العرقين أي بعد هذين العرقين إلى العنق. لا يجوز أن أن تفسر هذه الأية على ظاهرها، كذلك لا يجوز أن تفسر الأيات التي ظاهرها أن الله حجم أو له أعضاء على ظواهرها. {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ} .
الوريد عرقان من هذا الجانب ومن هذا الجانب ( وأشار إلى رقبته ) ظاهر هذه الأية أن الله بين هذين العرقين. العرق هو له وظيفة خاصة، هو عامل في حركة الإنسان.
أما المعنى الذي يليق أن تفسر به هذه الآية هو أن يقال الله أعلم بالإنسان من الإنسان، نحن ماذا نعرف في جسمنا؟ القليل نعرف. الأطباء العرب المسلمون اكتشفوا 360 عظمة في الجسم أما الذين لم يدرسوا ما في الطب عند العرب اكتشفوا حتى الأن 270 عظمة المسلمون سبقوهم. ثلاثمائة وستون عظما للإنسان وهل يعرف الإنسان أو أحدنا عدد شعرات رأسه، وهل يعلم كيف يتحول الأكل والشرب إلى غذاء البدن وإلى هذا الخروج المستقذر، الإنسان لا يعرف كيف يصير حقيقة هذا الأمر، يعرف أنه يبلع هذا ثم يحتاج منه إلى بول وإلى الخروج الآخر، ومن البهائم ذوات اللبن كالبقر قسم من هذا الغذاء يتحول لبنا من بين الفرث (الوسخ) والدم، الله يخرج هذا الحليب قال الله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} سورة النحل/الآية 66.
هذا معنى {ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ} الله تعالى يقول {نحن} لتعظيم نفسه {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} أي الإنسان من {حَبْلِ الوَرِيدِ} أي نحن أقرب إليه من نفسه، أي نحن نعلم ما لا يعلمه هو من نفسه، ليس معناه أن الله مستقر داخل عنق كل إنسان، الذي يفسر هذه الآية على الظاهر يجعل الله ساكنا هنا.
بعض أطباء المسلمين في الماضي وصل إلى هذه الثلاثمائة والستين من العظام بالتفصيل، الأطباء القدماء المسلمون وصلوا بالتفصيل إلى 360 للعظام.
الذي يفسر القرءان كل ءاية على ظاهرها يتيه يقع في الحيرة ويجعل القرءان متناقضا شخصا في الماضي من هؤلاء الذين يعتقدون أن الله جسم كالوهابية فسر هذه الآية: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} قال: العالم شىء أي موجود والله شىء موجود العالم يوم القيامة يفنى لا يبقى منه شىء والله يفنى ولا يبقى منه إلا هذا الجزء المركب على البدن ويسمى الوجه، فسر وجه الله بوجه المخلوقات فوصل إلى هذا الكفر البشع قال: الله يفنى كما يفنى العالم لكن لا يفنى كله إلا هذا الحجم لأنه فسر القرءان على الظاهر، لو فسره تفسيرا مناسبا لآية {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لقال إلا وجهه أي إلا ملكه أو قال:إلا ما يتقرب به إلى الله، أي الحسنات لأن الحسنات تبقى في الآخرة المؤمنون بها يفوزون وينجون ويدخلون جنة الله أما الأكل والشرب والملذات التي في الدنيا كلها تذهب والأرض تتبدل.
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق