بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 1 ديسمبر 2018

قال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضل إذا اهتديتم}

قال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضل إذا اهتديتم}

قال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضل إذا اهتديتم}، وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي بكر رضي الله عنه قال: إن الناس يقرءون هذه الآية في غير موضعها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه قبل أن يموتوا".

قوله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم} معناها أنتم أيها المؤمنون ائتمروا بالمعروف لأنفسكم وانتهوا عن المحرمات لأنفسكم، أي أن الإنسان إذا فعل ما أمر الله به تعلم علم الدين الذي يعرف به الحلال والحرام والفرض والمحرم وما يجوز من المال وما يحرم وما يجوز من الكلام وما يحرم وما يجوز من الملبس والمشرب وما يحرم إلى غير ذلك من أمور الدين الضرورية عمل بذلك لنفسه أي أدى ما فرض الله عليه بأن عمل بكل الواجبات، ومن جملة الواجبات التي فرضها الله علينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتنب المحرمات فمن فعل هذا لا يضره بعد ذلك ضلال غيره.

هذا معنى الآية: {يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم} وليس معنى الآية أنّ الإنسان إذا صلى وصام وزكى لنفسه أدى الواجبات وتجنب المحرمات لنفسه لكنه لا يأمر غيره بالواجبات مع الاستطاعة ولا ينهى غيره عن المحرمات ان هذا يكفي، لذلك قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إنّ النّاس يضعون هذه الآية في غير موضعها"، وذلك أنه علم بأناس في زمانه أنهم يفهمون هذه الآية على هذا الوجه الفاسد أنه بعد أن يؤدي الإنسان الواجبات لنفسه ويجتنب المحرمات لنفسه ما عليه ضرر إذا لم يأمر غيره ولم ينه غيره فحذر أبو بكر رضي الله عنه من هذا. قال رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه قبل أن يموتوا" أي أن الناس إذا رأوا الظالم ولم يمنعوه فإنهم يستحقون أن ينتقم الله منهم في الدنيا.

فبسبب فهم بعض الناس الفاسد للآية نراهم لا يبالون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعلى زعمهم إن هم صلوا لأنفسهم وصاموا وحجوا وزكوا أموالهم وتجنبوا الخمر والفواحش إلى غير ذلك أنهم ما عليهم شىء وهذا غلط. فالإنسان عليه أن يؤدي الواجبات لنفسه ويأمر غيره ويجتنب المحرمات لنفسه وينهى غيره إن استطاع، أما إذا لم يستطع فليس عليه حرج حرج إذا سكت كأن قال رجل لزوجته وابنه وابنته صلوا أمرهم بجد لكن لم فليس على الرجل ذنب، الذنب على ولده البالغ الذي لا يصلي وابنته البالغة التي لا تصلي وزوجته التي لا تصلي أما هو فليس عليه ذنب، كذلك غير أهله غير زوجته وأولاده إذا أمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يسمعوا له فليس عليه ذنب، الذنب على أولئك، حتى قال العلماء: إنه إذا كان الرجل ينهي امرأته عن ترك الصلاة وهي لا تطيعه لا يجب عليه أن يطلقها لكن إذا طلقها خير له، له ثواب ليس الطلاق المكروه، الطلاق مكروه إذا كان لسبب شرعي مثل ترك الصلاة فطلاقها فيه ثواب. أما إذا كان الأمر بالعكس هي تصلي وتأمر زوجها بالصلاة فلا يصلي يجوز لها أن تعيش معه لأنه بعد ما خرج من الإسلام، أما إذا كان يسب الله إذا غضب حرام عليها أن تبيت معه ليلة واحدة لأن النكاح الذي كان بينهما انقطع بكفره، لا يجوز لها أن تختلي به، فضلا عن أن يستمتع بها، ولو كان بينهما أولاد لا يجوز لها أن تقول بيني وبينه أولاد كيف أتركه أعيش معه وأنا كارهة في نفسي لكفره، هذا ليس عذرا، الأولاد لهم خالقهم هي عليها أن تطيع ربها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". هي لها أن تصبر مع زوجها لو كان تارك صلاة أو شارب خمر أن كان يضربها، يجوز لها أن تعاشره ما لم يكفر، أما إن كفر فلا يجوز. هؤلاء النساء اللاتي يسكن مع هؤلاء الرجال شرهن كبير عند الله دينهن خرب، فلو تركت هذه المرأة هذا الرجل الذي كفر ولم يرجع للإسلام بالشهادة وعاشت خادمة تخدم الناس وتنال قوتها الضروري خير لها من أن تعيش عنده في رفاهية، عيشة الملوك، ماذا ينفعها هذا الرجل قد يموت عنها غدا أو بعد غد أو بعد شهر أو سنة أو أكثر أو هي تموت في مدة قصيرة. فهذا الزوج لا ينفعها يوم القيامة لا يدافع عنها ليس له أن يقول هناك يا رب هذه أنا قهرتها فسامحها، الموت لا بد من أن يفرق بين المتحابين، جبريل عليه السلام قال للرسول: "يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه" معناه الإنسان مهما أحب إنسانا لا بدّ أن يفارقه، كثير من النساء هذه مصيبتهن يقلن أنا لي أولاد معه أين أذهب؟ أترك هؤلاء الأولاد تتعكر عيشتهم، فتعيش مع هذا الذي حرم عليها ولا تفكر في ءاخرتها، فعلى الإنسان أن يعمل لآخرته لأن الدنيا نعيمها إلى الزوال لا يدوم لإنسان ولو دام لغيرنا ما وصل إلينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...