معنى الخلق شرعا ولغة
الخلق هو الإبراز من العدم إلى الوجود فلا خالق بهذا المعنى إلا الله . قاله الأزهري اللغوي ونقله في المصباح المنير .
ـ وتأتي كلمة خلق بمعنى التقدير كما في قوله تعالى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) معناه أن الله أحسن المقدّرين لأن تقديره لا يخطئ ولا يتغير ، وتقدير غيره يجوز عليه الخطأ والتغير ، فيجوز بهذا المعنى أي التقدير إطلاق الخلق على غير الله كما قال زهير الشاعر في وصف ممدوحه هرم بن سنان : ( الكامل )
ولأنت تفري ما خلقت وبعــــــــــــــضُ القوم يخلق ثم لا يفري
معناه أنت تقدّر وتنفذ وبعض الناس يقدّرون ولا ينفذون ، أي أنت لك مزية بذلك .
يقال في اللغة : خلقتُ الأديمَ حذاءً ، أي الجلد قدّرتـُه حذاءً فقطعتـُه وصنعته ، معناه : قدّرتُ أن أعمل حذاءً من هذا الأديم ـ الجلد ـ وصنعته ، أي أنفذتُ ما قدّرتُ .
ويقال أيضاً في اللغة : خلقت هذا الخشب أي أخذت هذا الخشب كرسياً ، أي صنعتـهُ وسويته وملـّستـُه ـ جعلته أملس ـ بحيث يصلح للجلوس عليه .
والأخلق : الأملس ، وخـَلـُق الثوب أي بلي .
ولا نقول : المادة الفلانية تخلق شحنة كهربائية لأنها لا توصف بالتقدير لأن التقدير يحتاج إلى ذي روح وعقل .
ـ كما أنه يأتي بمعنى التصوير كما قال تعالى في حق عيسى : ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير ) ، من معجزات المسيح عليه السلام أنه كان يصور من الطين صورة خفاش ثم يخلق الله فيها الروح ثم تطير حتى تغيب عن أنظار الناس ثم تقع ميّتة .
ـ وكما أنه يطلق على افتراء الكذب ، قال تعالى : ( وتخلقون إفكاً ) أي تفترون الكذب .
يقال خلق الإفك واختلقه وتخلـّقه ، وقال تعالى : ( إن هذا إلا اختلاق ) أي افتراء . خلق فلانٌ الكذبَ واختلقه أي افتراه .
ويقال : فلان عمل وصنع ، هذا يضاف إلى الله وإلى غير الله
فائدة : اسم الخالق ـ بالألف واللام ـ لا يُطلق إلا على الله . هكذا قال الأزهري اللغوي ونقله في المصباح المنير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق