بيان معاني كلمة استوى
==============
==============
1- التمكن و الاستقرار : و منه قوله تعالى :{ واستوت على الجُودِيِّ} سورة هود , أي أن سفينة نوح عليه السلام استقرت على جبل الجودي.
و يقال : استوى الرجل على ظهر دابته أي استقر عليها , قاله اللغويون و غيرهم .
و يقال : استوى الرجل على ظهر دابته أي استقر عليها , قاله اللغويون و غيرهم .
2- الاستقامة و الاعتدال : و منه قوله تعالى :{فاستوى على سوقه } [سورة فتح] أي الزرع , و المراد بالاستواء في هذه الآية الاستقامة التي هي ضد الاعوجاج .
قال المفسر أبو حيان في تفسيره ما نصه :"فاستوى أي تم نباته على سوقه جمع ساق كناية عن أصوله " , و قال البيضاوي في تفسيره ما نصه :" فاستقام على قصبه جمع ساق " , و مثله قال النسفي في تفسيره , و قال القرطبي في تفسيره :" فاستوى على سوقه : على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقاً له " .
قال المفسر أبو حيان في تفسيره ما نصه :"فاستوى أي تم نباته على سوقه جمع ساق كناية عن أصوله " , و قال البيضاوي في تفسيره ما نصه :" فاستقام على قصبه جمع ساق " , و مثله قال النسفي في تفسيره , و قال القرطبي في تفسيره :" فاستوى على سوقه : على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقاً له " .
و قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح القاموس ممزوجاً بالمتن :"(و استوى : اعتدل ) في ذاته , و منه قوله تعالى :{فاستوى على سوقه } , و يقال :استوى الشيء اعتدل .
3- التمام :و منه قوله تعالى :{و لما بلغ أَشَدَّهُ و استوى } أي تمت قوته الجسدية .
ففي القاموس :"و استوى الرجل : بلغ أشده" , قال الحافظ محمد مرتضى الزبيدي شارح القاموس : "فعلى هذا قوله تعالى :{و لما بلغ أشده واستوى } , و في مختار الصحاح ما نصه :"و استوى الرجل : إنتهى شبابه " , و كذا في لسان العرب و فيه أيضاً ما نصه : " قال الفراء : الاستواء في كلام العرب على وجهين : أحدهما أن يستوي الرجل و ينتهي شبابه و قوته ...."
و قال اللغوي الفيروزابادي ما نصه : "{و لما بلغ أشده و استوى } , قوي و اشتد".
4- الاستيلاء أي القهر : يقال استوى فلان على بلدة كذا إذا احتوى عل مقاليد الملك و استولى عليها و حازها . و قال اللغوي الفيومي في المصباح المنير ما نصه:" واستوى على سرير الملك كناية عن التملك و إن لم يجلس عليه " .
5- النضج: قال اللغوي الفيومي في المصباح المنير ما نصه : " استوى الطعام أي نضج ".
6- القصد أو الإقبال : قال اللغوي الفيومي في المصباح المنير ما نصه : " و استوى إلى العراق : قصد " , و الاستواء بهذا المعنى قد يكون بالذات و هذا مشتحيل على الله و قد يكون بالتدبير .
و قال ابن منظور في لسان العرب : " تقول : قد بلغ الأمير من بلد كذا إلى بلد كذا معناه قصد بالاستواء إليه " , ثم قال : " قال الفراء : تقول كان فلان مقبلاً على فلان ثم استوى إلي و علي يشاتمني على معنى قبل إلي و علي" .
7- التماثل و التساوي : في المصباح المنير ما نصه : " استوى القوم في المال إذا لم يفضل منهم أحد على غيره و تساووا فيه و هم فيه سواء " .
وفي لسان العرب ما نصه : "استوى الشيئين و تساويا : تماثلا " .
8- الجلوس: يقال استوى على السرير إذا جلس عليه .
9- العلو : قال ابن منظور في لسان العرب ما نصه :" قال الأخفش : استوى أي علا , تقول : استويت فوق الدابة و على ظهر البيت أي علوته " . و الاستواء بمعنى العلو قد يكون بالرتبة و قد يكون بالمكان و هذا مستحيل على الله .
و قال اللغوي الفيروزابادي عند تعداد معنى الاستواء ما نصه : " بمعنى الركوب و الاستعلاء :{ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم } سورة الزخرف , أي ركبتم و استعليتم .
و للاستواء غير ذلك من المعاني فمن أراد التوسع فليطلبها في معاجم اللغة .
فلتعلموا إخواننا أن الله تبارك و تعالى تمدح بقوله {الرحمن على العرش استوى} و المدح إنما يكون بصفة يمتاز بها الممدوح عما لا يكاد يدانيه و لا يساويه و يكافئه غيره , فحمل المجسمة الاستواء على الاستقرار ليس مدحاً في حق الله , و لو استعمل لفظ الاستواء على سبيل المدح في حق من جاز عليه الاستقرار فلا يحمل على الاستقرار و و لا يفهم منه كما في قول الشاعر في بشر بن مروان : [الرجز]
فلتعلموا إخواننا أن الله تبارك و تعالى تمدح بقوله {الرحمن على العرش استوى} و المدح إنما يكون بصفة يمتاز بها الممدوح عما لا يكاد يدانيه و لا يساويه و يكافئه غيره , فحمل المجسمة الاستواء على الاستقرار ليس مدحاً في حق الله , و لو استعمل لفظ الاستواء على سبيل المدح في حق من جاز عليه الاستقرار فلا يحمل على الاستقرار و و لا يفهم منه كما في قول الشاعر في بشر بن مروان : [الرجز]
قد استوى بشرعلى العراق من غير سيف و دم مهرق
فليس مدح بشر بن مروان في هذا البيت من حيث إنه جالس في هذا البيت من حيث إنه جالس في هذا البلد , إنما المدح له لأنه استولى أي قهر و هيمن و سيطر على العراق , لأن الجلوس في العراق يشترك فيه الإنسان الشريف و الإنسان القوي و الإنسان الدنيء و الإنسان الضعيف , فلا بد أن يفهم من الإستواء ما يليق بالله تعلى , فالاستواء الذي أثبته القرآن ليس الاستواء الذي تذهب إليه المجسمة , بل الله أراد بالإستواء معنى لائقاً به بلا كيف , فمن امتفى بهذا فقد سلم , و من تأول الآية على معنى القهر و الاستواء فقد سلم أيضاً , و من تأولها على معنى الجلوس أو الاستقرار فقد هلك و ضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق