بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

الدّرّ والياقوت في بيان عقيدة مشايخ بيروت (3)

مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا الشافعي رحمه الله (المتوفى عام 1921 م )

أخذ عن الشيخ عبد الباسط الفاخوري والمحدث عبد الله بن إدريس السنوسي والقاسم أبي الحسن الكستي وغيرهم.
يتطرق رحمه الله الى معنى قوله تعالى :"إن الدين عند الله الاسلام" فيقول:"أي لا دين مرضي عند الله سوى الاسلام وهو التوحيد والشرع المبعوث به الرسل كما قال تعالى :"ورضيت لكم الاسلام دينا",وقال تعالى :"ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين""(كتاب "كشف الاسرار لتنوير الافكار"طبع بيروت - ص /123).


*ويقول المفتي الشيخ مصطفى نجا:"ومعنى العلي المتعالي في جلاله وكبريائه الى غير غاية ولا نهاية, والمراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان لأنه تعالى منزه عن التحيز والجهة".


*وقال :"والعظيم هو الكبير الذي وجب له الاتصاف بجميع الكمال الذي يليق به  وتقدس عن كل نقص وكل ما يخطر بالبال".

(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص /118)


* وقال في تفسير قوله تعالى:"الله لا اله الا هو الحيّ القيوم": " أي لا معبود في الوجود بحق الا هو (الحيّ) أي ذو الحياة التامة التي لا يعتريها شيء من الآفات ولذا صح له البقاء لأنه غير مسبوق بالعدم".

(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص /120).


تفسير سورة الاخلاص :

*ويقول في تفسير سورة الاخلاص :
(قل هو الله أحد) أي المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله وألوهيته من غير شريك ولا شبيه ولا نظير".

(الله الصمد)أي المقصود في الحوائج على الدوام . وقيل : هو الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب".

(لم يلد) أي لم ينفصل عنه أحد , ولم يصدر عنه ولد لأنه لا يجانسه شيء ليمكن أن يكون له من جنسه زوجة فيتوالد,ولا يفتقر الى من يعينه أو يخلفه لاستحالة الحاجة اليه والفناء عليه سبحانه".

(ولم يولد)اي لم ينفصل عن أحد لأنه لا يفتقر الى شيء ولم يسبقه عدم.

(ولم يكن له كفوا أحد) أي ولم يكن أحد يكافؤه أي يشابهه ويماثله من صاحبة وغيرها بل هو خالق الأكفاء كلها .
(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص /132).

المعرفة بالله تعالى :
*ويقول المفتي الشيخ مصطفى نجا عما ينبغي معرفته عن الله:
"أي على العلم به من حيث الذات والاسماء والصفات والافعال , وما يجب له تعالى من اثبات كل صفة كمال -يليق به-وسلب كل صفة نقص , وما يجوز له من إيجاد الخلق وإعدامهم , وما يمتنع عليه من المحالات التي لا تتعلق بها قدرته سبحانه إلى غير ذلك مما هو مقرر في محله".

(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص/80).


*ويقول في وصف الله تعالى بالقدسية:"قال العارف بالله سيدي أحمد بن عطاء الله الاسكندري في حِكَمِه: وصولك الى الله وصولك الى العلم به وإلا فجلّ ربنا أن يتصل به شيء أو يتصل هو بشيء " (ص/90).


*ويقول عن ءاية الكرسي بعد أن فسرها :
"وهذه الآية مشتملة على أمهات المسائل - العقائدية- فإنها دالة على أنه تعالى موجود , واحد في ألوهيته , متصف بالحياة واجب الوجود لذاته موجد لغيره , منزه عن التحيز والحلول , مبرأ من التغير والفتور ,لا يناسب الاشباح , ولا يعتريه ما يعتري الارواح , مالك الملك والملكوت , ومبدع الاصول والفروع , ذو البطش الشديد الذي لا يشفع أحد عنده الا بإذنه ,العالِم وحده بالاشياء كلها جليها وخفيها , كليّها وجزئيّها , واسع الملك والقدرة , لا يشق عليه شاق ولا يشغله شأن عن شأن , متعال عما يدركه الوهم , عظيم لا يحيط به الفهم ".
(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص/122).

التوحيد:
*يقول المفتي الشيخ مصطفى نجا في معنى التوحيد "التوحيد لغة :الحكم بأن الشيء واحد والعلم بأنه واحد , يقال وحّدته أي وصفته بالوحدانية , كما يقال شجّعته أي وصفته بالشجاعة , وشرعا :إفراد المعبود بالعبادة ".

ثم ذكر أنه في اصطلاح أهل الحقيقة تجريد ذات الاله عن كل ما يُتصور في الافهام ويُخيل في الاذهان والاوهام.

(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص/ 94).


*ويقول في شرح المعنى :"يا باطن فليس دونك شيء":
"فهو المحتجب عن العيون والاوهام فلا يُدرَكُ ذاته تعالى ".

(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار"- ص / 101).


*ويقول في التوحيد والتوسل شعرا اقتبسنا منه ما يلي :

"بك يستجير العبدُ من هَفَواتهِ                  يا واحدْا في ذاتهِ وصِفاتِه 

وإليك يَرفَعُ راحة ما مَدّها                     لسِواكَ يا مولاي في حاجاتهِ

مُتَوَسِلا بمحمد خيرَ الوَرى                    ومَلاذِهِم بحياتهِ ومَمَاتهِ

وبِبابِه السَّامي أبي الحسَنين مَن                نَفَعَ الانَامَ بِبَثِ مَعلوماتِه

وبِنَجلِهِ الحسن الكريم وصِنوهِ                  هو سَيدُ الشهداء في درجاتِهِ


(عن كتاب " كشف الاسرار لتنوير الافكار" طبعة - بيروت سنة 1309هجرية- ص /43).

الشيخ عمر بن محمد الانسي (المتوفى عام 1876 م)
يقول الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عمر الانسي عن والده :"وقد نظم من بحر الرجز (مقاصد سيدي الامام النووي) رضي الله عنه في التوحيد , إلا أننا لم نظفر بما نظمه الا بتسعة وتسعين بيتا ضربنا صفحْا عن طبعها لكونها غير تامة وهذا مطلعها :
حَمدُ الالهِ واجب الوجود          الوَاحِدِ المنزَّهِ المعبود

(عن المورد العذب - للشيخ عمر الانسي - جمعه ولده عبد الرحمن - الطبعة الاولى - بيروت 1313 هجرية - ص / 327).

ويقول الشيخ عمر الانسي في موضع ءاخر :

فيا لله مجلسُ رَوضِ أنس                  هُوَ الفردَوسُ  والدنيا جنانُ

مكان شادَهُ شَرَفا وَعَِزْا                     إله لا يحيط به مكان


(عن المورد العذب - للشيخ عمر الانسي - جمعه ولده عبد الرحمن - الطبعة الاولى - بيروت 1313 هجرية - ص / 276).




                                  
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد 
                                       وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...