بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

فوائد منثورة في مسئلة الكلام



فوائد منثورة في مسئلة الكلام

الحمدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله

الفائدة الأولى: قالَ الشَّيخُ الإمامُ ابنُ المُعلِّمِ القُرشِيّ في كتابِهِ نجمِ المُهتدي ورَجمِ المُعتدي ما نصُّه: ((قالَ الشَّيخُ الإمامُ أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عطاءٍ في أثناءِ جوابٍ عن سؤالٍ وُجّهَ إليه سنَةَ إحدى وثمانين وأربعمائة:الحروفُ مسبوق بعضها ببعض، والمسبوقُ لا يتقرَّرُ في العقولِ أنه قديم فإنَّ القديم لا ابتداءَ لوجودِه، وما مِنْ حرفٍ وصوتٍ إلا وله ابتداء،وصفاتُ البارىء جلَّ جلاله قديمة لا ابتداءَ لوجودِها، ومَنْ تكلَّمَ بالحروفِ يترتب كلامه، ومَنْ ترتَّبَ كلامه يشغله كلام عن كلام، والله تبارك وتعالى لا يشغله كلام عن كلام، وهو سبحانه يُحاسِبُ الخلقَ يومَ القيامة في ساعَةٍ واحدة، فدفعة واحدة يسمع كل واحد من كلامه خطابه إياه، ولو كان كلامه بحرفٍ ما لم يتَفرَّغ عن يا إبراهيم ولا يَقدِر أن يقول يا محمدُ فيكون الخلقُ محبُوسِين ينتظِرونَ فراغَه مِن واحدٍ إلى واحدٍ وهذا مُحَالٌ)) ا.هـ.

الفائِدةُ الثّانيةُ: قالَ المُحدّثُ الشّيخُ محمّد زاهد الكوثريّ المُتوفَّى سنة ١۳٧١هـ في مقالاته ما نصُّه:((ولَم يَصِح في نسبةِ الصَّوت إلى الله حديث)) ا.هـ

وكذا قالَ الإمامُ البيهقَيُّ في الأسماءِ والصفات وقد ذَكَرَ الفقيهُ المُتكلّم ابنُ المُعلِّم القُرشيّ
في كتابِه نجمِ المُهتدي ورَجمِ المُعتدي أثناء ترجمة الحافظ ناصر السنة أبي الحسن علي بن أبي المكارم المقدسي المالكي أنه ((صنَّفَ كتابه المعروف بكتابِ الأصوات أظهَرَ فيه تضعيف رواة أحاديث الأصوات وأوهامهم))ا.هـ. 

الفائدة  الثالثةُ: وأمّا ادِّعاءُ البعضِ أنَّ عِلمَ الكلام مذمُومٌ على الإطلاق فمردود، وذلك أنَّ علم الكلام الذي يشتغل به أهلُ السُّنة والجماعة في تقريرِ معتقداتهم هو عِلمٌ ممدُوحٌ اشتغَل به العلماءُ منَ السّلَف والخَلف ولا سيّما الشافعي ومالك وأحمد وأبو حنيفةَ كما ذكرَ الإمامُ أبو منصورٍ البغدادي المُتوفَّى سنة ٤٢٩ هـ في أصولِ الدّين والحافظُ ابن
عساكرَ المتوفَّى سنة٥٧١ هـ في تبيِينِ كذبِ المُفتري والإمام الزَّركشِيّ المُتوفَّى سنة٧٩٤ هـ في تشنيفِ المسامِعِ وغيرهم، بل سَمَّاهُ الإمامُ أبوحنيفة رضي الله عنه بالفقه الأكبر. وقد قالَ إمامُ أهلِ السُّنةِ والجماعة أبو الحسنِ الأشعريّ رضي الله عنه المُتوفَّى سنة ۳٢٤ هـ : ((أول ما يجب على العبد العلمُ بالله ورسولِه ودينه)) ا.هـ.

وهذا العلمُ أصلُه كان موجودًا بينَ الصحابة متوفِّرًا بينهم أكثَر ممن جاء بعدهم، والكلام فيه بالرد على أهل البدع بدأ في عصر الصحابة،فقد رد ابن عباس وابن عمر على المعتزلة، ومن التابعين رد عليهم عمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية وغيرهما. 

ونُحِيلُهم إلى قراءة كتاب "عقيدة العوامللشيخ أحمد المرزوقي المولود سنة ١٢۰٥هـ وكتاب "كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان وعمل الأركان" للمحدث أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي المتوفَّى سنة ١۳۰٥ هـ.

وأما عِلمُ الكلامِ الذي يَشتغِلُ بهِ أهلُ البِدَع كالخوارج والنّجّارية والمرجئةِ والمعتزلةِ والكَرّامية والحشْويِّة فهو علمٌ مذموم ذمّه علماءُ السّلف، 

لذا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: ((لأنْ يَلقَى اللهَ عز وجل العَبدُ بكُلِّ ذنبٍ ما خلا الشّرك خيرٌ لهُ مِن أن يلقاهُ بشَىءٍ منْ هذِه الأهواء))رواه الإمام المجتهدُ أبو بكرِ بنُ المنذر وأخرجَ طُرُقَه الحافظ ابنُ عسَاكر في تبيِين كذب المفتري وغيرهما، والأهواء جمع هوى وهوَ ما مَالَت إليهِ نفُوسُ المبتدعة الخارجِينَ عمّا كانَ علَيه السّلَف.

سُبحانَ ربك ربّ العزّةِ عمّا يَصِفون وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...