الملائكة الكرام
إن اللهَ تبارك وتعالى خلقَ هذا العالمَ بأسرِهِ العُلويَّ والسُّفليَّ والعرشَ والكرسِيَّ والسماواتِ والأرضَ وما فيهِما وما بينهُما من مخلوقاتٍ كثيرةٍ عجيبةٍ ومتنوعَةٍ تدُلُّ على أنَّ هذا العالَمَ مخلوقٌ بتدبيرٍ وتقديرٍ وأن له خالِقًا وصانِعًا قديرًا حكيمًا تامَّ القدرةِ بالغَ الحِكْمَةِ، مُتَّصِفًا بِصِفاتِ الكمالِ مُنَزَّهًا عن صفاتِ النقصانِ وهو اللهُ سبحانَهُ وتعالى.
ومن مخلوقاتِ اللهِ وءاياتِهِ الباهرةِ الدالَّةِ على وجودِهِ تعالى وعظيمِ قُدرتِهِ الملائكةُ الذين لا يُحصِي عددَهم إلا اللهُ تبارك وتعالى، خلقَهُمُ اللهُ عزّ وجلّ وجعلَ عددَهُم أكثرَ منَ الجِنِّ والإنسِ.
الملائكةُ أجسامٌ لطيفةٌ نورانِيةٌ أي خَلَقَهُمُ اللهُ منْ نورٍ لَيسوا من جِنْسِ البَشَرِ، لا يتوالَدونَ ولا يأكُلونَ ولا يَشربونَ ولا ينامونَ ولا يَتعَبونَ َ ولا يتَناكحونَ لأنَّهُم ليسوا ذُكُورًا ولا إناثًا، هم سكانُ السماواتِ السبعِ شرَّفَهُمُ اللهُ عز وجلَ وأكرَمَهم وجعلَهم مجبولينَ على طاعتِهِ، وقد خلَقَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ لطاعَتِهِ وعبادتِه وليسَ لمساعدَتِه وإعانَتِه لأنهُ الصمدُ الذي لا يَحتاجُ إلى أحدٍ، قالَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى في وصفِهم: }لا يعصُونَ اللهَ ما أمرَهُم ويفعلونَ ما يُؤمَرون{ ليسَ فيهِم كافرٌ ولا عاصٍ، ويشفعونَ يومَ القيامَةِ لبعضِ عُصاةِ المسلمينَ، قال اللهُ عز وجل:
}وقالوا اتَّخّذَ الرحمنُ ولداً سبحانَهُ بل عبادٌ مُكْرَمُون، لا يَسْبِقُونَهُ بالقولِ وهم بأمرِه يعمَلُون{ (الأنبياء / 26 - 27). خلقَ اللهُ تعالى الملائكةَ واصطفاهم لعبادَتِه فهُمْ صفوةٌ شريفةٌ لا يختارونَ إلا الطاعةَ لخالِقِهم ليس فيهم مَيْلٌ إلى معصيةٍ لا بالقولِ ولا بالفِعلِ، لأنهُ سبحانَهُ وتعالى جَبَلهُم على طاعَتِه، ولذلك وَجَبَتْ لهُمُ العِصمةُ من المعاصي فلا يوجدُ فيهم كافرٌ ولا عاصٍ.
ملائِكَةُ الرحمنِ المكرمونَ هم سكانُ السمواتِ السبعِ، فالسمواتُ السبعُ التي خلقَها اللهُ عز وجل مشحونةٌ بِهم، فليسَ في السمواتِ موضعُ أربعِ أصابع إلا وفيها ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ يعبُدُ اللهَ، ولهم بيتٌ مُشَرَّفٌ في السماءِ السابِعةِ يُسمَّى "البيتَ المعمور" وهو بالنسبةِ إلى الملائكةِ كالكعبةِ لأهلِ الأرضِ، وقد قالَ النَّبِيُّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: "أَطَّتِ السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما في السماءِ موضعُ أربعِ أصابع إلا وفيهِ ملَكٌ قائِمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ". فيجب على كل مسلم أن يعتقد هذا في الملا ئكة الكرام لاْ ن الإيمان بملائكة الله من أصول عقيدة المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق