كتـــاب أدلـــة العـقـيدة الإســلامية الصــحـيحـة في حقّ الله تعالى على مــرّ القــرون من الأئمة الاعلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وأفضل رسل الله أجمعين المبعوث رحمة للعالمين عبد الله ورسوله محمـّـد صلى الله عليه وسلم.
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له في الألوهية ولا معبود بحق سواه وأشهد أنّ سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا وشفيعنا يوم الدين محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله أدى الأمانة ونصح الأمة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته .
جاء الرسول داعياً إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه . جاء بالتوحيد الخالص وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . و أخبرنا أنه سيكون أقوام يقولون كذا وأقوام يقولون كذا ووضع لنا أسس الدين ووضح معالم الطريق الذي علينا أن نمشي عليه لننجو حتى لا نضيع مع الفرق الضالة وأخبرنا أنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم وأن هناك ثلاثا وسبعين فرقة كلهم في النار اما لذنوبهم واستحقاقهم العذاب عليها واما لكفرهم خالدين فيها إلا واحدة وهي الجماعة . فاين نحن من تحذيراته صلى الله عليه وسلم لنا ؟!!!
وأخبرنا أن العلم بالدين فرض علينا [ طلب العلم فريضة على كل مسلم ] رواه البيهقي
وقال الله تعالى :{ فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك } سورة محمد 19 الاية
فمن أول الواجبات القلبية الإيمان بالله ولا يكون بالوهم بل بالعلم . أي بتعلم صفات الله الواجبة التي ذكرها في كتابه أو جاءت على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم نصا أو معنى. وهو من أول وأهم أمور الإيمان الستة الواردة في القرءان الكريم و الحديث الشريف . قال تعالى :{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } سورة البقرة
وفي الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب , سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال :
[ أن تؤمن بالله وملائكـته و كتبه ورسله و باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره]الحديث
إن ديننا دين علم قال عليه الصلاة و السلام :
[ يا أيها الناس تعلموا وإنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ] رواه البخاري
الامام أبو الحسن الاشعري يقول :[ أول ما يجب على العبد العلم بالله ورسوله ودينه ]
وقال عليه الصلاة والسلام :[ أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله ] رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم :[ أفضل الأعمال عند الله تعالى إيمان لا شك فيه ] رواه ابن حبان
ويقول ابن رسلان في متن الزبد :
أول واجـب على الانـسان معـرفة الإلـه باســتـيـقـان
قال تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف }سورة ابراهيم 18
ويقول الامام الرفاعي الكبير : [ لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود ]
أي أن الإيمان بالله شرط لقبول الاعمال الصالحة . فمن لم يؤمن بالله فلا ثواب له بالمرة .
ويقول الامام أبو حنيفة :[ اعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في الأحكام] الفقه الأبسط
وقال محمد بن سيرين: [ ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ] رواه مسلم
أي حذرنا من أن نأخذ العلم من غير أهله . ومن عـرف الحق عـرف أهـله .
وقال عليه الصلاة والسلام : [ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] رواه ابن عساكر
في تلك القرون الثلاثة خير القرون لأنهم الأقرب لسيدنا محمد وفهموا الدين على ما أراده الله ورسوله والفرق الضالة كانت أقل و أرشدنا أن نتبع السواد الأعظم وهو القائل عليه الصلاة والسلام : ما اجتمعت أمتي على ضلالة
و أوصانا بعلماء آل البيت النبوي الكريم في أحاديث كثيرة . فقال [ أيها الناس إني قد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا :كتاب الله وعترتي أهل بيتي
كل هذه الأمور تعتبر لمعرفة الفرقة الناجية في هذا الزمان وللحرص على اتّباعها فهي وصايا المصطفى للجميع لمعرفة الطريق المستقيم .
وليحذر من اتباع الفرق الضالة بأن يعمل نظره وفكره بما تذهب إليه فرقته وما أدلتها وأنها متفقة مع وصايا رسولنا الأعظم عليه ألف صلاة وسلام
والله تعالى نسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
وأن يمكننا من التبحّر فى علم الدين ويفتح علينا فتوح العارفين به بحق أسمائه الحسنى وبحق دينه و بحق رسله الكرام صلى الله عليهم وسلم
وأن يهدينا الصراط المستقيم حتى نتبع سبيل المؤمنين .
نجد الكثير من العلماء فى كتبهم تكلموا عن العقيدة الحقة المرضية عند الله وبينوها للناس وحاربوا وكتبوا عمن خالفهم فيها .
ووددت هنا أن أجمع لكم في هذه الرسالة أقوال أهل الحق منذ زمن النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى زماننا هذا
و أثبت وأبين كيف أنهم على نفس العقيدة سائرين متمسكين لا يختلفون ولا يتناقضون .
ففى الحديث [ لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم , يقاتل اخرهم الدجال ] رواه الحاكم في المستدرك
وقال :[ لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة ] رواه مسلم
اما الفرق الضالة فتجد اقوالهم متناقضة متعارضة مع ما جاء فى القرءان والسنة .
قال مُلّا علي القاري في "شرح الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ما نَصُّه:
"فرقةٌ واحدةٌ (أي هي الفرقة الناجية) كما في نسخة صحيحة (للحديث النبويّ) وهم الذين قال فيهم النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم هم الذِين علَى ما أنا عليه وأصحابي وهم: أهلُ السنّة والجماعة مِن الفقهاء كالأئِمّة الأربَعة والْمُحَدِّثِين والْمُتَكَلِّمِينَ مِن الأشاعِرَةِ والْمَاتُرِيدِيّة ومَن تَبِعَهُم لِخُلُوِّ مَذَاهِبِهِم مِن البِدْعَةِ" انتهى.
الأدلــة من القرآن
قال الله تعالى :[ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ] الشورى
قال الله تعالى : [ فلا تضربوا لله الأمثال ] وقال العلماء : [ اى لا تشبّهوا الله بخلقه ]
قال تعالى :[ ولله المـثل الأعلى ] أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره .
قال تعالى:[ قل هو الله أحد # الله الصمد # لم يلد ولم يولد # ولم يكن له كفؤا أحد
ففى السورة نفي المادية عنه تعالى والانحلال فالله لا يحل في شيء ولا ينحل منه شيء ولا يحل فيه شيء .
قال الله تعالى :[ تعالى الله عما يصف الظالمون علواً كبيرا ]
يقول الله تعالى :[ ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ]
قال تعالى :[ وان إلى ربك المنتهى ] أي لا يصل اليه فكر من تفكر من الخلائق .
قال الله تعالى :{ ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } أي لا يحتاج لشيء من مخلوقاته.
قال الله تعالى : { هل تعلم له سميا }
قال القرطبي في تفسيره :" قال ابن عباس : يريد هل تعلم له ولدا أي نظيراً او مثلاً ."
عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم : أن الله موجود بلا جهة ولا مكان
جاء وفد إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من اليمن وسألوه عن بدء الأمر ما كان فقال : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء , ثم خلق السموات والأرض ] رواه البخاري
أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال بالأصل وبالأساس بالعقيدة, بأن الله لا بداية لوجوده
و كان الأولى هنا في الحديث أفادت الأزلية أي هو الأول الأزلي ولا أزلي سواه جل جلاله .كان موجودا ولم يكن معه شيء من المخلوقات التي خلقها الله
أي في الأزل لم يكن موجود إلا الله تعالى . وكان الثانية في الحديث تفيد الحدوث وبدء الخلق .
أي كان الله تعالى موجودا ووجوده تعالى أزلي, موجود قبل خلق الزمان وقبل أن يخلق المكان وقبل أن يخلق الماء وقبل أن يخلق الله تعالى العرش ( أي لا بداية لوجوده أي لم يسبق وجوده عدم ) قال تعالى { هو الأول والأخر } الآ ية
والله خلق كل شىء ومعنى خلق كل شىء أي أبرز كل شىء من العدم إلى الوجود . وكان أول المخلوقات الماء لقوله تعالى: [ وجعلنا من الماء كل شيء حي ]
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى خلق كل شيء من الماء] رواه ابن حبان
أي أن الله جعل الماء أصلاً لغيره . ثم خلق العرش من الماء ثم القلم ثم اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك خلق سائر الأشياء أي الأرض والسموات والبهائم والجبال والأشجار والأنهار
وكان آخرالمخلوقات (من حيث الجنس) سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام خلقه الله بعد عصر يوم الجمعه.
والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى { أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء
قال الحافظ البيهقي المتوفى سنة 458 هـ في كتابه " الأسماء والصفات " : [استدل بعض اصحابنا من هذا الحديث في نفي المكان عن الله تعالى ] وإذا كان لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان,
كما استدل كل العلماء كذلك على نفي الزمان والمكان عنه سبحانه وتعالى لما فهموه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم .
:{ ليس كهو شيء
وهذه هي عقيدة الرسول والأنبياء والصحابة وآل البيت إلى هذا اليوم وهي عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة الأشاعرة والماتريدية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ لا فكرة في الرب ] رواه الحافظ أبو القاسم الانصاري عن أُبي بن كعب . في " شرح الارشاد ".
ثبتنا الله وإياكم على عقيدة الرسول والأنبياء والأولياء والعلماء والحمد لله .
في القرن الأول الهجري
يقول سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه المتوفى سنة 40 هـ [ من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود ]
ويقول : [ إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكاناً لذاته ]
ويقول أيضا [ كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ]
نقله عنهأابو منصور البغدادي المتوفى سنة 429هـ في كتابه الفرق بين الفرق. نقله بعد أن نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان.
وروي عنه رضي الله عنه أنه قال :[ سيرجع قوم من هذه الأمة عند اقتراب الساعة كفارا , قال رجل يا أمير المؤمنين كفرهم بماذا أ بالإحداث أم بالإنكار قال بل بالإنكار ينكرون خالقهم فيصفونه بالجسم والأعضاء " اهـ رواه ابن المعلم القرشي في كتابه " نجم المهتدي"
وروي أن اليهود قالوا لسيدنا علي رضي الله عنه : أين الله ؟ فقال : [ إن الذي أين الأين لا أين له ] ذكره أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية .
قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: العجز عن درك الإدراك إدراك والبحث في ذاته كفر و إشراك
وقال رضي الله عنه : " لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله "
و يقول سيدنا علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه في " الصحيفة السجادية " و المتوفى سنة 94 هـ :
{ أنت الله الذي لا يحويك مكان }
قال سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما : [ تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله ]
ذات الله أي حقيقة الله الذى لا يشبه الحقائق . اهـ رواه البيهقي في الأسماء والصفات
سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما كان يقول عن الله :
[ لا يعرف بالحواس ولا يقاس بالناس نوحده ولا نبعّضه ]
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وأفضل رسل الله أجمعين المبعوث رحمة للعالمين عبد الله ورسوله محمـّـد صلى الله عليه وسلم.
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له في الألوهية ولا معبود بحق سواه وأشهد أنّ سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا وشفيعنا يوم الدين محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله أدى الأمانة ونصح الأمة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته .
جاء الرسول داعياً إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه . جاء بالتوحيد الخالص وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . و أخبرنا أنه سيكون أقوام يقولون كذا وأقوام يقولون كذا ووضع لنا أسس الدين ووضح معالم الطريق الذي علينا أن نمشي عليه لننجو حتى لا نضيع مع الفرق الضالة وأخبرنا أنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم وأن هناك ثلاثا وسبعين فرقة كلهم في النار اما لذنوبهم واستحقاقهم العذاب عليها واما لكفرهم خالدين فيها إلا واحدة وهي الجماعة . فاين نحن من تحذيراته صلى الله عليه وسلم لنا ؟!!!
وأخبرنا أن العلم بالدين فرض علينا [ طلب العلم فريضة على كل مسلم ] رواه البيهقي
وقال الله تعالى :{ فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك } سورة محمد 19 الاية
فمن أول الواجبات القلبية الإيمان بالله ولا يكون بالوهم بل بالعلم . أي بتعلم صفات الله الواجبة التي ذكرها في كتابه أو جاءت على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم نصا أو معنى. وهو من أول وأهم أمور الإيمان الستة الواردة في القرءان الكريم و الحديث الشريف . قال تعالى :{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } سورة البقرة
وفي الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب , سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال :
[ أن تؤمن بالله وملائكـته و كتبه ورسله و باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره]الحديث
إن ديننا دين علم قال عليه الصلاة و السلام :
[ يا أيها الناس تعلموا وإنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ] رواه البخاري
الامام أبو الحسن الاشعري يقول :[ أول ما يجب على العبد العلم بالله ورسوله ودينه ]
وقال عليه الصلاة والسلام :[ أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله ] رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم :[ أفضل الأعمال عند الله تعالى إيمان لا شك فيه ] رواه ابن حبان
ويقول ابن رسلان في متن الزبد :
أول واجـب على الانـسان معـرفة الإلـه باســتـيـقـان
قال تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف }سورة ابراهيم 18
ويقول الامام الرفاعي الكبير : [ لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود ]
أي أن الإيمان بالله شرط لقبول الاعمال الصالحة . فمن لم يؤمن بالله فلا ثواب له بالمرة .
ويقول الامام أبو حنيفة :[ اعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في الأحكام] الفقه الأبسط
وقال محمد بن سيرين: [ ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ] رواه مسلم
أي حذرنا من أن نأخذ العلم من غير أهله . ومن عـرف الحق عـرف أهـله .
وقال عليه الصلاة والسلام : [ خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] رواه ابن عساكر
في تلك القرون الثلاثة خير القرون لأنهم الأقرب لسيدنا محمد وفهموا الدين على ما أراده الله ورسوله والفرق الضالة كانت أقل و أرشدنا أن نتبع السواد الأعظم وهو القائل عليه الصلاة والسلام : ما اجتمعت أمتي على ضلالة
و أوصانا بعلماء آل البيت النبوي الكريم في أحاديث كثيرة . فقال [ أيها الناس إني قد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا :كتاب الله وعترتي أهل بيتي
كل هذه الأمور تعتبر لمعرفة الفرقة الناجية في هذا الزمان وللحرص على اتّباعها فهي وصايا المصطفى للجميع لمعرفة الطريق المستقيم .
وليحذر من اتباع الفرق الضالة بأن يعمل نظره وفكره بما تذهب إليه فرقته وما أدلتها وأنها متفقة مع وصايا رسولنا الأعظم عليه ألف صلاة وسلام
والله تعالى نسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
وأن يمكننا من التبحّر فى علم الدين ويفتح علينا فتوح العارفين به بحق أسمائه الحسنى وبحق دينه و بحق رسله الكرام صلى الله عليهم وسلم
وأن يهدينا الصراط المستقيم حتى نتبع سبيل المؤمنين .
نجد الكثير من العلماء فى كتبهم تكلموا عن العقيدة الحقة المرضية عند الله وبينوها للناس وحاربوا وكتبوا عمن خالفهم فيها .
ووددت هنا أن أجمع لكم في هذه الرسالة أقوال أهل الحق منذ زمن النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى زماننا هذا
و أثبت وأبين كيف أنهم على نفس العقيدة سائرين متمسكين لا يختلفون ولا يتناقضون .
ففى الحديث [ لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم , يقاتل اخرهم الدجال ] رواه الحاكم في المستدرك
وقال :[ لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة ] رواه مسلم
اما الفرق الضالة فتجد اقوالهم متناقضة متعارضة مع ما جاء فى القرءان والسنة .
قال مُلّا علي القاري في "شرح الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ما نَصُّه:
"فرقةٌ واحدةٌ (أي هي الفرقة الناجية) كما في نسخة صحيحة (للحديث النبويّ) وهم الذين قال فيهم النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم هم الذِين علَى ما أنا عليه وأصحابي وهم: أهلُ السنّة والجماعة مِن الفقهاء كالأئِمّة الأربَعة والْمُحَدِّثِين والْمُتَكَلِّمِينَ مِن الأشاعِرَةِ والْمَاتُرِيدِيّة ومَن تَبِعَهُم لِخُلُوِّ مَذَاهِبِهِم مِن البِدْعَةِ" انتهى.
الأدلــة من القرآن
قال الله تعالى :[ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ] الشورى
قال الله تعالى : [ فلا تضربوا لله الأمثال ] وقال العلماء : [ اى لا تشبّهوا الله بخلقه ]
قال تعالى :[ ولله المـثل الأعلى ] أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره .
قال تعالى:[ قل هو الله أحد # الله الصمد # لم يلد ولم يولد # ولم يكن له كفؤا أحد
ففى السورة نفي المادية عنه تعالى والانحلال فالله لا يحل في شيء ولا ينحل منه شيء ولا يحل فيه شيء .
قال الله تعالى :[ تعالى الله عما يصف الظالمون علواً كبيرا ]
يقول الله تعالى :[ ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ]
قال تعالى :[ وان إلى ربك المنتهى ] أي لا يصل اليه فكر من تفكر من الخلائق .
قال الله تعالى :{ ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } أي لا يحتاج لشيء من مخلوقاته.
قال الله تعالى : { هل تعلم له سميا }
قال القرطبي في تفسيره :" قال ابن عباس : يريد هل تعلم له ولدا أي نظيراً او مثلاً ."
عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم : أن الله موجود بلا جهة ولا مكان
جاء وفد إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من اليمن وسألوه عن بدء الأمر ما كان فقال : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء , ثم خلق السموات والأرض ] رواه البخاري
أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال بالأصل وبالأساس بالعقيدة, بأن الله لا بداية لوجوده
و كان الأولى هنا في الحديث أفادت الأزلية أي هو الأول الأزلي ولا أزلي سواه جل جلاله .كان موجودا ولم يكن معه شيء من المخلوقات التي خلقها الله
أي في الأزل لم يكن موجود إلا الله تعالى . وكان الثانية في الحديث تفيد الحدوث وبدء الخلق .
أي كان الله تعالى موجودا ووجوده تعالى أزلي, موجود قبل خلق الزمان وقبل أن يخلق المكان وقبل أن يخلق الماء وقبل أن يخلق الله تعالى العرش ( أي لا بداية لوجوده أي لم يسبق وجوده عدم ) قال تعالى { هو الأول والأخر } الآ ية
والله خلق كل شىء ومعنى خلق كل شىء أي أبرز كل شىء من العدم إلى الوجود . وكان أول المخلوقات الماء لقوله تعالى: [ وجعلنا من الماء كل شيء حي ]
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى خلق كل شيء من الماء] رواه ابن حبان
أي أن الله جعل الماء أصلاً لغيره . ثم خلق العرش من الماء ثم القلم ثم اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك خلق سائر الأشياء أي الأرض والسموات والبهائم والجبال والأشجار والأنهار
وكان آخرالمخلوقات (من حيث الجنس) سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام خلقه الله بعد عصر يوم الجمعه.
والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى { أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء
قال الحافظ البيهقي المتوفى سنة 458 هـ في كتابه " الأسماء والصفات " : [استدل بعض اصحابنا من هذا الحديث في نفي المكان عن الله تعالى ] وإذا كان لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان,
كما استدل كل العلماء كذلك على نفي الزمان والمكان عنه سبحانه وتعالى لما فهموه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم .
:{ ليس كهو شيء
وهذه هي عقيدة الرسول والأنبياء والصحابة وآل البيت إلى هذا اليوم وهي عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة الأشاعرة والماتريدية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ لا فكرة في الرب ] رواه الحافظ أبو القاسم الانصاري عن أُبي بن كعب . في " شرح الارشاد ".
ثبتنا الله وإياكم على عقيدة الرسول والأنبياء والأولياء والعلماء والحمد لله .
في القرن الأول الهجري
يقول سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه المتوفى سنة 40 هـ [ من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود ]
ويقول : [ إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكاناً لذاته ]
ويقول أيضا [ كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ]
نقله عنهأابو منصور البغدادي المتوفى سنة 429هـ في كتابه الفرق بين الفرق. نقله بعد أن نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان.
وروي عنه رضي الله عنه أنه قال :[ سيرجع قوم من هذه الأمة عند اقتراب الساعة كفارا , قال رجل يا أمير المؤمنين كفرهم بماذا أ بالإحداث أم بالإنكار قال بل بالإنكار ينكرون خالقهم فيصفونه بالجسم والأعضاء " اهـ رواه ابن المعلم القرشي في كتابه " نجم المهتدي"
وروي أن اليهود قالوا لسيدنا علي رضي الله عنه : أين الله ؟ فقال : [ إن الذي أين الأين لا أين له ] ذكره أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية .
قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: العجز عن درك الإدراك إدراك والبحث في ذاته كفر و إشراك
وقال رضي الله عنه : " لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله "
و يقول سيدنا علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه في " الصحيفة السجادية " و المتوفى سنة 94 هـ :
{ أنت الله الذي لا يحويك مكان }
قال سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما : [ تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله ]
ذات الله أي حقيقة الله الذى لا يشبه الحقائق . اهـ رواه البيهقي في الأسماء والصفات
سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما كان يقول عن الله :
[ لا يعرف بالحواس ولا يقاس بالناس نوحده ولا نبعّضه ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق