بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 أغسطس 2018

أسئلة وأجوبة ضرورية فيما يتعلق بالعقيدة والإيمان- 3



[ 43 ] ـ السؤال: ما معنى الثواب والعذاب ؟
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

الثواب هو الجزاء الذي يجازاه المؤمن في الآخرة مما يسره ، وأما العذاب فهو ما يسوء العبد ذلك اليوم من دخول النار وما دون ذلك.

[ 43 ] ـ السؤال: تكلم عن الميزان .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان بالميزان وهو جرم كبير له قصبة وكفتان يوزن عليه الأعمال ، قال تعالى : { والوزن يومئذ الحق } سورة الأعراف / 8.

فالكافر ليس له حسنات يوم القيامة إنما توضع سيئاته في كفة من الكفتين ، وأما المؤمن فتوضع حسناته في كفة وسيئاته في الكفة الأخرى ، فإن رجحت حسناته على سيئاته يدخل الجنة من غير عذاب ، وإن رجحت سيئاته فهو تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه ثم أدخله الجنة بعد ذلك.

قال تعالى : { فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية } سورة القارعة 6 / 9.

[ 45 ] ـ السؤال: تكلم عن النار .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان بالنار أي جهنم وبأنها مخلوقة الآن ، قال تعالى : { أعدت للكافرين } سورة البقرة / 24 ، وهي أقوى وأشد نار خلقها الله ، ومركزها تحت الأرض السابعة وهي باقية إلى ما لا نهاية له.

قال تعالى : { إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً * خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً } سورة الأحزاب 64 / 65.

[ 46 ] – س: تكلّم عن الصراط.
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

الصراط هو جسر يمد على ظهر جهنم يرده الناس، أحد طرفيه في الأرض المبدلة والطرف الآخر فيما يلي الجنة بعد النار، فيمرُّ الناس فيما يحاذي الصراط.
والمؤمنون حينئذٍ قسم منهم لا يدوسون الصراط إنّما يمرُّون في هوائه طائرين، ومنهم من يدوسونه، ثم هؤلاء قسم منهم يوقعون فيها، وقسم ينجيهم الله فيخلصون منها. وأما الكفّار فكلهم يتساقطون فيها قال الله تعالى: { وإن منكم إلا واردها } سورة مريم / 71، والورود نوعان: ورود مرور في هوائها، وورود دخول.

[ 47 ] ـ السؤال: تكلم عن الحوض .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

الحوض هو مكان أعد الله فيه شراباً لأهل الجنة يشربون منه قبل دخول الجنة فلا يصيبهم بعد ذلك ظمأ ، ولكل نبي من أنبياء الله حوض تشرب منه أمته ، وأكبر الأحواض هو حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ، وعليه أكواب بعدد نجوم السماء ، وينصبّ فيه من ماء الجنة.

[ 48 ] ـ السؤال: تكلم عن الشفاعة .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

الشفاعة هي طلب الخير من الغير للغير ، والشفاعة تكون للمسلمين فقط ، فالأنبياء يشفعون وكذلك العلماء العاملون والشهداء والملائكة.

قال صلى الله عليه وسلم : (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) رواه الحاكم وصححه . فلا شفاعة للكفار يوم القيامة قال تعالى : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } سورة الأنبياء / 28.

[ 49 ] ـ السؤال: تكلم عن الجنة .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

هي دار السلام ، وهي مخلوقة الآن ، قال تعالى : { وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة ٍعرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين } سورة آل عمران / 133 . وهي باقية إلى ما لا نهاية قال الله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم } سورة النساء / 13 .

وأكثر أهلها من الفقراء ، قال صلى الله عليه وسلم : (دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء … ) الحديث.

وقد أعد الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ، رواه البخاري.

[ 50 ] ـ السؤال: تكلم عن رؤية الله تعالى بالعين في الآخرة .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان بأن الله يُرى في الآخرة ، يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا كيف ولا مكان ولا جهة ، قال تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة } سورة القيامة 22 / 23 .

وقال صلى الله عليه وسلم : (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضامون في رؤيته ) ، رواه مسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم شبه رؤيتنا لله من حيث عدم الشك برؤية القمر ليلة البدر ، ولم يشبه الله تعالى بالقمر.

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر : والله تعالى يُرى في الآخرة ، يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رءوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة.

[ 51 ] ـ السؤال: تكلم عن الإيمان بالملائكة .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد

يجب الإيمان بالملائكة أي بوجودهم وأنهم عباد مكرمون ، ليسوا ذكوراً ولا إناثاً لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ، قال تعالى : { عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُأمرون } سورة التحريم / 6.

والذي يقول إن الملائكة إناث حكمه التكفير قال تعالى : { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى } سورة النجم / 27 ، وقد يتشكلون بصورة الرجال من غير ءالة الذكورية.

[ 52 ] ـ السؤال: تكلم عن الإيمان بالرسل .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان برسل الله أي أنبيائه من كان رسولاً ومن لم يكن رسولاً ، وأولهم ءادم عليه السلام وءاخرهم محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : { لا نفرّق بين أحدٍ من رسُله } سورة البقرة / 285.

[ 53 ] ـ السؤال: ما الفرق بين النبي غير الرسول والنبي الرسول ؟
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

النبي غير الرسول هو إنسان أوحي إليه لا بشرعٍ جديد ، بل أوحي إليه باتباع شرع الرسول الذي قبله ، والرسول من أوحي إليه بشرعٍ جديد ، وكلاهما مأمور بالتبليغ ، قال تعالى : { كان الناس أمةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين } سورة البقرة / 213.

[ 54 ] ـ السؤال: تكلم عن الإيمان بالكتب السماوية .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان بالكتب السماوية المنزلة على رسل الله ، وهي كثيرة أشهرها : القرءان والتوراة والإنجيل والزبور ، وعدد الكتب السماوية مائة وأربعة كما نقل ذلك الشيخ شمس الدين الرملي في كتاب نهاية المحتاج في شرح المنهاج.

[ 55 ] ـ السؤال: تكلم عن الإيمان بالقدر خيره وشره .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان بالقدر خيره وشره ، أي أن كل ما دخل في الوجود من خير وشر فهو بتقدير الله الأزلي ، فالخير من أعمال العباد بتقدير الله ومحبته ورضاه ، والشر من أعمال العباد بتقدير الله لا بمحبته ورضاه ، قال صلى الله عليه وسلم : (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) رواه مسلم.

[ 56 ] ـ السؤال: تكلم عن بعض ما يتعلق بالإيمان برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

يجب الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبأنه خاتم النبيين أي ءاخرهم ، قال تعالى : { وخاتم النبيين } سورة الأحزاب / 40 .

وقال صلى الله عليه وسلم : (وخُتم بي النبيون) رواه مسلم . ويجب الإيمان بأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم سيد ولد ءادم أجمعين ، وهذا متفق عليه عند العلماء ، وهو مأخوذ من حديث رواه الترمذي : (أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر) ، أي لا أقول ذلك افتخاراً إنما تحدثاً بنعمة الله.

[ 57 ] ـ السؤال: تكلم عن بعض الصفات الواجبة لأنبياء الله تعالى .

الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:
الله تعالى أرسل أنبياءه ليبلغوا الناس مصالح دينهم ودنياهم فهم قدوة للناس ، ولذلك فإن الله تعالى جملهم بصفات حميدة وأخلاق حسنة منها : الصدق والأمانة والفطانة والشجاعة والعفة ، قال تعالى بعد ذكر عدد منهم : { وكلاً فضلنا على العالمين } سورة الأنعام / 86 . فالأنبياء هم صفوة الخلق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (ما بعث الله نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت ، وإن نبيكم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتاً) رواه الترمذي.

[ 58 ] ـ السؤال: تكلم عن بعض ما لا يجوز على أنبياء الله من الصفات .
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

لما كان الأنبياء قدوة للناس وقد جملهم الله بالصفات الحميدة ، فإنه كذلك عصمهم ونزههم عن الصفات الذميمة ، فلا يجوز على أنبياء الله الكذب والخيانة والرذالة والسفاهة والبلادة ، كما أنهم معصومون من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها ، ويمكن أن يرتكب الواحد منهم معصية صغيرة ليس فيها خسة ودنائة ، لكن ينبهون فوراً للتوبة قبل أن يقتدي بهم فيها غيرهم.

[ 59 ] ـ السؤال: قال تعالى حكاية عن نبي الله إبراهيم : { بل فعله كبيرهم هذا فسْألوهم إن كانوا ينطقون } سورة الأنبياء /63 فما معنى ذلك ؟
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

لا شك أن الأنبياء منزهون عن الكذب ، والوارد في هذه الآية من أمر إبراهيم ليس كذباً حقيقياً بل هو صدق من حيث الباطن والحقيقة ، لأن كبيرهم هو الذي حمله على الفتك بالأصنام الأخرى من شدة اغتياظه منه لمبالغتهم في تعظيمه بتجميل صورته وهيئته ، فيكون إسناد الفعل إلى الكبير إسناداً مجازياً ، فلا كذب في ذلك.

[ 60 ] ـ السؤال: ما معنى قول إبراهيم عن الكوكب حين رآه { هذا ربي } سورة الأنعام / 78 ؟
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها ، فقول إبراهيم عن الكوكب حين رآه { هذا ربي } هو على تقدير الإستفهام الإنكاري ، فكأنه قال : أهذا ربي كما تزعمون ، أما إبراهيم فكان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله ، قال تعالى : { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين } سورة ءال عمران / 67.

[ 61 ] ـ السؤال: قال تعالى إخباراً عن يوسف : { ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه } سورة يوسف / 24 . ما معنى { وهمّ بها } ؟
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

أحسن ما قيل في تفسير { وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه } أن جواب لولا محذوف يدل عليه ما قبله أي لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها ، فلم يحصل منه همّ للزنى لأن الله أراه برهانه . وقال بعض المفسرين من أهل الحق إن معنى وهمّ بها أي همّ بدفعها . ومعنى { لولا أن رأى برهان ربه } أن الله أعلمه البرهان أنك يا يوسف لو دفعتها لقالت لزوجها دفعني ليجبرني على الفاحشة ، فلم يدفعها بل أدار لها ظهره ذاهباً فشقت قميصه من خلف ، فكان الدليل عليها.

أما ما يروى من أن يوسف همّ بالزنى وأنه حل إزاره وجلس منها مجلس الرجل من زوجته فإن هذا باطل لا يليق بنبي من أنبياء الله تعالى ، قال الله تعالى في براءة يوسف : { قالت ِ امرأتُ العزيزِ اْلآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } سورة يوسف / 51.

[ 62 ] ـ السؤال: قال تعالى حكاية عن أحد الخصمين اللذين اختصما إلى داود : { إن هذا أخي له تسعٌ وتسعونَ نعجةً وليَ نعجةٌ واحدةٌ فقال أكْفلنيها وعَزَّنىِ في الخطاب } سورة ص / 23 ، ما المراد بالنعاج في هذه الآية ؟
الجواب:

بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد:

قد تكني العرب بالنعاج عن النساء ، لكن لا يجوز تفسير النعاج في هذه الآية بالنساء كما فعل بعض المفسرين ، فقد أساءوا بتفسيرهم لهذه الآية بما هو مشهور من أن داود كان له تسع وتسعون امرأة ، وأن قائداً كان له واحدة جميلة فأعجب بها داود ، فأرسل هذا القائد إلى المعركة ليموت فيها ويتزوجها هو من بعده ، فهذا فاسد لأنه لا يليق ما ذكر فيه بنبي من أنبياء الله.

قال الإمام ابن الجوزي في تفسيره بعد ذكر هذه القصة المكذوبة عن سيدنا داود : وهذا لا يصح من طريق النقل ولا يجوز من حيث المعنى ، لأن الأنبياء منزهون عنه ، وأما استغفار داود ربه ، فهذا لأنه حكم بين الإثنين بسماعه من أحدهما قبل أن يسمع من الآخر.

تم بحمد الله وعونه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...