بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 29 أغسطس 2018

تعريف المكان والجهة


تعريف المكان والجهة
عَرَّف المكان جمع من اللغويين وأهل العلم،
ونقتصر على ذكر البعض،
فقد قال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد
المعروف بالراغب الأصفهاني 502 هجري
ما نصه:
"المكان عند أهل اللغة الموضع الحاوي للشىء" انتهى.
(المفردات في غريب القرءان مادة: م ك ن، ص / 471 ).

وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي
صاحب القاموس 817 هجري ما نصه:
"المكان: الموضع، ج: أمكنة وأماكن" انتهى.
(القاموس المحيط مادة: م ك ن، ص / 1594).

وقال العلامة كمال الدين أحمد بن حسن البَياضي الحنفي
1098 هجري ما نصه:
"المكان هو الفراغ الذي يشغله الجسم" انتهى.
(إشارات المرام ص / 197).

وقال الشيخ يوسف بن سعيد الصفتي المالكي
1193 هجري ما نصه:
"قال أهل السنة: المكان هو الفراغ الذي يحُلُّ فيه الجسم" انتهى.
(حاشية الصفتي نواقض الوضوء ص / 27).

وقال الحافظ المحدّث الفقيه اللغوي الحنفي
السيد مرتضى الزبيدي الحنفي 1205 هجري ما نصه:
"المكان: الموضع الحاوي للشىء" انتهى.
(تاج العروس مادة: م ك ن، جزء 9 / ص 348).

وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي 1376 هجري
تخرّج من أزهر مصر عام 1328 هجري ما نصه:
"المكان هو الموضع الذي يكون فيه الجوهر على قدره،
والجهة هي ذلك المكان" انتهى.
(فرقان القرءان ''مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي'' ص / 62).

وقال الشيخ المحدث الفقيه العلامة الشيخ عبد الله الهرري
المعروف بالحَبشي حفظه الله ما نصه:
"المكان هو ما يأخذه الحجم من الفراغ" انتهى.

فهذا النقل عن اللغويين وأهل العلم لبيان معنى المكان
دليلٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم
كانوا يعتقدون أن الله تعالى موجودٌ بلا مكان،
وأن الله لا يسكن العرش ولا يسكن السماء،
لأن القرءان نزل بلغة العرب
كما قال الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم:
''بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ''.
(سورة الشعراء/195).
والنبي أعلم الناس بلغة العرب،
فبطل بذلك تمسك المشبهة المجسمة بظواهر بعض الآيات
والأحاديث المتشابهة التي ظاهرها يوهم أن لله مكانًا،
فمثل هذه النصوص لا تحمل على الظاهر باتفاق علماء السلف والخلف
لاعتقادهم بأن الله تبارك وتعالى يستحيل عليه المكان
كما هو ثابت بالقرءان والحديث والإجماع وكلام اللغويين وغيرهم.
وبعد هذا البيان يتبيَّن لك أيها القارىء
أن الله تعالى ليس في مكان من الأماكن العلوية والسفلية
وإلا لكان المكان حاويًا لله تعالى،
ومن كان المكان حاويًا له كان ذا مقدار وحجم
وهذا من صفات الأجسام والمخلوقين،
واتصاف الله تعالى بصفة من صفات البشر محال على الله،
وما أدى إلى المحال فهو محال،
فثبت صحة معتقد أهل السنة الذين ينـزهون الله عن المكان والجهة.
أما موضوع الجهة فإن مجسمة هذا العصر
يعمدون إلى التمويه على الناس فيقولون:
الله موجود في جهة ما وراء العالم،
فلبيان الحق من الباطل نبيّن معنى الجهة من أقوال العلماء
من فقهاء ومحدثين ولغويين وغيرهم.

قال اللغوي الشيخ محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور،
كان عارفًا بالنحو واللغة والأدب 711 هجري ما نصه:
"والجِهةُ والوِجْهةُ جميعًا: الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده" انتهى.
(لسان العرب: مادة و ج ه، 13 / 556).

وقال الشيخ مصطفى بن محمد الرومي الحنفي
المعروف بالكستلي 901 هجري ما نصه:
"قد يطلق الجهة ويراد بها منتهى الإشارات الحِسيّة
أو الحركات المستقيمة فيكون عبارة عن نهاية البُعد الذي هو المكان،
ومعنى كون الجسم في جهة أنه متمكّن في مكان يلي تلك الجهة،
وقد يُسمى المكان الذي يلي جهة ما باسمها كما يقال فوق الأرض وتحتها،
فيكون الجهة عبارة عن نفس المكان باعتبار إضافة ما" انتهى.
(حاشية الكستلي على شرح العقائد للتلفتازاني ص / 72).

وقال اللغويُّ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي
718 هجري ما نصه:
"والجهة: الناحية، ج: جهات" انتهى باختصار.
(القاموس المحيط: مادة و ج ه، ص / 1620).

وقال العلّامة كمال الدين أحمد بن حسن المعروف بالبياضي،
وكان ولي قضاء حلب 1098 هجري ما نصه:
"والجهة اسم لمنتهى مأخذ الإشارة ومقصد المتحرك
فلا يكونان إلا للجسم والجسماني،
وكل ذلك مستحيل - أي على الله -" انتهى.
(إشارات المرام ص / 197).

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي 1143 هجري ما نصه:
"والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه" اهـ.
(رائحة الجنة شرح إضاءة الدٌجنة ص / 49).

وقال الشيخ سلامة القضاعي الشافعي 1376 هجري ما نصه:
"واعلم أن بين المقدرات من الجواهر التي هي الأجسام
فما دونها وبين المكان والجهة لزومًا بَيّنًا،
وهو ما لا يحتاج عند العقلاء إلى دليل،
فإن المكان هو الموضع الذي يكون فيه الجوهر على قدره،
والجهة هي ذلك المكان لكن بقيد نسبته
إلى جزء خاص من شىء ءاخر" انتهى.
(فرقان القرءان ''مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي'' ص / 62).

وقال الشيخ العلامة المحدّث الفقيه عبد الله الهرري
الشافعي الأشعري المعروف بالحَبَشي ما نصه:
"وإذا لم يكن - الله - في مكان لم يكن في جهة لا عُلْوٍ
ولا سُفلٍ ولا غيرهما لأنها إما حدود وأطراف للأمكنة
أو نفس الأمكنة باعتبار عروض الإضافة إلى شىء" اهـ.
(المطالب الوفية شرح العقيدة النسفية ص / 47).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...