ولو تفكَرْنا في ورقِ التوتِ هذه
الشجرَة التي لونُها واحد وطعْمُها واحد في تربةٍ واحدة
تُسْقَى من ماءٍ واحد يأكُلُ من هذه الشجرة الظبيةُ
يعني الغزالةُ ودودُ القزِ والنحلةِ والشاةِ كُلُ هؤلاء أكلوا من طعامٍ واحد لونُهُ واحد وطعْمُهُ واحد من
شجرةٍ واحدة يُسقى من ماءٍ واحد لكن هذه البهائِمُ
التي أكلَتْ من هذا الطعامِ الواحدِ تحولَ هذا الطعام الواحِد الذي هو ورَقُ التوت بِقُدْرَةِ الله عزّ
وجّل ومشِيئَتِهِ إلى موادٍ مُختلفةَ الطُعُوم والألوان
والروائح غاليةَ الأثمان كثيرةُ النَفِع فدُودُ القز يُخرجُ الحرير والنحلُ يُخْرِجُ العسل والذي فيهِ
شِفاءٌ للناس وكذلكَ الشاةُ تُخرِجُ الحليب الذي يخرجُ
من بينِ الفَرْثِ والعُرُوقِ والعَصَبِ والدمِ والجِلْدِ. الحليبُ يخرجُ من بين هذا كُلِهِ يخرجُ ساخناً لذةً
للشاربِين. هذا الحليبُ اللذيذُ الطعمِ الأبيضُ اللونِ
النقي الصافي الساخن يخرجُ جاهزاً للشُرْبِ خرجَ من بينِ الفَرْثِ والدمِ من بينِ العُروق من بينِ اللحْمِ
والشَحْمِ والعظْمِ والعَصَبِ فإذاً الله على كُلِّ شئ
قدير .يعني الغزالة تخرج المسك باذن الله سبحانه وتعالى إذاً لو تَفَكَرنا
في هذا الطَعام في وَرَقِ التوت كَيفَ
أنَّ الشاةَ خَرَجَ منها الـحَليبُ ودودُ القَزِ خَرَجَ
منهُ الـحَريرُ والنَحلُ خَرَجَ مِنها العَسَلُ والظَبيَةُ خَرَجَ منها الـمِسكُ والنَحلُ خَرَجَ مِنها
العَسَلُ والظَبيَةُ خَرَجَ منها الـمِسكُ بِقُدرَةِ
اللهِ تعالى ، تَحَوَلَ وَرَقِ التوت إلى هذهِ الـمَواد ، فإذاً هذا دَليلٌ عَظيمٌ على كَمالِ قُدرَةِ
اللهِ عَزَّ وجَّل . والله سبحانه وتعالى موجود لا
يشبه الموجودات موجود بلا كيف (معنى الكيف كل ماهو من صفات المخلوقات) يعني ليس له جسم ولاكيفية ولا كمية لاطول ولا
عرض ولا عُمُق ولا سَمك ولا اعضاء ولا تركيب ولا
ادوات ولا جوارح لا يوصف بشئ من صفات خلقه من الاحساس والمماسة والمباشرة فالله منزه عن كل ذلك .
هذا الامام زين
العابدين رضي الله عنه وارضاه يقول عن الله لا يُحَس
ولا يَمَس ولا يُمَس ولا يُجَس. وهذا معنى قوله تعالى ليس كمثله شئ وهذا الامام الشهير الغوث احمد الرفاعي
الكبير رضي الله عنه وارضاه يقول غاية المعرقة بالله
الايقان بوجوده بلا كيف ولا مكان معنى كَلامِ الإمام الرِفاعيّ أنَّ أقصى ما يُتَوَصَلُ إليهِ العَبدُ مِنَ
الـمَعرِفَة في حَقِ الله هو الإعتِقادُ الـجازِم الإعتِقادُ
الذي لا رَيْبَ فيهِ الذي لا شَكَ فيهِ بإنَّ الله َ موجودٌ لا شَكَ في وجودِهِ مَوجودٌ بلا كَيفٍ ولا مكان
ليس الامر كما تقول المجسمة يقولون والكيف مجهول
.المجسمة كثيرا ما تلهج بهذه العبارة والكيف مجهول هذا ليس صحيحا هذا لم يثبت عن الامام مالك رضي الله عنه بل
الكيف معناه الهيئة والشكل والصورة وهذا مستحيل على الله
والله منزه عنه ومن وصف الله تعالى بالكيفية والشكل والصورة فهو كافر بالله لا يكون من المسلمين فقد ثبت عن ائمة
العلماء واهل الاسلام نفي الكيفية عن الله .هذا علي
رضي الله عنه يقول ان الذي كيف الكيف لا كيف له ان الذي اين الاين لا أين له .اذا سيدنا علي ينفي عن الله الكيف
وكذلك الامام الرفاعي رضي الله عنه وهذا الامام ابو
سليمان الخطابي شيخ الحافظ البيهقي يقول ان الذي علينا وعلى كل مسلم ان يعتقده ان ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة اذ ان
الصورة تقتضي الكيفية والكيفية عن الله وعن صفاته
منفية هذا الذي قاله علماء الاسلام
.
والإمامُ مالِك رضيَ اللهُ عنهُ ما قالَ ( والكَيفُ مَجهول ) كَما يَكذِبُ عليهِ الـمُجَسِمَة لأنَّ الكَيفَ مَعناهُ كُلُّ ما كانَ مِن صِفات الـمَخلوقين
وإنَما الذي رُوِيَ بإسنادٍ جَيِدٍ عن الإمامِ مالِك ما رَواهُ الحافِظُ البَيهَقِيّ أنهُ قال: ولا يُقالُ كَيف وكَيف عنهُ مَرفوع. وهناكَ رِوايَةٌ ثانِيَةٌ عنِ الإمامِ مالِك أنهُ قال: والكَيفُ غَيرُ مَعقول. هذا الذي رُوِيَ عن الإمامِ مالِك
والإمامُ مالِك رضيَ اللهُ عنهُ ما قالَ ( والكَيفُ مَجهول ) كَما يَكذِبُ عليهِ الـمُجَسِمَة لأنَّ الكَيفَ مَعناهُ كُلُّ ما كانَ مِن صِفات الـمَخلوقين
وإنَما الذي رُوِيَ بإسنادٍ جَيِدٍ عن الإمامِ مالِك ما رَواهُ الحافِظُ البَيهَقِيّ أنهُ قال: ولا يُقالُ كَيف وكَيف عنهُ مَرفوع. وهناكَ رِوايَةٌ ثانِيَةٌ عنِ الإمامِ مالِك أنهُ قال: والكَيفُ غَيرُ مَعقول. هذا الذي رُوِيَ عن الإمامِ مالِك
ومعنى كَلامِ الإمامِ مالِك أنَّ الله َ مُستَحيلٌ عليهِ أن يَتَصِفَ بِصِفاتِ خَلقِهِ ، إذاً الكَيفِيَةُ معناها: الشَكِل والـهَيئَة والصورة ، واللهُ مُنَزَهٌ عن ذلك. فاللهُ مَوجودٌ بلا بِداية باقٍ بلا نِهاية لا يُشْبِهُ الـمَوجودات مَوجودٌ بلا كَيفٍ بلا مكان
الـمكانُ معناهُ هو الفَراغُ الذي يَشْغَلهُ الـحَجِم ، الـحَجِم إن كانَ كَثيفاً وإن كانَ لطيفاً يكونُ في مكان. فرَبُّنا تبارك وتعالى ليسَ حَجماً كَثيفاً ولا حَجماً لطيفاً
فهو سبحانهُ مُنَزَهٌ عن التَحَيُزِ في جِهَةٍ ومكان لا يَسكُنُ مكاناً واحِداً ولا جَميعَ الأمكِنَة
فمَن وصَفَ الله َ بالتَحَيُزِ في مكان فقَد وصَفَهُ بالعَجِز فقَد وصَفَهُ بالاحتِياج وهذا ضَلالٌ وكُفرٌ. النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: ( لا تُفَضِلوني على يونُسُ بنُ مَّتى
هذا الحديثُ قالَ فيهِ العُلَماءُ فيهِ إشارَةٌ على التَنزيه ، مَعلومٌ أنَّ نَبِيَنا مُحَمد صلى الله عليه وسلم هو أفضَلُ الأنبِياء ، العُلَماء قالوا: إذا كانت هذِهِ الأُمة أفضَل الأُمَم فَنَبِيُها هو أفضَلُ الأنبِياء
فإذاً ما هي الإشارة التي بِهَذا الحديث على تَنزيهِ اللهِ عن الجِهَةِ والـمَكان ؟ الإشارَةُ وهي: أنَّ نَبِيَ اللهِ يونُس لَما بَلَعَهُ الحوت وهو في بَطنِ الحوت وصَلَ بهِ إلى قَعرِ الـبَحَر
ونَبِيَنا مُحَمد صلى الله عليه وسلم لَما عُرِجَ إلى السمواتِ السَبِع ووَصَلَ إلى سِدْرَةِ الـمُنتَهى في جِهَةِ فوق لَم يَكُن سَيِدِنا مُحَمد صلى الله عليه وسلم
وهو عندَ سِدرَةِ الـمُنتَهى في جِهَةِ فَوق بأقرَب إلى اللهِ مِن حَيثُ الـمَسافَةِ مِن سَيِدِنا يونُس الذي كانَ في بَطنِ الحوتِ في قَعرِ الـبَحر بل سَيِدِنا مُحَمد صلى الله عليه وسلم الذي كانَ عندَ سِدرَةِ الـمُنتَهى وسَيِدِنا يونُس الذي كانَ في بَطنِ الحوتِ في قَعرِ الـبَحَر هُما بالنِسبَةِ إلى الله مِن حَيثُ الـمَسافَة على حَدٍ سَواء
معناهُ الذي في أعلى الـجَبَل والذي في أسفَل الـجَبَل هُما بالنِسبَةِ إلى الله مِن حيثُ الـمَسافَة على حَدٍ سَواء. فإذاً اللهُ تبارك وتعالى موجود لا شَكَ في وجودِهِ
وهذا العالَمُ دَليلٌ واضِحٌ على وجودِ الله تبارك وتعالى لأنَ هذا العالَم مُتَغَيِر
والذي يَتَغَيَر لا بُدَ لهُ مِن مُغَيِرٍ يُغَيِرُهُ والذي يُغَيِرُهُ هو الله الذي لا يَتَغَيَر ، فَسُبحان الله الذي يُغَيِر ولا يَتَغَيَر
واللهُ تبارك وتعالى موجودٌ لا يُشْبِهُ أحَداً مِن خَلقِه ولا أحَدٌ مِن خَلقِهِ يُشْبِهُهُ ولا يُشْبِهُهُ أحَد ، مَوجودٌ بلا كَيفٍ ولا مكان ، كانَ قَبلَ الـمَكانِ بلا مَكان وبعدَ أن خَلَقَ الـمَكان لا يَحتاجُ إليهِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق