-- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيّدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيّبين الطاهرين..
1- ما هو تعريف لفظ الجلالة الله؟
قال البيهقيّ في الأسماء والصفات قال الخطّابيّ فالرحمن ذو الرحمة الشاملة التي وَسِعَتِ الخَلقَ في أرزاقهم وأسبابَ معايشهم ومصالحهم وعَمَّت المؤمن والكافر والصالِح والطالِح وأما الرحيم فخاصٌّ للمؤمنين كقولِهِ: {وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ا هـ
المَدحُ هو الثناء الحَسَن والجميل هو الإحسان. أما الحمد فقد قال بعض العلماء أنه الثناء باللسان على الجميل الاختياريّ وهو مَدْحٌ مَخصوص.
ملاحظة مهمة: كلمة الربّ بالـ"الألف واللام" لا تُطلَق إلا على الله. أما كلمة ربّ قد تُطلَقُ على الإنسان حيث تأتي بمعنى مالِك. فمثلاً يقال رَبّ البيتِ اي مالِكَهُ. ولكن لا يجوز أن يقال عن الإنسان أنه ربٌّ لأشخاص أحرار أما إذا قيل ربّ العبدِ المملوك أو الأمَة فجائز.
وقال في لسان العرب وجوارح الإنسان أعضاؤه وعوامِلُ جَسَدِهِ كَيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ واحِدَتُها جارِحة ا هـ.
والصّوفيّ هوَ الفقير العامِلُ بعِلْمِهِ وَهُوَ مَن لَبِسَ الصّوفَ على الصَّفا.
قال الجُنَيد: ما أخَذّنا التصَوُّفَ بالقالِ والقيلِ ولكن بالجوعِ والسَهَرِ وتركِ المُستَحْسَنات والمَألوفات ا هـ.
حرفا الالف واللام في كلمة العلم في الحديث يدلان عادةً إما على العموم أو تدلان على شيء معهود. والعِلمُ هنا لا يُقصَدُ مِنهُ كُلَّ العلوم إنما تدُلّ على عِلمٍ مخصوص ومعهود. وليس المُرادُ أيضًا كُلّ عِلمِ الدين إنما الفرض العيني من عِلمِ الدين. ولو كان العِلمُ المقصود في هذا الحديث هو العِلمُ الدُنيويّ لكان الصحابة أولى بتعلّمِها ولكنهم لم يتعلّموا كثيرًا في أمور الدنيا.
وقد صَحَّحَهُ السُيوطِيّ في رسالته المُسَمّاة التَنقيحُ في مسألة التصحيح وحَسَّنَهُ في تَدريبِ الرّاوي فقال وَمِثالُهُ أي المشهورُ وَهُوَ حَسَنٌ حديث طَلَبُ العِلمِ فريضَةٌ على كَلّ مُسلِم ا هـ.
1- الواجِب: وهو ما يثابُ المُسلِمُ على فِعْلِهِ ويُعاقَبُ على تَركِهِ.
2- المندوب: اي السُنّة، وهي ما يُثابُ المُسلِمُ على فِعلِهِ ولا يُعاقَبُ على تَركِهِ.
3- المباح: ما استوى فِعلُهُ وتَركُهُ.
4- المَكروه: وهو ما يُثابُ المُسلِمُ على تَركِهِ ولا يُعاقَبُ على فِعلِهِ
5- الحرام: ما يُثابُ المُسلِمُ على تَركِهِ ويُعاقَبُ على فِعلِهِ.
قال الإمام أبو حنيفة: إعلَم أنّ الفِقهَ في الدين افضَلُ من الفِقهِ في الأحكام ا هـ.
ثمّ إن نيّة الثبوت على الإسلام ضروريّة أي أن يخلو قلبُهُ عن أيّ عزمٍ على تَرْكِ الإسلام في المُستَقْبَل أو تَرَدَّدَ في ذلك فإن مَن نَوى الكُفرَ في المُستَقبَلِ كَفَرَ في الحال(4).
-------------------------------------------
(1) الذي لا يَعرِفُ العربيّة يجب أن تَبلُغَهُ معنى الشهادتين بِلُغَتِهِ حتى يُصبِحَ مُكَلَّفًا.
(2) المجنون غير مُكَلَّف والأصل في هذا الحديث: "رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاث: عن النائِمِ حتى يستيقظ وعن الصبيّ حتى يحتَلِم وعن المجنون حتى يعقِل" رواه الإمام أحمد.
(3) في رسالة النبيّ صلى الله عليه وسلّم لِهِرَقْلَ "مِن محمد عبد الله ورسوله إلى هِرَقْلَ عظيم الروم سلامٌ على من اتّبَعَ الهُدَى أما بعد فإني أدعوكَ بدِعايَةِ الإسلام أسْلِم تَسْلَم يُؤْتِكَ الله أجرَكَ مرّتين فإن تَوَلَّيْتَ فإنّ عليك إثمَ الأريسيّين".
عندما قال هنا هِرَقلَ عظيم الروم لم يكُن يريد مدحه وتعظيمه إنما للإفرادِ فقط.
الفاء التي أتت بجملة "فإن توَلَّيْتَ" يقال لها مِن حروف المعاني وهي تُفيدُ من حيث اللغة التعاقُب ونَفْيَ المُهلَة أما الفاء الثانية في جملة "فإن عليك إثم الأريسيين" فهي رابطة لجواب الشرط.
وفي جُملَة "يُؤتِكَ الله أجرك مرّتين" قال بعض العُلماء يُحتَمَل أن يكون تضعيف الأجر من جهة إسلامه ومن جهة أن يكون إسلامُهُ سببًا لدخول أتباعِهِ.
الأريسيين اي الفلاحين وقول الرسول لهِرَقْلَ "فإن عليك إثم الأريسيين" معناه إثم من تسَبَّبَ في عَدَمِ إسلامِ غَيْرِهِ تقليدًا لَهُ.
(4) قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح الرَّوضِ في باب الرِدَّة: أو عَزَمَ على الكُفرِ أو عَلَّقَهُ بشَيْءٍ كقوله إن هَلَكَ مالي أو ولدي تَهَوَّدْتُ أو تَنَصَّرْتُ أو تَرَدَّدَ هل يَكْفُر أو لا لأن استِدامَةَ الإيمان واجبة فإذا تَرَكَها كَفَرَ ا هـ
أما الإسلام في اللغة فهو مُطْلَقُ التسليم والإنقياد وفي الشرع هو انقيادٌ مخصوصٌ لما جاء به النبيّ صلى الله عليه وسلّم.
مَن يُطِع إنساناً بالمعنى المذكور أعلاه فهو إشراكٌ بالله أما الطاعة المُجَرَّدة فهي ليست عبادة.
والأحد معناها أنه الذي لا شريك له في الألوهية وقال بعض العلماء هو بمعنى الواحِد وقال بعضهم هو الذي لا يقبل الإنقسام والتجزُّؤ.
قال الإمام أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز البغداديّ التَّميميّ رئيس الحنابلة ببغداد في كتابه اعتقاد الإمام أحمد: "وأنكَرَ أحمد (أي أحمد بن حنبل) على من يقول بالجسم وقال أن الأسماء مأخوذةٌ من الشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الإسم (الجسم) على ذي طول وعرض وسَمْكٍ وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارجٌ عن ذلك كلّه (أي لا يوصَف بذلك كلّه) فلم يَجُزْ أن يُسَمّى جِسمًا لِخروجِهِ عن معنى الجسميّة ولم يَجِئْ في الشريعة ذلك فبَطَل ا هـ.
والجسم هو ما يأخذ حيّزًا من الفراغ وقال الإمام أبو منصور البغداديّ في كتابه الفَرقُ بين الفِرَق: "وأجمعوا (أي أهل العلم) أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان
والعَصَبُ هي أطنابُ المفاصِلِ أما المُخُّ فهو السائل الموجود داخِلَ العظم.
وأما الدائِمُ فَمَعناهُ الذي لا يَلحَقُهُ ولا يجوزُ عليهِ الفناءُ عقلاً ولا دائِمَ بهذا المعنى إلا الله فلا شريك للهِ في الدَيْمُومِيَّةِ اي البقاء إلى ما لا نهاية لأن دَيْمُومِيَّتَهُ استَحَقَّهَا لذاتِهِ لا شيءَ غَيْرُهُ أوجَبَ لَهُ ذلكَ، لا باقِيَ بِذاتِهِ إلا الله.
ملاحظة: لا نقول الله خَصَّصَ نفسَهُ بالبقاء لأن ديمومية الله ليس بتخصيص مُخَصِّص إنما هي صفةٌ له استحقَّهَا لذاتِهِ من غير مُخَصِّص.
قال البغدادي في الفَرْقِ بينَ الفِرَقِ وأجمعوا أيضًا على جواز الفناء على العالَمِ كُلِّهِ من طريقِ القُدرَةِ والإمكان وإنما قالوا بتأبيدِ الجنة وتأبيد جهنّم وعذابها من طريق الشرع اهـ.
وقال الشيرازيّ في اللمع في تعريف الإجماع وأما في الشرعِ فهو اتفاقُ علماء العصر على حكم الحادثة ثم قال والدليل على أنّه حُجّةٌ قولُهُ عزّ وجلّ: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}[سورة النساء:115] فتوَعََّد على اتباع غير سبيلهم فدلّ على أنّ اتّباعَ سبيلَهُم واجِبٌ ومخالَفَتهم حرام اهـ.
قال البغداديّ وأكفَروا مَنْ قالَ مِنَ الجَهْمِيَّةِ بفناء الجنّة والنار اهـ لأن فيه رَدٌّ للنصوصِ ورَدُّ النصوصِ كُفرٌ كما قالَ النَسَفِيُّ وغيرُهُ.
وقد قال ابن تيمية بفناء النار بعد أن ذَكَرَ في كِتابِهِ مِنهاجُ السُنّة النبويّة أن المسلمين اتّفقوا على بقاء الجنّة والنارِ وإن جَهْمَ ابن صفوانَ خالَفَ في ذلك فقال بِفنائِهِما فكَفّرَهُ المسلمونَ فحُكمُهُ حُكْمُ جَهْمٍ فَكِلاهُما كافِرٌ.
وجهم بن صفوان هو أبو محرز الراسبي السمرقندي أُسُّ الضلالة ورأس الجهمية. كان يُنْكِرُ الصفاتَ وينَزِّهُ البارئ على عنها بزعمه ويقول بخلقِ القرءان وأن الله تعالى في الأمكنة كلّها. قَتَلَهُ سلم بن أحوز وكان قَتْلُهُ سنة مائة وثمان وعشرين اهـ.
قال ابن تيمية بفناء النار في رسالَةٍ لَهُ أسماها تلبيسًا (لأجل الخِداعِ) الرَدُّ على مَن قالَ بفناءِ الجَنّة والنار ونَقَلَهُ عَنهُ عُلماء عَصرِهِ مثل تقيّ الدين السُبكيّ ونَقَلَهُ أيضًا تلميذُهُ ابن قيّم الجوزيّة في كتابِ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح وأثبَتَهُ عنه الصَّنعانيّ والألبانيّ وغيرُهُما من مُحبّيه ومنتقديه.
الشيءُ في اللُغَةِ هو المُتَحَقُِّ الوجودِ و"كُلّ" من ألفاظ العموم فمعنى الآية هو أن كل ما دَخَلَ في الوجودِ من الأعيان والأعمالِ هو بخلق الله. والأعيان جمع عَيْن وهو كلّما له حجم أو كلّ ما له قيام بذاته.
والشيء يُطلَقُ على الأعمالِ فمثلاً إذا قيل أريد منك شيئاً أي خِدمةً فالخدمة هنا ليست جسمًا.
قال الله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [سورة الصافات:96] فالآيتان صريحَتان في أنَّ اللهَ هو خالِقُ الأجسامِ والأعمال.
قال البيهَقِيُّ في القضاء والقَدَرِ عند ذِكرِ الآية: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} وما يعمَلُه ابن ءادَمَ ليس هو الصَنَم وإنما هو حركاتُهُ واكتِساباتُهُ وقد حَكَمَ بأنّه خَلَقَنا وخَلَقَ ما نَعمَلُهُ وهو حركاتُنا واكتِساباتُنا اهـ.
وفي هذه الآية "ما" يُسَمّى في اللغَةِ حَرفٌ مَصدَرِيٌّ والأحرُف المصدَرِيَّةِ تُمزَجُ مع ما بَعدَها بِمَصْدَر أي كأنه قيل في هذه الآية: "والله خَلَقَكُم وأعمالَكُم".
فائِدة: لَفظُ الخالِقِ لا يُطلَقُ إلا على الله فهو من أسماء الله الخاصّة أما معنى كَلِمَة خَلْق تأتي بِمَعنى التَقدير والتَصوير أو الافتراء وبمعنى الإبراز من العَدَمِ إلى الوجودِ. أما إذا جاءت مع "الـ" فإنها لا تُطلَقُ إلا على الله. أما بدون "الـ" فإنها تُطلَقُ على غير الله إلا إذا جاءَ بمعنى الإبراز من العَدَمِ إلى الوجودِ
العالِم هو اشتراكٌ في اللفظِ واختلافٌ في المعنى فعِلمُ اللهِ لا يتغيَّر وهو صِفَةٌ لهُ سبحانه وتعالى أما نحنُ فعِلمُنا حادِثٌ ما كنّا نعرف ثم عَرَفنا، عِلمُنا يزيدُ وينقُص ويَدُلُّ على حدوثِنا أما عِلمُ اللهِ أزليّ.
الله تعالى يَعلَمُ ما كان وما يكون وما لم يَكُن لو كانَ كيف يكونُ.
يُقالُ فلانٌ رازِقُ الجَيشِ اي مُزَوِّدُهُ. أما الرازِق بالألف واللام فلا يُطلَقُ إلا على اللهِ.
ملاحظة: لا يقال الله قادِرٌ على نَفْسِهِ
-----------------------
(1) اي ما شاء الله في الأزلِ أن يكون.
(2) أي إذا أرادَ شيئًا فلا بُدَّ أن يَحصُلَ.
أما بعد، فهذا الموضوع فيه ما تيسّر من مصطلحات شرعيّة نستعملها في الشرع أحببت أن أعطي معناها وماذا فسّرها علماء أهل السُنّة والجماعة إن شاء الله
1- ما هو تعريف لفظ الجلالة الله؟
لفظ الجلالة الله هو عَلَمٌ للذات المٌقَدّس المُستَحِقّ لنهاية التعظيم وغاية الخضوع ومعناه من له الإلهيّة وهي القُدرَةُ على الإختراع اي إبراز العَدَمِ إلى الوجود.
2- ما معنى الرحمن والرحيم؟
الرحمن أي كثير الرحمة للمؤمنين والكافرين في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة. أما الرحيم اي كثير الرحمة للمؤمنين
الرحمن أي كثير الرحمة للمؤمنين والكافرين في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة. أما الرحيم اي كثير الرحمة للمؤمنين
قال البيهقيّ في الأسماء والصفات قال الخطّابيّ فالرحمن ذو الرحمة الشاملة التي وَسِعَتِ الخَلقَ في أرزاقهم وأسبابَ معايشهم ومصالحهم وعَمَّت المؤمن والكافر والصالِح والطالِح وأما الرحيم فخاصٌّ للمؤمنين كقولِهِ: {وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ا هـ
3- ما معنى الحمد لله؟
معنى الحمد لله اي نُثني على الله ونَمْدَحُهُ بِألسِنَتِنا على ما أنعَمَ بِهِ علينا من النِعَمِ التي لا نُحصيها من غيرِ وُجوبٍ عليه.
المَدحُ هو الثناء الحَسَن والجميل هو الإحسان. أما الحمد فقد قال بعض العلماء أنه الثناء باللسان على الجميل الاختياريّ وهو مَدْحٌ مَخصوص.
4- ما معنى رب العالمين؟
رب العالمين معناه مالِكُ العالمين أي كلُّ ما دَخَلَ في الوُجودِ.
رب العالمين معناه مالِكُ العالمين أي كلُّ ما دَخَلَ في الوُجودِ.
ملاحظة مهمة: كلمة الربّ بالـ"الألف واللام" لا تُطلَق إلا على الله. أما كلمة ربّ قد تُطلَقُ على الإنسان حيث تأتي بمعنى مالِك. فمثلاً يقال رَبّ البيتِ اي مالِكَهُ. ولكن لا يجوز أن يقال عن الإنسان أنه ربٌّ لأشخاص أحرار أما إذا قيل ربّ العبدِ المملوك أو الأمَة فجائز.
5- ما معنى صفة التدبير بحق الله؟
التدبير معناه التقدير والتقدير هو جعل كلّ شيء على ما هو عليه وهو صفة خاصّة بالله تعالى
التدبير معناه التقدير والتقدير هو جعل كلّ شيء على ما هو عليه وهو صفة خاصّة بالله تعالى
6- ما هي الجوارح؟
الجوارح جمع جارحة وهي أعضاء الإنسان وعددها سبعة: اليد، الرِجل، الأُذُن، العَيْن، اللسان، البطن والفَرْج.
الجوارح جمع جارحة وهي أعضاء الإنسان وعددها سبعة: اليد، الرِجل، الأُذُن، العَيْن، اللسان، البطن والفَرْج.
وقال في لسان العرب وجوارح الإنسان أعضاؤه وعوامِلُ جَسَدِهِ كَيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ واحِدَتُها جارِحة ا هـ.
7- ما تعريف التَصَوُّف؟
التصَوُّفُ عِلْمٌ تُعْرَفُ بِهِ أحوالُ تزكِيَةِ النُفوسِ وتَصْفِيَةُ الأخلاقِ وتَعميرُ الظاهِرِ والباطِنِ لِنَيْلِ السعادةِ الأبديّة.
التصَوُّفُ عِلْمٌ تُعْرَفُ بِهِ أحوالُ تزكِيَةِ النُفوسِ وتَصْفِيَةُ الأخلاقِ وتَعميرُ الظاهِرِ والباطِنِ لِنَيْلِ السعادةِ الأبديّة.
والصّوفيّ هوَ الفقير العامِلُ بعِلْمِهِ وَهُوَ مَن لَبِسَ الصّوفَ على الصَّفا.
قال الجُنَيد: ما أخَذّنا التصَوُّفَ بالقالِ والقيلِ ولكن بالجوعِ والسَهَرِ وتركِ المُستَحْسَنات والمَألوفات ا هـ.
8- فّسِّر حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم :"طَلَبُ العِلْمِ فريضَةٌ على كُلّ مُسلِم"
هذا الحديث رواه البيهقيّ وحَسّنَهُ الحافِظُ المِزّي. والمُرادُ بالعِلْمِ في هذا الحديث عِلْمِ الدين الضّروري الشامل لمعرفة الله ومعرفة رسولِه وغيرهما من ضروريات الإعتقاد والشامِلُ أيضًُا لِمَعرِفة أحكام الصلاة والطهارة شروطًا وأركانًا ومُبطِلات وغيرهما من ضروريّات عِلْمِ الدين.
هذا الحديث رواه البيهقيّ وحَسّنَهُ الحافِظُ المِزّي. والمُرادُ بالعِلْمِ في هذا الحديث عِلْمِ الدين الضّروري الشامل لمعرفة الله ومعرفة رسولِه وغيرهما من ضروريات الإعتقاد والشامِلُ أيضًُا لِمَعرِفة أحكام الصلاة والطهارة شروطًا وأركانًا ومُبطِلات وغيرهما من ضروريّات عِلْمِ الدين.
حرفا الالف واللام في كلمة العلم في الحديث يدلان عادةً إما على العموم أو تدلان على شيء معهود. والعِلمُ هنا لا يُقصَدُ مِنهُ كُلَّ العلوم إنما تدُلّ على عِلمٍ مخصوص ومعهود. وليس المُرادُ أيضًا كُلّ عِلمِ الدين إنما الفرض العيني من عِلمِ الدين. ولو كان العِلمُ المقصود في هذا الحديث هو العِلمُ الدُنيويّ لكان الصحابة أولى بتعلّمِها ولكنهم لم يتعلّموا كثيرًا في أمور الدنيا.
وقد صَحَّحَهُ السُيوطِيّ في رسالته المُسَمّاة التَنقيحُ في مسألة التصحيح وحَسَّنَهُ في تَدريبِ الرّاوي فقال وَمِثالُهُ أي المشهورُ وَهُوَ حَسَنٌ حديث طَلَبُ العِلمِ فريضَةٌ على كَلّ مُسلِم ا هـ.
9- إلى كم قسم تُقسَم الأحكام؟
تُقسَمُ الأقسامُ إلى خمسة أقسام:
تُقسَمُ الأقسامُ إلى خمسة أقسام:
1- الواجِب: وهو ما يثابُ المُسلِمُ على فِعْلِهِ ويُعاقَبُ على تَركِهِ.
2- المندوب: اي السُنّة، وهي ما يُثابُ المُسلِمُ على فِعلِهِ ولا يُعاقَبُ على تَركِهِ.
3- المباح: ما استوى فِعلُهُ وتَركُهُ.
4- المَكروه: وهو ما يُثابُ المُسلِمُ على تَركِهِ ولا يُعاقَبُ على فِعلِهِ
5- الحرام: ما يُثابُ المُسلِمُ على تَركِهِ ويُعاقَبُ على فِعلِهِ.
10- ما معنى ضروريات الإعتقاد؟
ضروريات جمع ضروري وهو هنا (أي في عِلمِ الدين) ما لا يجوز للمُكَلّفِ جَهْلُهُ أي ما لا يُسْتَغْنى عَنهُ من أمور الإعتقاد.
كلمة ضروريّ تُستَعمَل لأكثر من معنى وهو الشيء الذي لا يحتاج إلى تفَكُّرٍ واستدلال وهو أيضًا ما يَهْجُمُ على القَلبِ بِمُجَرَّد التِفَاتُ النفسِ إليه. وهي تُستَعمَلُ أيضًا على ما لا يُستَغنى عنه أما في هذه الجملة "ضروريات الإعتقاد" فهو ما لا يجوز للمُكَلَّفِ أن يَجهَلَه أو ما لا يَستغني المُكَلَّفُ عنه.
ضروريات جمع ضروري وهو هنا (أي في عِلمِ الدين) ما لا يجوز للمُكَلّفِ جَهْلُهُ أي ما لا يُسْتَغْنى عَنهُ من أمور الإعتقاد.
كلمة ضروريّ تُستَعمَل لأكثر من معنى وهو الشيء الذي لا يحتاج إلى تفَكُّرٍ واستدلال وهو أيضًا ما يَهْجُمُ على القَلبِ بِمُجَرَّد التِفَاتُ النفسِ إليه. وهي تُستَعمَلُ أيضًا على ما لا يُستَغنى عنه أما في هذه الجملة "ضروريات الإعتقاد" فهو ما لا يجوز للمُكَلَّفِ أن يَجهَلَه أو ما لا يَستغني المُكَلَّفُ عنه.
قال الإمام أبو حنيفة: إعلَم أنّ الفِقهَ في الدين افضَلُ من الفِقهِ في الأحكام ا هـ.
11- من هو المُكَلَّف وماذا يجب عليه؟
المُكَلَّف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام أي مَن بَلَغَهُ أنَّهُ لا إله إلا الله وأنَّ محمّدًا رسول الله فهذا هُوَ المُكَلَّفُ(1) الذي هو مُلْزَمٌ بأن يَدينَ بِدين الإسلام ويعمَلَ بشَريعَتِهِ أي أن يُؤَدّيَ الواجِبات ويَجْتَنِبَ المُحَرّمات. أما مَن مات قبل البلوغ فليس عليه مسؤوليّة في الآخرة وكذلك من اتّصَلَ جنونُه إلى ما بعد البُلوغ فماتَ وهو مجنونٌ(2) فليس مُكَلَّفًا وكذلك الذي عاش بالِغًا ولَم تًبْلُغُهُ دَعْوَةُ الإسلام أي أصلُ الدَّعوة. ولَيسَ شرطًا لِبلوغ الدعوة أن تَبلُغَهُ تفاصيلُ عقائِدِ الإسلام بأدلّتها بل يكون مُكَلَّفًا بمجرّد أن يبلُغَهُ أصلُ الدعوة(3) ولا يكون له عُذرًا أنّه لم يَكُن فَكَّرَ في حَقِّيَّةِ الإسلام بُرهَةً من الزمن فإنّ مَن سَمِعَ في الأذان الشهادتين وهو يفهَمُ العَرَبية فهو مُكَلَّف فإن مات ولم يُسلِم استحقّ عذابَ الله المؤبَّدِ في النار.
المُكَلَّف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام أي مَن بَلَغَهُ أنَّهُ لا إله إلا الله وأنَّ محمّدًا رسول الله فهذا هُوَ المُكَلَّفُ(1) الذي هو مُلْزَمٌ بأن يَدينَ بِدين الإسلام ويعمَلَ بشَريعَتِهِ أي أن يُؤَدّيَ الواجِبات ويَجْتَنِبَ المُحَرّمات. أما مَن مات قبل البلوغ فليس عليه مسؤوليّة في الآخرة وكذلك من اتّصَلَ جنونُه إلى ما بعد البُلوغ فماتَ وهو مجنونٌ(2) فليس مُكَلَّفًا وكذلك الذي عاش بالِغًا ولَم تًبْلُغُهُ دَعْوَةُ الإسلام أي أصلُ الدَّعوة. ولَيسَ شرطًا لِبلوغ الدعوة أن تَبلُغَهُ تفاصيلُ عقائِدِ الإسلام بأدلّتها بل يكون مُكَلَّفًا بمجرّد أن يبلُغَهُ أصلُ الدعوة(3) ولا يكون له عُذرًا أنّه لم يَكُن فَكَّرَ في حَقِّيَّةِ الإسلام بُرهَةً من الزمن فإنّ مَن سَمِعَ في الأذان الشهادتين وهو يفهَمُ العَرَبية فهو مُكَلَّف فإن مات ولم يُسلِم استحقّ عذابَ الله المؤبَّدِ في النار.
ثمّ إن نيّة الثبوت على الإسلام ضروريّة أي أن يخلو قلبُهُ عن أيّ عزمٍ على تَرْكِ الإسلام في المُستَقْبَل أو تَرَدَّدَ في ذلك فإن مَن نَوى الكُفرَ في المُستَقبَلِ كَفَرَ في الحال(4).
-------------------------------------------
(1) الذي لا يَعرِفُ العربيّة يجب أن تَبلُغَهُ معنى الشهادتين بِلُغَتِهِ حتى يُصبِحَ مُكَلَّفًا.
(2) المجنون غير مُكَلَّف والأصل في هذا الحديث: "رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاث: عن النائِمِ حتى يستيقظ وعن الصبيّ حتى يحتَلِم وعن المجنون حتى يعقِل" رواه الإمام أحمد.
(3) في رسالة النبيّ صلى الله عليه وسلّم لِهِرَقْلَ "مِن محمد عبد الله ورسوله إلى هِرَقْلَ عظيم الروم سلامٌ على من اتّبَعَ الهُدَى أما بعد فإني أدعوكَ بدِعايَةِ الإسلام أسْلِم تَسْلَم يُؤْتِكَ الله أجرَكَ مرّتين فإن تَوَلَّيْتَ فإنّ عليك إثمَ الأريسيّين".
عندما قال هنا هِرَقلَ عظيم الروم لم يكُن يريد مدحه وتعظيمه إنما للإفرادِ فقط.
الفاء التي أتت بجملة "فإن توَلَّيْتَ" يقال لها مِن حروف المعاني وهي تُفيدُ من حيث اللغة التعاقُب ونَفْيَ المُهلَة أما الفاء الثانية في جملة "فإن عليك إثم الأريسيين" فهي رابطة لجواب الشرط.
وفي جُملَة "يُؤتِكَ الله أجرك مرّتين" قال بعض العُلماء يُحتَمَل أن يكون تضعيف الأجر من جهة إسلامه ومن جهة أن يكون إسلامُهُ سببًا لدخول أتباعِهِ.
الأريسيين اي الفلاحين وقول الرسول لهِرَقْلَ "فإن عليك إثم الأريسيين" معناه إثم من تسَبَّبَ في عَدَمِ إسلامِ غَيْرِهِ تقليدًا لَهُ.
(4) قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح الرَّوضِ في باب الرِدَّة: أو عَزَمَ على الكُفرِ أو عَلَّقَهُ بشَيْءٍ كقوله إن هَلَكَ مالي أو ولدي تَهَوَّدْتُ أو تَنَصَّرْتُ أو تَرَدَّدَ هل يَكْفُر أو لا لأن استِدامَةَ الإيمان واجبة فإذا تَرَكَها كَفَرَ ا هـ
12- ما هو تعريف المُعجِزَة؟
المُعجِزَةُ هي أمرٌ خارِقٌ للعادة يَظهَرُ على يَدِ مُدّعي النُبُوَّةِ مُوافِقٌ لِدَعواهُ سالِمٌ مِنَ المُعارَضَةِ بالمِثل.
المُعجِزَةُ هي أمرٌ خارِقٌ للعادة يَظهَرُ على يَدِ مُدّعي النُبُوَّةِ مُوافِقٌ لِدَعواهُ سالِمٌ مِنَ المُعارَضَةِ بالمِثل.
13- ما هو تعريف الخَبَر المُتَواتِر؟
الخَبَر المُتَواتِر هو ما نَقَلَهُ جَمْعٌ عن جَمْعٍ لا يُقْبَلُ اتّفاقُهُم على الكَذِب بِحَيْثُ يَكونُ مُسْتَنَدُهُ الحِسُّ ولا يَنْزِلُ ناقِلوهُ عَنِ العَدَدِ الذي يفيدُ التَّواتُرَ في أيّ طَبَقَةٍ من طَبَقاتِ الرُّواة.
الخَبَر المُتَواتِر هو ما نَقَلَهُ جَمْعٌ عن جَمْعٍ لا يُقْبَلُ اتّفاقُهُم على الكَذِب بِحَيْثُ يَكونُ مُسْتَنَدُهُ الحِسُّ ولا يَنْزِلُ ناقِلوهُ عَنِ العَدَدِ الذي يفيدُ التَّواتُرَ في أيّ طَبَقَةٍ من طَبَقاتِ الرُّواة.
14- ما هو تعريف الإيمان والإسلام؟
الإيمان في اللغة هو التصديق وفي الشرع هو تصديقُ المخصوص بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلّم.
الإيمان في اللغة هو التصديق وفي الشرع هو تصديقُ المخصوص بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلّم.
أما الإسلام في اللغة فهو مُطْلَقُ التسليم والإنقياد وفي الشرع هو انقيادٌ مخصوصٌ لما جاء به النبيّ صلى الله عليه وسلّم.
15- ما هو تعريف العبادة؟
العبادة هي أقصى غاية الخشوع والخضوع. وقيل أيضًا هي الطاعة الخاصّة مع نهاية التذلُّل مع اعتِقادِ أن المُطاعَ لَهُ حَقِّيَّةُ التحليل والتحريم.
العبادة هي أقصى غاية الخشوع والخضوع. وقيل أيضًا هي الطاعة الخاصّة مع نهاية التذلُّل مع اعتِقادِ أن المُطاعَ لَهُ حَقِّيَّةُ التحليل والتحريم.
مَن يُطِع إنساناً بالمعنى المذكور أعلاه فهو إشراكٌ بالله أما الطاعة المُجَرَّدة فهي ليست عبادة.
16- ما هو تعريف التَوَسُّل؟
التوسُّل هو طلب حصول منفعة أو دفع مضرّة من الله تعالى بذِكرِ إسمِ وَلِيّ أو نَبِيّ إكرامًا للمُتَوَسَّلِ بِهِ.
17- ما هو تعريف الواحِد والأحد في حقّ الله؟
معنى الواحِد اي المنفرِد بالألوهيّة الذي لا ثانيَ له اي لا شريك له في الألوهيّة فالله واحِدٌ لا من طريق العدد لأن الواحِد يَقبَلُ الإنقسام أو المضاعفة تنزّه الله عن ذلك. قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في الفِقْهِ الأكبر والله واحِدٌ لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له ا هـ.
معنى الواحِد اي المنفرِد بالألوهيّة الذي لا ثانيَ له اي لا شريك له في الألوهيّة فالله واحِدٌ لا من طريق العدد لأن الواحِد يَقبَلُ الإنقسام أو المضاعفة تنزّه الله عن ذلك. قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في الفِقْهِ الأكبر والله واحِدٌ لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له ا هـ.
والأحد معناها أنه الذي لا شريك له في الألوهية وقال بعض العلماء هو بمعنى الواحِد وقال بعضهم هو الذي لا يقبل الإنقسام والتجزُّؤ.
18- ما هو تعريف الأوّل في حقّ الله؟
معنى الأوّل الذي لا ابتداء لوجوده.
الأوّليّة قسمان: الأوّلِيَّة النِسبِيَّةُ كما نقول مثلاً أن سيدنا ءادم عليه السلام هو أوّل البشر اي بالنسبة للبشر فهو الأوّل. والأوّلِيَّةُ المُطْلَقَة وهي التي ليست مقَيَّدَةً بشيء وهي خاصة بالله سبحانه وتعالى. والدليل على ذلك من القرءان {هُوَ الأَوَّلُ} ومن الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلَم: "كان الله ولم يكن شيءٌ غيرُهُ" رواه البخاريّ وغيره.
البلاغة عبارة عن ثلاثة علوم:
- علم البيان
- علم المعاني
- علم البديع
ففي عِلْمِ البيان، إذا كان المبتدأ والخَبَرُ مَعرِفَة فإن هذا يُفيدُ التخصيص والحَصْر. ففي الآية :{هُوَ الأَوَّلُ} هُوَ ضمير والضمائر معرفة، والأوّل خَبَر وهو معرّف بـ"الـ" فتبيّن لنا أنه لا أوّلَ إلا الله وهي أوّلِيَّةٌ مُطلَقَة. فالله لم يسبقُهُ عَدَمٌ.
الأوّليّة قسمان: الأوّلِيَّة النِسبِيَّةُ كما نقول مثلاً أن سيدنا ءادم عليه السلام هو أوّل البشر اي بالنسبة للبشر فهو الأوّل. والأوّلِيَّةُ المُطْلَقَة وهي التي ليست مقَيَّدَةً بشيء وهي خاصة بالله سبحانه وتعالى. والدليل على ذلك من القرءان {هُوَ الأَوَّلُ} ومن الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلَم: "كان الله ولم يكن شيءٌ غيرُهُ" رواه البخاريّ وغيره.
البلاغة عبارة عن ثلاثة علوم:
- علم البيان
- علم المعاني
- علم البديع
ففي عِلْمِ البيان، إذا كان المبتدأ والخَبَرُ مَعرِفَة فإن هذا يُفيدُ التخصيص والحَصْر. ففي الآية :{هُوَ الأَوَّلُ} هُوَ ضمير والضمائر معرفة، والأوّل خَبَر وهو معرّف بـ"الـ" فتبيّن لنا أنه لا أوّلَ إلا الله وهي أوّلِيَّةٌ مُطلَقَة. فالله لم يسبقُهُ عَدَمٌ.
19- ما هو تعريف الجسم؟
الجسم ما له طولٌ وعَرْضٌ وسَمْكٌ. وقال بعض العلماء في تعريفه أنه ما تركّب من جوهرين فأكثر. والجوهر هو الجزء الذي لا يتجزّأ ويٌطلق عليه الجوهر الفرد.
20- كيف نُثبِت أن الله ليس جسمًا؟
كما قلنا سابقًا فإن الجسم ما له طولٌ وعَرْضٌ وسَمْكٌ والجسم محتاج لِمَن خَصَّهُ بالطولِ دون غيرِه وبالعَرْضِ دون غيره وبالسَمْكِ دون غيره، فالشيء لا يخُصّ نفسَهُ فالجسم يحتاج لمُخّصّصٍ خَصَّصَهُ بتلك الصفات والمحتاج لا يكون إلهًا.
كما قلنا سابقًا فإن الجسم ما له طولٌ وعَرْضٌ وسَمْكٌ والجسم محتاج لِمَن خَصَّهُ بالطولِ دون غيرِه وبالعَرْضِ دون غيره وبالسَمْكِ دون غيره، فالشيء لا يخُصّ نفسَهُ فالجسم يحتاج لمُخّصّصٍ خَصَّصَهُ بتلك الصفات والمحتاج لا يكون إلهًا.
قال الإمام أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز البغداديّ التَّميميّ رئيس الحنابلة ببغداد في كتابه اعتقاد الإمام أحمد: "وأنكَرَ أحمد (أي أحمد بن حنبل) على من يقول بالجسم وقال أن الأسماء مأخوذةٌ من الشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الإسم (الجسم) على ذي طول وعرض وسَمْكٍ وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارجٌ عن ذلك كلّه (أي لا يوصَف بذلك كلّه) فلم يَجُزْ أن يُسَمّى جِسمًا لِخروجِهِ عن معنى الجسميّة ولم يَجِئْ في الشريعة ذلك فبَطَل ا هـ.
والجسم هو ما يأخذ حيّزًا من الفراغ وقال الإمام أبو منصور البغداديّ في كتابه الفَرقُ بين الفِرَق: "وأجمعوا (أي أهل العلم) أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان
21- ما معنى القديم إذا أطلق على الله؟
القديم إذا أُطلِقَ على الله يعني الذي لا ابتداء لوجوده لأن قِدَمَ الله ذاتيّ وليس زمنيّ.
قال البيهقيّ في كتاب الاعتقاد: القديمُ هوَ الموجودُ لَم يَزَلْ اهـ فالقديمُ إذا أُطلِقَ على الله فمعناهُ الأزَلِيّ الذي ليس له بداية. وقد نَقَلَ الزّبيديّ الإجماع على جوازِ إطلاقِ القديمِ على الله، ذَكَرَهُ في شَرْحِ (قديمٌ لا أوَّلَ له) في المُجَلَّد الثاني من إتحافِ السادة المُتَّقين.
قال البيهقيّ في كتاب الاعتقاد: القديمُ هوَ الموجودُ لَم يَزَلْ اهـ فالقديمُ إذا أُطلِقَ على الله فمعناهُ الأزَلِيّ الذي ليس له بداية. وقد نَقَلَ الزّبيديّ الإجماع على جوازِ إطلاقِ القديمِ على الله، ذَكَرَهُ في شَرْحِ (قديمٌ لا أوَّلَ له) في المُجَلَّد الثاني من إتحافِ السادة المُتَّقين.
22- ما معنى الحَيّ إذا أُطلِقَ على الله؟
معنى الحَيّ إذا وُصِفَ اللهُ بِهِ فهو أنَّهُ مَوْصُوفٌ بحياةٍ أزليّةٍ أبديّةٍ لَيْسَتْ بِروحٍ ولَحمٍ ودَمٍ وعَصَبٍ ومُخٍّ بل حياتُهُ صِفَةٌ قائِمَةٌ بِذاتِهِ أي ثابِتَةٌ لَهُ.
معنى الحَيّ إذا وُصِفَ اللهُ بِهِ فهو أنَّهُ مَوْصُوفٌ بحياةٍ أزليّةٍ أبديّةٍ لَيْسَتْ بِروحٍ ولَحمٍ ودَمٍ وعَصَبٍ ومُخٍّ بل حياتُهُ صِفَةٌ قائِمَةٌ بِذاتِهِ أي ثابِتَةٌ لَهُ.
والعَصَبُ هي أطنابُ المفاصِلِ أما المُخُّ فهو السائل الموجود داخِلَ العظم.
23- ما الدليل العقلي على أن الله يستحيل عليه الفناء؟
الله يستحيل عليه الفناء عقلاً لأن ما جاز عليه العَدَم استحال عليهِ القِدَم وبيان ذلك أن الذي يجوز عليه الوجود بعد عَدَم والعَدَمُ بعد وجود لا يَتَرَجَّحُ من حيثُ ذاتُهُ وجودُهُ على عَدَمِهِ ولا انعدامُهُ على وجودِهِ فإذا وُصِفَ بالوجودِ كان مُحتاجًا إلى مَن خَصَّهُ بذلك والمحتاج لا يكون أزليًّا فلا يكون إلهًا.
الله يستحيل عليه الفناء عقلاً لأن ما جاز عليه العَدَم استحال عليهِ القِدَم وبيان ذلك أن الذي يجوز عليه الوجود بعد عَدَم والعَدَمُ بعد وجود لا يَتَرَجَّحُ من حيثُ ذاتُهُ وجودُهُ على عَدَمِهِ ولا انعدامُهُ على وجودِهِ فإذا وُصِفَ بالوجودِ كان مُحتاجًا إلى مَن خَصَّهُ بذلك والمحتاج لا يكون أزليًّا فلا يكون إلهًا.
24- ما معنى صفة القيّوم والدائم إذا أُطلِقَت على الله؟
معنى القَيُّومُ الدَائِمُ أي الذي لا يزولُ كما في تفسير الطبري عن الضحاك في تفسير قوله تعالى: {الله لا إله إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} قال القيّوم الدائم اهـ قال البيهقيّ في الاعتقاد القيّوم هو القائِمُ الدائِمُ بلا زوال فيرجِعُ معناهُ إلى صفة البقاء اهـ.
وأما الدائِمُ فَمَعناهُ الذي لا يَلحَقُهُ ولا يجوزُ عليهِ الفناءُ عقلاً ولا دائِمَ بهذا المعنى إلا الله فلا شريك للهِ في الدَيْمُومِيَّةِ اي البقاء إلى ما لا نهاية لأن دَيْمُومِيَّتَهُ استَحَقَّهَا لذاتِهِ لا شيءَ غَيْرُهُ أوجَبَ لَهُ ذلكَ، لا باقِيَ بِذاتِهِ إلا الله.
ملاحظة: لا نقول الله خَصَّصَ نفسَهُ بالبقاء لأن ديمومية الله ليس بتخصيص مُخَصِّص إنما هي صفةٌ له استحقَّهَا لذاتِهِ من غير مُخَصِّص.
25- تكلّم عن ديمويّة الجنّة والنار
ديموميّة الجنة والنار ليست ذاتيّة بل هما شاء الله لهما البقاء أما من حيثُ ذاتُهما فيَجوزُ عليهما عقلاً الفناء لكن وَرَدَ في الشرعِ بَقاؤُهُما بِنَصِّ القرءانِ والسُنّة النبويّة وإجماع الأمة ولذلك فإن القولَ بفنائهما أو فناء النار دون الجنة كُفرٌ. فديمومية الجنة والنار ليست صفةٌ ذاتيّة ولا هي صفةٌ استحقّتها لذاتها إنما بتخصيص الله لهما.
ديموميّة الجنة والنار ليست ذاتيّة بل هما شاء الله لهما البقاء أما من حيثُ ذاتُهما فيَجوزُ عليهما عقلاً الفناء لكن وَرَدَ في الشرعِ بَقاؤُهُما بِنَصِّ القرءانِ والسُنّة النبويّة وإجماع الأمة ولذلك فإن القولَ بفنائهما أو فناء النار دون الجنة كُفرٌ. فديمومية الجنة والنار ليست صفةٌ ذاتيّة ولا هي صفةٌ استحقّتها لذاتها إنما بتخصيص الله لهما.
قال البغدادي في الفَرْقِ بينَ الفِرَقِ وأجمعوا أيضًا على جواز الفناء على العالَمِ كُلِّهِ من طريقِ القُدرَةِ والإمكان وإنما قالوا بتأبيدِ الجنة وتأبيد جهنّم وعذابها من طريق الشرع اهـ.
وقال الشيرازيّ في اللمع في تعريف الإجماع وأما في الشرعِ فهو اتفاقُ علماء العصر على حكم الحادثة ثم قال والدليل على أنّه حُجّةٌ قولُهُ عزّ وجلّ: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}[سورة النساء:115] فتوَعََّد على اتباع غير سبيلهم فدلّ على أنّ اتّباعَ سبيلَهُم واجِبٌ ومخالَفَتهم حرام اهـ.
قال البغداديّ وأكفَروا مَنْ قالَ مِنَ الجَهْمِيَّةِ بفناء الجنّة والنار اهـ لأن فيه رَدٌّ للنصوصِ ورَدُّ النصوصِ كُفرٌ كما قالَ النَسَفِيُّ وغيرُهُ.
وقد قال ابن تيمية بفناء النار بعد أن ذَكَرَ في كِتابِهِ مِنهاجُ السُنّة النبويّة أن المسلمين اتّفقوا على بقاء الجنّة والنارِ وإن جَهْمَ ابن صفوانَ خالَفَ في ذلك فقال بِفنائِهِما فكَفّرَهُ المسلمونَ فحُكمُهُ حُكْمُ جَهْمٍ فَكِلاهُما كافِرٌ.
وجهم بن صفوان هو أبو محرز الراسبي السمرقندي أُسُّ الضلالة ورأس الجهمية. كان يُنْكِرُ الصفاتَ وينَزِّهُ البارئ على عنها بزعمه ويقول بخلقِ القرءان وأن الله تعالى في الأمكنة كلّها. قَتَلَهُ سلم بن أحوز وكان قَتْلُهُ سنة مائة وثمان وعشرين اهـ.
قال ابن تيمية بفناء النار في رسالَةٍ لَهُ أسماها تلبيسًا (لأجل الخِداعِ) الرَدُّ على مَن قالَ بفناءِ الجَنّة والنار ونَقَلَهُ عَنهُ عُلماء عَصرِهِ مثل تقيّ الدين السُبكيّ ونَقَلَهُ أيضًا تلميذُهُ ابن قيّم الجوزيّة في كتابِ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح وأثبَتَهُ عنه الصَّنعانيّ والألبانيّ وغيرُهُما من مُحبّيه ومنتقديه.
26- ما الدليل على أن الله خالق الأجسام والأعمال؟
الله هو الخالِقُ الذي أبدَعَ وكَوَّنَ جميعَ الكائِنات وأبرَزَها من العَدَمِ إلى الوجودِ فلا خَلقَ بهذا المعنى إلا للهِ فما سِوى الله تعالى حَدَثَ بِخَلقِهِ تعالى وإبداعِهِ فالخَلْقُ هو الإبرازُ من العَدَمِ إلى الوجودِ ولا خالِقَ إلا الله. قال الله تعالى {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [سورة الرعد:16] والشيء يشملُ الأجسام والأعمال. قال الرازي في تفسيرِ هذه الآية ولا شَكَّ أنَّ فِعْلَ العَبْدِ شَيْءٌ فَوَجَبَ أن يكونَ خالِقُهُ هو الله اهـ.
الله هو الخالِقُ الذي أبدَعَ وكَوَّنَ جميعَ الكائِنات وأبرَزَها من العَدَمِ إلى الوجودِ فلا خَلقَ بهذا المعنى إلا للهِ فما سِوى الله تعالى حَدَثَ بِخَلقِهِ تعالى وإبداعِهِ فالخَلْقُ هو الإبرازُ من العَدَمِ إلى الوجودِ ولا خالِقَ إلا الله. قال الله تعالى {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [سورة الرعد:16] والشيء يشملُ الأجسام والأعمال. قال الرازي في تفسيرِ هذه الآية ولا شَكَّ أنَّ فِعْلَ العَبْدِ شَيْءٌ فَوَجَبَ أن يكونَ خالِقُهُ هو الله اهـ.
الشيءُ في اللُغَةِ هو المُتَحَقُِّ الوجودِ و"كُلّ" من ألفاظ العموم فمعنى الآية هو أن كل ما دَخَلَ في الوجودِ من الأعيان والأعمالِ هو بخلق الله. والأعيان جمع عَيْن وهو كلّما له حجم أو كلّ ما له قيام بذاته.
والشيء يُطلَقُ على الأعمالِ فمثلاً إذا قيل أريد منك شيئاً أي خِدمةً فالخدمة هنا ليست جسمًا.
قال الله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [سورة الصافات:96] فالآيتان صريحَتان في أنَّ اللهَ هو خالِقُ الأجسامِ والأعمال.
قال البيهَقِيُّ في القضاء والقَدَرِ عند ذِكرِ الآية: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} وما يعمَلُه ابن ءادَمَ ليس هو الصَنَم وإنما هو حركاتُهُ واكتِساباتُهُ وقد حَكَمَ بأنّه خَلَقَنا وخَلَقَ ما نَعمَلُهُ وهو حركاتُنا واكتِساباتُنا اهـ.
وفي هذه الآية "ما" يُسَمّى في اللغَةِ حَرفٌ مَصدَرِيٌّ والأحرُف المصدَرِيَّةِ تُمزَجُ مع ما بَعدَها بِمَصْدَر أي كأنه قيل في هذه الآية: "والله خَلَقَكُم وأعمالَكُم".
فائِدة: لَفظُ الخالِقِ لا يُطلَقُ إلا على الله فهو من أسماء الله الخاصّة أما معنى كَلِمَة خَلْق تأتي بِمَعنى التَقدير والتَصوير أو الافتراء وبمعنى الإبراز من العَدَمِ إلى الوجودِ. أما إذا جاءت مع "الـ" فإنها لا تُطلَقُ إلا على الله. أما بدون "الـ" فإنها تُطلَقُ على غير الله إلا إذا جاءَ بمعنى الإبراز من العَدَمِ إلى الوجودِ
27- ما معنى العالِم في حقّ الله؟
معنى العالِِم أي المُتَّصِف بالعِلمِ فالله مَوصوفٌ بِعِلمٍ أَزَلِيٍّ أبديّ لا يَتَغَيَّر لا يزدادُ ولا ينقُصُ فهو عالِمٌ لا كالعُلَماءِ لأنّ عِلمَ غَيْرِهِ حادِثٌ.
معنى العالِِم أي المُتَّصِف بالعِلمِ فالله مَوصوفٌ بِعِلمٍ أَزَلِيٍّ أبديّ لا يَتَغَيَّر لا يزدادُ ولا ينقُصُ فهو عالِمٌ لا كالعُلَماءِ لأنّ عِلمَ غَيْرِهِ حادِثٌ.
العالِم هو اشتراكٌ في اللفظِ واختلافٌ في المعنى فعِلمُ اللهِ لا يتغيَّر وهو صِفَةٌ لهُ سبحانه وتعالى أما نحنُ فعِلمُنا حادِثٌ ما كنّا نعرف ثم عَرَفنا، عِلمُنا يزيدُ وينقُص ويَدُلُّ على حدوثِنا أما عِلمُ اللهِ أزليّ.
الله تعالى يَعلَمُ ما كان وما يكون وما لم يَكُن لو كانَ كيف يكونُ.
28- ما معنى الرّازِق؟
الرَّازِق هو الذي يوصِلُ الأرزاقَ إلى عبادِهِ
قال في مُختارِ الصَّحَاحِ الرِّزقُ ما يُنتَفَعُ بِهِ اهـ قال البيهقِيُّ في الاعتقادِ وما مَكَّنَهَا مِنَ الانتِفاعِ بِهِ مِن مُباحٍ وغَيرَ مُباحٍ رِزقٌ لها اهـ.
الرَّازِق هو الذي يوصِلُ الأرزاقَ إلى عبادِهِ
قال في مُختارِ الصَّحَاحِ الرِّزقُ ما يُنتَفَعُ بِهِ اهـ قال البيهقِيُّ في الاعتقادِ وما مَكَّنَهَا مِنَ الانتِفاعِ بِهِ مِن مُباحٍ وغَيرَ مُباحٍ رِزقٌ لها اهـ.
يُقالُ فلانٌ رازِقُ الجَيشِ اي مُزَوِّدُهُ. أما الرازِق بالألف واللام فلا يُطلَقُ إلا على اللهِ.
29- ما معنى القدير؟
القدير أي المُتَّصِف بالقُدرَةِ وهي صِفَةٌ أزلِيَّةٌ أبدِيَّةٌ يُؤَثِّرُ بها في المُمكِناتِ أي في كُلّ ما يجوزُ في العَقلِ وُجودُهُ وعَدَمُهُ بِها يوجِدُ ويُعْدِمُ وبِمَعناهُ القادِرُ إلا أنَّ القديرُ أبْلَغُ.
القدير أي المُتَّصِف بالقُدرَةِ وهي صِفَةٌ أزلِيَّةٌ أبدِيَّةٌ يُؤَثِّرُ بها في المُمكِناتِ أي في كُلّ ما يجوزُ في العَقلِ وُجودُهُ وعَدَمُهُ بِها يوجِدُ ويُعْدِمُ وبِمَعناهُ القادِرُ إلا أنَّ القديرُ أبْلَغُ.
ملاحظة: لا يقال الله قادِرٌ على نَفْسِهِ
30- ما معنى الفعال لما يريد؟
أي أنه قادرٌ على تكوين ما سبقت به إرادته(1) لا يُعجزه عن ذلك شيء، يفعل ما يشاء بلا مشقَّةٍ ولا يُمانِعُهُ أحدٌ ولا يحتاجُ إلى استعمالِ ءالَةٍ وحَرَكَةٍ ولا إلى استِعانَةٍ بِغَيرِهِ ولا تَخَلُّفَ لِمُرادِهِ(2)
أي أنه قادرٌ على تكوين ما سبقت به إرادته(1) لا يُعجزه عن ذلك شيء، يفعل ما يشاء بلا مشقَّةٍ ولا يُمانِعُهُ أحدٌ ولا يحتاجُ إلى استعمالِ ءالَةٍ وحَرَكَةٍ ولا إلى استِعانَةٍ بِغَيرِهِ ولا تَخَلُّفَ لِمُرادِهِ(2)
-----------------------
(1) اي ما شاء الله في الأزلِ أن يكون.
(2) أي إذا أرادَ شيئًا فلا بُدَّ أن يَحصُلَ.
31- ما معنى "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن"؟
معناها أنّ كلّ ما شاء الله في الأزل أن يكون كانَ وما لم يشأ الله في الأزل أن يكونَ لا يكونُ ولا تتغيَّر مشيئته لأنّ تغيُّرَ المشيئَةِ دليلُ الحُدوثِ والحدوثُ مستحيلٌ على الله فهو على حسب مشيئتِهِ الأزليّة يُغَيِّرُ المخلوقاتِ مِن غيرِ أن تَتَغَيَّرَ مشيئَتُهُ.
التغيُّر أكبر علاماتِ الحدوثِ لأن المُتَغَيِّرَ لا بُدَّ لَهُ من مُغَيِّرٍ غَيَّرَهُ لذلك يَستحيلُ أن يَتَّصِفَ الله بالتَغَيُّرِ.
قال الله تعالى: "يا مُحَمَّد إني إذا قَضَيتُ قَضاءً فإنَّهُ لا يُرَدُّ." رواه مسلم.
32- ما معنى "لا حول ولا قوّةَ إلا بالله"
أي لا حولَ عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله.
لا حيلة لأحد ولا تحوّل لأحد عن معصية الله إلا بعصمة الله وحفظه ولا قوة لأحد على أداء ما فرض الله إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
العبد مُفتَقِرٌ إلى الله في العصمة من المعاصي وأداء الطاعات.
أي لا حولَ عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله.
لا حيلة لأحد ولا تحوّل لأحد عن معصية الله إلا بعصمة الله وحفظه ولا قوة لأحد على أداء ما فرض الله إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
العبد مُفتَقِرٌ إلى الله في العصمة من المعاصي وأداء الطاعات.
33- ما معنى "الموصوف بكلّ كمال يليق به"؟
الله تعالى موصوف بكلّ كمال يليق به اي اللفظ الذي يدلّ على الكمال وإنما قُيّدَت هذه العبارة بلفظ يليق بِهِ لأنّ الكمال إما أن يكون كمالاً في حقّ الله وفي حَقِّ غيرِهِ كالعلم أو لا(1) كالوصف بالجبّار مدحٌ في حقّ الله وذَمٌّ في حقِّ الإنسانِ(2) لأن الجبار في حقّ الله معناه المُصلِحُ لأمور خلقِهِ على ما يشاء(3) وكالوصفِ برجاحة العقلِ هو مَدحٌ في حَقِّ الإنسانِ ولا يجوزُ أن يوصَفَ الله بذلك(4).
الألفاظ المستعملة في الوصف منها ما قد يُطلَقُ على المخلوق ولا يجوز إطلاقُهُ على الله (مثل العاجز، الجاهل، الظالم، الجالس...) وهناك ألفاظٌ تستعمل في الوصف تُطلَقُ على الله بمعنى لائق بالله وتُطلَقُ على المخلوق ولكن باختلاف المعنى (مثل العالِم).
أسماء الله توقيفيّة واسماء الله قسمان: قسم لا يُطلَقُ إلا على الله (مثل الخالق والرحمن...) وهناك أسماء تُطلَقُ على الخالِقِ والمخلوقِ ولكن باختلاف المعنى.
الألفاظ الدالّة على الكمال إما أن تدُلّ على كمال المخلوق ولا تجوز في حقّ الله وهناك ألفاظٌ تدُلُّ على الكمال بحقّ الله وذمٌّ في حقّ الإنسان وهناك ألفاظٌ مُتَفِقَةٌ باللفظِ ومُختَلِفَةٌ المعاني.
----------------------
(1) ومن أسماء الله تعالى ما هو خاص به لا يجوز أن يسمى به غيره. قال أبو منصور البغدادي في أصول الدين أما التسمية بالإله والرحمن والخالق والقدوس والرزّاق والمحيي والمميت ومالك الملك وذي الجلال والإكرام فلا يليق بغير الله عز وجل ويجوز تسمية غيره بما خرج من معاني تلك الأسماء الخاصة اهـ.
(2) قال ابن منظور في لسان العرب الظلم وضع الشيء في غير موضعه ثم قال وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد اهـ.
(3) قال البيهقيّ في الأسماء والصفات في تفسير الجبار من أسماء الله المُصلِح لأحوال عباده والجابر لها اهـ وقال في الاعتقاد الجبار هو الذي لا تناله الأيدي ولا يجري في ملكه غير ما أراد وهو من الصفات التي يستحِقُّها بذاتِهِ اهـ ثم قال وقيلَ هو الذي جَبَرَ مَفاقِرَ العبادِ (وكفاهُم أسبابَ الرزق) وهو على هذا المعنى من صفات فعله اهـ.
(4) لأن العقل مِن صِفاتِ المَخلوقين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق