بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 أغسطس 2018

رد شبهات المجسم المشبه أحمد بن تيمية إمام الوهابية الذين يسمون أنفسهم سلفية (4)

رد شبهات المجسم المشبه أحمد بن تيمية إمام الوهابية الذين يسمون أنفسهم سلفية (4)



ابن تيميَة يزعم أن ما من حادث إلا وقبله حادث إلى ما لا بداية (06/04)
.
أهل الحق يقولون إن الله لا بداية لوجوده . قول أهل الحق :[[إن الله لا بداية لوجوده]] ليس معناه أن وجود الله مقترن بالزمان وأن الزمان لا بداية له .. ليس هذا معناه .. قول أهل الحق :[[إن الله لا بداية لوجوده]] معناه : الله موجود غير حادث .. هذا معناه .. معناه : الله موجود غير مخلوق .. كان ولم يزل موجودا غير مخلوق .. وهو معنى قول أهل العلم :[[إن الله أزلي قديم]] .. أما الزمان فهو مخلوق لله ، لم يكن ثم كان .. هذا معتقد أهل الحق .. معتقد أهل الحق أن الله موجود قبل الزمان وأن الزمان له ابتداء ..ا
وأما قول الدهرية الكفار :[[ما من وقت يقدَّر إلا وقبلَه وقت ءاخر إلى ما لا بداية]] فهو كلام كفري مخالف للدين لمخالفته لصحيح العقل ..ا
واعلموا أن الله لما خلق العالم خلِق المكان معه . لأن العالم جسم لا يُعقل وجوده بلا مكان . ومع وجود العالم خلِق الزمان .. فسبحان الله الموجود قبل المكان وقبل الزمان وقبل التعاقب .. لا يحتاج إلى مكان ولا يجري عليه زمان ..ا
.
ولقد كفر أحمد بن تيميَة المجسم المشبه في قوله :[[ما من حادث إلا وقبله حادث إلى ما لا بداية]] والذي عبّر عنه بقوله في بعض مؤلفاته :[[إن نوع العالم أزلي]] ، وفي بعض مؤلفاته :[[إن جنس العالم قديم]] .. يعني أحمد أن جنس العالم ، أو نوع العالم ، لم يزل مع الله ..ا
يقول ابن تيميَة :[[فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث]] ..ا
قاله في كتابه المسمى[(موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول)/ج1/ص249]..ا
.
ابن تيميَة يقول بحوادث لا أول لها .. قوله :[[فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث]] ، معناه : إن كل مخلوق قد سبقه مخلوق ، وذاك المخلوق قد سبقه مخلوق ءاخَر ، وذلك المخلوق الآخَر قد سبقه مخلوق ءاخَر ، وهكذا إلى ما لا بداية .. هذا معنى كلامه ، وهذا ما يعنيه .. فخرج بهذا القول عن العقل والدين . بل إنه زعم أن هذا القول مقبول شرعا وعقلا ، حتى إنه زعم أن أزلية نوع العالم من كمال الله سبحانه وتعالى ..ا
.
كيف تجرأ ابن تيميَة على أن يقول هذا الكلام والأمة أجمعت على أن الماء الموجود تحت عرش الرحمٰن هو أول المخلوقات على الإطلاق .. عقيدة أهل الحق أن أول شيء خلقه الله تعالى الماء .. إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء .. ولا نعني بالماء هذا الماء الذي نحن نشربه في هذه الأرض . وإنما هو الماء الذي منه خلق الله سائر العالم كالعرش والقلم الأعلى واللوح المحفوظ والضوء والظلام والماء الذي نحن نشربه في هذه الأرض وسائر الأجسام الكثيفة والأجسام اللطيفة . فكان ذاك الماء أصلا لغيره . ذاك الماء الذي تحت العرش هو أصل العالم . والله ليس أصلا لغيره . بل الله خالق الأصل والفرع . ذلك الماء الموجود تحت عرش الرحمٰن أصل لكل مخلوق . العرش خلِق منه ، والقلم الأعلى خلِق منه ، واللوح المحفوظ خلِق منه ، والضوء خلِق منه ، والظلام خلِق منه ، والماء الذي نحن نشربه في هذه الأرض خلِق منه ، وسائر الأجسام الكثيفة والأجسام اللطيفة خلقت منه .. وأما هو نفسه فالله خلقه من غير أصل .. الله ، عز وجل ، خلق الماء الموجود تحت العرش أول المخلوقات .. خلقه من غير أصل .. ولما خلق الله ذلك الماء الذي تحت العرش خُلق المكان .. الله خلقه .. ولما خلق الله ذلك الماء خلق الزمان .. الله خلقه .. بوجود الماء الذي هو أصل العالم وجد الزمان والمكان . وأما قبل هذا الماء فلم يكن زمان ولم يكن مكان .. هذه عقيدة أهل الحق .. هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ..ا
.
ثبَت في (صحيح البخاري) عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال لما سئل عن بدء هذا الأمر :[[كان الله ولم يكن شيء غيرُه]] .. وفي رواية عنده :[[كان الله ولم يكن شيء قبلَه]] ..ا
وثبَت عن رسول الله أنه قال :[[إن الله لم يخلق شيئًا مما خلَق قبل الماء]] .. أورده الحافظ ابن حجر على أنه صحيح أو حسن عنده وذلك في كتابه[(فتح الباري)/كتاب بدء الخلق]عند ذكره لحديث رسول الله :[[كان الله ولم يكن شيء غيرُه وكان عرشه على الماء]] ..ا
وكذلك ثبَت عنه ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :[[كل شيء خلِق من ماء]] .. رواه أحمد في (مسنده) .. ورواه الإمام ابن حبان في (صحيحه) وصححه بلفظ :[[إن الله تعالى خلق كل شيء من الماء]] ..ا
.
إن أحمد بن تيميَة لم ينكر كون أفراد العالم مخلوقة لله . ولكنه ابتدع بدعة لم يسبقه إليها غيره . فزعم أن المخلوق الحاضر قد سبقه مخلوق ءاخَر ، وذاك المخلوق الآخَر قد سبقه مخلوق ءاخَر ، وذلك المخلوق قد سبقه مخلوق ءاخَر ، وهكذا إلى ما لا بداية . فقال ما لم يقله عالم قط وما لم يصح في عقل سليم إلا في عقل سقيم مريض مثل عقله . وهو بذلك قد وافق قول الدهريين الكفار القائلين بأن ما من وقت يقدر إلا وقبله وقت ءاخر إلى ما لا بداية ..ا
ذكر ابن تيميَة عقيدته هذه في كتابه[(موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول)/ج1/ص75/ص245/ص249]، وكتابه[(منهاج السنة النبوية)/ج1/ص109]وكتابه (شرح حديث عمران بن الحصين) وكتب غيرها ..ا
وإليك ، أيها المسترشد ، نص عبارته في كتابه[(شرح حديث عمران بن الحصين)/ص193] :[[وإن قدِّر أن نوع المخلوقات لم يزل معه ، فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل بل هي من كماله]]ا.هـ..ا
يريد أحمد أن يقنعنا بأنه لو لم يكن مع الله في الأزل غيره لكان الله ناقصا .. جعل أزلية نوع العالم كمالا لله تعالى .. جعل هذا القول الذي هو كفرٌ تسبيحا لله تعالى وتمجيدا له ..ا
.
ولقد ذكر ابن حزم في كتاب له سماه (مراتب الإجماع) أن الإجماع منعقد على أن الله كان وحدَه ولا شيء غيره معه ، وأن الإجماع منعقد على كفر من خالف هذا الاعتقاد . فما كان من ابن تيميَة إلا أن ألف كتابا سماه (نقد مراتب الإجماع) وردّ فيه على ابن حزم ..ا
يقول أحمد بن تيمية في كتابه[(نقد مراتب الإجماع)/ص168]ما نصه :[[و أعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه كان وحده ولا شيء غيره معه]]ا.هـ..ا
تأمل أيها القارئ كيف يحاول أحمد أن يبرّئ نفسه من الوقوع في الكفر جاهدا في أن يقنع الناس بصحة رأيه الفاسد القائل بأنه ما من حادث إلا وقبله حادث ءاخر إلى ما لا بداية ..ا
.
هذا وقد نقل المحدث الأصولي بدر الدين الزركشي في كتابه[(تشنيف المسامع)/ص342]اتفاق المسلمين على كفر من يقول بأزلية العالم .. فقد قال ، بعد أن ذكر أن بعض الفلاسفة قالوا إن العالم قديم بمادته وصورته ، أي أفراده ، وبعضهم قال إنه قديم المادة محدث الصورة ، قال هذا المحدث الأصولي ما نصه :[[وضللهم المسلمون في ذلك وكفروهم]]ا.هـ..ا
.
وقول الفلاسفة في العالم :[[إنه قديم]] يعنون بذلك أن العالم لم يزل موجودا مع الله من غير أن يكون مخلوقا له .. وممن صرح بتكفير الفريقين الحافظ ابن دقيق العيد والقاضي عياض والحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري) ، وذلك لإجماع أمة الإسلام على أن الله كان وحده في الأزل ولم يكن معه شيء ولم يكن شيء غيره ، وأن أول مخلوق دخل في الوجود هو الماء الموجود تحت العرش وفوق الجنة ، وأن الله خلقه من غير أصل فكان أصلا لغيره . روى ذلك عن رسول الله البخاري وابن حبان بأسانيد صحيحة . ناهيك عن أن ابن تيميَة خرج بمقالته هذه عن صحيح العقل ..ا
.
قال الفقيه الحنفي محمد زاهد بن الحسن الكوثري في تعليقه على (السيف الصقيل) ما نصه :[[وأين قدم النوع مع حدوث أفراده ؟؟!!.. وهذا لا يصدر إلا ممن به مس]]ا.هـ..ا
يقال في اللغة :[[مُسَّ فلان مَسّا ، على المجهول ، أي جُنَّ .. وفلان به مَسٌّ أي جنون]] ..ا
وقال أبو يعلى الحنبلي في كتابه (المعتمد) :[[والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدين]] ..ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...