الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على طه الأمين
وبعد
التاويل و التفويض
''الجزء الثاني''
تأويلات علماء الخلف
وإليـك الآن يـا طالـب الحـق تأويـلات الخلف
من مشاهير علمـاء أهل السنة والجماعة،
وارتضت أقوالهم، ليكونوا حجةً على مانعي التأويل، منهم
القرطبي وأبو حيان الأندلسي وابـن حجر العسقلاني والسيوطي والبيهقي
وابن عبدالبر وأبو نعيم الأصبهاني مصنف حلية الأولياء وابن أبي حاتم الرازي
وابن عساكر والإمام أبو الحسن الأشعري وعبدالقاهر البغدادي
والغزالي وابن بطال وبدر الدين العيني.
القرطبي
فنبدأ بـ''القرطبي'' صاحب التفسير المشهور
'وهو إمام من الأئمة الأعلام' عَلَم الشامخ، وصاحب قدم راسخة في علوم القرءان
حيث إنه أوّل في تفسيره هذا كثيراً من الآيات منها:
قوله تعالى: ''اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ'' قال: أي ينتقم منهم ويعاقبهم.
أوَّل قوله تعالى: ''ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ'' قال: قصد إليها.
أوَّل قوله تعالى: ''هَلْ يَنظُرُونَ إِلآ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ'' قال: إنما المعنى يأتيهم أمر الله وحكمه.
أوَّل قوله تعالى: ''فَالْيَوْمَ نَنسَـهُمْ'' قال: أي نتركهم في النار.
أوَّل قوله تعالى: ''إِنَّا نَسِيْنَـكُمْ'' قال: تركناكم.
أوَّل قوله تعالى: ''وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَـهَا بِأَيْدِِ'' قال: أي بقوة وقدرة.
وأوَّل قوله تعالى: ''وَجَآءَ رَبُّكَ'' قال: أي أمره وقضاؤه.
فانظر أخي المسلم كم من التأويلات التي ذكرها
هذا الإمام المفسر ''القرطبي''،
وهي غيضٌ من فيض، فلـولا خشية الإطالة لذكرنا العشرات
من تأويلات هذا المفسر الهُمام.
أبو حيان الأندلسي
والآن إلى عالمٍ ءاخر من علماء أهل السنة والجماعة، لننقل بعض تأويلاته،
وهو المفسر اللغوي ''أبو حيان الأندلسي''، الذي قال فيه الحافظ ابن حجر:
''وكان ثبتاً فيما ينقله عارفاً باللغة والنحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما.انتهى،
ثم قال: وله اليد الطولى في التفسير والحديث''.انتهى.
فإذا نظرنا نظرةً عابرة في تفسير أبي حيان الذي سماه ''البحر المحيط''،
نجد من التأويلات الشىء الكثير منها أنه أوَّل:
قوله تعالى: ''إِنّــِى مُتَوَفّـِيـكَ وَرَافِعـُكَ إِلَىَّ'' قال: 'إلىَّ' هنا إضافة تشريف،
والمعنى إلى سمائي ومقر ملائكتي.
أوَّل قوله تعالى: ''بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ''
قال: والجمهور على أن هذه استعارة عن جوده وإنعامه.
أوَّل قوله تعالى: ''وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ''
قال: أي ونحن أقرب قرب علمٍ بأحواله.
أوَّل قوله تعالى: ''إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّـِبُ''
قال: لأنه (أي الله) ليس بجهة وإنما ذلك كناية عن القبول.
وأوَّل قوله تعالى: ''ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ''
قال: ومجازه 'أي المجاز الذي في الآية' أن ملكوته في السماء.
هذه التأويلات قليلٌ من كثير أردنا بها تبيين الحق
وتبيين أن أبا حيان كان من الذين لا يرون بأساً في التأويل إذا كان هناك حاجة له.
الحافظ ابن حجر
والآن إلى ''الحافظ ابن حجر''، وهو من فطاحل علماء أهل السنة والجماعة،
فإليك أيها الطالب للحق بعض التأويلات للحافظ ابن حجر من أشهر كتبه
ألا وهو شرح صحيح البخاري
قال ابن حجر: ''وقوله 'كتب الله' أي أمر أن يُكتب''.
أوَّل حديث: ''ضحـك الله الليلة أو عجب من فعالكما''،
قال: ''ونسبة الضحك والتعجب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما''.
الحديث القدسي: ''وأنـا معـه إذا ذكـرني''، قال: ''أي بعلمي (يقصد بعلم الله)''.
الإمام البيهقي
وهو أحد أعلام المسلمين في الحديث وغيره من العلوم الإسلامية،
قال عنه ''الحافظ أبو سعيد العلائي'' في كتابه ''الوشي المعلم'':
''لم يأت بعد البيهقي والدارقطني مثلهما ولا من يقاربهما''. انتهى،
وقال ابن حجر في الفتح عن الحافظ أبي سعيد العلائي: ''شيـخ مشايخنـا''. انتهى،
وقـال الذهـبي 'الذي يعتمده بعض المشبهة في الجرح والتعديل' عن البيهقي:
''كان البيهقي واحد زمانه وفرد أقرانه وحافظ أوانه''. انتهى
هذا هو الحافظ البيهقي قد استعمل التأويل في بعض ءايات وأحاديث الصفات،
حيث قال في قوله تعالى: ''إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّـِبُ'':
صعود الكلم الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن حسن القبول لهما . انتهى.
الإمام السيوطي
و''الحافظ السيوطي''، وهو قد ألَّفَ كتاباً كاملاً في تأويل بعض ءايات وأحاديث الصفات،
سمَّاه ''تأويل الآيات والأحاديث الموهمة للتشبيه''.
الإمام الغزالي
حجة الإسلام ''أبو حامد الغزالي''، واشتهر بين المسلمين بعلو الصيت،
وقد أوَّل في كثيرٍ من كتبه ''كالإحياء'' وغيره،
ونضرب لكم مثالاً من كتاب ''المستصفى في الأصول للغزالي''
حيث قال: ''فإن قيل العـرب إنمـا تفهـم مـن
قولـه تعـالى: ''وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ'' و ''الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى''
الجهة والاستقرار، وقد أُريد به غيره فهو متشابه،
قلنا هيهات فإن هذه كنايات واستعارات يفهمها المؤمنون من العرب
المصدقون بأن الله تعالى ليس كمثله شىء، وأنها مؤولة تأويلات تناسب تفاهم العرب''.
انتهى كلام الغزالي بنصه.
الإمام النووي
وقد ثبت التأويل عن غير هؤلاء العلماء من أهل السنة والجماعة كـ''النووي''،
حيث إنه استخدم التأويل في مواضع كثيرة من ''شرحه على صحيح مسلم''
منها الحديث القدسي: ''يا ابن ءادم مرضت فلم تعُدني،
قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين،
قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده،
أما علمت أنك لو عُدْته لوجدتني عنده''،
قال النووي مستحسناً:
''قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد
تشريفاً للعبد وتقريباً له، ومعنى وجدتني أي وجدت ثوابي وكرامتي''. انتهى
التأويل المذموم ومثال عليه
أما المعتزلة والجهمية فإن العلماء ذموا تأويلاتهم
''لأنها تأويلات من غير دليل عقلي قاطع أو نقلي ثابت''،
فإذا رجعنا مرة أخرى إلى كلام الرازي في المحصول نجده يقول:
''ولا يسوغ تأويل النص أي إخراجه عن ظاهره بغير دليل عقلي قاطع أو نقلي ثابت''.
فالمعتزلة قد أوَّلوا نصوصاً من غير وجود أدلة عقلية أو نقلية تدفعهـم إلى التأويـل،
ونعطـي مثـالاً وهو تأويلهم لقوله تعالى:
''وُجُوهُُ يَوْمَئِذِِ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبّـِهَا نَاظِرَةُاُ''،
فإنهم ''أي المعتزلة'' قد أوَّلوا كلمة ناظرة بانتظار ثواب الله في الآخرة،
ونفوا أن ينظرالمؤمنون إلى ربهم في الآخرة،
فهذا التأويل مردود لمخالفته نصوصاً واضحة
تؤكد أن المؤمنين سيرون الله في الآخرة،
بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي 'رواه الشيخان' وغيرهم:
''إنكم سترون ربكم يوم القيامة''.
إذاً مثل هذا التأويل هو الذي ذمَّه الشرع، وليس تأويلات أهل الحق
التي توافق النقل والعقل وتنفي الجسمية عن الله، كما بيَّنا ذلك.
فائدة في الرد على مانعي التأويل
وننقل الآن كلاماً نفيساً للحافظ ''مرتضى الزبيدي'' من كتابه ''إتحاف السادة المتقين''
نقله من كتاب ''التذكرة الشرقية للإمام القشيري''
في جواز التأويل والرد على من يُمر جميع ءايات الصفات على الظاهر،
وهذا نصه:
''فإن امتنع من التأويل أصلاً فقد أبطـل الشريعة والعلوم،
إلا ما كان نحو قول الله تعالى ''وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمُُ''،
لأن ثَمَّ أشياء لا بد من تأويلها لا خلاف بين العقلاء فيه،
إلا الملحدة الذين قصدهم التعطيل للشرائع،
والاعتقاد لهذا يؤدي إلى إبطال ما هو عليه من التمسك بالشرع بزعمه،
وإن قال يجوز التأويل على الجملة إلا فيما يتعلق بالله وبصفاته فلا تأويل فيه،
فهذا مصيرٌ منه إلى أن مـا يتعلق بغير الله تعالى يجب أن يُعلم
وما يتعلق بالصانع وصفاته يجب التقاصي عنه، وهذا لا يرضى به مسلم.
وسر الأمر أن هؤلاء الذين يمتنعون عن التأويل معتقدون حقيقة التشبيه
غير أنهم يدلسون ويقولون له يدٌ لا كالأيدي وقدمٌ لا كالأقدام واستواء بالذات
لا كما نعقل فيما بيننا، فليقل المحقق هذا كلام لا بدّ له من استبيانٍ.
قولكم نجري الأمرَ على الظاهر ولا يُعقل معناه تناقضٌ،
إن أُجريت على الظاهر فظاهر السياق في قولـه تعـالى: ''يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقِِ''،
هو العضو المشتمل على الجلد واللحم والعظم والعصب والمخ،
فإن أخذت بهذا الظاهر والتزمت بالإقرار بهذه الأعضاء فهو الكفر،
وإن لم يمكنك الأخذ بها فأين الأخذ بالظاهر؟!
ألست قد تركت الظاهر وعلمت تقدُّس الرب عما يوهم الظاهر،
فكيف يكون أخذاً بالظاهر!؟.
وإن قال الخصم: هذه الظواهر لا معنى لها أصلاً، فهو حكمٌ بأنها ملغاة،
وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدرٌ، وهذا محالٌ،
وفي لغة العرب ما شئت من التَّجوُّز والتوسع في الخطاب،
وكانوا يعرفون موارد الكلام ويفهمون المقاصد،
فمن تجافى عن التأويل فذلك لقلة فهمه بالعربية،
ومن أحاط بطرقٍ من العربية هان عليه مدرَكُ الحقائق''.
انتهى كلام ''الإمام القشيري'' الذي نقله ''الإمام الزبيدي''.
فانظر أخي المسلم كيف قال هذا العالم الجليل عن الذي يمنع التأويل:
''إن هذا دليلٌ على قلة فهمه بالعربية''،
والذي يدل على ذلك ما قاله ''الحافظ ابن الجوزي'' في كتابه ''المجالس''.
خاتمة
والآن بعد أن ذكرنا التأويل الإجمالي الذي كان عليه غالب السلف،
وذكرنا التأويل التفصيلي الذي اعتمده بعض علماء السلف وسائر علماء الخلف،
وأعطينا أمثلة على التأويل الذي ذمه العلماء،
وبعد أنْ بيَّنَّا أنَّ السلف والخلف متفقون على جواز التأويل بالشروط التي ذكرناها،
إما تأويل إجمالي أو تفصيلي،
نقول: كيف بعد هذا البيان يقول المشبهة:
''إن الفرقـة التي تـؤول الصفـات هي ليست من الفرقة الناجية''!!!
و''إنها من أفراخ الجهميـة''!!!، والعياذ بالله من كلامهم هذا،
أليس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
''لا تجتمع أمتي على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم''.
والمراد بالسواد الأعظم جمهور الأمة المحمدية،
أي أن عقيدتهم عقيدة يحبها الله ورسوله،
وهؤلاء الجمهور الذين نقلنا التأويل عن بعض أئمتهم،
كـ''ابن عباس ومالك وسفيان الثوري وأحمد والبخاري
والبيهقي والقرطبي والنووي وأبي حيان وابن حجر''،
هم من نتبعهم ونقتدي بهم، فنحن مع هؤلاء
وليس مع المخالفين الذين خالفوا ما عليه جمهور الأمة المحمدية
كبعض الفرق الشاذة التي تخالف علماء السنة من السلف والخلف،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من شَذَّ شَذَّ إلى النار''،
فرحم الله أئمة أهل السنة والجماعة إذ بينوا الاعتقاد الحق
فأمن كثيرٌ من الخلق من الوقوع في التشبيه والتجسيم والطغيان .
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على طه الأمين
وبعد
التاويل و التفويض
''الجزء الثاني''
تأويلات علماء الخلف
وإليـك الآن يـا طالـب الحـق تأويـلات الخلف
من مشاهير علمـاء أهل السنة والجماعة،
وارتضت أقوالهم، ليكونوا حجةً على مانعي التأويل، منهم
القرطبي وأبو حيان الأندلسي وابـن حجر العسقلاني والسيوطي والبيهقي
وابن عبدالبر وأبو نعيم الأصبهاني مصنف حلية الأولياء وابن أبي حاتم الرازي
وابن عساكر والإمام أبو الحسن الأشعري وعبدالقاهر البغدادي
والغزالي وابن بطال وبدر الدين العيني.
وصلى الله على طه الأمين
وبعد
التاويل و التفويض
''الجزء الثاني''
تأويلات علماء الخلف
وإليـك الآن يـا طالـب الحـق تأويـلات الخلف
من مشاهير علمـاء أهل السنة والجماعة،
وارتضت أقوالهم، ليكونوا حجةً على مانعي التأويل، منهم
القرطبي وأبو حيان الأندلسي وابـن حجر العسقلاني والسيوطي والبيهقي
وابن عبدالبر وأبو نعيم الأصبهاني مصنف حلية الأولياء وابن أبي حاتم الرازي
وابن عساكر والإمام أبو الحسن الأشعري وعبدالقاهر البغدادي
والغزالي وابن بطال وبدر الدين العيني.
القرطبي
فنبدأ بـ''القرطبي'' صاحب التفسير المشهور
'وهو إمام من الأئمة الأعلام' عَلَم الشامخ، وصاحب قدم راسخة في علوم القرءان
حيث إنه أوّل في تفسيره هذا كثيراً من الآيات منها:
قوله تعالى: ''اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ'' قال: أي ينتقم منهم ويعاقبهم.
أوَّل قوله تعالى: ''ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ'' قال: قصد إليها.
أوَّل قوله تعالى: ''هَلْ يَنظُرُونَ إِلآ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ'' قال: إنما المعنى يأتيهم أمر الله وحكمه.
أوَّل قوله تعالى: ''فَالْيَوْمَ نَنسَـهُمْ'' قال: أي نتركهم في النار.
أوَّل قوله تعالى: ''إِنَّا نَسِيْنَـكُمْ'' قال: تركناكم.
أوَّل قوله تعالى: ''وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَـهَا بِأَيْدِِ'' قال: أي بقوة وقدرة.
وأوَّل قوله تعالى: ''وَجَآءَ رَبُّكَ'' قال: أي أمره وقضاؤه.
فنبدأ بـ''القرطبي'' صاحب التفسير المشهور
'وهو إمام من الأئمة الأعلام' عَلَم الشامخ، وصاحب قدم راسخة في علوم القرءان
حيث إنه أوّل في تفسيره هذا كثيراً من الآيات منها:
قوله تعالى: ''اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ'' قال: أي ينتقم منهم ويعاقبهم.
أوَّل قوله تعالى: ''ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ'' قال: قصد إليها.
أوَّل قوله تعالى: ''هَلْ يَنظُرُونَ إِلآ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ'' قال: إنما المعنى يأتيهم أمر الله وحكمه.
أوَّل قوله تعالى: ''فَالْيَوْمَ نَنسَـهُمْ'' قال: أي نتركهم في النار.
أوَّل قوله تعالى: ''إِنَّا نَسِيْنَـكُمْ'' قال: تركناكم.
أوَّل قوله تعالى: ''وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَـهَا بِأَيْدِِ'' قال: أي بقوة وقدرة.
وأوَّل قوله تعالى: ''وَجَآءَ رَبُّكَ'' قال: أي أمره وقضاؤه.
فانظر أخي المسلم كم من التأويلات التي ذكرها
هذا الإمام المفسر ''القرطبي''،
وهي غيضٌ من فيض، فلـولا خشية الإطالة لذكرنا العشرات
من تأويلات هذا المفسر الهُمام.
هذا الإمام المفسر ''القرطبي''،
وهي غيضٌ من فيض، فلـولا خشية الإطالة لذكرنا العشرات
من تأويلات هذا المفسر الهُمام.
أبو حيان الأندلسي
والآن إلى عالمٍ ءاخر من علماء أهل السنة والجماعة، لننقل بعض تأويلاته،
وهو المفسر اللغوي ''أبو حيان الأندلسي''، الذي قال فيه الحافظ ابن حجر:
''وكان ثبتاً فيما ينقله عارفاً باللغة والنحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما.انتهى،
ثم قال: وله اليد الطولى في التفسير والحديث''.انتهى.
فإذا نظرنا نظرةً عابرة في تفسير أبي حيان الذي سماه ''البحر المحيط''،
نجد من التأويلات الشىء الكثير منها أنه أوَّل:
قوله تعالى: ''إِنّــِى مُتَوَفّـِيـكَ وَرَافِعـُكَ إِلَىَّ'' قال: 'إلىَّ' هنا إضافة تشريف،
والمعنى إلى سمائي ومقر ملائكتي.
أوَّل قوله تعالى: ''بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ''
قال: والجمهور على أن هذه استعارة عن جوده وإنعامه.
أوَّل قوله تعالى: ''وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ''
قال: أي ونحن أقرب قرب علمٍ بأحواله.
أوَّل قوله تعالى: ''إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّـِبُ''
قال: لأنه (أي الله) ليس بجهة وإنما ذلك كناية عن القبول.
وأوَّل قوله تعالى: ''ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ''
قال: ومجازه 'أي المجاز الذي في الآية' أن ملكوته في السماء.
هذه التأويلات قليلٌ من كثير أردنا بها تبيين الحق
وتبيين أن أبا حيان كان من الذين لا يرون بأساً في التأويل إذا كان هناك حاجة له.
والآن إلى عالمٍ ءاخر من علماء أهل السنة والجماعة، لننقل بعض تأويلاته،
وهو المفسر اللغوي ''أبو حيان الأندلسي''، الذي قال فيه الحافظ ابن حجر:
''وكان ثبتاً فيما ينقله عارفاً باللغة والنحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما.انتهى،
ثم قال: وله اليد الطولى في التفسير والحديث''.انتهى.
فإذا نظرنا نظرةً عابرة في تفسير أبي حيان الذي سماه ''البحر المحيط''،
نجد من التأويلات الشىء الكثير منها أنه أوَّل:
قوله تعالى: ''إِنّــِى مُتَوَفّـِيـكَ وَرَافِعـُكَ إِلَىَّ'' قال: 'إلىَّ' هنا إضافة تشريف،
والمعنى إلى سمائي ومقر ملائكتي.
أوَّل قوله تعالى: ''بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ''
قال: والجمهور على أن هذه استعارة عن جوده وإنعامه.
أوَّل قوله تعالى: ''وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ''
قال: أي ونحن أقرب قرب علمٍ بأحواله.
أوَّل قوله تعالى: ''إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّـِبُ''
قال: لأنه (أي الله) ليس بجهة وإنما ذلك كناية عن القبول.
وأوَّل قوله تعالى: ''ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ''
قال: ومجازه 'أي المجاز الذي في الآية' أن ملكوته في السماء.
هذه التأويلات قليلٌ من كثير أردنا بها تبيين الحق
وتبيين أن أبا حيان كان من الذين لا يرون بأساً في التأويل إذا كان هناك حاجة له.
الحافظ ابن حجر
والآن إلى ''الحافظ ابن حجر''، وهو من فطاحل علماء أهل السنة والجماعة،
فإليك أيها الطالب للحق بعض التأويلات للحافظ ابن حجر من أشهر كتبه
ألا وهو شرح صحيح البخاري
قال ابن حجر: ''وقوله 'كتب الله' أي أمر أن يُكتب''.
أوَّل حديث: ''ضحـك الله الليلة أو عجب من فعالكما''،
قال: ''ونسبة الضحك والتعجب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما''.
الحديث القدسي: ''وأنـا معـه إذا ذكـرني''، قال: ''أي بعلمي (يقصد بعلم الله)''.
والآن إلى ''الحافظ ابن حجر''، وهو من فطاحل علماء أهل السنة والجماعة،
فإليك أيها الطالب للحق بعض التأويلات للحافظ ابن حجر من أشهر كتبه
ألا وهو شرح صحيح البخاري
قال ابن حجر: ''وقوله 'كتب الله' أي أمر أن يُكتب''.
أوَّل حديث: ''ضحـك الله الليلة أو عجب من فعالكما''،
قال: ''ونسبة الضحك والتعجب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما''.
الحديث القدسي: ''وأنـا معـه إذا ذكـرني''، قال: ''أي بعلمي (يقصد بعلم الله)''.
الإمام البيهقي
وهو أحد أعلام المسلمين في الحديث وغيره من العلوم الإسلامية،
قال عنه ''الحافظ أبو سعيد العلائي'' في كتابه ''الوشي المعلم'':
''لم يأت بعد البيهقي والدارقطني مثلهما ولا من يقاربهما''. انتهى،
وقال ابن حجر في الفتح عن الحافظ أبي سعيد العلائي: ''شيـخ مشايخنـا''. انتهى،
وقـال الذهـبي 'الذي يعتمده بعض المشبهة في الجرح والتعديل' عن البيهقي:
''كان البيهقي واحد زمانه وفرد أقرانه وحافظ أوانه''. انتهى
هذا هو الحافظ البيهقي قد استعمل التأويل في بعض ءايات وأحاديث الصفات،
حيث قال في قوله تعالى: ''إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّـِبُ'':
صعود الكلم الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن حسن القبول لهما . انتهى.
وهو أحد أعلام المسلمين في الحديث وغيره من العلوم الإسلامية،
قال عنه ''الحافظ أبو سعيد العلائي'' في كتابه ''الوشي المعلم'':
''لم يأت بعد البيهقي والدارقطني مثلهما ولا من يقاربهما''. انتهى،
وقال ابن حجر في الفتح عن الحافظ أبي سعيد العلائي: ''شيـخ مشايخنـا''. انتهى،
وقـال الذهـبي 'الذي يعتمده بعض المشبهة في الجرح والتعديل' عن البيهقي:
''كان البيهقي واحد زمانه وفرد أقرانه وحافظ أوانه''. انتهى
هذا هو الحافظ البيهقي قد استعمل التأويل في بعض ءايات وأحاديث الصفات،
حيث قال في قوله تعالى: ''إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّـِبُ'':
صعود الكلم الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن حسن القبول لهما . انتهى.
الإمام السيوطي
و''الحافظ السيوطي''، وهو قد ألَّفَ كتاباً كاملاً في تأويل بعض ءايات وأحاديث الصفات،
سمَّاه ''تأويل الآيات والأحاديث الموهمة للتشبيه''.
و''الحافظ السيوطي''، وهو قد ألَّفَ كتاباً كاملاً في تأويل بعض ءايات وأحاديث الصفات،
سمَّاه ''تأويل الآيات والأحاديث الموهمة للتشبيه''.
الإمام الغزالي
حجة الإسلام ''أبو حامد الغزالي''، واشتهر بين المسلمين بعلو الصيت،
وقد أوَّل في كثيرٍ من كتبه ''كالإحياء'' وغيره،
ونضرب لكم مثالاً من كتاب ''المستصفى في الأصول للغزالي''
حيث قال: ''فإن قيل العـرب إنمـا تفهـم مـن
قولـه تعـالى: ''وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ'' و ''الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى''
الجهة والاستقرار، وقد أُريد به غيره فهو متشابه،
قلنا هيهات فإن هذه كنايات واستعارات يفهمها المؤمنون من العرب
المصدقون بأن الله تعالى ليس كمثله شىء، وأنها مؤولة تأويلات تناسب تفاهم العرب''.
انتهى كلام الغزالي بنصه.
حجة الإسلام ''أبو حامد الغزالي''، واشتهر بين المسلمين بعلو الصيت،
وقد أوَّل في كثيرٍ من كتبه ''كالإحياء'' وغيره،
ونضرب لكم مثالاً من كتاب ''المستصفى في الأصول للغزالي''
حيث قال: ''فإن قيل العـرب إنمـا تفهـم مـن
قولـه تعـالى: ''وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ'' و ''الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى''
الجهة والاستقرار، وقد أُريد به غيره فهو متشابه،
قلنا هيهات فإن هذه كنايات واستعارات يفهمها المؤمنون من العرب
المصدقون بأن الله تعالى ليس كمثله شىء، وأنها مؤولة تأويلات تناسب تفاهم العرب''.
انتهى كلام الغزالي بنصه.
الإمام النووي
وقد ثبت التأويل عن غير هؤلاء العلماء من أهل السنة والجماعة كـ''النووي''،
حيث إنه استخدم التأويل في مواضع كثيرة من ''شرحه على صحيح مسلم''
منها الحديث القدسي: ''يا ابن ءادم مرضت فلم تعُدني،
قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين،
قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده،
أما علمت أنك لو عُدْته لوجدتني عنده''،
قال النووي مستحسناً:
''قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد
تشريفاً للعبد وتقريباً له، ومعنى وجدتني أي وجدت ثوابي وكرامتي''. انتهى
وقد ثبت التأويل عن غير هؤلاء العلماء من أهل السنة والجماعة كـ''النووي''،
حيث إنه استخدم التأويل في مواضع كثيرة من ''شرحه على صحيح مسلم''
منها الحديث القدسي: ''يا ابن ءادم مرضت فلم تعُدني،
قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين،
قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده،
أما علمت أنك لو عُدْته لوجدتني عنده''،
قال النووي مستحسناً:
''قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد
تشريفاً للعبد وتقريباً له، ومعنى وجدتني أي وجدت ثوابي وكرامتي''. انتهى
التأويل المذموم ومثال عليه
أما المعتزلة والجهمية فإن العلماء ذموا تأويلاتهم
''لأنها تأويلات من غير دليل عقلي قاطع أو نقلي ثابت''،
فإذا رجعنا مرة أخرى إلى كلام الرازي في المحصول نجده يقول:
''ولا يسوغ تأويل النص أي إخراجه عن ظاهره بغير دليل عقلي قاطع أو نقلي ثابت''.
فالمعتزلة قد أوَّلوا نصوصاً من غير وجود أدلة عقلية أو نقلية تدفعهـم إلى التأويـل،
ونعطـي مثـالاً وهو تأويلهم لقوله تعالى:
''وُجُوهُُ يَوْمَئِذِِ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبّـِهَا نَاظِرَةُاُ''،
فإنهم ''أي المعتزلة'' قد أوَّلوا كلمة ناظرة بانتظار ثواب الله في الآخرة،
ونفوا أن ينظرالمؤمنون إلى ربهم في الآخرة،
فهذا التأويل مردود لمخالفته نصوصاً واضحة
تؤكد أن المؤمنين سيرون الله في الآخرة،
بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي 'رواه الشيخان' وغيرهم:
''إنكم سترون ربكم يوم القيامة''.
إذاً مثل هذا التأويل هو الذي ذمَّه الشرع، وليس تأويلات أهل الحق
التي توافق النقل والعقل وتنفي الجسمية عن الله، كما بيَّنا ذلك.
أما المعتزلة والجهمية فإن العلماء ذموا تأويلاتهم
''لأنها تأويلات من غير دليل عقلي قاطع أو نقلي ثابت''،
فإذا رجعنا مرة أخرى إلى كلام الرازي في المحصول نجده يقول:
''ولا يسوغ تأويل النص أي إخراجه عن ظاهره بغير دليل عقلي قاطع أو نقلي ثابت''.
فالمعتزلة قد أوَّلوا نصوصاً من غير وجود أدلة عقلية أو نقلية تدفعهـم إلى التأويـل،
ونعطـي مثـالاً وهو تأويلهم لقوله تعالى:
''وُجُوهُُ يَوْمَئِذِِ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبّـِهَا نَاظِرَةُاُ''،
فإنهم ''أي المعتزلة'' قد أوَّلوا كلمة ناظرة بانتظار ثواب الله في الآخرة،
ونفوا أن ينظرالمؤمنون إلى ربهم في الآخرة،
فهذا التأويل مردود لمخالفته نصوصاً واضحة
تؤكد أن المؤمنين سيرون الله في الآخرة،
بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي 'رواه الشيخان' وغيرهم:
''إنكم سترون ربكم يوم القيامة''.
إذاً مثل هذا التأويل هو الذي ذمَّه الشرع، وليس تأويلات أهل الحق
التي توافق النقل والعقل وتنفي الجسمية عن الله، كما بيَّنا ذلك.
فائدة في الرد على مانعي التأويل
وننقل الآن كلاماً نفيساً للحافظ ''مرتضى الزبيدي'' من كتابه ''إتحاف السادة المتقين''
نقله من كتاب ''التذكرة الشرقية للإمام القشيري''
في جواز التأويل والرد على من يُمر جميع ءايات الصفات على الظاهر،
وهذا نصه:
''فإن امتنع من التأويل أصلاً فقد أبطـل الشريعة والعلوم،
إلا ما كان نحو قول الله تعالى ''وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمُُ''،
لأن ثَمَّ أشياء لا بد من تأويلها لا خلاف بين العقلاء فيه،
إلا الملحدة الذين قصدهم التعطيل للشرائع،
والاعتقاد لهذا يؤدي إلى إبطال ما هو عليه من التمسك بالشرع بزعمه،
وإن قال يجوز التأويل على الجملة إلا فيما يتعلق بالله وبصفاته فلا تأويل فيه،
فهذا مصيرٌ منه إلى أن مـا يتعلق بغير الله تعالى يجب أن يُعلم
وما يتعلق بالصانع وصفاته يجب التقاصي عنه، وهذا لا يرضى به مسلم.
وسر الأمر أن هؤلاء الذين يمتنعون عن التأويل معتقدون حقيقة التشبيه
غير أنهم يدلسون ويقولون له يدٌ لا كالأيدي وقدمٌ لا كالأقدام واستواء بالذات
لا كما نعقل فيما بيننا، فليقل المحقق هذا كلام لا بدّ له من استبيانٍ.
قولكم نجري الأمرَ على الظاهر ولا يُعقل معناه تناقضٌ،
إن أُجريت على الظاهر فظاهر السياق في قولـه تعـالى: ''يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقِِ''،
هو العضو المشتمل على الجلد واللحم والعظم والعصب والمخ،
فإن أخذت بهذا الظاهر والتزمت بالإقرار بهذه الأعضاء فهو الكفر،
وإن لم يمكنك الأخذ بها فأين الأخذ بالظاهر؟!
ألست قد تركت الظاهر وعلمت تقدُّس الرب عما يوهم الظاهر،
فكيف يكون أخذاً بالظاهر!؟.
وإن قال الخصم: هذه الظواهر لا معنى لها أصلاً، فهو حكمٌ بأنها ملغاة،
وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدرٌ، وهذا محالٌ،
وفي لغة العرب ما شئت من التَّجوُّز والتوسع في الخطاب،
وكانوا يعرفون موارد الكلام ويفهمون المقاصد،
فمن تجافى عن التأويل فذلك لقلة فهمه بالعربية،
ومن أحاط بطرقٍ من العربية هان عليه مدرَكُ الحقائق''.
انتهى كلام ''الإمام القشيري'' الذي نقله ''الإمام الزبيدي''.
وننقل الآن كلاماً نفيساً للحافظ ''مرتضى الزبيدي'' من كتابه ''إتحاف السادة المتقين''
نقله من كتاب ''التذكرة الشرقية للإمام القشيري''
في جواز التأويل والرد على من يُمر جميع ءايات الصفات على الظاهر،
وهذا نصه:
''فإن امتنع من التأويل أصلاً فقد أبطـل الشريعة والعلوم،
إلا ما كان نحو قول الله تعالى ''وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمُُ''،
لأن ثَمَّ أشياء لا بد من تأويلها لا خلاف بين العقلاء فيه،
إلا الملحدة الذين قصدهم التعطيل للشرائع،
والاعتقاد لهذا يؤدي إلى إبطال ما هو عليه من التمسك بالشرع بزعمه،
وإن قال يجوز التأويل على الجملة إلا فيما يتعلق بالله وبصفاته فلا تأويل فيه،
فهذا مصيرٌ منه إلى أن مـا يتعلق بغير الله تعالى يجب أن يُعلم
وما يتعلق بالصانع وصفاته يجب التقاصي عنه، وهذا لا يرضى به مسلم.
وسر الأمر أن هؤلاء الذين يمتنعون عن التأويل معتقدون حقيقة التشبيه
غير أنهم يدلسون ويقولون له يدٌ لا كالأيدي وقدمٌ لا كالأقدام واستواء بالذات
لا كما نعقل فيما بيننا، فليقل المحقق هذا كلام لا بدّ له من استبيانٍ.
قولكم نجري الأمرَ على الظاهر ولا يُعقل معناه تناقضٌ،
إن أُجريت على الظاهر فظاهر السياق في قولـه تعـالى: ''يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقِِ''،
هو العضو المشتمل على الجلد واللحم والعظم والعصب والمخ،
فإن أخذت بهذا الظاهر والتزمت بالإقرار بهذه الأعضاء فهو الكفر،
وإن لم يمكنك الأخذ بها فأين الأخذ بالظاهر؟!
ألست قد تركت الظاهر وعلمت تقدُّس الرب عما يوهم الظاهر،
فكيف يكون أخذاً بالظاهر!؟.
وإن قال الخصم: هذه الظواهر لا معنى لها أصلاً، فهو حكمٌ بأنها ملغاة،
وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدرٌ، وهذا محالٌ،
وفي لغة العرب ما شئت من التَّجوُّز والتوسع في الخطاب،
وكانوا يعرفون موارد الكلام ويفهمون المقاصد،
فمن تجافى عن التأويل فذلك لقلة فهمه بالعربية،
ومن أحاط بطرقٍ من العربية هان عليه مدرَكُ الحقائق''.
انتهى كلام ''الإمام القشيري'' الذي نقله ''الإمام الزبيدي''.
فانظر أخي المسلم كيف قال هذا العالم الجليل عن الذي يمنع التأويل:
''إن هذا دليلٌ على قلة فهمه بالعربية''،
والذي يدل على ذلك ما قاله ''الحافظ ابن الجوزي'' في كتابه ''المجالس''.
''إن هذا دليلٌ على قلة فهمه بالعربية''،
والذي يدل على ذلك ما قاله ''الحافظ ابن الجوزي'' في كتابه ''المجالس''.
خاتمة
والآن بعد أن ذكرنا التأويل الإجمالي الذي كان عليه غالب السلف،
وذكرنا التأويل التفصيلي الذي اعتمده بعض علماء السلف وسائر علماء الخلف،
وأعطينا أمثلة على التأويل الذي ذمه العلماء،
وبعد أنْ بيَّنَّا أنَّ السلف والخلف متفقون على جواز التأويل بالشروط التي ذكرناها،
إما تأويل إجمالي أو تفصيلي،
نقول: كيف بعد هذا البيان يقول المشبهة:
''إن الفرقـة التي تـؤول الصفـات هي ليست من الفرقة الناجية''!!!
و''إنها من أفراخ الجهميـة''!!!، والعياذ بالله من كلامهم هذا،
أليس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
''لا تجتمع أمتي على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم''.
والمراد بالسواد الأعظم جمهور الأمة المحمدية،
أي أن عقيدتهم عقيدة يحبها الله ورسوله،
وهؤلاء الجمهور الذين نقلنا التأويل عن بعض أئمتهم،
كـ''ابن عباس ومالك وسفيان الثوري وأحمد والبخاري
والبيهقي والقرطبي والنووي وأبي حيان وابن حجر''،
هم من نتبعهم ونقتدي بهم، فنحن مع هؤلاء
وليس مع المخالفين الذين خالفوا ما عليه جمهور الأمة المحمدية
كبعض الفرق الشاذة التي تخالف علماء السنة من السلف والخلف،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من شَذَّ شَذَّ إلى النار''،
فرحم الله أئمة أهل السنة والجماعة إذ بينوا الاعتقاد الحق
فأمن كثيرٌ من الخلق من الوقوع في التشبيه والتجسيم والطغيان .
والآن بعد أن ذكرنا التأويل الإجمالي الذي كان عليه غالب السلف،
وذكرنا التأويل التفصيلي الذي اعتمده بعض علماء السلف وسائر علماء الخلف،
وأعطينا أمثلة على التأويل الذي ذمه العلماء،
وبعد أنْ بيَّنَّا أنَّ السلف والخلف متفقون على جواز التأويل بالشروط التي ذكرناها،
إما تأويل إجمالي أو تفصيلي،
نقول: كيف بعد هذا البيان يقول المشبهة:
''إن الفرقـة التي تـؤول الصفـات هي ليست من الفرقة الناجية''!!!
و''إنها من أفراخ الجهميـة''!!!، والعياذ بالله من كلامهم هذا،
أليس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
''لا تجتمع أمتي على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم''.
والمراد بالسواد الأعظم جمهور الأمة المحمدية،
أي أن عقيدتهم عقيدة يحبها الله ورسوله،
وهؤلاء الجمهور الذين نقلنا التأويل عن بعض أئمتهم،
كـ''ابن عباس ومالك وسفيان الثوري وأحمد والبخاري
والبيهقي والقرطبي والنووي وأبي حيان وابن حجر''،
هم من نتبعهم ونقتدي بهم، فنحن مع هؤلاء
وليس مع المخالفين الذين خالفوا ما عليه جمهور الأمة المحمدية
كبعض الفرق الشاذة التي تخالف علماء السنة من السلف والخلف،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من شَذَّ شَذَّ إلى النار''،
فرحم الله أئمة أهل السنة والجماعة إذ بينوا الاعتقاد الحق
فأمن كثيرٌ من الخلق من الوقوع في التشبيه والتجسيم والطغيان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق